-
اخر المواضيع |
| ||||||||||||||||||
ظاهرة دموع الدم..)فيما وراء الطبيعة) هيمولاكريا Haemolacria هي حالة جسدية تجعل الشخص يفرز دموعاً تحتوي على دم ، ويمكن أن يتراوح ظهورها من دموع مشوبة بالإحمرار الناجم عن وجود جزئي للدم إلى دموع حمراء مكونة بالكامل من الدم ، ورغم أن هذه الحالة لا تملك تفسيراً واضحاً أو علاجاً حتى الآن إلا أنها قد تكون أحد أعراض عدد من الأمراض المتعلقة بالدم ، كما قد تكون مؤشراً على وجود ورم في جهاز إنتاج الدمع ، وغالباً ما يظهر هذا العرض نتيجة عوامل محيطية مثل إلتهاب الملتحمة البكتيري ، أو إصابات أو أضرار بيئية، وقد يحدث شكل حاد من الهيمولاكريا في النساء اللواتي لديهن خصوبة عالية ويبدو أنه ناجم عن الهرمونات وبشكل يشبه ما يحدث في بطانة الرحم . دعونا نلقي نظرة على أهم 5 حالات في السنوات الأخيرة : في صيف 2009 تناقلت وسائل الإعلام خبر صبي بعمر 15 سنة من ولاية تينيسي الأمريكية ، وهو يبكي دماً بمعدل 3 مرات في اليوم ومن دون تنبيه يسبق حدوث هذا البكاء الغريب ، وكل ما قاله في هذا الشأن هو : " في البداية يمكنني الإحساس به يخرج كدمعة وأشعر بعيناي تسيلان دموعاً ، وفي بعض الأحيان أشعر بحرقة عندما تخرج الدموع "، ويقول أن مشاعره تأذت في البداية عندما بدأ زملاؤه في المدرسة يصفونه بــ الممسوس أو المستحوذ عليه ، إلا أنه الآن أصبح معتاداً على الأمر. وعندما خرجت دموع الدم في البداية أصيبت أمه بالفزع واتصلت بخدمات الطوارئ ، وتذكر الأم ما حدث فتقول : " كان الأمر الأكثر رعباً في حياتي عندما نظر إلي وقال : ' أمي .. هل أنا على وشك الموت ؟ ' "، وتقول أن قلبها انفطر لذلك. ومنذ ذلك الحين أُجريت العديد من الفحوصات الطبية بما فيها مسوحات الرنبين MRI ، والطبقي المحوري CAT، وبالأمواج فوق الصوتية ، لكن لم يأت طبيب واحد بتفسير شاف لما يحصل بعد ، وقد ظهرت الأم والابن على شاشة التلفزيون على أمل المساعدة في علاج ، لكن دون جدوى حتى الآن. في شهر أبريل 2010 تناقلت وسائل الإعلام خبر فتاة مراهقة بعمر 13 سنة من (أتر براديش ) في الهند ، وتعاني من نسخة مروعة من هيمولاكريا ، فهي لا تنزف من عينيها فحسب لكن أيضاً من أنفها وفروة رأسها ورقبتها وأخمص قدميها كما لو أنها "تتعرق دماً " وبدون أثر لأي جرح واضح، ومن الغريب أن ذلك لا يسبب لها أي آلام ، وأمها (42 سنة) محبطة وتحاول مساعدتها على الخروج من هذه الحالة ، وكانت حالة (توينكل) موضوعاً عدد كبير من البحوث والدراسات الطبية ، وقدمت حالتها في برامج تلفزيونية مثل بودي شوك وفي قناة الجغرافيا الوطنية (ناشيونال جيوغرافيك). ومنذ سنوات قليلة فقط كانت (توينكل) طفلة عادية بعمر 12 عاماً ، وفجأة بدأت تنزف من كل مكان بين 5 إلى 20 مرة في اليوم الواحد ، وتقول توينكل : " صدرية مدرستي التي أرتديها تحولت إلى حمراء ، ولم يجرؤ أي زميل على الإقتراب مني أو اللعب معي ، حالتي مخيفة ومزرية ، وظن زملائي أن توينكل مقرفة في حقيقتها "، وسرعان ما طُردت (توينكل) من مدرستها القديمة ورفضت مدرسة أخرى استقبالها بكل صراحة ، ومن ثم اضطرت لمتابعة دراستها في منزلها ، ولم يكن لها فرصة لرؤية لزميلاتها زملائها وكانت شاحبة جداً ومنهكة من فقدان الدم بحسب كلام أمها . ومرة أخرى احتار الأطباء بحالتها إذ لم يكن لديهم أي فكرة عن طريقة معالجتها ، وفي الواقع غضب أحد الأطباء الذين اطلعوا على حالتها واتهم أبويها بافتعال كل شيء ، بينما اعتقد سكان القرية بأن الفتاة مصابة بـ لعنة وكانوا يصرخون ويوجهون إليها عبارات قاسية في الشوارع . ومع ذلك قدم أخصائي بريطاني تفسيراً لفقدان (توينكل) لدمائها ، فهو يعتقد أنها قد تعاني من إضطراب في تخثر الدم ، وهي حالة يمكن أن يعالجها طبيب التخثر ، لكن أسرة (توينكل) فقيرة جداً وتأمل بحدوث معجزة تمكنهم من علاج ابنتهم. ونظراً للإفتقار إلى تفسيرات طبية لحالتها لعبت المعتقدات الدينية أدواراً في التفسير ، فقد عانت الفتاة لوحدها من مرض غير معروف ، لكن وجهات نظر متشككة افترضت أن الحالة يمكن أن تفسر من خلال ما يسمى بمتلازمة (مانشهاوزن) بالوكالة ، مما قد يعني أن أم الفتاة هي الوحيدة التي شهدت بداية النزيف فعلياً وهي من افتعل هذه القصة وبطريقة ما تصنع الأثر على الفتاة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المتلازمة إضطراب تصنعه النفس وفيه يختلق الشخص المرض أو الصدمة النفسية بهدف لفت الإنتباه وجذب التعاطف معه وللإطمئنان على نفسه وفي بعض الأحيان تعرف بأنها متلازمة إدمان المستشفى. في أبريل 2009 انتشر خبر عن فتاة من منطقة (باتنا) في الهند وبإمكانها أن تبكي 5 مرات في اليوم وتشعر بالتعب والإنهاك مع كل بكاء ، ومن المثير للدهشة أنها لا تعاني النبذ من قبل المجتمع وعلى النقيض من ذلك اعتبرت "مقدسة" ويأتي إليها المتعبدون ليشهدوا ما يعتبروا أنه "معجزة إلهية"، وأتباعها ينحنون أمامها مبجلين لها ويقدمون لعائلتها قرابين عديدة ، وتقول رشيدة : " لا أحس بأي ألم عندما عندما تحدث هذه الحالة ، لكن منظر الدم السائل بدلاً من الماء يسبب لي الصدمة ." ، وهناك افتراضات طبية تقول أن السبب ربما يكمن في ورم دماغي أو وجود خلل في القنوات الدمعية ، ولكن لم يتمكن أحد أن يتيقن من ذلك حتى الآن. في شهر مارس 2012 ، عرضت قناة السعيدة اليمنية حالة نادرة لفتاة من منطقة باجل التي تقع في محافظة الحدﯾدة ، ووصفت في التقرير بأنها " تتعرق دماً وتبكي فتتحول دموع?ا إلى حصى " ، بحسب ما زعمته القناة. تقول صبورة أن بداية حالتها كانت منذ حوالي 6 أش?ر، وتحدﯾدًا بعد زواجها مباشرة حيث لاحظ زوجها أنها أصبحت تتعرق الدم من جسدها و أنها تخرج من عينيها دموع كالحجارة الرقيقة ، حدث ذلك عندما بدأت تنتاب صبورة حاﻻت إغماء تدوم أحياناً 4 ساعات. وتطور الحال من مجّرد إغماء إلى إنتفاخ كبير في البطن مما جعل شكل?ا يشبه المرأة الحامل في أشهرها اﻷخيرة ، فبادر أهلها وزوجها إلى نقلها إلى المستشفى المحلي لإسعافها لكن اﻷطباء عجزوا عن تشخيص حالتها، واكتفوا بما تفيد به نتائج الفحوص بأن?ا سليمة من أي مرض ، ثم بعد نوبات اﻻنتفاخ أصبحت تجتاح صبورة حاﻻت تعّرق لا تفرز فيها سموماً مائية كما ?و حال الناس وإنما تخرج من مسام جسمها إفرازات دموية ، وقام الزوج بتطليقها وإعادتها إلى بيت أهلها حيث تعيش حالياً في حالة من العذاب النفسي و الجسدي. أصبحت قصة صبورة محور حديث منطقة باجل في محافظة الحديدة فمن الناس من يعتقد أن الأمر معجزة ربانية بينما يقف آخرون عاجزين عن فهم حقيقة ما يجري مع هذه الفتاة العشرينية التي لا تزال في مقتبل العمر ، ومؤخرًا تطورت حالتها إلى درجة الخوف واﻹعجاز، إذ فوجئت بأن?ا حينما تبكي فإن دموعها السائلة تخرج متحجرة على شكل حصى صغيرة متباﯾنة اﻷحجام لا ﯾقل حجم الواحدة من?ا عن حجم نملة صغيرة، ولم ﯾقتصر ذلك على دموع عيون?ا، بل وكذلك من أذنها أﯾضاً حسب ما يزعم. وتشكو صبورة من أن?ا تعاني ألماً ووجعاً في عيني?ا عند النوم، اﻷمر الذي يحرمها النوم ومن اﻻستقرار النفسي، وﻻ ﯾتجاوز زمن نومها في بعض اﻷﯾام الساعتين فقط. في شهر أبريل من عام 2012 استضافت المذيعة ريهام سعيد من قناة النهار المصرية في برنامجها " صبايا الخير " الفتاة دينا (17 سنة) التي تذرف الدم من عينيها ، والتي تعتقد بأنها ممسوسة من قبل الجن بعد أن ثبت خلوها من الأمراض العضوية بعد خضوعها لفحوصات طبية عديدة ، وقالت "دينا" في هذا اللقاء التلفزيوني :" أنا معايا أكتر من ألف جن، أنا معايا عشيرة كاملة، وكلهم زنوج ". وقد أكدت دينا عدم معرفتها بقدوم أحد الشيوخ إلى المستشفى والذي جاءت به أختها الكبرى ليراها، كما أنها كانت نائمة ولا تعلم بمجيئه، وبمجرد دخوله المستشفى شعرت بألم شديد في رأسها وكانت تسمع لخطوات قدميه منذ أن وطأت قدماه باب المستشفى رغم تواجدها بغرفة بالطابق الخامس، ثم روت له الكوابيس التي تراودها. وقالت دينا :" قال لي الشيخ استغفري ربنا وقولي الشهادتين، وبالفعل عملت ما قاله لي، وعندما بدأ في قراءة بعض الآيات القرآنية شعرت فجأة وكأن مياه ساخنة تخرج من جسدي، ثم انتفخت قدمي اليسرى، وصوابع يدي طولت فجأة، ثم بدأ الشيخ يتكلم مع الجن ويقول له : إنت شرفت ؟، وعندما غادر الشيخ شعرت وكأن جسدي امتلأ بالرمال" ، ووصفت دينا الجن الذي تراه كما تزعم بأنهم زنوج وأجسامهم بشرية ووجوههم وجه فئران وعيونهم مستطيلة ويتكلمون اللغة العربية ويتحدثون معها باللهجة المصرية العامية. وأضافت :"جميع الشيوخ اللي حولي كلهم أجمعوا على أنهم 1000 جن، عشيرة كاملة وفيهم واحد عاشق اسمه "واصطاف" وعايز يتجوزني وأنا مش موافقة، هو بيجيلي بالليل مش شكله بني آدم خالص شكله يخوف". وتابعت :" أنا جالي شيوخ كتير، وأول واحد جالي الشيخ محمد، وبعد ما طلع عليا 2 أو 3، بصلي كده وأنا في بيت أختي ومعايا ماما وبابا و قالي أنا لو جرالي حاجه هيبقى بسببك إنت، واتوفى بعدها بـ 3 أيام، مخلتش الموضوع في دماغي وقلت كله بإيد ربنا، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ". تساؤلات ويبدو مما ذكرناه من أمثلة أن هذه الحالة النادرة تصيب الإناث أكثر والملاحظ أنهم جميعهم في عمرالمراهقة ، ويشتروكون في أنها أحداث انتشرت أخبارها في فصل الريبع من السنة فهل هذه مجرد مصادفة ؟ وهل ما زالت الفتيات تبكين دماً في بقية فصول السنة ؟ ، وهل لهذه النتائج صلة بخلل في الهرمونات المسؤولة أيضاً عن نزيف الدورة الشهرية وكما ذكر في تعريف هيمولاكريا من أنها موجودة لدى النساء اللواتي لديهن خصوبة عالية ؟ وأخيراً... بسبب عدم وجود تفسير علمي طبي لواضح لحالة هيمولاكريا تزدهر التفسيرات المبنية على المعتقدات حيث تجد البيئة الخصبة لذلك، ومن بينها معتقد تدخل الكيانات الغيبية في حياة البشر وأحوالهم الجسدية والنفسية (الجن ، أرواح .. الخ) ، وحتى يأتي الوقت الذي يستطيع فيه العلم تفسير هذه الحالة النادرة جداً ستجد الفرضيات الغريبة الغير مبينة على دليل مادي أو حاسم فرصاً للإنتشار خصوصاً وسط المجتمعات الغير متعلمة. تم النشر بقلم :ليالي مصريه |
توقيع : ليالي مصريه |
|