-
اخر المواضيع |
| ||||||||||||||||
التدقيق في فحص الطب الشرعي للجنايه... يقول الدكتور فخر الدين صالح، كبير أطباء الطب الشرعي، ونائب كبير الأطباء الدكتور أيمن فودة، بشأن هذه الفحوص. وقال لنا "عندما تحتاج النيابة إلى التحقيبق في قضية فجور، فنحن نوفر كشف طبي معروف على مستوى العالم".[392] وأكد الدكتور فخر الدين صالح أن "في هذه النوعية من الفحص هناك ستة معايير وضعها الفرنسي المرموق "تاردييه".[393] كان أوجست آمبورز تاردييه (1818 ـ 1879) طبيبا شرعيا، ونشر كتابه "دراسة طبية شرعية للإنتهاكات الأخلاقية" عام 1857. وراج الكتاب رواجاً هائلاً، بفضل خليط من النبرة العلمية . ووضع الكتاب خطوطاً إرشادية من أجل التحقيق في ثلاثة جرائم: " الأفعال الفاضحة في الطريق العام، والاغتصاب، وأخيرا "اللواط بالأطفال واللواط"، واستخدم الكتاب المصطلحين على حد سواء للإشارة إلى الممارسة المثلية بين الراشدين من الذكور.[394] كان "إعتياد اللواط" ميولاً داخلياً سرياً. ولكن قدرة هذا الميول في إخفاء نفسه دفع تاردييه إلى البحث عن العلامات التي تسهل التعرف عليه:، و"معرفة هذه العلامات ستمكِّن الطبيب، في الغالبية العظمى من الحالات، من الإشارة إلى الممارسات التي تتعلق بالأخلاق العامة بدرجة العالية".[395] وكان "تاردييه" يعتقد أن "اللواطيون" لابد أن يكونوا إما إيجابيين فقط أو سلبيين فقط. وبنى نظرية تقول أن هناك ستة "علامات مميزة" لدى اللواطيون: "النمو الزائد للأرداف، تشوه الشرج بحيث يأخذ شكل القمع، إرتخاء العضلة القابضة للشرج، زوال الانثناءات والتعريجات والزيادات اللحمية حول محيط الشرج، الاتساع الشديد لفتحة الشرج، وووجود القرحات والبواسير والنواسير".[396] ومن بين هذه العلامات، كانت "الشكل القمعي" – أي اتخاذ فتحة الشرج شكلا يشبه القمع – وهي العلامة المتفردة التي لا تدع مجالا للشك في اللواط [السلبي]" في رأي تاردييه.[397] وعندما يتذكر الأطباء اليوم معتقدات تاردييه حول آثار السلوك المثلي على ملامح البدن، يرونها على أنها بلا قيمة طبية.[398] وتقول د. لورنا مارتن، أستاذة الطب الشرعي الجنائي بجامعة كيب تاون بجنوب افريقيا إن نظرية تاردييه "شيء عجيب … من مزبلة التاريخ". وأضافت أنه "لا يمكن أن نتعرف على الاختراق المتكرر للشرج؛ والحالة الوحيدة التي قد يفيد فيها الكشف [على الشرج] هي حالة الاختراق الحاد للشرج بالغصب، حيث قد تظهر بعض الإصابات".[399] ولكن بعد مرور مائة وخمسين عاما- تظل نظريات تاردييه موجودة ، وتشكل الأساس لعملية اختراق جسدي وحشية تمارس بشكل دوري".[400] واستطرد الدكتور فودة في شرح المعتقدات الطبية وراء إجراء الهيئة لهذه الفحوص شرحا تفصيليا.[401]
ويتسبب ذلك في تهتك عضلات قاع الحوض … ومع تكرر الاختراق العنيف، يكون هناك العديد من التهتكات في العضلة. وينتج عن هذا ضعف في فتحة الشرج، ويتسبب في إذابة الدهون المحيطة بالشرج. ويتسبب هذا الأخير في الاختفاء الملحوظ للقطبات الموجودة حول فتحة الشرج. وعند الإمساك بالردفين بقبضة قوية، تجد اتساعا سلبيا في فتحة الشرج، وتظهر الفتحة على شكل قمع، وتكون الانعكاسات الشرجية ضعيفة.[402] و عما إذا كان الاختراق الشرجي لابد أن يكون مصحوبا بانقباض عضلي دال على الرفض: أصَّر د. فودة على إنه "لايمكن أبدا أن يدخل قضيب منتصب في فتحة الشرج بالتراضي … بسبب الانعكاس الغريزي الرافض للاختراق.[403] كما تحدث د. فودة عن "الأساليب الجديدة و المتطورة" في فحص شرج المتهمين "باستخدام الكهرباء".[404] وقدم د. فودة وصفا تفصيليا لهذه الأساليب في مقال كتبه بالاشتراك مع عدد من زملائه.[405] وهذه الدراسة يعيبها عدد من الأخطاء المنهجية.[406] كما أن الدراسة بها تحريفات لعدة حقائق.[407] لكنا نكتفي بملاحظة أن هذه الدراسة تقترح استخدام الرسم الكهربائي للعضلات لفحص عضلات شرج المساجين. وهذه العملية عبارة عن "عملية تسجيل للإشارات الكهربائية الصادرة عن النشاط العضلي"، وقد تجرى على البشر دون تخدير بوضع أقراص معدنية صغيرة فوق الجلد الذي يغطي العضلة –وهي أقطاب كهربائية تلتقط الإشارات الصادرة – أو بغرس أقطاب كهربائية على شكل إبر توضع تحت الجلد".[408] وينتج عن ذلك انتهاك لحرمة الشخص و كرامته وخصوصيته باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة. وينطبق نفس الشيء على أساليب جديدة يصفها د. فودة بأنها جارية التطوير، وفيها "ندخل المسبار بهدف معرفة حالة عضلة الشرج وعضلات الحوض، ونرى إذا كانت قوية أم مرتخية".[409] وتشمل هذه الأساليب المسح الصوتي لمنطقة الشرج، وقياس ضغط الشرج، أي إدخال أنبوبة في فتحة الشرج لقياس مستوى الضغط. ويقول د. فودة: "يتم تطبيق أسلوب قياس ضغط الشرج الآن في بعض الاختبارات على حالات مختارة".[410] كما يقوم الباحثون بدراسة المسح الصوتي ورسم العضلات الكهربائي" بجامعتي عين شمس والمنصورة".[411] إن ما ترمي إليه الجامعات من تطوير تكنولوجي للأساليب الطبية لا يقل عما أصبح شائعاً في التعامل حالياً ، بل لا يزيد عن كونه أشد تطوراً وحذقا مما يجري حالياً، .[412] يعترف به الدكتور فودة ضمناً أن هذا الإجراء، حينما يتم بدون رضا الشخص، يكون شبيهاً بالاغتصاب.[413] ويذكرفي بحثه أن أول دليل على "اعتياد الاستعمال" أو التقبل الشرجي" هو "الاستجابة لأمر الرقاد من أجل الكشف، ويعتبر إيجابياً عندما يتخذ المريض وضع السجود المطلوب بشكل تلقائي".[414] وشرح الدكتور فوده أن وضع الكشف هو الوضع الجنسي: "الموافقة السريعة دليل على الاستخدام. نحن لا نشرح الوضع للناس، فإن سبق لهم ممارسة الفجور، يأخدوا الوضع تلقائيا لأنهم يعرفونه".[415] إن نتائج كشف الطب الشرعي "مهمة جداً كوسيلة لمعرفة إذا ما كان المتهم مذنبا" في قضايا الفجور.[416] ومع ذلك اعترف الدكتور فودة بأن الاختبار لا يمكنه أن يثبت الإجرام حسب نص القانون، إذ اعترف أن "لا يمكن أن يدل كشف الطب الشرعي على إذا ما كانت هذه النوعية من الرذيلة تمارس "بدون تمييز" مع العديد من الناس. ... يتطلب الإثبات أدلة أخرى".[417] لكن هذه الاعترافات بقصور الاختبار نادراً ما تصل إلى المحاكم مثلما تصل نتائج الفحص. فالقضاة عادة يحكمون على نتائج هذه الفحوص من الظاهر. وبالإضافة إلى ذلك، عندما يقر الطبيب الشرعي أن المتهم لم يكن "متكرر الاستعمال"، عادة ما يضيف جملة شرطية تحميه تكون بالصياغة التالية أو ما شابهها: من المعروف علمياً أنه من الممكن إتيان البالغين لواطا من دبر ـ وذلك بالتراضى بين الطرفين واتخاذ الوضع السليم واستخدام المزلجات ـ دون أن يترك ذلك أثرا ينم عليه.[418] ii. "الكرامة" و"الموافقة" ذكر كبير الأطباء الشرعيين أن الموافقة والكرامة شرطان أساسيان في إجراء الفحوص الشرجية، قائلا: "همنا الوحيد هو توفير الاختبار بشكل إنساني في جو من الإحترام، مع توافر الحق الكامل في رفض إجراء الاختبار.. .. ودائما ما نستأذن قبل إجراء الفحص. [وقال بالإنجليزية]: "من فضلك، أريد فحص شرجك".
تم النشر بقلم :انور زياية |
توقيع : انور زياية |
|