-
اخر المواضيع |
| ||||||||||||||||||
عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات َاحبائي اعضاء ليالي مصرية ساطرح موضوع عن الجاسوسية هذا العالم الملئ بالاسرار والغموض وسيكون علي عدة حلقات لاني ساحاول ان يلم الموضوع كل القصص عن هذه العالم الغريب وفي اول حلقة ساقدم لكم تعريف الجاسوسية اتمني ان يعجبكم الجاسوسية مثيرة جداً ...قصص الجواسيس والخونة ... فهي تستهوي العقول على اختلاف مداركها ... وثقافاتها .... وتقتحم معها عوالم غريبة ... غامضة ... تضج بعجائب الخلق ... وشذوذ النفوس. إنه عالم المخابرات والجاسوسية ... ذلك العالم المتوحش الأذرع ... غريم الصفاء ... والعواطف ... الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ... أو يضع وزناً للمشاعر ... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة ... أساسها الكتمان والسرية والجرأة ... ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى اليوم ... وإلى الأبد... فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها ... الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبراطوريات وممالك .. ويقيم نظماً ... ويدحر جيوشاً وأمماً ... ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ. والتجسس فن قديم ... لا يمكن لباحث أن يتكهن بتاريخ ظهوره وبايته على وجه الدقة ... فقد تواجد منذ خلق الإنسان على وجه الأرض ... حيث بدأ صراع الاستحواذ والهيمنة .. وفرض قانون القوة ... باستخدام شتى الأساليب المتاحة ... وأهمها الجاسوس الذي يرى ويسمع وينقل ويصف ... فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع. وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ... قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب ... فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات السريعة... تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة ... للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات خلال لحظات. ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة ... وشرعت في تنظيم أقسامها الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة ... ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة ... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين ... الذين انتشروا في كل بقاع الأرض ... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر ... كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء ... تفننوا في ابتكار وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل ... والتنصت ... وتلقط الأخبار ... ومغافلة الأجهزة المضادة. ففي تطور لم يسبق له مثيل ... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية ... وأجهزة التنصت المعقدة ... وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات ... وتعمل على تفوقها وسلامة عملائها. تغيرت أيضاً نظريات التجسس ... التي اهتمت قديماً بالشؤون العسكرية في المقام الأول ... إذ اتسعت دائرة التحليل الاستراتيجي والتسلح ... وشملت الأمور الاقتصادية والاجتماعية والفنية والعلمية والزراعية ... الخ... فكلها تشكل قاعدة هامة ... وتصب في النهاية كماً هائلاً من المعلومات الحيوية... تتضح بتحليلها أسرار شائكة تمثل منظومة معلوماتية متكاملة. وفي النصف الأخير من القرن العشرين ... طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق ... وظهرت طائرات التجسس ... وسفن التجسس... ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى ... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً ... التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز... كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال. بيد أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة ... يقول خبراء الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس ... فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس ... وشتى الأجهزة المزروعة، و 5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ... بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول عليها ...لك ... يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة ث تكمن أدق المعلومات وأخطرها . وبينما كان الصراع على أشده بين الشرق والغرب ... بين حلف وارسو وحلف شمال الأطلسي ... كان في الشرق الأوسط أيضاً صراع أشد قوة وحدة وعدائية بين العرب وإسرائيل... العرب يريدون دجر إسرائيل التي زرعها الاستعمار في قلب الوطن العربي ... تشبثت بالأرض... وتنتهج سياسة المجازر والعدوان ... وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية في وقاحة . العرب كانوا يتسلحون بأسلحة الكتلة الشرقية ... ويزود الغرب إسرائيل بالسلاح ويساندها في المحافل الدولية. فاشتعل الصراع ... وتأججت الحروب السرية بين المخابرات العربية والإسرائيلية ... وكانت بلا شك حروب شديدة الدهاء ... موجعة الضربات ... تقودها أدمغة ذكية تخطط ... وتدفع بمئات الجواسيس إلى أتون المعركة ... يتحسسون نقاط الضعف والقوة ... ويحصدون المعلومات حصداً ... . ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل ... نشأت المخابرات العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات ... وفي غضون سنوات لا تذكر ... استطاعت أن تبني قواعد عملها منذ اللبنة الأولى ... ودربت كوادرها المنتقاة بعناية ومن أكفأ رجالاتها ... وانخرطت في حرب ضروس مع مخابرات العدو الغاصب . وبعبقرية فذة .. قامت المخابرات المصرية بعمليات جريئة لن يغفلها التاريخ ... عمليات طالت مصالح العدو في الخارج ... وداخل الدولة الصهيونية نفسها ... ووصلت تلك العمليات إلى حد الكفاءة الماهرة والاقتدار ... عندما فجر رجال مخابراتنا البواسل سفن العدو الحربية ... الرابضة في ميناء "إيلات" الإسرائيلي ... وإغراق المدمرة "إيلات" في البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد ... وتفجير الحفار الإسرائيلي في ميناء "أبيدجان"... وزرع رأفت الهجان لعشرين عاماً في تل أبيب ... وتجنيد العديد من ضباط اليهود أنفسهم في إسرائيل ... أشهرهم الكسندر بولين .. وإسرائيل بيير ... ومردخاي كيدار .. وأولريتش شنيفت ... ومئات العمليات السرية التي لم يكشف عنها النقاب بعد ... كلها عمليات خارقة أربكت الدولة العبرية ... وزلزلت جهاز مخابراتها الذي روجت الإشاعات حوله ... ونعت بالأسطورة التي لا تقهر ... . إن المخابرات الإسرائيلية ... نموذج غريب من نوعه في العالم أجمع ... لا يماثله جهاز مخابرات آخر .. شكلاً أو مضموناً ... فهي الوحيدة التي قامت قبل قيام الدولة العبرية بنصف قرن من الزمان ، والوحيدة التي بنت دولة من الشتات بالإرهاب والمجازر والأساطير ... إذ ولدت من داخلها عصابة من السفاحين والقتلة واللصوص .. اسمها اسرائيل . ومنذ وضعت أولى لبنات جهاز المخابرات الإسرائيلية سنة 1897 في بال بسويسرا تفيض قذاراته ... وتثقله سلسلة بشعة من الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل .. بما يؤكد أن إسرائيل ما قامت لها قائمة إلا فوق جثث الأبرياء . وأشلاء أطفال دير ياسين وتل حنان وحساس وغيرها ..... لقد أباد اليهود من هذا الشعب ما يزيد على 262 ألف شهيد حتى عام 2001 ... خلافاً لمائتي ألف جريح ... و165 ألف معاق ... ومليونين ونصف من اللاجئين ... وأبيدت أكثر من 388 قرية عربية .. واغتيل المئات في العواصم الأوروبية والعربية . هكذا عملت المخابرات الإسرائيلية على تحقيق الحلم المسعور .. حلم إقامة الدولة على أرض عربية انتزعت انتزاعاً ... بالتآمر والمال والخياننة .. واحتلت خريطة "من النيل إلى الفرات" مساحة كبيرة على أحد جدران (الكنيست) الإسرائيلي ... تُذكّر عصابات اليهود بحلم دولة إسرائيل الكبرى الذي ما يزال يراود آمالهم .. فأرض فلسطين المغتصبة ليست بحجم خيالهم .. فقط .. هي نقطة بداية وارتكاز ... يعقبها انطلاق وزحف في غفلة منا . وفي كتبهم المقدسة .. زعموا أن نبيهم إسرائيل "يعقوب" سأل إلهه قائلاً: "لماذا خلقت خلقاً سوى شعبك المختار... ؟" فقال له الرب: "لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم". "سفر المكابين الثاني 15-24". وأصبحت هذه الخرافة المكذوبة على الله .. مبدأً وديناً عند اليهود ... الذين يفاخرون بأنهم جنس آخر يختلف عن بقية البشر. وعندما نقرأ توصيات المؤتمر اليهودي العاشر في سويسرا عام 1912 .. لا نتعجب كثيراً... فالمبادئ اليهودية منذ الأزل تفيض حقارة وخسة للوصول إلى مآربهم ... وكانت أهم توصيات المؤتمر: تدعيم النظم اليهودية في كل بلدان العالم حتى يسهل السيطرة عليها. السعي لإضعاف الدول بنقل أسرارها إلى أعدائها ... وبذر بذور الشقاق بين حكامها ... ونقل أنظمتها إلى الإباحية والفوضى. اللجوء إلى التملق والتهديد بالمال والنساء ... لإفساد الحكام والسيطرة عليهم. إفساد الأخلاق والتهيج للرزيلة وتقوية عبادة المال والجنس. ليس من بأس أن نضحي بشرف فتياتنا في سبيل الوطن ... وأن تكون التضحية كفيلة بأن توصل لأحسن النتائج. والتاريخ القديم يصف لنا باستفاضة .. كيف استغل اليهود الجنس منذ آلاف السنين لنيل مبتغاهم ... وتحقيق أهدافهم الغير شريفة ... ضاربين عرض الحائط بالقيم ... وبكل الفضائل والأعراف . ففي عام 1251 قبل الميلاد ... كانت مدينة "أريحا" الفلسطينية مغلقة على اليهود العبرانيين ... وأراد "يشوع بن نون" غزو المدينة واحتلالها ... ولما خُبر أن ملك المدينة يهوى النساء .. ولا يستطيع مقاومتهن ... كلف اثنين من أعوانه بالبحث عن فتاة يهودية – ذات جمال وإثارة – لتقوم بهذه المهمة ... فوقع اختيارهما على "راحاب" جميلة الجميلات ... التي استطاعت بالفعل الوصول إلى الملك ... وسيطرت على عقله بفتنتها الطاغية ... وملأت القصر باليهود من أتباعها تحجة قرابتهم لها ... بهذه الوسيلة .. أمكن إدخال مئات اليهود إلى المدينة .. وتمكنت راحاب من قتل الملك ... ودخل يشوع منتصراً بواسطة جسد امرأة ... امرأة يفخر بها اليهود .. ويعتبرونها أول جاسوسة يهودية خلعت ملابسها في سبيل هدف "نبيل" لبني جلدتها. إذن .. ليس بغريب الآن أن يضحي اليهود بشرف بناتهم .. للوصول إلى غاياتهم ... ولم لا وقد اعترفت كتبهم المقدسة بحالات مقززة من الزنا .. والزنا من المحارم... ؟؟! فقد ادعوا أن "ثامار" ابنة "داود" قالت لأخيها عندما أخذ يراودها عن نفسها: قل للملك "والدهما" فإنه لا يمنعني منك (!!). ادعوا أيضاً – وهم قتلة الأنبياء والرسل ...أن "داود" نفسه – حاشا لله – ارتكب الزنا مع امرأة تدعى "بتشبع" بعد أن أرسل زوجها الضابط "أوريا الحثي" في مهمة مميتة ... (!!). وقالوا عن "يهوذا" إنه زنا زوجة ابنه "شوع" بعدما مات .. فحملت منه "حراماً" وهو عمها (!!). وعن ملكهم "أبيشالوم" قالوا: إنه عندما دخل أورشليم "القدس" وهو منتصر على أبيه الذي قتل في المعركة.. فوجئ بكثرة حريم والده .. فاستشار "أخبطوفال" بما يفعله بهن ... فأفتى له بالدخول عليهن ... ففعل ... وأفسد فيهن كلهن جهاراً ... (!!). نستطيع من هنا أن نستخلص حقيقة مؤكدة .. وهي أن الجنس في عمل المخابرات الإسرائيلية واجب مقدس .. باعتبار أنه عقيدة موروثة متأصلة .. اعترفت بها كتبهم المقدسة وأقرتها .. فإذا كانت رموزهم العليا قد اعترفت بالزنا ... وزنت هي بنفسها مع المحارم فماذا بعد ذلك... ؟ إن السقوط الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي الآن .. ما هو إلا امتداد تاريخي لسقوط متوارث صبغ بالشرعية .. وينفي بشدة أكذوبة الشعب المتدين التي يروح لها اليهود ... ويسوق لنا التاريخ كيف أنهم أجادوا مهنة الدعارة في كل مجتمع حلوا به...وكيف استغلوا نساءهم أسوأ استغلال... فلعهد قريب مضى كان اليهودي في العراق يجلب "الزبائن" لبناته وأخواته... فكان يجلس أمام داره يغوي العابرين: "ليس أجمل من بناتي .. أيها المحظوظ أقبل ... ". وفي المغرب كان اليهودي في "الدار البيضاء" و "أغادير" و "تطوان" أكثر حياء وأدباً... إذ كان يبعث ببناته إلى دور زبائنه في السر. أما في اليمن فيصف لنا التاريخ .. كيف كانت تباع بكارة الفتيات اليهوديات بعدة حزم من "القات" ... إلا أن بكارة مثيلاتهن في ليبيا كانت محددة بـ "مدشار" من العدس والسكر والزيت .. وفي سوريا كان المقابل يصل إلى مقدار ما ينتجه "دونم" جيد من الفستق. وكان الأمر في فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أسوأ ... فقد كان المقابل قطعة من "الأرض" .. أو شراكة في بستان أو معصر للزيوت. هذه حقائق حفظها لنا التاريخ ... وهي بحاجة إلى التنسيق والجمع والتحقيق ... لتملأ مجلدات تنفي مزاعم اليهود بأنهم متدينون .. فليس هناك دين يبيح للمرأة أن تفتح ساقيها لكل عابر .. ويرخص للرجل أن ينقلب فواداً يؤجر جسد نسائه. إنها عقيدة خاصة آمن بها بنو صهيون ... وجبلوا منذ فجر التاريخ على اعتناقها ... فالصهيوني لا يعترف بالشرف في سبيل نزواته وأطماعه... وهو إما فاجر قواد أو داعر معتاد. وليس هناك أصدق مما قاله الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلين (1706 – 1790م) – بأن اليهود طفيليات قذرة (مصاصو دماء) Vampires ... وأنهم "أطاحوا بالمستوى الخلقي في كل أرض حلوا بها. “In which every land the jewshave settled they depressed the moral level”. جاء ذلك في خطاب يعتبر وثيقة تاريخية ... ألقاه فرانكلين عام 1789 عند وضع دستور الولايات المتحدة. فلا غرابة إذن أن يسلك اليهود ذاك السلوك... بعدما قامت دولتهم فوق أرض مغتصبة ... كان عليهم أن يتمسكوا بها .. ويجاهدوا في سبيل استقرارهم عليها... وكان الجنس أحد أهم أدواتهم للوقوف على أسرار المحيطين بهم ونواياهم ... من خلال ضعاف النفوس الذين سقطوا في شباكهم ... وانقلبوا إلى عبدة للذة ... وعبيد للمال. والأمر برمته ليس كما نتخيل – مجرد لقاء جسدي بين رجل وامرأة – بل هو أكبر من تصورنا، وتخيلنا البسيط للحدث. فالجنس، أقامت له الموساد مدارس وأكاديميات لتدريسه، ولشرح أحدث وسائل ونظريات السقوط بإغراءات الجسد. فغالبية أجهزة المخابرات في العالم تستعين بالساقطات والمنحرفات جنسياً لخدمة أغراضها حيث يسهل إغراؤهن بالمال، أو التستر على فضائحهن. أما في الموساد فلا... إذ يتم اختيارهن من بين المجندات بجيش الدفاع الإسرائيلي ... أو الموظفات بالأجهزة الأمنية والسفارات، أو المتطوعات ذوات القدرات الخاصة، ويقوم على تدريبهن خبراء متخصصون بعد اجتياز اختبارات مطولة تشمل دراسات معقدة عن مستوى الذكاء، وصفاتهن Attributes المعبرة عن نفسها في مختلف الأمزجة، وكذا أنماط الطباع، وسرعة التصرف والاستجابة. تدرس لهن أيضاً فنون الإغراء وأساليبه، بالإضافة إلى لعلم النفس، وعلم الاجتماع وعلم الأمراض النفسية Peyschopathology ومنها طرق الإشباع الجنسي، ونطريات الجنس في أعمال السيطرة، والصدمات العالية للسيطرة والتي توصف بأنها آليات زناد إطلاق النار Trigger واكتشاف مرضى القهر Compulsion الاجتماعي أو السياسي أو الديني لسهولة التعامل معهم، وكذا المصابين بإحباطات الشعور بالنقص Deficiency وذوي الميول الجنسية المنحرفة التي لا تقهرها الجماعة Normal hetrosexual coitus إلى جانب التمرينات المعقدة للذاكرة لحفظ المعلومات وتدوينها بعد ذلك، وتدريبات أكثر تعقيداً في وسائل الاستدراج والتنكر والتلون وإجادة اللغات. إنهن نسوة مدربات على التعامل مع نوعية خاصة من البشر، استرخصت بيع الوطن في سبيل لذة الجنس. ومن هنا ندرك أنهن نساء أخريات يختلفن عن سائر النساء. وعنهن يقول "مائير عاميت إن المرأة سلاح هام في أعمال المخابرات الإسرائيلية ... فهي تمتلك ملكات يفتقر اليها الرجال ... بكل بساطة .. إنها تعرف جيداً كيف تنصت للكلام ... فحديث الوسادة لا يمثل لها أدنى مشكلة .. ومن الحماقة القول بأن الموساد لم توظف الجنس لمصلحة إسرائيل .. فنحن لدينا نساء متطوعات راجحات العقل ... يدركن الأخطاء المحدقة بالعمل ... فالقضية لا تنحصر في مضاجعة شخص ما ... إنما دفع الرجل إلى الاعتقاد بأن هذا يتم مقابل ما يتعين أن يقوله... وكانت "ليلى كاستيل" أسطورة نساء الموساد بحق ... فبعد سنوات من وفاتها عام 1970 كان الجميع يتحدثون عن "مواهبها" الاستثنائية ... فقد كانت تتحدث العبرية والفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والعربية... وكانت جذابة وذكية ... وجديرة بثقة الموساد ... وكان سلفى "هاريل" يستخدم عقلها وأنوثتها في "مهمات" خاصة في أوروبا". وفي هذه الزاوية من موقع يا بيروت ... اخترنا شرائح متباينة لبعض الخونة .. الذين فقدوا نخوتهم .. وتخلوا عن عروبتهم ...لعملوا لصالح الموساد إما عن قصد ... او لنقص الدافع الوطني .. أو سعياً لتحقيق حلم الإثراء .. وربما لجنوح مرضي معوج .. وقد كان الجنس عاملاً مشتركاً في أغلب الحالات ... وأحد ركائزها الأساسية .. ومن بعده المال. وبرؤية جديدة .. من خلال منظور قصصي – يمتزج بالوقائع التاريخية – تغلغلنا إلى أعماق هؤلاء ... في محاولة جادة لكشف نوازعهم ...واستبيان صراعاتهم ومعاناتهم ... ومس أمراضهم القميئة ... وتعرية قمة حالات خُورهم. وكذا .. تسليط الضوء على أسباب ومراحل سقوطهم .. واستغراقهم في جُب الجاسوسية .. تغلفهم نشوة الثقة الكاذبة وأوهام الطمأنينة ... إلى أن تزلزلهم الصدمة .. وأيدي رجال المخابرات المصرية تقتلعهم من جذور الوهم ... فتعلو صراخاتهم النادمة اللاهثة ... وقد انحشروا في النفق الضيق المظلم المخيف ... لحظة النهاية المفجعة. واعترافاً بإنجازاتهم الخارقة .. كان القصد إبراز جور رجال المخابرات ... في الحفاظ على منظومة الأمن القومي .. بكشف ألاعيب الموساد ومخططاتها ... وتأمين الوطن ضد عبث العابثين .. في حرب سرية شرسة .. سلاحها الذكاء والدهاء والمهارة ... وحقائقها أضخم من التخيل ... وأعظم أثراً في دهاليز السياسة .. والمعارك . 1)إسرائيل: أطلقها اليهود على أرض فلسطين المغتصبة... وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام وهو ابن إسحق ابن ابراهيم عليه السلام... وقد اتخذ اليهود اسم اسرائيل لدولتهم حتى لا يجرؤ المسلمون على ذكره بالإساءة ... لأنهم مأمورون باحترام الأنبياء .. وهدفهم – إذا ما ندد العرب بالاحتلال – أن يظهروا للعالم أن المسلمين لا يمتثلون لله في احترام أنبيائه. 2)أنشئ جهاز المخابرات اليهودي بتوصية من المؤتمر اليهودي الأول ... الذي انعقد يوم الأحد 29 أغسطس 1897 في بال بسويسرا ... وكان جهازاً غير منظم مهمته الرئيسية العمل على تهجير اليهود إلى فلسطين ... وشراء الأراضي بها لتثبيت اليهود المهجرين في معسكرات ومستوطنات محصنة قوية .. وكانت المستوطنات ما هي إلا بداية الحلم ... فالمستوطنة هي الوطن الأول المصغر ... أي إسرائيل الصغرى .. ومستوطنات وشعب وزراعة واقتصاد وسلاح وجيش يعني إسرائيل الكبرى . أما "الموساد" ... فهو بمثابة جهاز المخابرات المركزية ... وتم إنشاؤها عام 1937 وأطلق عليه وقتئذ: موساد ليلياه بيث: Mussad LealiyahBeth أي منظمة الهجرة الثانية ... وكان أول مركز للقيادة في جنيف، ثم انتقل إلى استانبول بهدف مساعدة يهود البلقان على الهرب عبر تركيا .. وكان ذلك قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ... ثم اتجهت مهمة الموساد بعد ذلك إلى تنسيق نشاط الاستخبارات الاستراتيجية والتكتيكية بشكل عام في الخارج، ويقع مقر الموساد الرئيسي بشارع الملك شاؤول في تل أبيب .. داخل ثكنة عسكرية محصنة محاطة بالأشجار العالية والأسوار .. وهي تقوم بالمهام الرسمية وغير المشروعة على حد سواء. 3)يقول المفكر اليهودي "موشي مينوحيم" في كتابه "انحطاط اليهودية": "... . لقد ارتكب اليهود جرائم لا تعد ولا تحصى بكامل وعيهم وإرادتهم .. ولا بد من محاكمتهم كما حوكم من قبل النازيون ... فلا يمكن أن تنطمس معالمها مهما طال الزمن... ومهما برعوا في التستر عليها ... وإخفاء معالمها.". 4)صهيون: جبل بالقرب من القدس .. والصهيونية حركة من الحركات التي سعى إليها بعض بني إسرائيل لتضليل العالم ... وليصبح لهم كيان ودولة وكتاب مقدس ... لإضفاء الحماية الشرعية لهم ضد المسلمين والمسيحيين... وكان أن حرفوا التوراة بما يتناسب مع أهوائهم واطماعهم وأظهروا ذلك في كتاب أسموه التلمود وهو الذي يدرسونه اليوم ويتخذونه نبراساً لهم وحجة في مواجهة ما جاء بالقرآن والإنجيل. الجنرال مائير عاميت: رئيس جهاز الموساد (1963-1967) خلفاً لـ "أيسير هاريل" .. وهو من مواليد طبريا 1926. تطوع عام 1946 في منظمة الهاجاناه الإرهابية وحارب الجيوش العربية عام 1948 وجرح في جنين ... واستولى مع إحدى الفصائل على إيلات ... وكان قائد معركة الجنوب في حرب السويس 1956 وأصيب برصاص المصريين وظل يعالج بالمستشفى ستة عشر شهراً في أمريكا... بعدها تولى رئاسة مخابرات الجيش (أمان)... ثم رئاسة الموساد .. وكان له دور بارز في حرب 1967 ... وفي عهده زرع "لوتز" في مصر ووصلت الطائرة الحربية ميج 21 العراقية إلى إسرائيل. بعد ذلك عاش وحيداً في مزرعته ولم ينجب أطفالاً ..َ تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات اشرف مروان هل كان عميل مزدوج لقى الدكتور اشرف مروان مصرعه عقب سقوطه من شرفه منزله بالدور الخامس بإحدى ضواحي لندن، ذلك الرجل الذي نسجت حوله الروايات وتناثرت عنه الأقاويل، ولكن : من هو أشرف مروان؟ تاريخ حافل هو أشرف أحمد مروان من مواليد 2/2/1944 وليده ولدين هما جمال واحمد وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة في عام 1965 ثم الدكتوراة في العلوم من جامعة لندن عام 1974 والتحق بالقوات المسلحة عام 1965 وتم تعيينه سكرتيرا للرئيس السادات لشئون المعلومات في 13/5/1971 وكان عضوا في لجنة الإشراف على التطور وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا وعضو بالمجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973 وكان سكرتيرا للرئيس السادات للاتصالات الخارجية في عام 1974 وفي 3/5/1974عين مشرفا على الامانة الفنية ومجلس التخطيط وفي 29/6/1974 كان مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي وفي 18/8/1974 كان مشرفا على مكتب الشئون العربية برئاسة الجمهورية وفي 23/9/1975 عين عضوا بمجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع الحربي وفي 1975 عين رئيسا للهيئة وفي عام 1987 عين سفيرا بالخارجية ثم اتجه للعيش في لندن والعمل في الأعمال الحرة وكان رئيس الجالية المصرية في لندن اشرف مروان كان متزوجا من السيدة منى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولديه ولدين جمال واحمد وهما من رجال الأعمال الوثائق الإسرائيلية وحرب الغفران وكانت جريدة الشرق الأوسط قد نشرت حلقات بعنوان (الوثائق الإسرائيلية) وكتاب (حرب الغفران:الأيام الستة) وجاء فيهما اسم [ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط إضغط هنا للتسجيل ] والذي كان مقربا من الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات وأنه كان بحكم موقعه مطلعا على أدق أسرار الدولة العسكرية ولم بعرف حتى الآن وعلى وجه الدقة من هو هذا الشخص. كما ذكرت الوثائق والكتاب ان أشرف قام بابلاغ إسرائيل بموعد العبور لقناة السويس قبل الحرب بساعات الا ان الإسرائيليين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد وأنه تم تحويل 100 الف دولار لحساب مروان .. الأمر الذي اثار جدلا وتساؤلات حول شخصية مروان :فهل كان عميلا مزدوجا كما تدعى إسرائيل ؟ ام أنه كان من اخلص رجال الوطن ؟ تقول المخابرات الإسرائيلية ان أكبر صفعة تلقاها الموساد كانت على يد أشرف مروان وانه خدعهم واقنعهم انه يعمل معهم وأنه هو السبب في الا يأخذ الإسرائيليون الأخبار عن حرب أكتوبر مأخذ الجد حيث قام بارسال عدة رسائل للمخابرات الإسرائيلية من يوم 1 اكتوبر الى السادس من اكتوبر يحذر فيها من قيام القوات المصرية بعبور القناة دون أن يحدث شيء الا انه في يوم السادس من اكتوبر قام بالابلاغ عن اليوم وذكر ان العبور سيتم في الساعة السادسة مساء ويستند الإسرائيليون الى ان مروان كان يعمل الى جانب مصر من موقف محدد وهو أنه حين حضر ذكرى وفاة الرئيس عبد الناصر قامت شخصية مصرية بارزة بمصافحته وان هذه الشخصية البارزة لم تكن أبدا لتصافح أشرف مروان عام 2004 لو كانت تعلم ان أشرف مروان كان عميلا لإسرائيل وقت الحرب وقد نشر هذا الكلام على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أشرف السعد:كان رجلا متواضعا وقال أشرف السعد رجل الأعمال المصري المقيم في لندن في اتصال هاتفي ببرنامج القاهرة اليوم الذي تبثه شبكة أوربت انه التقى [ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط إضغط هنا للتسجيل ] منذ عدة أيام وكان هادئا وان كان المرض باديا عليه، مضيفا انه كان شخصا متواضعا للغاية وعلى خلق عال وقال انه ليس بالشخص الذي يلجأ للانتحار تحت أي ظرف ودار بينهما حوار حول الأوضاع في فلسطين وقال انه كان مهندس اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل ولكن تصور أنا لا افهم ما يحدث حاليا وقال اشرف السعد انه علم بالوفاة عبر اتصال هاتفي تلقاه أحد اصدقائه ونفى تماما ما قيل من أن شرطة اسكوتلاند يارد قد استبعدت تماما وجود أي مسئولية جنائية خاصة وان هذا الجهاز تحديدا معروف بدقة عمله وعدم تسرعه وقال ان عدد كبير من المصريين حزنوا عليه للغاية بل ان بعضهم قام بصلاة الجنازة على الجثمان المسجى في الشارع قبل ان تنقل الجثة الي اي مكان صلاح منتصر: شخصية حيوية وقال الكاتب الكبير الأستاذ صلاح منتصر ان مسألة وفاة ثلاثة من المصريين بالوسيلة نفسها في الدولة نفسه امر محير للغاية كما ان شخصية اشرف مروان كانت شخصية حيوية جدا وتقلد مناصب كبيرة في عمر صغير وحمل العديد من الإسرار داخله وقال انه كان يتابع التقارير التي تنشر في إسرائيل عن لجنة شيمون اجرانات رئيس المحكمة العليا في إسرائيل عام 1973 والذي عهد اليه بالتحقيق في الهزيمة امام القوات المصرية وشكل القاضي لجنة عقدت 140 جلسة استماع. وقال تقارير التحقيقات بها العديد من النقاط الهامة منها ان اشرف مروان ذهب بنفسه الى السفارة الإسرائيلية في حي كنجستون بلندن عام 1969 اي وقت الرئيس عبد الناصر ودخل السفارة وقال انه يعرض خدماته عليهم وقد اثار هذا تعجب الإسرائيليين لمعرفتهم بأن السفارة مرصودة جيدا ورفض طلبه في البداية ثم تم التعامل معه واعطاهم معلومات منها ما دار في لقاء الرئيس عبد الناصر بالرئيس بريجينيف في احد الاجتماعات واستمر في ايام الرئيس السادات وأعطاهم معلومات منها ان مصر متوقفة في حربها مع إسرائيل على حصولها على صواريخ سكود من الاتحاد السوفيتي وطائرات مقاتلة ذات مدى طويل وقال منتصر انه اعتبارا من اكتوبر عام 1973 قام بابلاغ الاسرائيليين ثلاث مرات بموعد حرب ستقوم بها مصر ولم تحدث ولكن في 5 اكتوبر كان في لندن واتصل بضابط الاتصال في الموساد والذي كان مطلقا به واسمه الحركي (د ) وقال له ان لديه معلومة مهمة وطلب لقاء رئيس المخابرات الذي سافر اليه وقال له اشرف ان الحرب ستندلع في السادس من اكتوبر وفي الساعة 6 مساء وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي أشار فيها الى موعد الحرب بالساعة وقال متتصر ان ما حدث كان حيلة مخابراتية على أعلى مستوى من الخداع لأنه في التقاير ان اسرائيل كانت ترصد تحركات مصر على جبهة طولها 164 كيلومترا وبفصل القوات المصرية عن خط بارليف 33 متر فقط ان كل التحركات مراقبة جيدا والتي كانت تثير شكوك إسرائيل بشدة في فترة ما قبل الحرب، وقال منتصر ان الابلاغ بالتوقيت الخاطي منح مصر 4 ساعات كاملة من المفاجأة وهي سر النصر في الحرب وقال الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوروبا ان الأمر مثير للتساؤل فعلا فهو ثالث مصري يلقى مصرعه بالوسبلة نفسها ويبدوان هناك رابط بين هذه الحوادث، ونفى بدوره ما قيل عن استبعاد سكوتلاند يارد للشبهة الجنائية وهو ما نفته السفارة المصرية في لندن أيضا. واضاف ان الخادمة قالت له بأن المنزل كان فارغا وانه كان يجلس في مكتبه ثم سمعت صوت جرس باب المنزل وذهبت لتفتح الباب فوجدت عددا من الأشخاص يخبرونها بأن الدكتور اشرف قد سقط من الشرفة وان الجثة مسجاة في الشارع وجاءت الشرطة وضربت سياجا مشددا لمدة 3 ساعات الى ان تم نقلها المثير في الأمر أن كلا من الفنانة سعاد حسني والعميد الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري إبان حكم الرئيس عبد الناصر قد لقيا مصرعهما بالطريقة نفسها التي لقى بها اشرف مروان مصرعه وفي المدينة نفسها .. لندن تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات احمد الهوان: شاب مصرى نجح فى خداع المخابرات الاسرائيليه، و اوهمها انه يعمل لحسابها، حتى نجح فى ان يقتنص جهازا لاسلكيا حديثا للغايه، كان عظيم النفع لنا فى حرب مخابراتنا معهم، لقد نشرت قصته فى مصر تحت اسم( دموع فى عيون وقحه) بعد ان تم تبديل اسمه الى (جمعه الشوان). (رفعت الجمال): شاب مصرى ، قضى حياته كلها فى(اسرائيل)، وخدع مخابراتها وسلطاتها، دون ان ينكشف امره قط، ولقد نشرت قصته فى مصر باسم( رافت الهجان). (عمرو طلبه): جاسوس مصرى ، هاجر الى (اسرائيل)، منتحلا شخصيه يهوديه، والتحق بالجيش الاسرائيلى ، واصبح مسئولا عن الاتصالات، فى حرب 1973م، وبسبب اصراره على توجيه ضربات الطيران، استشهد على رمال (سيناء). (ايلى كوهين): جاسوس اسرائيلى ، تسلل يوما الى السلطات السوريه، حتى حصل على منصب نائب وزير الدفاع السورى، ثم تم كشف امره، عندما التقطت احدى الدوريات التابعه للشرطه رساله لاسلكيه، كان يرسلها بالشفره الى( اسرائيل)، وتوصلت الى معرفة مصدرها ، فتم القاء القبض عليه واعدم فى( حلب). رفعت علي سليمان الجمال الاسم في إسرائيل : جاك بيتون الرمز الكودي : 313 تاريخ بداية المهمة : 1956 الوجهة : إسرائيل تاريخ نهاية المهمة : 1973 رأفت الهجان هو الاسم الفني البديل للمواطن المصرى رفعت علي سليمان الجمال (1 يوليو 1927 - 30 يناير 1982) الذي وحسب المخابرات العامة المصرية رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 م وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل ابيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي وحسب الرواية المصرية فإن الهجان قام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف. أحدثت هذه الرواية والعملية هزة عنيفة لأسطورة تألق الموساد وصعوبة اختراقه، وتم اعتبار الهجان بطلاً قومياً في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 17 سنة وتم بث مسلسل تلفزيوني ناجح عن حياة الهجان الذي شد الملايين وقام بتمثيل دوره بنجاح الممثل المصري محمود عبدالعزيز. (1)من جهة أخرى كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية في البداية «إن هذه المعلومات التى أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد وإن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية». لكن وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق عيزرا هارئيل «أن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقا في جاك بيتون وهو الاسم الإسرائيلي للهجان». وبدأت الصحافة الإسرائيلية ومنذ عام 1988 م تحاول التوصل إلى حقيقة الهجان أو بيتون أو الجمال فقامت صحيفة الجيروزليم بوست الإسرائيلية بنشر خبر تؤكد فيه أن جاك بيتون أو رفعت الجمال يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 م وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الاخيرة عام 1973 واستطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع. وبعد سنوات قام صحفيان إسرائيليان وهما إيتان هابر ويوسي ملمن بإصدار كتاب بعنوان "الجواسيس" وفيه قالوا أن العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة لكن ما ينقصها هو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته، ألا وهو خدمته لإسرائيل حيث أن الهجان أو بيتون ما كان إلا جاسوسا مزدوجا خدم إسرائيل أكثر مما خدم مصر حسب رأي الكاتبين. ( تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات صلاح نصر من هو صلاح نصر يعتبر صلاح نصر أشهر رئيس لـلمخابرات المصريه وله دور بارز في رفع شأن المخابرات العامه المصريه فقد تم في عهده العديد من العمليات الناجحه ، تمنت أسرته المتوسطة الحال أن يصبح طبيباً لكنه فضل أن يدخل المدرسة الحربية ليتخرج ضابطاً. ويدعي البعض أنه كان يشكو من عقدة نفسية تجاه النساء زادت من انحراف سلوكه. وترجع إلى زواجه من زوجة عمه المتوفي عبدالله نصر والتي كانت تكبره بحوالي 30 عاماً وتعامله كتلميذ وكابن من أبنائها فحول هذه العقدة إلى إذلال لكل الناس خاصة النساء. ولد صلاح نصر فى 8 اكتوبر 1920 فى قريه سنتماى دقهليه وكان والده اول من حصل من قريتهم على تعليم عالى وكان صلاح اكبر اخواته لذا كان مميزا كابن بكر بالنسبه لابيه وامه وتلقى صلاح تعليمه الابتدائى فى مدرسه طنطا الابتدائيه والثانوى فى عده مدارس نظرا لتنقل ابيه من بلده لاخرى فقد درس فى مدارس طنطا الثانويه وقنا الثانويه وبمبة قادن الثانويه بالقاهرة ونشا فى طبقته الوسطى كانت اول هديه حصل عليها من ابيه كاميرا تصوير ماركه نورتون ثمنها 12 قرش سنه 1927بعد انهائه المرحله الابتدائيه التحق بالكليه الحربيه فى دفعه اكتوبر سنه 1936 ولم يكن والده مرحبا بدخوله الكليه الحربيه ومرتفى هذا الوقت احداث كثيره عاصرها وتاثر بها ومنها الحرب العالميه الثانيه والوزاره الائتلافيه ووزاره حسين سرى وحادث 4فبراير 1942 والاحكام العرفيه وانقسام الوفد وكتابه مكرم عبيد للكتاب الاسود ضدالنحاس واقاله النحاس واغتيال احمد ماهر حياة وعوده الوفد للحكم كانت الحياة السياسية فى مصر مضطربة فى ذلك الوقت والشباب ثائر يبحث عن دور وكان صلاح نصر صديقا لعبد الحكيم عامر منذ عام1938 اثناء دراستهما فى الكليه الحربيه وفى احدى لقاءات عامر ونصر فاتحه عامر بالانضمام الى تنظيم الضباط الاحرار فتحمس صلاح نصر للفكرة وانضم الى التنظيم وكان جمال عبد الناصر يدرس لهم مادة الشئون الادارية فى الكلية الحربية وليله ثورة 23 يوليو سنة 1952 قاد صلاح نصر الكتيبة 13 التى كان فيها اغلب الضباط الاحرار وعينه عبد الناصر في 23 اكتوبر عام 1956 نائبا لرئيس المخابرات وكان على صبرى مديرا للمخابرات الحربيه وكان زكريا محى الدين مشرفا على المخابرات والمحرك الفعلى لها لانشغال على صبرى بادارة اعمال مكتب عبد الناصر ثم عينهرئيسا للمخابرات العامة المصرية فى 13 مايو 1957 وعين على صبرىوزيرا للدولة وزكريا محيى الدين وزيرا للداخلية وهكذا بدا صعود صلاح نصر كان بناء جهاز للمخابرات يحتاج تكاليف باهظة من المال والخبرة والاخطر من ذلك هوتوفير كفاءات بشرية مدربة تدريبا عاليا وكانت التدريبات اولى المشكلات التى واجهها الجهازالوليد واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء اجهزة المخابرات فى بعض الدول ان يقدموا عونا كبيرا تحفظ صلاح نصر الوحيد كان الخوف من ارسال البعثات الى الخارج باعداد ضخمة حتى لا تستطيع اى من اجهزة المخابرات فى العالم اختراق الجهاز مع نشاته او زرع بعض عملائها به فاكتفى صلاح نصر بارسال عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز باعداد قليلة لتلقى الخبرات والعودة لنقلها بدورهم الى العاملين فىالجهاز واستطاع الجهاز بمجهوده الخاص ان يبحث عن المعدات الفنية التى مكنتة من تحقيق اهدافة وقام صلاح نصر بالتغلب على مشكلة التمويل حين قام بانشاء شركة للنقل براسمال 300 الف جنيه مصرى تحول ارباحها لجهاز المخابرات وحين اخبر صلاح نصر جمال عبد الناصر بامر هذه الشركة طلب منه زيادة راسمالها واتفق معة على ان يدفع من حساب الرئاسة 100 الف جنيه مساهمه فى راس المال على ان يدفع عبد الحكيم عامر مبلغا اخر من الجيش وتقسم ارباح الشركة على الجهات الثلاث اهتم صلاح نصر بعد ذلك بتحديد انشطته ومهامه الرئيسيه خاصة وان المخابرات الحربية تتبع القائد الاعلى للقوات المسلحة والمباحث العامة لها دورها الاخر فى الامن الداخلى اذن كانت مهمه المخابرات الوحيدة جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لصناع القرار اسرائيل كانت هما شاغلا لهذا الجهاز منذ تاسيسه فصلاح نصرمنذ اللحظة الاولى له فى المخابراتجمع كل ماكتب عن اسرائيل والموساد وقراه حيث قامت المخابرات فى هذه الفترة باهم عملياتها ضد اسرائيل تلك العمليات التى اصبحت فيما بعد تدرس فى معهد المخابرات الدولية من اشهرتلك العمليات واهمها عملية ( لوتز ) الذى قبض عليه سنة 1965 استغلال النساء فى عمل المخابرات ________________________ فى عام1963 تقرر تشغيل النساء فى المخابرات العامة المصرية واتخذ صلاح نصر هذا القرار بعد ان وجد كل اجهزة المخابرات فى العالم تستخدم الجنس فى عملها وقد اعترف صلاح نصر بانهم استعملو 100 فتاة وانهم كانو يلجاون لتصويرهن من باب السيطرة وخوفا من تقلب عواطفهن كذلك اعترف بان بعض الفنانات كان لهن دور لكنه لم يعترف بحفلات السمو الجنسى على طريقة الهنود والعبرة فى النهاية بما حدث هى هزيمة يونيو 1967 تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات مدارس وأساليب تجنيد الجواسيس علي 'الإنترنت'!! اللواء زكريا حسين يكشف أبعاد عمليات التجسس الإسرائيلية لا توجد دراسة موثقة يمكنها حصر عدد الذين يدخلون يوميا علي غرف الدردشة (الشات) علي شبكة الانترنت، وربما لن يوجد في المستقبل المنظور مثل هذه الدراسة، لتشعب هذه الغرف واتساعها باتساع شبكة الانترنت نفسها، لاسيما وإنها تدار بطريقة لامركزية. ومع ذلك يمكن القول إن الذين يدخلون إلي هذه الغرف يوميا خاصة من الشباب والفتيات تقدر أعدادهم بالملايين، ووسط هذا الكم الهائل من المصادر البشرية، تنشط أجهزة المخابرات، و'نقاط تمركز' دولية لرصد وتحليل سيل المعلومات المتدفق، بل والإيقاع بالمترددين علي هذه الغرف، خاصة أن الأحاديث والحوارات تتم في حرية كاملة، لا تعرف عمليات التضييق وتآكل مساحة الحرية والإقصاء السياسي التي تعودت عليها شعوب العالم الثالث (بينها العديد من الدول العربية والإسلامية). ووضح هذا الأسلوب عبر التأكيدات المتتابعة من عمالقة تكنولوجيا المعلومات (عابرة الحدود) وها هو 'بيل جيتس'، رئيس شركة مايكروسوفت الأمريكية، قال في مرات عديدة إن محاولات بعض حكومات العالم لتضييق الخناق علي المواقع الإلكترونية المنتشرة علي شبكة 'الانترنت' لن تجدي نفعا لأن المعلومات التي تحجب في مكان ما، يمكن قراءتها بكل سهولة في مكان آخر، أو من خلال تبادلها عبر رسائل البريد الإلكتروني. وفي ظل هذه الأجواء تآكلت حدود سيادة الدول، وانهارت حواجز كانت توصف (في السابق) بالمحرمات والثوابت التي تعني أساسا بالحفاظ علي الأمن القومي، ولم تفلح القيود الرقابية التي تفرض علي مواقع الانترنت التي تحتوي علي مواد خارجة عن القيم والأخلاقيات الاجتماعية أو غير متناسقة مع سياسات معينة لمختلف الحكومات، في الحد من النشاط التجسسي وعمليات تجنيد العملاء التي تتم علي شبكة الانترنت. ومن الناحية الفنية فإن الرقابة المحدودة التي يوفرها بعض مزودي خدمة الإنترنت أمثال America Online والتي تسمح للآباء بالتحكم في نوعية جلسات الدردشة، تم تطويرها عبر متخصصين داخل أجهزة المخابرات باستخدام وسائل متقدمة لاقتحام خصوصية البشر والمعلومات، وهو أمر ارتبط ببدايات شبكة الإنترنت منذ أن كانت مجرد وسيلة للربط بين شبكة وزارة الدفاع الأمريكية التي تعرف ب APRAnet والعديد من شبكات الراديو والأقمار الصناعية، إلي أن تم تطويرها من مجرد شبكة تجريبية مصممة لدعم الأبحاث العسكرية في أوقات الحروب إلي أن بدأت في تقديم خدماتها للجمهور الامريكي، ثم للعالم. وتشكل المحادثات التي تتم علي شبكة الانترنت إحدي أهم الركائز الإعلامية للمخابرات ليس لأجهزة المخابرات الأمريكية تزيد علي ال 15 جهازا لكنها أصبحت مصدرا لكل أجهزة المخابرات في العالم حيث إن ساعات الدردشة حتي وإن كانت تدور حول موضوعات تافهة أو سطحية إلا أنها تشكل أهم المحاور التي تركٌز عليها الأجهزة في استقطاب المعلومات. وقد برعت إسرائيل لها أكثر من 100 شركة متخصصة ومسجله في البورصات الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات في هذا المجال لأنه يمكٌنها ببساطة من جمع و تقييم وتحليل وإيضاح وتفسير معلومات عن السلوك العربي، خاصة الشباب الذين يشكلون أكثر من 70 % من السكان العرب، ويتم التركيز علي فئة الشباب بمنطق انهم مندفعون في الكلام، وراغبون في التعرف علي الجنس الآخر. وفي هذا السياق يجري تصنيف كل من له قدرة علي استعمال الإنترنت لسد فراغ أو حاجة نفسية بأنه عميل مميز، باعتبار أن المواقع التي لها قدرة علي إثارة الشباب هي التي تمنحهم مساحة أكبر من الحوار الذي يفتقدونه في حياتهم اليومية، وهي النقطة التي ينطلق منها ضباط مخابرات متخصصون لتأسيس نقطة اتصال مخابراتية متحركة بمساعدة وسائل اتصال أخري كالأقمار الصناعية والمجموعات البريدية التي تخدم مواقع الدردشة. وعبر الاستعانة بالعديد من الأخصائيين النفسيين والخبراء الأمنيين جري تأسيس إدارات متخصصة في متابعة نشاط الانترنت، ورغم أن هذه العملية تم الشروع فيها قبل فترة طويلة (20عاما) من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كتطور لمخابرات المعلومات، إلا أن الفترة التالية للهجمات شهدت اهتماما أكثر بحركة المستفيدين من شبكة الانترنت في كل المجالات حتي أن واشنطن وتل أبيب دخلتا في شراكة تجسسية هدفها تتبع نشاط الحركات والتنظيمات الموجودة في جميع أنحاء العالم لاسيما أصحاب الجذور العربية والإسلامية. واستمر المخطط في جمع عملاء شباب لخدمة المصالح الصهيو/أمريكية إلي أن تأكدت أهميته بعد تسرب ملفات سرية لمجلة ' لوماجازين دي سراييل' الصادرة في فرنسا حول نشاط المخابرات علي الانترنت حيث كشفت الوثائق التي انفردت بها المجلة الفرنسية أن هناك شبكات مخابراتية يديرها متخصصون نفسيون إسرائيليون (بتعاون امريكي) لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم فيما يسمي 'دول الطوق' المحيطة بإسرائيل، فضلا عن دول المحور الجنوبي لأمريكا (فنزويلا، نيكاراغوا...). وبحسب الوثائق فإن هذه المكاتب تستغل حالة الحرية والخصوصية التي يفتقدها الشباب في حياتهم اليومية، لكنهم يجدونها علي غرف الدردشة وهي مسألة تبدو سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة، خاصة المناطق الأكثر حساسية في العالم، حتي في الحوارات ذات الميول الجنسية فإنها تشكل وسيلة خطيرة لكشف الأغوار النفسية، ومن ثم كشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية، لذا يسهل تجنيد العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة! وقد تم استغلال إدارات المخابرات المعنية بمتابعة ملف الانترنت أثناء فترة التحضير للغزو العراقي في قراءة الشخصية العراقية واستقطاب أكبر عدد من العراقيين بمختلف مستوياتهم، ومن ثم تحول العميل من مشروع يتوجب تجنيده بشكل مباشر، إلي عميل جاهز يمكن إيجاده علي الخط، والاستفادة من حصيلة أسراره الخاصة والعامة دون مجهود! وتشير دراسة نشرتها مجلة ال'لوموند' الفرنسية إلي أن حرب المعلومات ساهمت في أن نحو 58 % من المواقع التي ظهرت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت لأجهزة مخابرات أمريكية وإسرائيلية، تليهما بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ومنذ تأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلية 'الموساد' فقد حاول قادة الكيان الصهيوني أن يجعلوا منه أفضل الأجهزة في العالم، كون بقاء إسرائيل مرتبطا بدوره وظلت التقاليد الراسخة لمدرسة المخابرات الصهيونية تعتمد في تجنيد العملاء وتدريبهم في جميع الاختصاصات لمدة عامين عبر مدارس مستقلة في تل أبيب والقدس وتلقينهم معلومات حول السياسة الدولية، وسياسة و اقتصاد إسرائيل، والوسائل والتجهيزات الحديثة لإنجاز مهمة الاستخبارات والاطلاع علي تجارب المخابرات الأجنبية، والأهم هو إتقان الدارسين للغة العربية، وقد ساهمت عدة عوامل ربما كان أهمها زرع عملاء تابعين للمخابرات المصرية، ثم الكشف عن شبكات تجسس صهيونية في دول الجوار في تأسيس كلية لتدريس الأمن مهمتها صياغة عقيدة الأمن الإسرائيلية ودراسة المعطيات وتحليلها وتنفيذ أسلوب المحاكاة الذي تحدث عنه (في وقت سابق) عميل المخابرات الأمريكية 'مايلز كوبلاند' في كتابه 'لعبة الأمم' حول قيام رؤساء أقسام في الجهاز بتقمص شخصيات عربية للتنبوء بالمواقف التي سوف تتخذها حيال قضية معينه! ويحتل علم النفس مكانة متقدمة في جهاز المخابرات الصهيوني خاصة عند تجنيد عملاء جدد، إذ يتم مراعاة نقاط الضعف في العميل الجديد، حيث يتم دراسة السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل الشروع في تدريبه، والتركيز علي الإغراءات المالية وتأثير العاطفة سواء في الانتقام أو الأيديولوجية، فضلا عن الدور الذي يلعبه الجنس، وتتستر المخابرات الإسرائيلية تحت غطاء لجان المشتريات، وشركات السياحة، و الطيران ومكاتب الملاحة، ومؤسسات البناء والأعمال والشركات الصناعية والمنظمات التجارية والتنسيق مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في تنظيم أنشطة التجسس. حيث صورة العربي في مدرسة المخابرات الصهيونية شخص يقدم العواطف والمشاعر علي لغة العقل ..ينسي ويغفر سريعا..لديه ميول قوية لتجاهل الوقائع، والإسهاب في الأوهام و الخداع..إرهابي.. غدٌار..عدواني..جبان..حاقد..يمتاز بالوحشية و الابتزاز، والأغرب أن الصهاينة يرون أن العرب يقبعون في ادني سلم التطور البشري لأنه ليس لديهم إحساس بالتمييز العرقي بسبب العقيدة الإسلامية التي تسوي بين مختلف أعراقهم و وانتماءاتهم طالما انهم يدينون بالإسلام. وتمارس المخابرات الصهيونية مهامها عبر عدة مؤسسات متداخلة/متشابكة فهناك مهمتها 'تنسيق و تخطيط المعلومات..تجميع البيانات السرية تمهيدا لاستغلالها عبر شعبة السيطرة و المراقبة الإقليمية وإدارة العمليات السياسية للتنسيق والتعاون مع أجهزة المخابرات الدولية..هيئات شئون الكادر الوظيفي والمالية و الأمن وشئون التدريبات والتنظيم، والتحقيقات، ثم إدارة العمليات التكتيكية، التي تضم عدة أقسام لمتابعة عمل شبكات التجسس الصهيونية في العالم'. وتبقي الإشارة لمثال دال علي حقيقة هذه الحرب حيث إن ضابط المخابرات الإسرائيلي الشهير' أدون وردان' هو نفسه 'دانيال دوميليو' الذي أطلق موقع'شباب حر' الذي وصل عدد المترددين عليه إلي أكثر من 10 مليون زائر في العام الأول لإطلاقه إلي أن كشفت صحيفة الصنداي عن شخصية صاحبه، فتوقف لكن بعدما عبر فيها ملايين الشباب وفئات أخري عن غضبهم تجاه حكوماتهم وكشفوا عن أسرار اقتصادية، وسياسية..وعسكرية اعتقدوا أنها تفيد الإنسانية، لكنها لم تفد سوي العدو والعدو فقط!!! تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات في واقعة تخابر جديدة كشفت عنها السلطات المصرية، قررت اليوم السبت نيابة أمن الدولة العليا في مصر إحالة طالب بجامعة الأزهر، وثلاثة ضباط مخابرات إسرائيليين (هاربين) إلى محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ)، بتهمة التخابر لحساب إسرائيل .ووفقاً لمصدر قضائي في القاهرة فإن المتهمين هم كل من : محمد عصام غنيم العطار وهو مصري يحمل جنسية كندا، وطالب بجامعة الأزهر (محبوس)، ودانيال ليفي - وشهرته آفي - إسرائيلي الجنسية (ضابط بالاستخبارات الإسرائيلية)، وكمال كوشبا يحمل الجنسيتين التركية والإسرائيلية (ضابط بالاستخبارات الإسرائيلية)، وتونجاي بوباي - وشهرته دانيال - وهو يحمل الجنسيتين التركية والإسرائيلية (ضابط بالاستخبارات الإسرائيلية) . ووفقاً لذات المصدر القضائي فقد كشفت التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا عن أن المتهمين قاموا خلال الفترة من آب (أغسطس) عام 2001 وحتى أول كانون الثاني (يناير) من العام الجاري 2007 بالعمل مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد . فيما خلصت التحقيقات إلى اتهام الكندي من أصل مصري محمد العطار بالتخابر، "حيث اتفق مع ضباط المخابرات الإسرائيلية الثلاثة في الخارج، على التعاون معهم لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي، وإمداده بتقارير ومعلومات عن بعض المصريين ورعايا الدول العربية المقيمين في تركيا وكندا لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد" . وحسب ذات المصدر فقد أشارت التحقيقات إلى أن العطار أخذ ممن يعملون لمصلحة دولة أجنبية أموالا قيمتها 56 ألفا و300 دولار أميركي وكندي مقابل تعاونه معهم لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهم بالمعلومات عن بعض المصريين المقيمين في تركيا وكندا للإضرار بالمصالح القومية للبلاد . ومضى المصدر قائلاً إن التحقيقات أوضحت أن ضباط المخابرات الإسرائيلية الثلاثة اشتركوا بطريقتي الاتفاق والمساعدة مع العطار في ارتكاب جريمة التخابر، حيث اتفقوا معه على إمدادهم بتقارير تتضمن معلومات عن بعض المصريين والعرب المقيمين في تركيا وكندا، وقد ساعدوه في ذلك بأن سهلوا له الإقامة المشروعة والعمل في أماكن تواجد المصريين والعرب بتركيا وكندا . تركيا وكندا وحسبما ورد في التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في مصر فإن المتهمين الأربعة اشتركوا في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمتي الرشوة والتخابر، وقد بدأت التحقيقات في هذه القضية عام 2002 بناء على تحريات هيئة الأمن القومي (المخابرات العامة) التي بدأت في 26 كانون الثاني (يناير) من العام 2002 . وقد أفادت البلاغات أن محمد عصام غنيم العطار الطالب بجامعة الأزهر يعمل مع المخابرات الإسرائيلية بتركيا، وأنه استخرج جواز سفر في العام الدراسي 2001 وغادر مصر في هذا التاريخ إلى تركيا وتوجه إلى السفارة الإسرائيلية هناك، عارضا العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية التي تم تجنيده بمعرفتها وكلف بأن يكون على ارتباط بالمصريين والعرب المقيمين بتركيا في أماكن تجمعهم، وخاصة مقهى مصر الواقع بالقرب من السفارة المصرية بأنقرة . وأشارت التحقيقات إلى أنه تم تكليف العطار أيضا بانتقاء عناصر من المصريين والعرب المقيمين بتركيا للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، مقابل عائد مادي مجز ومحاولة اختيار الصالح منهم للعمل مع المخابرات الإسرائيلية وإغرائهم بالمال والنساء كوسيلة للسيطرة عليهم . ونجح محمد العطار بالفعل في تقديم بعض المصريين وأبناء الدول العربية إلى المخابرات الإسرائيلية مقابل الحصول على مبالغ مالية . وأوضحت تحريات هيئة الأمن القومي أن المتهم محمد العطار غادر تركيا إلى كندا، وحصل على وثيقة إقامة كندية باسم جوزيف رمزي عطار، وأنه تقرب من العرب والمصريين المتواجدين بكندا ، وشوهد أكثر من مرة مع عنصر تابع للمخابرات الإسرائيلية التي رتبت له العمل والإقامة هناك . كما شوهد المتهم أكثر من مرة في أماكن آخرى بمدينة تورنتو مع عنصر من المخابرات الإسرائيلية هو تونجاي جوماي ، وأنه اشترى سيارة مرسيدس حديثة الموديل ، وتم إلحاقه بأحد البنوك في كندا . دوائر علاقات وأوضحت التحقيقات أن المتهم محمد العطار نجح في تكوين دائرة علاقات كبيرة بأوساط المصريين والعرب بكندا ، وأنه اعتزم العودة للبلاد في الساعات الأولى من صباح الأول من يناير الماضي عن طريق مطار القاهرة الدولي ، وانتقلت النيابة في هذا التاريخ إلى المطار وتم ضبط المتهم فور وصوله. واعترف العطار في التحقيقات أنه كان يدرس بالسنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر حتى العام الدراسي 2000 - 2001 ، وأنه كان يشعر بعدم اندماجه بالمجتمع المصري فقرر السفر إلى الخارج وعدم العودة نهائيا ، واختار دولة تركيا لسهولة الحصول على تأشيرة سياحية إليها فضلا عن قربها للعديد من الدول الأوروبية.كما اعترف المتهم في التحقيقات بأنه غادر مصر أوائل شهر يوليو عام 2001 وتقدم لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأنقرة بطلب اللجوء الإنساني والهجرة إلى أي دولة غربية ، وتعرف على ضابط المخابرات الإسرائيلي دانيال ليفي الذي أبلغه العطار بجميع التفاصيل الخاصة بظروفه الاجتماعية ، وساعده دانيال في الحصول على اللجوء الإنساني من مفوضية شؤون اللاجئين. واعترف العطار أيضا بأنه تلقى تدريبا من ضابط المخابرات الإسرائيلي على كيفية الحصول على المعلومات من المصريين وأبناء الدول العربية المتواجدين بأنقرة والتقرب منهم وتصويرهم وإعداد تقارير عن ظروفهم الاجتماعية وظروف تركهم لبلادهم وإبراز النقاط السلبية والإيجابية في شخصية كل منهم لانتقاء من يصلح للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية. واعترف المتهم في التحقيقات أنه قدم تقارير عن بعض العرب والمصريين المقيمين هناك مقابل مبالغ مالية حصل عليها من دانيال ليفي الذي كلفه بعد فترة بالسفر إلى كندا، حيث استقبله هناك ضابط المخابرات الإسرائيلي كمال توشبا الذي وفر له العمل في أحد محلات الوجبات السريعة وكلفه بإعداد تقارير عن المصريين والعرب المقيمين بكندا لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، وأنه قدم تقارير بالفعل عنهم مقابل مبالغ مالية حصل عليها من كمال توشبا. اعترافات وتحقيقات ووفقاً لما تضمنته القضية فقد اعترف المتهم محمد عصام غنيم العطار الطالب بجامعة الأزهر بأن ضابط المخابرات الإسرائيلي كمال توشبا طلب منه عدم إيداع تلك المبالغ في حسابه المصرفي حتى لا يمكن تتبعه من قبل أجهزة الأمن . وقال المتهم في التحقيقات إن كمال توشبا كلفه بعد فترة بالسفر إلى مدينة تورينتو لكثافة تواجد المصريين والعرب هناك، حيث استقبله تونجاي جوماي ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي سهل له العمل في محلات للوجبات السريعة بجوار المسجد الرئيسي بتورنتو ، وكلفه أيضا بإعداد تقارير عن المصريين والعرب هناك لانتقاء من يصلح منهم للعمل مع المخابرات . ثم ألحق تونجاي جوماي العطار للعمل بأحد البنوك هناك، وطلب منه أن يطلعه على حسابات عملاء البنك من المصريين والعرب، وأن يعد تقارير بملاحظاته عن المعلومات الشخصية لهم وحجم تعاملاتهم مع البنك، وأرقام هواتفهم، وانتقاء من يصلح منهم للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، وقدم العطار لهم تقارير عن ذلك . ومضى العطار قائلاً في اعترافاته إنه عقب حصوله على الجنسية الكندية في نوفمبر 2006 استأذن ضباط المخابرات الإسرائيلي تونجاي جوماي في العودة إلى مصر في إجازة لمدة شهر لزيارة أهله ، وطلب منه تونجاي التوجه إلى دولة إسرائيل عقب قضاء الإجازة والاتصال به لإبلاغه بالتعليمات الجديدة . وأرسل ضابط المخابرات الإسرائيلي للعطار عبر الانترنت شرحا يوضح له كيفية سفره إلى إسرائيل من مصر عن طريق الأردن، وأماكن تجمع حافلات الركاب في القاهرة، ومواعيدها وأسعارها، وعثرت النيابة لدى تفتيش متعلقات المتهم على تلك الورقة . تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات صالح عطيه...أصغر جاسوس في العالم قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمع بين جنباتها الغرابة والطرافة والإثارة في وقت واحد.. هي قصة طفل مصري كان يرعى الأغنام ويقوم بتربية الدجاج في صحراء سيناء.. اندفع في طريق المخابرات العامة المصرية التي كانت وقتها تدير حربا من نوع خاص مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة 1967حققت فيها انتصارات ساحقة لم يفق منها العدو إلا على انتصار اكبر في أكتوبر1973م.. الطفل صالح واحد من أبطال عالم الجاسوسية والمخابرات الذين خدموا وطنهم في الصغر والكبر فكما كان صالح وقتها اصغر جاسوس في العالم وأكبر من اذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة، الآن هو يحتل موقعا حساسا في أحد الأجهزة الأمنية المصرية وكأنه أخذ على عاتقه خدمة الوطن وحمايته في الكبر والصغر. في العام 1968 وبينما تلقي النكسة بظلالها على الجميع وتعيش إسرائيل في زهو بأنها ألحقت الهزيمة بالجيش المصري، واحتلت شبه جزيرة سيناء، وأقامت الحصون والمواقع المنيعة بطول القناة وداخل الأراضي المصرية التي سيطرت عليها كانت هناك بطولات على الجانب الآخر أسفرت عن نتائج باهرة كانت في طي الكتمان إلى وقت قريب حتى تم الكشف عنها ومنها قصة الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم... فبينما كان مكتب المخابرات المصرية في شغل لا ينقطع لجمع المزيد من المعلومات عن العدو، وعدد قواته، ونوعية الأسلحة التي يمتلكها وطبيعة معيشة جنوده، والحراسات الليلية، وطبيعة حصونهم، كان «صالح» يعمل في جو الصحراء المحرقة على رعي الأغنام وتربية الدجاج محاولا الاحتماء بظل الكوخ الصغير الذي يقطنه والده الشيخ «عطية» وأمه «مبروكة علم الدين» وذلك بالقرب من بئر قليل المياه داخل سيناء. كان الطفل يداعب طفولته مع الأغنام والدجاج، ويتأمل الفضاء الواسع بخياله المتطلع إلى السماء، لم يسرح خياله إلى أن يكون علامة مضيئة أمام القوات المصرية وهي تعبر قناة السويس لتحقق النصر وترفع القامة العربية عاليا في كل مكان، ولم يفكر يوماً في أنه سيكون مساعدا للمخابرات المصرية خلف العدو الإسرائيلى، ويقوم بزرع أدق أجهزة للتصنت داخل مواقع الجيش الإسرائيلي ليصبح أصغر جاسوس عرفه التاريخ. تجنيد الطفل ظلت المخابرات تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من خلف وداخل مواقع العدو، وكيف تحقق درجة الأمان العالية لمن يؤد هذا الغرض؟ وفي ظلمات الليل الدامس والرياح الشديدة تسلل ضابط مخابرات في ذلك الوقت ويدعى «كيلاني» إلى أرض سيناء، وكان متنكرا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، تحدى الضابط صعوبات الصحراء حتى وصل إلى بئر المياه، وأخذ يتناول جرعات منه، وشاهده والد الطفل صالح، وكعادة العرب ضايفه في كوخه الصغير، ودار حوار بين الضابط المتنكر في زي تاجر، وعطية والد صالح انتهى بتكوين صداقة، أراد الضابط تجنيد الأب لصالح المخابرات المصرية ولكن حدث أثناء استضافة والد صالح للضابط الذي كان حريصا في معاملاته وسلوكه حتى يتعود الأب عليه أن أقنعه أنه بانتظار عودة شحنته التجارية، وفي اليوم التالي ترك الضابط مجلس الأب عطية وأخذ يتجول حول بيته يتأمل السماء حتى وصل إلى الطفل وأخذ يداعبه حتى لا يشك الأب في سلوكه، وإثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصرية أغرب فكرة وهي تجنيد الطفل صالح بدلا من الأب وتعليمه وتلقينه دروسا في التخابر، وكيفية الحصول على المعلومات من العدو الصهيوني، وأخذ الضابط يدرس هذه الفكرة مع نفسه خاصة أنه من الصعوبة الشك في طفل، كما أن الطفل نفسه يحمل روحا وطنية وهذا ما لاحظه الضابط، الذي ظل أياما معدودة ينفرد بالطفل بحذر شديد حتى استطاع تجنيده، وعندما اطمأن إليه وإلى قدرته على استيعاب ما طلبه منه، وقدرته على تحمل المهمة الصعبة قرر الرحيل. وبعدها اجتمع مع والد الطفل على مائدة الطعام و شكره على استضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجارية، وعندما ذهب ليقبل الطفل اتفقا سويا على اللقاء عند صخرة بالقرب من الشاطئ. السر في الدجاجة كان اللقاء الأول عند الصخرة لقاء عاصفا فقد تأخر الطفل عن الموعد واعتقد الضابط أن جهده قد ضاع، ولكن من وقت لآخر كانت الآمال لا تفارق الضابط في الحصول على أسرار مواقع العدو، كانت الثواني تمر كأنها سنوات مملة حتى ظهر من بعيد جسد نحيف لقد كان الطفل «صالح» الذي جاء يبرر تأخيره بأنه اختار الوقت المناسب حتى لا يلمحه أحد، كان الطفل يعرف أن مهمته صعبة، ودوره خطير، وأن حياته معلقة على أستار أي خطأ يحدث، تلقى الطفل بعض التعليمات والإرشادات التي تجعله في مأمن وذهب ليترك الضابط وحيدا شارد الفكر يفكر في وسيلة تسمح «لصالح» بأن يتجول في مواقع الإسرائيليين بحرية كاملة حتى جاء اليوم التالي لموعد اللقاء مع الطفل صالح الذي كان يحمل معه بعض البيض من إنتاج الدجاج الذي يقوم بتربيته وما أن شاهد الضابط الطفل حتى صاح وجدتها انها الدجاجة التي ستمكنك من الدخول إلى مواقع العدو بدون معاناة أو شك فيك، إنها الدجاجة مفتاح السر لم يع الطفل شيئا، واندهش لصراخ الضابط الذي كان دائما هادئا، وجلسا على قبة الصخرة ليشرح له الفكرة التي ستكون الوسيلة لدخوله مواقع العدو والحصول على المعلومات بدون صعوبة أو شك في سلوكه. صداقات تركزت الفكرة في قيام «صالح» ببيع البيض داخل المواقع للجنود الإسرائيليين، وبالفعل تمت الفكرة بنجاح وبدأ الطفل يحقق صداقات داخل المواقع ومع الجنود لقد كان صديقا مهذبا وبائعا في نفس الوقت، وكان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى، وداومت المخابرات المصرية على الاتصال به وتزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها. وبعد شهر تقريبا بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة والملاحظة وبعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعود على المكان وتعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر. ومع الأيام تكونت الصداقات واستطاع الطفل التجول بحرية شديدة داخل مواقع العدو بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة وبذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء، وظل يداعب الجنود، ويمرح معهم ويلعب الألعاب معهم، يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئا وما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود، وما شاهده في المواقع بدون ملل. معلومات قيمة وبعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة معلومات لقد استطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة، وتكنولوجيا التجسس وقتذلك. فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، ووضع خزانات المياه، وبيان تفصيلي عن غرف الضباط، وأماكن نوم الجنود وأعداد الحراسة الليلية، وكل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة، وكان يستطيع الطفل رسمها، ومع تعليمات ضابط المخابرات استطاع الطفل التمييز بين أنواع الأسلحة ظل الطفل يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة وصغيرة وبناء على ما تجمعه المخابرات من الطفل ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الاستفادة القصوى من الطفل مع توفير أكبر قدر من الأمان والرعاية له. مضايقات كثيرا ما كان يتعرض الطفل أثناء احتكاكه بالجنود الصهاينة للمضايقات والشتائم وأحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه، وكان ضابط المخابرات المصرية «كيلاني» يخفف عنه الآلام، ويبث فيه روح الصبر والبطولة وكان أصدقاؤه من الجنود الإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام، وينقذونه من تحت أيدى وأقدام زملائهم، وكان من أبرز أصدقاء الطفل «صالح» ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات، ظل الطفل يتحمل مشقة المهمة حتى جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد. وبعد اختباره في عملية نفذها الطفل بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية بتزويد الطفل بقطع معدنية صغيرة، وتم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقة لصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة وأسقف الدواليب الحديدية، وكانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر والمحاذير، وكان هناك تردد من قيام الطفل بها حتى لا يتعرض للمخاطرة، ولكن الطفل رغب في القيام بهذه المهمة وذهب وترك الضابط في قلق شديد. قلق وحيرة كانت تراوده الظنون التي لا تنقطع، ظل الضابط ناظرا إلى السماء لا يستطيع الجلوس في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق والحيرة والتساؤل: في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق والحيرة والتساؤل: هل تم القبض على الطفل؟ لابد أنه يذوق ألوان العذاب الآن وما العمل؟ وكيف الخلاص إذا تم اكتشاف الطفل؟ كيف يمكن تخليصه من هذا العدو الصهيوني؟ ووسط هذه التساؤلات ظهر الطفل ليغمر وجه الضابط فرحة لا يمكن تصورها. لقد عاد بكامل صحته حاملا لعلامة النصر واستطاع إنجاز أصعب عملية في حياته ليسجل التاريخ اسمه، لقد مكنت العملية الأخيرة التي قام بها الطفل باقتدار المخابرات المصرية من الاستماع من خلال هذه القطع المعدنية التي بداخلها جهاز إرسال دقيق إلى كل ما يدور داخل حجرات القيادة من أحاديث وأوامر من كيفية التعامل مع هذه المواقع أثناء العبور، كما استطاع المصريون التعامل مباشرة أثناء المعركة مع هذه المواقع بتوجيه إنذارات إليهم للاستسلام. كل هذا ولم يكشف الضابط في زيه الإعرابي عن شخصيته للطفل وقبل الحرب بعشرين يوما وصدرت الأوامرمن المخابرات المصرية بنقل الطفل وأسرته إلى القاهرة، ولم يكن الأمر سهلا خاصة فقد نقل صالح وعائلته من الصحراء إلى القناة وتم عبورهم للقناة ومنها إلى «ميت أبو الكوم» حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استقبالهم وبعد أيام من نصر أكتوبر أدرك الطفل صالح مدى أهمية ما قام به من أعمال خارقة ساهمت في انتصارات أكتوبر ودخل صالح مبنى المخابرات المصرية فوجد الإعرابي المهرب مرتديا زيا مدنيا لتملأ الدهشة وجه الصغير، ويقوم الضابط «كيلاني» برعايته في التعليم ويدور الزمان ليجلس الطفل مكان «الرائد كيلاني» على مقعده وفي غرفته تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات علماءنا العرب والموساد ( الايدى الخفية ) الدكتور يحي المشد ، الدكتورة سميرة موسى د. سمير نجيب، العالم د. نبيـل القليني، العالم د. نبيل أحمد فليفل أسماء لا يجمعها لانتماء العربي والاسلامي فقط بل يجمعهما شيء آخر هو الاغتيال نعم ففي الثالث عشر من يونيو/حزيران عام 1980 وفى حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس وقيدة القضيه ضد مجهول رغم ان كل العالم كان على علم بان الموساد الاسرائيلي هو من قام بهده العملية ولم يكتفى بهذا الحد ففي ضاحية (سان ميشيل) ...... بعدها بأقل من شهر كانت أهم شاهدة في القضية العاهرة (ماري كلود ماجال) تغادر أحد بارات باريس الرخصية وقد كانت تعبر الشارع دهستها سيارة مجهولة لم يعثر عليها حتى اليوم، مرة أخرى قيدت القضية ضد مجهول ملابسات الاغتيال أول ما نسبوه للمشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام؛ حيث إن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة. كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…". وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟! ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى. البداية في العراق في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي. النشأة والتكوين والدكتور يحيى أمين المشد من مواليد عام 1932، قضى حياته في الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة قسم كهرباء، جامعة الإسكندرية عام 1952، بُعث إلى الاتحاد السوفيتي؛ لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيام ببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر، وسافر إلى النرويج عامي 63 و1964 لعمل بعض الدراسات، ثم انضم بعد ذلك للعمل كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. وأشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من 30 رسالة دكتوراه، ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا، تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية، وكعادة الاغتيالات دائما ما تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال. السياسة والصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!! وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد.. وما زال المسلسل مستمراً حادث أم اغتيال؟الدكتورة سميرة موسى مر أكثر من 48 عاماً على رحيل د.سميرة، وما زال حادث مقتلها في أمريكا محاطاً بالغموض. استجابت الدكتورة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1951، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت بقولها: "ينتظرني وطن غالٍ يسمى مصر"، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد .. وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسمًا مستعاراً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها. كانت تقول لوالدها في رسائلها : لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة.. ولقد علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف. وفي أخر رسالة لها كانت تقول: "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم . أين سيارة النقل التي ظهرت في طريقها؟ .. ومن كان فيها؟ أين ما توصلت إليه الشرطة الأمريكية؟ ولماذا قيدت القضية ضد مجهول؟ .. أين .. أين؟ هل ماتت د.سميرة ميتة عادية أم أنه حادث اغتيال؟ وهكذا غربت شمس هذه العالمة الجليلة في 15 أغسطس عام 1952 .... سلمت إلى والدها نوتة سوداء صغيرة كانت تسجل فيها خواطرها وكانت آخر ما خطته فيها: .. ثم غربت الشمس القادم ماذا فعلو رجال المخابرات المصرية ف الغواصة داكار تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات رغم كل شئ .. رغم الهزيمة عام 1967 .. كانت لنا بطولات عسكرية سجلت في التاريخ وأثبتت أن جند مصر هم خير أجناد الأرض. والبحرية المصرية كان لها الكثير من الانتصارات بعد نكسة 1967، ولها الكثير من البطولات التي جعلت إسرائيل تحجب بحريتها في حرب 1973، حرب الانتصار. ومن ضمن بطولات وأبطال البحرية كان هذا الرجل، اللواء محمد عبد المجيد عزب، هذا الرجل الذي أغرق نصف أسطول الغواصات الإسرائيلي عام 1967، ثم أغرق ربع الأسطول عام 1968. ففي عام 1967 كان لدي إسرائيل غواصتين اثنتين وهما "تانين" والتي تعني التمساح، "وراهاف" والتي تعني آلهة البحر وتمكن هذا الرجل من إغراق تانين وإصابتها إصابات جمة أخرجتها من الخدمة.وفي عام 1968 كان لدي إسرائيل أربعة غواصات وهي "نثياتان"، "دكار"، و"دولفن"، و"ولفيتان". وتمكن الرجل أيضاً من إغراق "دكار" الغواصة الشهيرة التي لم تعلن مصر عن قصة إغراقها وظلت إسرائيل تبحث عنها لمدة 31 عاماً حتى أعلنت أنها عثرت علي حطامها غارقاً بالبحر المتوسط. التقيت بالبطل، وفتحت معه بوابة الذكريات وتركته يحكي قصة أيام مجيدة لا تمحي من الذاكرة فقال : في عام 1967 كنت أعمل كضابط أول برتبة رائد بحري بالمدمرة طارق، وقمنا بالعديد من العمليات التدريبية عن كيفية تأمين مداخل البحر الأحمر ضد هجمات البحرية الإسرائيلية وفي ظهر يوم 5 يونيه وردت إلينا إشارة بمغادرة الميناء ومسح السواحل الشمالية للدفاع عن مصر ضد أي هجوم محتمل، ونفذنا الأمر، وعند الغروب أظلمت السفينة إظلام تام وهو إجراء أمني متبع وأصبحت المدمرة طارق "كجبل أسود عائم" وصباح يوم 6 يونيه وبعد عمل مراكز القتال وأخذ التمام أمر القائد بفتح أحد الأبواب لتجديد الهواء داخل الكبائن المغلقة. وفجأة شاهدت ثلاثة السنة من الدخان الأبيض تنبعث من الماء علي بعد كيلومتر واحد من جسم المدمرة فصعدت إلي كابينة القيادة لأتبين الأمر، وتوقف قلبي عن الخفقان حيث وجدة ثلاثة طوربيدات تشق الماء وتتجه بإتقان إلي المدمرة تاركة ورائها ثلاثة مسارات في الماء، ولا يمكن للعين المدربة أن تخطئها، وفي ثوان معدودة تم إطلاق صفارات الإنذار فوق المركب وتواجد كل شخص في مكانه وصعدت إلي الممشى قبل القائد، وتوليت زمام الأمر وقمت بعمل مناورة بإعطاء الأوامر بالاتجاه بسرعة قصوى للأمام .. والدوران يمين للأخر، وأخذت ماكينة السفينة تهدأ بشدة ودارت بسرعة لجهة اليمين في اتجاه معاكس لاتجاه الطوربيدات وتمكنت بفضل الله من المرور سالماً بين طوربيدين من الثلاثة، ولكن الغواصة الإسرائيلية عاجلتنا بطوربيدين آخرين فأعطيت الأوامر دومان يمين للآخر حتى أصبحت مؤخرة السفينة أمام الطوربيدين لامتصاص قوة الاصطدام "وحدثت المعجزة الإلهية" فقد مر الطوربيدين علي جانبي المدمرة وغرقا بعد أن انتهي مداها. هنا أعلنت الغواصة عن نفسها ووجب مهاجمتها وفي لحظات تحولنا من الدفاع للهجوم وأطلقنا وابلاً من قذائف الأعماق فأصابتها إصابات مباشرة تسبب في إعطابها وخروجها من الخدمة البحرية في إسرائيل. وظلت نتائج هذه المعركة مجهولة تماماً لقواتنا البحرية وقيادتنا السياسية بالرغم من تقديمي تقرير كامل، حتى أفصح عنها اعتراف قائد الغواصة الإسرائيلية في حديث مع مجلة "بمجانية" بمناسبة منحه أعلي وسام إسرائيلي لاستطاعته العودة بها وهي شبه محطمة، فلما علم الرئيس جمال عبد الناصر منحني نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولي في 15 يوليو عام 1969 أي بعد عامين كاملين من تدمير الغواصة تانين أمام سواحل الإسكندرية. كيف أغرقنا داكار ؟؟ ويستكمل اللواء عزب حديثه، فيحكي قصة إغراق الغواصة داكار ويقول : أن إسرائيل في إطار تحديثها لقواتها البحرية في حرب يوينه وإغراق المدمرة إيلات قامت بشراء غواصتين قديمتين من بريطانيا هما الغواصة داكار والغواصة لفيتان وكانت البحرية الإسرائيلية تملك غواصتين أخرتين. وتم الاتفاق علي عمل عمرة للغواصتين "داركار ولفيتان" بأحواض السفن البريطانية في بورت سماوث. وغادرت الغواصة داكار حوض السفن في بورت سماوث يوم 9 يناير 1968 بعد الانتهاء من تجديدها وتحديثها وعلي متنها طاقمها المكون من 69 ضابطاً وبحاراً منهم 11 ضابطاً بحرياً بقيادة الرائد بحري يعقوب رعنان، وكانت متجهة لميناء حيفا وكان من المقرر لها أن ترسو في ميناء حيفا يوم 29 يناير. ويستطرد اللواء عزب قائلاً : وصباح يوم 23 يناير 1968 غادرت السفينة الحربية "أسيوط" ميناء الإسكندرية "وكنت قائداً لها" وكانت أشهر سفينة حربية في ذلك الوقت. وكنا نتجه لتنفيذ مهمة تدريبية لبعض طلبة الكلية البحرية، وبعد أن وصلت السفينة أسيوط إلي منطقة التدريب المحددة لهذه المهمة تم تقسيم الطلبة إلي مجموعات تحت إشراف ضباط الكلية البحرية .. وبعد انتهاء التدريب وكان الوقت ظهراً، أرسلت السفينة أسيوط الإشارة التقليدية لطلب الإذن بالدخول إلي الميناء، وأخذت السفينة تبحر ببطيء جنوب الميناء لحين الإذن لها بالدخول، وفي هذه الأثناء كان بعض الطلبة المتواجدين بالممشى يقومون بالتدريب علي أعمال المراقبة البصرية وأخذ أحدهم وهو وقتئذ العريف طالب "عادل معتوق" يتطلع إلي سطح البحر الساكن ومن خلال النظارة المكبرة التي كان يستخدمها شاهد هدفاً صغيراً جداً يشق سطح البحر وأخذ في مراقبته عدة دقائق لم يستطع خلالها التعرف علي الهدف وتمييزه، فلجأ إلي زميل دراسته وهو وقتئذ الرقيب طالب محمد أحمد إبراهيم، والذي فشل هو الآخر في التعرف علي نوعية الهدف مما جعله يلجأ إلي وكنت أقف بجواره، واستطعت علي الفور أن أميز الهدف علي أنه بيرسكوب غواصة تسير علي عمق البيرسكوب في خط مواز لخط سير السفينة أسيوط، واتخذت قرار فوري بمهاجمة الغواصة المجهولة التي انتهكت مياهنا الإقليمية فقد كانت علي مسافة 2 ميل فقط من سواحل الإسكندرية وهذه المنطقة ممنوع علي غواصتنا الغطس فيها، وعلي الفور أخذ كل فرد مكانه وتم إعلان مراكز القتال فوق السفينة والتأهب للانقضاض علي الغواصة المعادية واتجهت السفينة بأقصى سرعتها وانقضت علي الغواصة والتي كانت قريبة جداً من مقدمة سفينتنا، والانقضاض هو الحل الوحيد للركوب فوقها، وباختفاء بيرسكوب الغواصة أرسلنا إشارة للقاعدة لمتابعة الموقف وكنت قد أرسلت إشارة فور اتخاذي قرار الهجوم وكانت الإشارة : "غواصة تحت سطح الماء علي عمق البيرسكوب". وما هي إلا لحظات بعد اختفاء البيرسكوب حتى صدر بعدها الأمر للسفينة بالدخول إلي الميناء وكنت في غاية الحنق والغيظ ولكن ما خفف ذلك اعتقاد ثبت صحته بعد ذلك وهو اصطدام الغواصة بالقاع الذي يبعد عن سطح البحري بـ 18 قامة فقط عند محاولته الهروب بالغطس السريع. وفي مساء الجمعة 26 يناير 1968 وبعد مقابلة أحد قادة الغواصات أيقنت أن الغواصة المجهولة غواصة معادية ورفعت تقرير مفصل إلي قائد القوات البحرية عن قصة غرق الغواصة الإسرائيلية التي تمت مهاجمتها و لم يصدق كلامي علي أساس أن إسرائيل أعلنت عن غرق داكار جنوب قبرص، ولم أيأس لتأكيد إغراقها فمن المؤكد أنها اندفعت نحو قاع البحر لتفادي الاصطدام بنا فانحشرت في الرمال. دلائل مؤكدة علي إغراقنا لداكار : ويقول اللواء محمد عبد المجيد عزب أن هناك أدلة تؤكد أننا قد أغرقنا دكار وهي : - يوم 23 يناير 1968 أعلنت السفينة الحربية الناصر عن اكتشاف هدف تحت سطح البحر حوالي الساعة1130. - إعلان إسرائيل عن فقد الغواصة داكار يوم 25 يناير 1968. - يوم 23 يناير 1968 رصدت إحدى الغواصات المصرية طائرة تحوم حول المنقطة في حوالي الساحة 1657. - يوم 24 يناير 1968 قامت إحدى الطائرات الهليوكوبتر التحليق بالإخطار عن هدف غاطس تحت الماء داخل مياهنا الإقليمية. - يوم 24 يناير 1968 تم رصد تداول إشارات حوالي الساعة 1822 بين الغواصة داكار ومحطة قيادة البحرية الإسرائيلية. - يوم 26 يناير 1968 أعلنت "رويتر" بأن الغواصة الإسرائيلية داكار غرقت قرب قبرص. - نشر الكتاب السنوي الذي صدر بالمحكمة المتحدة عام 1969 عن أحداث العالم خلال عام 1968 أنه بتاريخ 26 يناير 1968 أعلن عن فقد الغواصة داكار قرب الإسكندرية و عليها 69 فرداً. - يوم 27 يناير 1968 أعلنت "رويتر" أن الغواصة الإسرائيلية داكار غرقت قرب الإسكندرية. - يوم 8 فبراير 1968 قام كل من الملحق البحري الأسباني والفلبيني بزيارة قائد البحرية المصري والاستفسار منه عن كيفية إغراق البحرية المصرية للغواصة داكار إلا أنه نفي ذلك لأسباب تخص الأمن. - يوم 24 إبريل 1969 قام قائد السفينة أسيوط برفع تقرير عن احتمال غرق الغواصة داكار أما الإسكندرية وطلب البحث عنها، وبينما كان هذا التقرير أمام قائد القوات البحرية المرحوم فؤاد ذكري أعلنت إسرائيل علي نحو ما جاء بجريدة أخبار اليوم بتاريخ 26 إبريل 1969 أن الغواصة الإسرائيلية داكار قد غرقت علي بعد 30 ميلاً من السواحل المصرية وقال قائد البحرية الإسرائيلية أن الغواصة ضلت طريقها ولكنه لم يفسر الأسباب التي جعلت قائد الغواصة يغير اتجاهه بحيث ضل طريقه واكتفي بقوله أنه له الحق في ذلك لأنه كان يقوم بتدريبات. - يوم 9 فبراير 1969 عثر علي جهاز الطفو الخاص بالغواصة الإسرائيلية داكار علي ساحل قطاع غزة بعد مضي أكثر من عام علي غرقها. - أول يناير 1970 نشرت جريدة الأخبار أن البحرية المصرية أغرقت الغواصة داكار. - بتاريخ 2 يناير 1970 نشرت جريدة الأخبار أن وكالات الأنباء تناقلت نبأ غرق الغواصة داكار و إذاعته إذاعة لندن ولم تستطع إسرائيل تكذيب هذا النبأ. - بتاريخ 5 أكتوبر 1972 جاء علي لسان المقدم مفتاح دخيل رئيس مشتروات ليبيا في غرب أوروبا في حفل أقامه له الملحق العسكري المصري بلندن بأنه عندما هدد بقطع التعامل مع بريطانيا لتعاقدها علي بيع 3 غواصات لإسرائيل، قيل له علي سبيل التهدئة بأن العرب قد أغرقوا الغواصة داكار. - يوم 13 أغسطس 1979 نشرت جريدة الأهرام الخبر التالي : "الإسرائيليون فقدوا غواصة تحمل 64 رجلاً أمام الشواطئ المصرية في يناير 1968". - يوم 1 يناير 1986 نشرت جريدة الأخبار النبأ التالي : "البحث عن حطام غواصة إسرائيلية غرقت بصاروخ مصري منذ 20 سنة" وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن وفداً عسكرياً إسرائيلياً" سيتوجه إلي القاهرة لتحديد موعد بدء عمليات البحث، وكانت الغواصة داكار قد اختفت بصورة غامضة بينما كانت تقوم بأول رحلة لها من بريطانيا إلي إسرائيل". وكان ذلك بعد معاهدة كامب ديفيد، حيث سمح لإسرائيل بالبحث عن هذه الغواصة، وكان ذلك أول اعتراف إسرائيلي بأن البحرية المصرية متماثلة في السفينة الحربية أسيوط هي التي تسببت في غرق الغواصة الإسرائيلية داكار داخل مياهنا الإقليمية". - وكان غرق داكار وقبلها تانين من الأسباب الرئيسة التي جعلت إسرائيل تحجم عن استخدام غواصاتها خلال حرب أكتوبر 1973 والتي تحقق فيها النصر لقواتنا المسلحة علي لقوات الإسرائيلية. يبقي أن نذكر أن اللواء محمد عبد المجيد عزب يحمل ثلاثة أنواط وهي نوط الواجب العسكري لأعماله في حرب اليمن، ونوط الشجاعة العسكري من الدرجة الأولي بعد إغراقه للغواصة تانين، ونوط الواجب العسكري عام 1982 كما يحمل أعظم وسام في جسمه، وهو ساقيه اللتين بترتا نتيجة سقوط قنبلة عليه أثناء وجوده كرئيس عمليات بميناء الأدبية في يناير 1970، وهو الوسام الذي سيظل أبداً شاهداً علي بطولته. لقادم أخطر شبكات الموساد ف مصر تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات في فبراير عام 1958 دخلت سوريا مع مصر في اتحاد اندماجي، وعرفت الدولتان باسم "الجمهورية العربية المتحدة" وكانت سوريا هي الاقليم الشمالي، ومصر هي الاقليم الجنوبي. ورأت إسرائيل في هذا الاتحاد خطراً عظيماً يتهدد أمنها في الشمال والجنوب ومن الشرق أيضاً. وحوصرت الدولة اليهودية بالجيوش العربية، ولم يتبق لها سوى البحر الأبيض المتوسط – المنفذ الوحيد الآمن، فحصنته بالسفن وبالمدمرات، وزرعت غواصاتها بطول الساحل خوفاً من حصار هذه الجبهة بالقوات البحرية العربية، وأصبحت إسرائيل تعيش في حالة طوارئ دائماً لا تدري من أية جهة تأتيها الضربة الفجائية القاضية. لذلك حرص ساستها – بواسطة أجهزة المخابرات – على عرقلة نمو هذا التطويق العربي من الشمال والجنوب، ولعبت على كل الأوتار لإفشاله والقضاء عليه. ولم يكن بمستطاعها وقف الزحف العربي لإنقاذ فلسطين المغتصبة، سوى باللجوء الى كل الحيل القذرة والتصرفات الوحشية لإرهاب العرب، وبث الدعايات المسمومة لإخافتهم، وتصوير الجندي الاسرائيلي والعسكرية الاسرائيلية كأسطورة في الأداء والمهارة والقوة. لذا فقد عمدت الى ترسيخ هذا الاعتقاد لدى العرب بمحو ما يقرب من "293" قرية فلسطينية وإزالتها من فوق الأرض والخريطة، وارتكاب أبشع المذابح في التاريخ دموية وبربرية ضد العرب العزل في فلسطين. هذا بجانب التكثيف الإعلامي والنشاط الدبلوماسي للحد من يقظة روح الجهاد، التي جاهدت قوى الاستعمار على إسكاتها بالضغط على العرب وسد أفواههم.. ومنع السلاح عنهم وإغراقهم في مشاكل داخلية معقدة . . كالجهل والتخلف والفقر والمرض. . وإثارة الثورات الداخلية طمعاً في شهوة الوصول الى الحكم. كل ذلك أدى الى إضعاف الجيوش العربية في حين كانت إسرائيل تتشكل وتقوى، وتغدق عليها الدول الاستعمارية الكبرى الأسلحة المتطورة الحديثة التي صنعت إسرائيل، وزراعتها في قلب المنطقة العربية لتقسمها الى نصفين – أفريقي وآسيوي – لا أمل في التقائهما إلا بفناء إسرائيل. من هنا كان الرعب الأكبر لإسرائيل حينما قامت الوحدة في فبراير 1958 بين الشطرين المنفصلين في الشمال والجنوب، وربطهما اتحاد اندماجي وحكومة واحدة على رأسها الزعيم جمال عبد الناصر، خاصة بعدما فشل زعماء اتفاق "سيفر" بفرنسا في العدوان الثلاثي الغاشم على مصر في أكتوبر 1956، والذي انتهى بخيبة أمل انجلترا وفرنسا وإسرائيل، وانسحابهم يملأهم الخزي والعار. لذلك كان على إسرائيل أن تراقب اتحاد الشطرين، بل وتسعى الى معرفة أدق الأسرار عنهما. . لكي تحتاط الى نفسها من مغبة تقويضها واجتياح الأرض السليبة فجأة. وكانت أن أرسلت الى مصر وسوريا بأمهر صائدي الجواسيس . . للبحث عن خونة يمدونها بالمعلومات وبالوثائق السرية، فجندت مصرياً خائناً من أصل أرمني اسمه "جان ليون توماس" استطاع تكوني شبكة تجسس خطيرة في مصر، وأرسلت الى سوريا – إيلياهو كوهين – داهية الجواسيس على الإطلاق، وأسطورة الموساد الذي ظل جسده معلقاً في المشنقة لأربعة أيام في دمشق. والأرمن . .جالية أقلية استوطنت مصر هرباً من الاضطهاد والتنكيل الذي تعرض له الشعب الأرمني . . وتعدادهم بالآلاف في مصر .. امتزجوا بنسيجها الاجتماعي وتزاوجوا فيما بينهم في البداية. . ثم اختلطت دماؤهم بالمصريين في مصاهرة طبيعية تؤكد هذا الامتزاج والاستقرار، واحتفظوا فيما بينهم بعاداتهم وتقاليدهم وبلغتهم الأصلية. وتشير بعض المصادر أن تعدادهم في مصر يصل الى مائة ألف أرمني، يتمتعون بالجنسية المصرية وبكامل الحقوق، وسمحت لهم السلطات بإصدار صحيفة باللغة الأرمينية، تدعم ترابطهم وتذكرهم بجذورهم. اشتهر عن الأرمن أنهم أناس درجوا على العمل والكفاح والاشتغال بالتجارة، لذلك.. فأمورهم الحياتية والمادية ممتازة.. خاصة بعدما هيأ لهم المناخ المستقر في مصر فرص الانطلاق والنجاح. وكان "جان ليون توماس" أحد ابناء هذه الجالية، وقد عمل بالتجارة والاستيراد والتصدير، واستطاع بعد عدة سنوات أن يجمع ثروة طائلة تؤمن له مستقبلاً رائعاً. . تدفعه إليه زوجته الألمانية "كيتي دورث" فتغلغل داخل أوساط المجتمع الراقي يزهو بثمرة كده واجتهاده. ولظروف عمله وقرابته تعددت سفرياته الى ألمانيا الغربية لإنجاز أعماله. هناك . . اقترب منه أحد صائدي الجواسيس المهرة، واشتم فيه رائحة ما غالباً هي نقطة ضعف من خلالها يستطيع الالتفاف حوله. . وتجنيده، لا سيما بعد تأكده من أن له علاقات واسعة في مصر. ولم تخب حاسة الشم لدى ضابط المخابرات الاسرائيلي الذي يتستر وراء شخصية رجل أعمال. إذ اكتشف هواية خاصة جداً عن توماس. . وهي عشقه للجنس مع الأطفال الصغار. ففي غمرة مشاغله وأعماله، سرعان ما ينقلب الى ذئب شره يبحث عن فريسة تشبع نهم شذوذه. كان توماس بالفعل يعاني من هذا الداء، ويصاب أحياناً بتوترات عصبية وتقلبات مواجية حادة، تظهر عادة في صورة ثورة على زوجته الجميلة. . التي لم تكن تدرك السبب الحقيقي في هروب الخادمات صغيرات السن من بيتها، ولا يعدن إليه مرة ثانية؟ وفشلت كثيراً في الوصول الى إجابة منطقية لذلك. بياتريشيا اللذيذة ولكي يزجوا به داخل دائرة الجاسوسية من أوسع الأبواب. . قذفوا اليه بطفلة يهودية يتيمة في العاشرة من عمرها، طرقت باب شقته في فرانكفورت، ولأنهم زرعوا الكاميرات والأجهزة السرية بها واتخذوا من الشقة المجاورة مكمناً لتسجيل ما سيحدث .. أذهلتهم أغرب مطاردة بين جدران الشقة الصغيرة، بين توماس الذئب الجائع. . والطفلة الضعيفة التي كانت تبكي متوسلة إليه، فيتوسل هو إليها ألا تتركه يعاني أكثر من ذلك. كان عارياً تماماً، يتصبب منه العرق الغزير وترتجف خلجات وجهه، وبدا في قمة ضعفه عندما هجم على الطفلة، وصفعها في عنف فانخرست من الخوف، وشرع في الحال في تجريدها من ملابسها حتى تعرت تماماً، وبدا واضحاً ارتجاف أطرافها واضطراب أنفاسها اللاهثة، فتحرر بسرعة من ملابسه كأنه لا يصدق أن فريسة بين يديه، واحتضنها في لهفة الجائع وهو يأمرها ألا تصده، أو تعترض على ما يفعله بها. وفوجئ بهم من حوله، انتزعوا الطفلة من بين يديه فانزوت ترتجف.. بينما أخذ يرجوهم ألا يصحبوه عارياً للشرطة. وأطلعوه على ما لديهم من أدلة شذوذه، فانهار.. ووقع في لمح البصر على عقد يقر فيه بتعاونه مع الموساد، وأنه على استعداد تام لتنفيذ ما يكلف به. هذه هي الموساد .. تتبع أقذر الحيل للسيطرة على عملائها وإخضاعهم، وهذا ليس بأمر جديد على المخابرات الاسرائيلية، فلا شيء يهم طالما ستحقق مآربها وتجند ضعاف النفوس في كل زمان ومكان. في قمة مذلته وشذوذه لم تكن لديه القدرة على أن يفكر أو يقرر، إذ أن إرادته قد شلت . . وانقلب الى شخص آخر بلا عقل. . فقد خلفته المحنة وأزهقته الصدمة، وبسهولة شديدة استسلم لضباط الموساد يتحكمون بأعصابه.. وابتدأوا في تدريبه وإحكام سيطرتهم عليه، وكتب في عدة صفحات بيده كل ما لديه من معلومات اقتصادية يعرفها بحكم عمله وعلاقاته، وأحاطوه بدائرة الخوف فلم يستطع الإفلات، وهددوا بقتل أفراد أسرته إذا ما عاد الى مصر وأبلغ السلطات. . فقد كان من السهل إقناعه بوجود عملاء لهم في القاهرة ينتظرون إشارة منهم ليقوموا باللازم مع عائلته هناك. وتأكيداً لذلك. . أرسلوا باقة زهور الى منزله بمناسبة عيد ميلاد ابنته. . وكم كان فزعه شديداً عندما اتصل بالقاهرة فتشكره ابنته على باقة الزهور التي أرسلها.. وأصيب رجل الأعمال المذعور بصدمة عنيفة، وصرخ في هلع مؤكداً بأنه سيقوم بالعمل لصالحهم. . وتركوه يسافر ملتاعاً ومرعوباً يحمل تكليفات محددة وأسئلة مطلوب إجاباتها، وكانوا على يقين أنه سقط في شباكهم ولن يمكنه الإفلات أبداً. وفي الطائرة استغرقه تفكير عميق فيما صار إليه حاله، وهل يستطيع النجاة من هذا المأزق أم لا؟ واتصل فور وصوله بصديقه محمد أحمد حسن الذي يشغل منصباً حساساً في مدرسة المدفعية بالقاهرة، وسأله عدة أسئلة تتصل بعمل جهاز المخابرات المصري. وهل بالإمكان حماية شخص ما تورط مع المخابرات الاسرائيلية؟ وكانت إجابات محمد حسن إجابات قاطعة، تؤكد ان المخابرات المصرية من أنشط أجهزة المخابرات في العالم بعد استحداثها وتدريب كوادرها بأقسامها المختلفة، وحسبما يقال فهي تحمي المتورطين إذا ما تقدم بالإبلاغ عما وقع لهم بالخارج. لكن توماس لم يثق بكلامه، وظن انها دعاية يروجها لا أكثر.. فتملكه الخوف من الانسياق وراء دعاية لن تفيد، وحرص على المضي في طريق الخيانة حتى آخره. بينما انشغل صديقه بالهدايا الثمينة التي جلبها له ولم يسأله عن تفاصيل الأمر. أو عن ذلك الشخص المتورط مع الموساد. لم يضيع توماس وقته في إثارة أعصابه بالتفكير والقلق.. وشرع كما دربوه في دراسة أحوال المحيطين به ليستكشف نقاط ضعف تمكنه من النفاذ اليهم، وكان أول من نصب شباكه حوله – محمد أحمد حسين – الذي كان يدرك جيداً أن المخابرات المصرية أضافت اختصاصات وتكنولوجيا حديثة تمكنها من تعقب الجواسيس والخونة. تناسى الرجل العسكري كل ذلك وعاش في وهم ابتدعه. ولم يعد يفكر سوى في نفسه فقط. . وقد طغت هدايا صديقه على أنسجة عقله. كان ذلك في شهر أكتوبر عام 1958 عندما نام ضميره نوم الموات بلا أدنى حياة أو رعشة من شعور. . وأسلم مصيره بل حياته كلها لمغامرة طائشة قادته الى الهلاك. وكانت "بياتريشيا" خطوة أولى في سلم الموت الذي لا مهرب منه ولا منجي على الإطلاق. . وبياتريشيا هذه راقصة ألمانية مقيمة بالقاهرة. . تربطها بتوماس علاقة قديمة قبل زواجه من كيتي، وفي حين انشغل عنها بعمله اضطر لتجديد علاقته بها بمجرد عودته، لتساعده في تجنيد محمد حسن الذي كان يعرف عنه ميله الشديد للخمر والنساء. فرحت الراقصة المثيرة بعودة توماس اليها وتقابلت الأغراض والنوايا. . وبعد سهرة ممتعة بأحد النوادي الليلية. . ارتسمت بخيالات محمد حسن صور متعددة لعلاقته ببياتريشيا، أراد ترجمتها الى واقع فعلي لكن راتبه الضئيل لم يكن ليكفي للإنفاق على بيته. . وعلى راقصة مثيرة تجتذب من حولها هواة صيد الحسناوات. وتكررت السهرات الرائعة، التي أصبحت تشكل شبه عادة لديه لم يكن من السهل تبديلها أو الاستغناء عنها، وأغرقته الراقصة في عشقها فازداد اندفاعاً تجاهها، ولم يوقفه سوى ضيق ذات اليد. عند ذلك لم يكن أمامه سوى الالتجاء الى توماس ليستدين منه، وتضخم الدين حتى توترت حياة محمد حسن. . وانتهزها توماس فرصة سانحة لاستغلاله والضغط عليه فرضخ له في النهاية وسقط مخموراً في مصيدة الجاسوسية. . مستسلماً بكامل رغبته مقابل راتب شهري – خمسين جنيهاً – خصصه له توماس لينفق على الفاتنة التي أغوته وأسكرته حتى الثمالة. في المقابل لم يبخل محمد حسن بالمعلومات الحيوية عن مدرسة المدفعية. . كأعداد الطلاب بها وأسماء المدربين والخطة الاستراتيجية للتدريب.. كل ذلك من أجل عيون الفاتنة الحسناء العميلة. فيالها من سقطة .. ويالها من مأساة وخيبة !! وفي الوقت الذي نشط فيه توماس كجاسوس يقوم بمهمته، تراءت له فكرة تجنيد عملاء آخرين تتنوع من خلالهم المعلومات التي يسعى للوصول اليها. فكان أن نصب شباكه حول مصور أرمني محترف اسمه جريس يعقوب تانيليان – 43 عاماً ، واستطاع أن يسيطر عليه هو الآخر بواسطة إحدى الساقطات وتدعى – كاميليا بازيان – أوهمته كذباً بفحولة لا يتمتع بها سواه. ولأنه كان ضعيفاً جنسياً. . رأى رجولة وهمية بين أحضانها، فهي المرأة الوحيدة التي "أنعشت" رجولته، وبالتالي فقد كان لزاماً عليه إسباغ رجولة أخرى حولها، وهي الإنفاق عليها بسخاء. وفي غضون عدة أشهر استنزفته كاميليا مادياً. . فاتبع مسلك محمد حسن باللجوء الى توماس ليقرضه مالاً، فجنده في لحظات ضعفه وحاجته. ولما اتسع نشاطه.. استأجر توماس شقة بمنطقة روكسي باسم محمد حسن كانت تزهر بأنواع فاخرة من الخمور، وتقام فيها الحفلات الماجنة التي تدعى اليها شخصيات عامة، تتناثر منها المعلومات كلما لعبت الخمر بالرؤوس فتمايلت على صدور الحسان وتمرغت بين أحضانها. وفي إحدى حجرات الشقة أقام جريس تانيليان معملاً مصغراً لتحميض الأفلام وإظهار الصور والخرائط، حيث كان يجلبها محمد حسن من مقر عمله ويعيدها ثانية الى مكانها. وذات مرة . . عرض توماس على محمد حسن فكرة السفر الى السويس بالسيارة. . ثم الى بورسعيد لتصوير المواقع العسكرية والتعرف عليها من خلال شروحه. . ووافق الأخير ورافقتهما كيتي التي اطلعت على سر مهنة زوجها وشاركته عمله. وكان محمد حسن دليلاً لهما يشرح على الواقع أماكن الوحدات العسكرية.. فيقوم توماس بتصويرها من النافذة وتسجيلها على خريطة معه بينما تقود كيتي السيارة. المشهد العجيب وعندما تعثرت أحوال "جورج شفيق دهاقيان" – 45 عاماً – تاجر الملابس، تدخل صديقه توماس بطريقته الخاصة لإنقاذه، وكان المقابل تجنيده للعمل معه في شبكة الجاسوسية. لم يعترض جورج كثيراً في البداية.. فهو يعلم أنه لا يملك معلومات حيوية هامة تساوي مئات الجنيهات التي أخذها من توماس مقابل إيصالات ورهونات. وقد كان توماس الخائن ينظر الى بعيد. . الى ضابط كبير يقيم أعلى شقة جورج وتربطهما علاقات وطيدة، وكان له دور فعال فيما بعد. ولأن "بوليدور باب زوغلو" تاجر طموح يحلم بامتلاك محل كبير للمجوهرات بوسط القاهرة .. عرض الفكرة على توماس فأبدى موافقته وشجعه على المضي لتحقيق حلمه، والحلم تلزمه مبالغ كبيرة، والخمر تلتهم حصيلة مكسبه أولاً بأول الى جانب السهرات الماجنة التي تستنزف الكثير من رأسماله. عند ذلك لم يجد توماس صعوبة تذكر في اصطياده أيضاً بعدما رسم له خطوط الحلم المرجو. لقد رأى بوليدور أن لا شيء يجب أن يعوق تنفيذ حلمه الكبير .. حتى ولو كانت الخيانة هي الثمن. هكذا مضى توماس يصطاد ضعاف النفوس. . فيمدهم بالمال ويغرقهم في الخمر والجنس ويحصل على مبتغاه من خلالهم.. وانتعشت بذلك شبكة توماس في جمع المعلومات، لا يوقفها خوف من السقوط أو من حبل المشنقة. فالمخابرات الاسرائيلية كانت تؤكد له في كل مرة يزور فيها ألمانيا أن المخابرات المصرية خاملة ضعيفة. نشأت منذ سنوات قليلة ولم تنضج بعد، ومهما أوتيت من علم ومقدرة فمن المستحيل كشفه. هذا الاعتقاد سيطر عليه فأظهر وفاءه لإسرائيل وكراهيته للعرب ولكل ما هو عربي. وكلما استدعوه الى ألمانيا كانوا يعدون له وليمة يعشقها من الفتيات الصغيرات أو الغلمان. ولم يعد يهمهم تصويره في أوضاعه الشاذة مع الصغار بعد ذلك. . فلقد سقط حتى أذنيه وتوسعت شبكته توسعاً مذهلاً حير خبراء الموساد أنفسهم، إذ تعدت الشبكة حدود مصر الى دول عربية أخرى.. بعدما ازداد توماس علماً بأدق فنون التجسس. . وكيفية السيطرة على شركائه بسهولة بواسطة نقاط ضعفهم التي استغلها بمهارة، وبالأموال الطائلة التي ينفقها عليهم، وقد اشتدت حاجتهم اليها، وقد عرفوا أن لكل معلومة ثمناً وقيمة. وذات مرة عاد توماس من إحدى رحلاته في ألمانيا وفي ذهنه صورة "جورج استماتيو" الموظف بمحلات جروبي بالقاهرة. كان استماتيو يشرف على حفلات العشاء التي كانت تقيمها رئاسة الجمهورية للضيوف، ومن خلال دخوله لقصر الرئاسة بشكل رسمي، فقد كان يعد بمثابة سلة معلومات طازجة، تحوي كل ما يدور في الحفلات الرسمية من أسرار وأخبار، ويمكن استخدام هذه المعلومات بشكل أو بآخر، إضافة الى الاستعانة باستماتيو في تنفيذ أية مخططات مستقبلية. لذلك .. وجدها توماس فرصة لا تعوض .. وكان عنده إصرار متوحش لتجنيده هو الآخر ليحصل منه على معلومات تدر عليه مبالغ خيالية.. خاصة وأن استماتيو – 53 عاماً – يعيش مأساة عجيبة جداً. إذ كان مصاباً بالعنة المؤقتة أو عدم القدرة على الجماع إلا بعد أن يجامعه رجل مثله. حينئذ تعود اليه رجولته ويأتي المرأة بمهارة. اكتشف توماس هذا السر وأخذ يدبر للسيطرة عليه والدخول به لوكر الجواسيس الذي صنعه. وعندما عرض الأمر على ضباط الموساد. . تهللت أساريرهم وأمدوه بأجهزة حساسة دُرب عليها لتسجيل هذا المشهد الشاذ العجيب. . وعاونه جريس تانيليان في مهمته الى جانب بياتريشيا التي واقت على تصوير المشهد للسيطرة على استماتيو. كيرلس الوطني الشريف في شقة روكسي تحولت إحدى حجرات النوم في شقة روكسي الى بلاتوه، وقام أحد الشباب بدور الرجل مع استماتيو المخمور. وكان المشهد الغريب الذي تم تصويره – سبباً لخضوعه. . وسقوطه في دائرة الجاسوسية غصباً عنه. ومن خلاله.. تدفقت أسرار قصر الرئاسة وما يجري بين أروقته، وما يتلقطه من أخبار وأسرار وحكايات لا تنشرها الصحف أو يعلم بها أحد. داس توماس على كل القيم والمبادئ لتحقيق أغراضه.. ووصل به الأمر أنه قدم زوجته كيتي دورث هدية الى بعض المحيطين به لتستخلص منهم أسراراً معينة. . ولم يبخل بها على صديقه محمد حسن الذي حمل إليه ذات مرة وثيقة هامة تحوي أسراراً غاية في الخطورة، أراد توماس تصويرها فطلب منه محمد حسن الثمن. . زوجته، وأمام رغبته وتصميمه لم يجد بداً من تحقيق مطلبه، وعلى فراشه. ونعود مرة أخرى الى جورج شفيق دهاقيان . . التاجر الذي أنقذه توماس من الإفلاس، لقد كانت تربطه جيرة وصداقة بضابط كبير بالقوات المسلحة اسمه "أديب حنا كيرلس" لاحظ كيرلس تردد جاره دهاقيان على منزله كثيراً في مناسبات عديدة وبدون مناسبات أيضاً. وكان في كل مرة يناقشه في أمور عسكرية حساسة ويحاول الحصول على إجابات لاستفساراته.. بل وإطلاعه على لوحات ووثائق عسكرية تؤكد شروحه. لاحظ كيرلس أيضاً أن جاره يعيد طرح أسئلة بعينها سبق أن أجابه عليها. وشك الضابط في الأمر، فهذا التاجر يريد إجابات تفصيلية لأمور عسكرية حساسة. . وكلما أعرض عنه يزداد إلحاحاً عليه. . عندئذ. . انقلب شكه الى يقين. . وبلا تردد حمل شكوكه الى جهاز المخابرات المصرية وأطلعهم على كل ما دار من حوارات. وبعد مراقبات دقيقة لدهاقيان .. أمكن التعرف على توماس والمترددين عليه، وكانت مفاجأة غاية في الغرابة. . إذ تكشفت شبكة جاسوسية خطيرة كان لا بد من معرفة كل أعضائها. وفي خطة بالغة السرية والحذر . . أمكن الزج بعناصر مدربة الى الشبكة فاتضح أن لها أذرعاً أخطبوطية تؤلف شبكة جاسوسية تمتد لتشمل دولاً عربية أخرى.. تكونت بها خلايا على اتصال بفروع للموساد في كل من ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وإيطاليا. . وكلها تعمل في تناسق مدهش، وتكوّن في مجملها ست شبكات للجاسوسية في القاهرة والاسكندرية ودمشق. وبالقبض على الخونة في 6 يناير 1961 اتضحت حقائق مذهلة .. فغالبية الجواسيس سقطوا في بئر الخيانة بسبب الانحراف والشذوذ. وكانت أدوات التجسس التي ضبطت عبارة عن خمس آلات تصوير دقيقة، وحقيبة سفر ذات قاع سري، وعلبةسجائر جوفاء تخبئ به الوثائق والأفلام، وجهاز إرسال متقدم وجد بسيفون الحمام بشقة خاصة بتوماس في جاردن سيتي. وبموجب القرار الجمهوري رقم 71 لسنة 1961 شكلت محكمة أمن دولة عليا. . يشمل اختصاصها كل وقائع التجسس في مصل وسوريا "كانت الوحدة لازالت قائمة" وخلال ستة أشهر.. بلغت جلسات المحاكمة 83 جلسة، وبلغ عدد صفحات ملف القضية حوالي ستة آلاف صفحة، وأدلى 95 شاهداً بأقوالهم منهم الخبراء والفنيون والمختصون، أما عدد المتهمين من المصريين فكان 11 متهماً ومن الأجانب 6 ودافع عنهم 33 محامياً، وجرى ندب طابور طويل من خبراء مصلحة التزيف والتحليل بالطب الشرعي، وخبراء اللاسلكي والإلكترونيات، بالإضافة الى عدد كبير من الفنيين الذين انتدبوا بمعرفة المحكمة، وعدد من المترجمين بالجهات الرسمية. وفي 25 أكتوبر 1961 أصدرت المحكمة حكماً بإعدام جان ليون توماس شنقاً، ومحمد حسن رمياً بالرصاص، وبالأشغال الشاقة المؤبدة والمؤقتة على الآخرين. أما كيتي دورث فقد أفلتت من العقاب في مصر لأنها سافرت لألمانيا قبل القبض على أفراد الشبكة بعدة أيام، لكن عقاب السماء كان أسرع. إذ صدمتها سيارة مسرعة وقتلت. . في الحال بأحد شوارع فرانكفورت. . بينما باتريشيا التي عوقبت بالسجن لمدة عامين، فقد أصيبت بسرطان في الثدي امتد الى صدرها النافر المثير. . والتهم هذا الجمال الرائع الذي استغل أسوأ استغلال في اصطياد الخونة والجواسيس. وفي إسرائيل تشكلت لجنة "قعادات" وهو اختصار لاسم "قعادات راشيل هاشيرو تيم" والمؤلفة من رؤساء أجهزة المخابرات في إسرائيل ومستشاري رئيس الوزراء. . لدراسة أسباب سقوط هذه الشبكة .. التي كانت تمثل مصدراً حيوياً يتدفق بالمعلومات الاستراتيجية في الجمهورية العربية المتحدة. لقد كان هذا السقوط المفاجئ سبباً في صدمة عنيفة لكبار قادة الاستخبارات الاسرائيلية. إذ تبين لهم بشكل قاطع أن هناك عقولاً عربية تستطيع إرباكهم. . وتدمير مخططاتهم القذرة في المنطقة العربية بحيث يجدّون دائماً في البحث عن أساليب جديدة متطورة، تذكي ذلك العالم السري الغامض .. عالم المخابرات والجاسوسية. . !! القادم الفنان ايهاب نافع ودوره مع المخابرات المصرية تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات اعترف نافع بأنه كان عميلاً ناجحاً للمخابرات المصرية من خلال صداقته الوطيدة مع عزرا وايزمان الذى أصبح رئيساً لدولة اسرائيل .و أكد طيار الرئاسة السابق أنه قام بتوصيل خطاب سرى إلى الرئيس أنور السادات من وولتر مونديال رئيس الكونجرس الأمريكى تؤكد فيه الإدارة الأمريكية تعويض السادات عن كل التنازلات التى سيقدمها لإسرائيل قبل كامب ديفيد . و فى المقابل حمل إيهاب نافع الرئيس عبد الناصر المسئولية الكاملة عن نكسة 1967 ، فإلى تفاصيل هذا الحوار : * تعرضت فى مذكراتك لشخصيات مهمة منها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و السادات .. لو قارنا بين الزعيمين ماذا تقول ؟ - أولاً .. أنا أحب الرئيس الراحل أنور السادات لانه أعطى لمصر ما لم يعطه أى رئيس آخر و علاقتى بعبد الناصر بدأت قبل أن يكون رئيساً عندما انضممت إلى إحدى الخلايا المسلحة ضد الإنجليز التى كانت تضم مجموعة مجلس قيادة الثورة و على راسهم زكريا محيى الدين و أنور السادات ، و بعد تولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية كنت من ضمن المعترضين على سياسة الإصلاح الزراعى التى إتبعها ، فبعد مرور عام تقريباً من تطبيقه لقانون الإصلاح ثار الفلاحون و تظاهروا أمام منزل عبد الناصر لأنهم فشلوا فى إدارة و زراعة الأراضى التى وزعها عليهم و طالبوا برد الأراضى لأصحابها مرة أخرى . فى مناورات الفرقة الرابعة مدرعة فى 15 مارس 1958 ركب معى الرئيس عبد الناصر الطائرة التى أقودها و بعد نزولنا إلى المكان المحدد للهبوط انضمت فرصة أن الطائرات الأخرى ستقوم بلفة جوية أخرى فلفت نظر عبد الناصر إلى عيب فى الطائرة التى أقودها فقلت له : شايف يا فندم الزيت اللى بيتسرب من موتور الطائرة .. فقال : سببه ايه ؟ .. فرددت : السبب أن الطائرة طارت 640 ساعة طيران و المفروض أنها لا تسرب زيت بهذا الشكل ، فقال غاضباً : انا منبه عليك أنك تقولى المشكلة و حلها ما تنتظرش اقولك الحل ، هو انا طيار ؟ ، فقلت له : نغير جميع الموتورات التى وصل عمرها الافتراضى إلى المنتصف و نعطيها إلى الأسراب الأخرى و نشترى موتورات جديدة للسرب الجمهورى .. فقال لى : المهم دلوقتى فى خطر علينا و احنا راجعين و لا نرجع بالسيارات أحسن .. فقلت له : لا يا فندم مفيش خطر ... لكن ممكن يكون الخطر فى المستقبل ده كان اختبار منى لشجاعة عبد الناصر ... و من خلال قربى من الزعيمين أستطع أن اقول أن السادات أشجع من عبد الناصر لأنه استلم قيادة المركب ( و هى بتغرق و عومها ) . * ما تقوله فى مذكراتك لا يصدقه البعض خاصة عن علاقتك القوية بعبد الناصر ؟ - إزاى مش بطير بالراجل و مسلمنى رقبته .. فمن السهل جداً ان أقلب الطائرة و أتركه لمصيره و أخذ أنا الباراشوت و أهبط به إلى الارض . * هل أنت مع التطبيع و معاهدة كامب ديفيد ؟ و هل كان السادات يتلقى تعليمات من الإدارة الأمريكية لإتمام الإتفاقية ؟ - بالطبع نعم .. يكفى أن المعاهدة أعادت سيناء بدون أن تنزل قطرة دم واحدة من جندى مصرى .. كما اننى قمت بتوصيل خطاب من وولتر مونديال رئيس الكونجرس الامريكى للسادات كتب تفاصيل ما فيه إلا أن المخابرات المصرية حذفت جزءاً كبيراً منه ففى الخطاب تطلب الإدارة الأمريكية من السادات زيارة أمريكا و تؤكد على أنها ستدعمه و أن كل تنازل سيقدمه سيكون امامه مكاسب أخرى سيحققها . * لماذا ذبحت فريد الأطرش فى مذكراتك و قلت إنه سكير و مقامر و يتلقى أموالاً من آمراء الخليج ؟ - و إه يعنى و فيها إه إحنا ياما لعبنا قمار و سكرنا مع بعض .. إحنا ناس سبور و مرفهين و دى حقيقة إنه أخذ فلوس من الشيخ سعد العبدالله ولى عهد و رئيس الوزراء الكويتى بعد ما خسر 196 ألف ليرة لبنانية فى أحد نوادى القمار ببيروت و اعطانى فريد الأطرش المبلغ لأودعه له بالبنك صباحاً حتى لا يتعرض لموقف محرج فى حال تقدم الشخص المدين بالشيك و لا يجد رصيد لفريد بالبنك .. و الغريب أننى إكتشفت أن المبلغ الذى أعطاه الشيخ سعد العبدالله لفريد الأطرش يبلغ نصف مليون ليرة .. أما ما تقوله بأننى عندما كتبت ذلك فى كتابى بأنه ذبح لفريد الأطرش فهذا تصور خاطئ و ما فعله فريد أهون من أن يُسجن بسبب المبلغ الذى خسره فى لعبة القمار . و الله عن نفسى أنا لم اتقاض مليناً واحداً منهم .. لكن الأموال التى يتلقاها الفنانون كانت عبارة عن هدايا و مساعدات مادية لمعونتهم فى تصوير فيلم أو إنتاج أعماله و لم يكن الآمراء الخليجيون يغدقون بالأموال عليهم لكى يشربوا الخمر و يلعبوا القمار . * من المسئول عن نكسة 67 ؟ - المسئول الوحيد عن نكسة 67 هو جمال عبد الناصر فالفريق محمد صدقى محمود قائد القوات الجوية كان بيطلب دائماً فلوس لكى يقوم ببناء ( دشم ) لحماية الطائرات و كان رد عبد الناصر معنديش فلوس مع أنه من المفترض قبل أن تفكر فى شراء أى طائرة لابد أن تبنى لها ( دشمة ). * زرت اسرائيل أكثر من مرة ما أهداف الزيارات ؟ و ما هى طبيعة علاقتك ببعض المسئولين الاسرائيلين ؟ - كنت صديق عزرا وايزمان قائد القوات الاسرائيلية - الذى أصبح رئيساً لاسرائيل فيما بعد ، و هو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة و كان فى ذلك الوقت يُسهل لى اجراءات السفر إلى اسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية و كان يساعدنى اعتقاداً منه أننى عميل مزدوج .. فقد كنا نتبادل المعلومات العسكرية بمعنى كنت أعطيه المعلومة و فى الحال أحصل على معلومة مقابلة .. و كانت المخابرات المصرية تريد من خلال أحد المهام التى كُلفت بها أن تعرف و تتأكد من أن الممر الذى عملته اسرائيل فيما بعد بطول 7 كيلو للطائرات السريعة تم انشاؤه أم لا . * لماذا تكتب مذكراتك الآن ؟ - ضغط الناس و إلحاحهم هو الذى دفعنى لكتابة مذكراتى على الرغم من أننى دفعت ضريبة ذلك ، فالمذكرات ظلت لمدة 6 شهور فى المخابرات العامة لتحليلها و تنقيحها .. فهذا الكتاب هو النسخة المنقحة التى أجازتها المخابرات المصرية . * البعض يعتقد أنك قمت بكتابة مذكراتك على طريقة اعتماد خورشيد ، ما تعليقك ؟ - أنا لم أقل إلا الحقيقة ، و لن أقبل ان يتساوى أو يُقارن بما كتبته اعتماد خورشيد بما قلته فى مذكراتى و استشهد بما قاله لى عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بأننى ابن حقيقى من أبناء الجهاز و ما كتبته ( حاجة تفرح ) ، كما أننى لا أعتبر نفسى فناناٌ أنا ضابط طيار و من ينظر إلى كفنان فهذا ليس ذنبى .. و أؤكد مرة أخرى أننى فنان بالصدفة . القادم القصة الحقيقية لرفعت الجمال.. جاك بيتون .. رأفت الهجان تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات رفعت علي سليمان الجمال عميل (لمصر ام اسرائيل)؟ اخوتي الكرام سنكشف النقاب عن اكبر عملية تجسس...في الشرق الاوسط ......للكيان الصهيوني.. رأفت الهجان ...يتردد هذا الاسم كثير كلما طرحت قضية الجواسيس والعملاء....لكونه اشهر العملاء الذي تمكن من اختراق الكيات الصهيوني لسنوات عدة....ولكون هذه العمليه فيها قدرات عالية وبارعة من الجهاز الاستخبارتي المصري.. وعملية رأفت الهجان هي أقوى اختراق.. فهو كان صاحب قدرات استثنائية في اقناع اسرائيل بأنه واحد منهم.... بل أكثر احساسا منهم بأمن اسرائيل والتزامه العقائدي تجاه اسرائيل ككيان..... وكل هذه المسائل تم تدريبه عليها من المخابرات حتى أتقن الدور كاملا...... وأقنع الجالية اليهودية في الاسكندرية والقاهرة بأنه يهودي.... وهو كشخص وبهذه المواصفات لا يأتي إلا مرة واحدة....... ولكن ظهرت روايات كثيره مغايرة لما اعلنته المخابرات العامة المصرية عام 1988 بانها قد عاشت داخل اسرائيل لسنوات طوال امدت خلالها جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة كما انها شكلت وجندت داخل المجتمع الاسرائيلى نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الاوسط. وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصرى المسلم (رفعت على سليمان الجمال) ابن دمياط والذى ارتحل الى اسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة. وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية ان تثبت عمليا كذب اسطورة التالق التى تدعيها اسرائيل لجهاز مخابراتها...... والروايه الاسرائيليه ......يدعون انهم عرفوا هوية رأفت الهجان منذ بداية دخوله لفلسطين المحتله وجندوه كعميل لهم على مصر بأسم...جاك بيتون....وان كثير من المعلومات التي قدمها رأفت لهم ....كشفت النقاب عن الكثير من العملاء المصريين التي زرعتهم الاستخبارات المصريه داخل هذا الكيان..... ومن الرويات الاسرائيليه ان رأفت الهجان ....نقل معلومات للمصريين ادت لتدمير لسلاح الجو المصري ...في حرب 1967..... وكل هذه الأدعائات تدحضها الروايه المصريه.....وسوف نكشف ان شاء الله كل الجوانب والخفايا التي تلف هذه القضيه ...ولكن سأوجز لكم نبذه بسيطه عن حياة رأفت الهجان الذي اعتبره البعض اسطورة تاريخيه...... رأفت الهجان..... اسمه الحقيقى ....رفعت على سليمان الجمال.....ولد رفعت الجمال فى الأول من يوليو 1927 بمدينة طنطا وكان الأبن الأصغر للحاج على سليمان الجمال تاجر الفحم وكان له اخوين اشقاء هما لبيب ونزيهه اضافة الى اخ غير شقيق هو سامى.... وكان والده يحمل لقب (أفندي) اما والدته فكانت من أسرة عريقة وكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية.........لم ينعم "رفعت" بوالده طويلا اذ توفى والده وهو بعد فى التاسعة من عمره عام 1936 .... اكمل دراسته ..والتحق ايضا بمدرسة تجارية وكان وقتها يتقن التحدث باللغتين الانجليزية والفرنسية وبرغم محاولات اخيه سامى ان يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما الا ان رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع ان يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة افلام.......... تخرج في عام 1946 فى الوقت الذى كان فيه قد انضم الى عالم السينما....الا انه احس بعد وقت قصير.....ان الوقت قد حان لكي ينتقل لمجال آخر......فتقدم بطلب لشركة بترول اجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية.... وانتقل بالفعل الى رأس غارب حيث بقى لمده خمسة عشر شهرا تعلم خلالها كل ما امكنه عن اعمال البترول واقام علاقات متعدده مع مهندسين اجانب... وفي هذه الأثناء توفيت والدته بدكرنس...... وتنقل رفعت من عمل لعمل ....وعمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس"... وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة..... وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ.... نابولي، جنوة، مارسيليا، برشلونة، جبل طارق، طنجة .. وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.....ومن هنا بدأت الحكايه .... بدأ رفعت(رأفت) العمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينةالشحن "حورس"، وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة.... وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ....وكان هناك سبب لانتقاله للعمل كمساعد حسابات.....اتهم رأفت الهجان بأختلاس اموال اثناء عمله مع رجال اعمال مصري اولاه ثقته الكامله ....وكانت هذه التهمه بأحتيال من المدير العمل....وبالرغم من ان الرجل الاعمال المصري كان على تقتة تامه ببرأة رفعت لكنه لا يستطيع الإبقاء عليه فى وظيفته تجنبا لإجراء اى تحقيقات رسمية لكنه ايضا رتب له عمل آخر مع صديق له يدير شركة ملاحه بحرية .. ولم يكن امام رفعت خيار آخر........ ومن خلال تجواله ورحلاته تعرف على فتاة انجليزيه احبيته وطلبت منه البقاء ....جودي موريس وهي فتاة انجليزية كان والدها شخصية نقابية هامة في انجلترا.....وطلبت منه البقاء ووالدها ساعده في الحصول على تصريح...ولكنه ما لبث ان قرر العودة لمصر بعد ان تطور علاقته بجودي وطالبته بالزواج....وفي مارس 1950 عاد رفعت الجمال إلى مصر.... عاد ليجد نفسه لم يتغير كثيرا فقد وجد نفسه كما رحل عنها.....لذا قرر الرحيل وذهب لفرنسا ومنها عاد لبريطانيا .... وهناك ساعده قس مسيحي... كان قد طلب منه في زيارته الأولى لليفربول أن يعلمه ما يعرفه عن الإسلام.... في الحصول على وظيفة جيدة في وكالة سفريات تدعى .....سلتيك تورز.....وقبل أن تمر خمسة شهور على هذه الصفقة زادت أرباح وكالة السفريات وزادت مدخراته إلى 5000 جنيه استرليني وضعها في بنك أمريكان أكسبريس مقابل شيكات سياحية بنفس القيمة..... وفكر رفعت في تكرار تجربته مع السفارة المصرية في نيويورك وأقنع رئيسه بالفكرة وسافر بالفعل على الفور إلى نيويورك. لكنه لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة آخرى.........ومكث في امريكا دون تأشيرة دخول او بطاقه خضراء ...وبدأت ادارة الهجره تطارده ورجل العمل الامريكي تخلى عنه...مما اضطره لمغادرة امريكا الى كندا ومنها الى المانيا ..ولكنه وقع نتيجة عبثه واستهتاره في مشاكل وسرقت منه محفظته وامواله وتأشيرته....وبهذه الفتره بالذات كانت الاتهامات للنازيين يشترون جوازات سفر .....للتنقل بها واتهمه القنصل المصري ببيع جواز سفره ....ورفض اعطائه وثقة بدل من جواز سفره ....والقت الشرطه الالمانيه القبض عليه وحبسه ومن ثم ترحيله قسرا لمصر....وهنا بدأية حكايه جديده....... مع عودته لمصر دون جواز سفر او وظيفه ولقد سبقه تقرير من المانيا ...وشكوك حول بيعه جواز سفره....اصيب بحالة من الاحباط ...واليأس مما اضطره لقبول وظيفة في البحر الاحمر قناة السويس وساعده في ذلك اتقانه للغات عده ....ولكن هذا العمل يحتاج لاوراق رسميه وثبوتيه.... مما اضطره لدخول عالم مظلم من التزوير تعرف على مزور وزور له جواز سفر بأسم علي مصطفى يحوي صورته وبهذا الاسم عمل في قناة السويس.....ولكن حصلت تطورات مع ثورة يوليو 1952 مما دفعه لترك عمله وانتحال شخصية اخرى مزورة بأسم صحفي سويسري تشالز دينون ....وهكذا اصبح الحال معه من اسم لاسم ومن شخصيه مزوره لشخصية اخرى الا ان القى القبض عليه من قبل ضابط بريطاني اثناء سفره الى ليبيا بعد التطورات السياسيه والنتغيرات في 1953 واعادوه لمصر ولافت في الموضوع ان عند القاء القبض عليه كان يحمل جواز سفر بريطاني الا ان الضابط البريطاني شك انه يهودي ....واسمه ديفيد ارنسون..... وهنا ننتقل لمرحله جديده في حياته عندما بدأت المخابرات المصريه في التحقيق معه على انه شخصيه يهوديه...... المرحله الثالثه في حياة رفعت الجمال.....ونبدأها من اعتقد انه ديفيد ارنسون وهوضابط يهودي كانت مستشار للقائد التركي جمال باشا في دمشق ضمن شبكة تجسس انتشرافرادها في الامبراطوريه العثمانيه....وهذا الاتهام خطير كونه متهم بأنه ديفيد ارنسون ويحمل جواز سفر دانيال كالدويل ...وعثر في حوزته على شيكات موقع بأسم رفعت الجمال..... والشرطه المصريه لم يكن لديها خلفيه تاريخيه عن ديفيد ارنسون لذلك اتهمه بأنه يهودي ويحمل جواز سفر مزور ويوقع شيكات بأسم رفعت الجمال ويتكلم اللغه العربيه بطلاقه لذلك تم ترحيله لمصر الجديده حيث عثر على اسم رفعت الجمال هناك.... وفي هذا الجزء بالتحديد....كتب رفعت الجمال ما حدث له عندما زاره حسن حسني من البوليس السري..... وكانت هذه من اخطر التحولات في حياة رفعت علي سليمان الجمال.......واختلى به في معتقله وبدأحوار بينهما.........كانت هذه الخلوة هي بداية المرحله الانتقاليه في حياة رأفت الهجان وبداية الاختراق للكيان الصهيوني ...وبعد حديث مطول دار بين حسن حسني مع رفعت الجمال وبعد استفزازته لرفعت اعترف رفعت الجمال بهويته الحقيقيه وكشف له كل ما مرت عليه من احداث واندماجه مع الجاليات اليهوديه حتى اصبح جزء منهم واندماجه في المجتمع البريطاني والفرنسي... وطبعا كان حسن حسني متأكد من هوية رفعت الجمال وما تلاها من احداث وهذا سبب اهتمام البوليس السري به الذي كان في ذلك الزمان بمثابة مخابرات....ولقد دسوا له مخبرين في سجنه ليتعرفوا على مدى اندماجه مع اليهود في معتقله وتبين ان اليهود لا يشكون ولو للحظه بأنه ليس يهودي ...مثلهم وربما هذا السبب الرئسي في استخدامه كجاسوس على اليهود..... ومن هنا تم تجينده بعد شد ورخي معه واقناع والتكلم عن اوضاع البلاد في تلك المرحله والوضع الخطير والاموال التي تهرب من مصر لاسرائيل....والخيار محدود له اما السجن واما محو الماضي بشخصيته بما فيه رفعت الجمال وبداية مرحله جديده وبهويه جديده ودين جديد ودور قمة في الاهميه والخطوره وتكون بلاده على المحك........ بعد ان وافق رفعت الجمال على هذا الدور ....بدأت عميليات تدربيه طويله وشرحوا له اهداف الثورة وعلم الاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات واساليب اخفاء الحقائق لمستحقي الضرائب ووسائل تهريب الاموال بلاضافه عادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود.....وتعلم كيف يميز بين اليهود الاشكانز..واليهود السفارد وغيرهم من اليهود.... وهكذا انتهى (رفعت الجمال) ...وولد (جاك بينون ) في 23 اغسطس 1919 من اب فرنسي وام ايطاليه وديانته يهودي اشكانزي وانتقل للعيش في حي في الاسكندريه يسكنه الطائفه اليهوديه وحصل على وظيفه مرموقه في شركةفي احدى شركات التامين.. وانخرط في هذا الوسط وتعايش معهم حتى اصبح واحد منهم....ولقد كشف رفعت الجمال في مذكراته انه اثناء وجوده في الاسكندريه جند في وحدة( 131) الذي انشئاها الكولونيل (افرهام دار)لحساب المخابرات الاسرائيليه (امان)والتي شرعت في اعمال تخربيه للمصالح الاجنبيه والامريكيه لاتهام منظمات تحتيه مصريه والتي عرفت( بفضيحة لافون)وفي هذه المنظمه كان رفعت له علاقة قويه مع اعضاء لهم اهميتهم واسماء اصبحت فيما بعد بارزة.....مثل (مارسيل نينو)....(ماكس بينيت)....(ايلي كوهين)ذلك الجاسوس الذي كاد ان يحتل منصب ذات اهميه بالغه في سوريا وقرأت من احدى المصادر ان رأفت الهجان هو من كشف عنه واكتشفه وابلغ المصريين بهذا الامر وبلغت السلطات السوريه والقي القبض عليه واعدم....ربما اذا صحت هذه الروايه فهذا من ضمن الامور التي تفند كلام اسرائيل عن كونه عميل مزدوج....وهناك امر اخر يكذب الادعائات الاسرائيليه بهذا الخصوص ما عرف (بفضيحة لافون)وكان حسن حسني يتابع قضية (131)ومن بعده تابع القضيه (على غالي)كان رفعت الجمال من خلال علاقته مع اعضاء هذه المنظمه احبط العميليه كلها والقي القبض على المشاركين بها.... اعتقل رفعت على خلفية لافون هو وايلي كوهين لتمويه واطلق سراحهم اختفي ايلي عن الساحه بينما رفعت استئنف دوره( جاك بينون)وكانت مهمته انذاك تقتصر على التجسس على الطائفه اليهوديه ولكن تطورت الامور بعد نجاح (عملية لافون)واستدعوه للقاهره وطلبوا منه الذهاب لاسرائيل وكان الامر مذهل بالنسبه له .....كيف عليه اقتحام عرين الاسد....وبدأ التدريب على علميه التجسس على الساحه الدوليه....وبدأبدراسة اليهود في اوروبا والصهيونيه وموجات الهجرة لفلسطين .... وبعد تدريبات مكثفه...ودراسات عميقه بكل ما يخص اليهود....بدات العمليه الكبرى وبدأ المنعطف الخطير في حياة رفعت الجمال...وقيل له ان بأمكانه العوده لمصر واستعادة شخصيته وحياته .... وفي 1956تلقى 3000دولار واستقل استقل سفينة متجهة لنابولي قاصدا بالاصل اسرائيل ... التقطته الوكاله اليهوديه في نابولي لاقناعه للذهاب الى ارض الميعاد وبذلو حهد كبير في اقناعه.... وهو بحنكه وخبره لم يكن متلهف لسفر لاسرائيل ولم يكن يرفض رفضا قاطعا .....وتركهم يدفعونه للسفينه المتجه الى اسرائيل ...واستقبله رجل المخابرات (سام شوب) وحققوا معه لبعض الوقت وبعدها منحه تأشيرة دخول وجواز سفر اسرائيلي......وهذا يؤكد نجاح العمليه المصريه المخابرتيه وبمنتهى القوة........... 4مرحلة الاستقرار بأسرائيل........ انشأ مكتب سفريات (سي تروز)في شارع2 برينز في تل ابيب....اصبحت له علاقات حميمه مع (موشي داين )ورجل المخابرات( سام شوب) لهث كثيرا وراء رفعت الجمال للتقرب منه.... وهوسعى لتكوين هذه العلاقات مع هذا المستوى العالي من الشخصيات ..وتقرب من( عزرويزمان ) و(جولدمائير)و(بن غوريون)وخلاصة الحديث انه استطاع وضع يده في اهم مواقع القوة الفاعله في اسرائيل..... واكتشف بأمر العدوان الثلاثي وتفاصيله وسافر الى روما ...وميلانو...ليلتقي رؤسائه .... لكن لم يصدقه احد لخطورة هذه المعلومات التي اتى بها رفعت الجمال من قلب اسرائيل.... وبحكم عمله المكتب السياحي واستقدام اليهود لاسرائيل حظيه بكثيرا من الثقه والاصدقاء.... في سنة 1963 طلب رفعت الجمال العوده لمصر ودفن( جاك بيتون)ولكن الامر لن يكون بهذه السهوله....وبهذه الفترة بالذات التقى بزوجته( فلتراود)احبها وتزوجها وعاد بها لاسرائيل.... عندما حملت قرر بعثها لالمانيا لكي تضع مولدها هناك تخوفا من ان يحمل ابنه الجنسيه الاسرائيليه.....وبدأ في اقامة اعمال له في المانيا في مجال النفط...ش ومن خلال علاقاته واتصلاته عرف بأمر الضربه لمصر في ينويو1967وابلغهم ولكن لم تؤخذ معلوماته بعين الاعتبار نظرا لمعلومات اخرى تفيد بأن الضربه موجهة لسوريا.... وبعد الهزيمه اصيب بخيبة امل شديده وبقي على اتصال دائم مع رجال المخابرات المصريه وحصلت على معلومات غايه في الاهميه وهذه المعلومات اخذت بعين الاعتبار وكانت نتائجها حرب 1973وبعد الانتصار بالحرب طالب بالعوده لمصر ولكن طلبه رفض لانهم لن يستطيعوا حمايته واسرته.....لذلك بقي رجل الاعمال اليهودي جاك بينون ورجل الاعمال الماني ..... وفي 1981 اصيب رفعت الجمال بمرض خبيث ....وفي خلال مراحل مرضه كتب مذكراته ... وكان سعيدا انه بعد موته ستكتشف زوجته وابنه دانيل وابنته بالتبني حقيقته....وفعلا هذا ما حدث لم تعرف زوجته (فلترواد) حقيقته الا بعد وفاته اكتشفت امورا لم تحسب لها حساب ... وفي 1988 نشرت صحفية مصريه هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ... حقيقة ذلك الرجل الذى عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية فى الاعداد لحرب اكتوبر 1973 بعد ان زود مصر بادق التفاصيل عن خط برليف .... كما انه كون امبراطورية سياحية داخل اسرائيل ولم يكشف احد امره ........... وجاء الرد الرسمى من جانب المخابرات الاسرائيلية : ان هذة المعلومات التى اعلنت عنها المخابرات المصرية ما هى الا نسج خيال وروايه بالغة التعقيد ......... عاشت داخل اسرائيل لسنوات طوال امدت خلالها جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة كما انها شكلت وجندت داخل المجتمع الاسرائيلى نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الاوسط...بعد وفاة جاك بيتون لم تتضح الحقيقة بشكل كامل.... اذ يعترف الشاباك بأنه ليس واضحا له ما الذي فعله (رأفت الهجان) بالضبط خلال الأعوام التي قضاها في أوروبا.... فهناك في أوساط قدامى الشاباك من يشك بأن (رأفت) قد تاب ورجع عما اقترفت يداه وعاد الى أحضان المخابرات المصرية...... كما ان هذه الشكوك لا تزال حتى اليوم تساور موظفين كبار سابقين في الشاباك، أي ربما يكون (رأفت) على الرغم من كل ما فعل لم يكن عميلا مزدوجا وفيا مخلصا وانما مُضَلِلا عميلا وافق في ظاهر الأمر على ان يصبح مزدوجا لكنه في حقيقة الأمر ظل وفيا لمرسليه الأصليين المصريين...... ومن هنا نبدأ........... فالترود تحكي......... بعدما تم الكشف عن شخصية بيتون الحقيقية في مصر.... أدركت «فالترود» بأن زوجها قد تحول الى معبود الجماهير في مصر وفي أوساط ملايين الشباب في العالم العربي... فسارعت الى مغادرة منزلها في ألمانيا وتوجهت الى مصر بصحبة ولديها حيث استأجرت فيلا فخمة في ضاحية هليوبوليس.... وتحولت هي الأخرى الى نجم اعلامي..... لقد أجرت الصحف والمحطات الاذاعية والتلفزيونية عشرات المقابلات معها......ومن خلال كلامها عن حياتها مع جاك بينون(رأفت )كشفت كذب المزاعم الاسرائيليه...... حول ذهابهما الى اسرائيل تقول فالترود «لقد سافرت معه بعد الزواج الى تل أبيب حيث ذهبنا الى منزله الفخم في احدى ضواحي تل أبيب» لقد زارنا كبار شخصيات المجتمع الاسرائيلي الراقي بل زارنا ذات يوم الجنرال موشي دايان.... فالشركة السياحية التي كان يملكها بيتون تلقت دعما كبيرا من حكومة اسرائيل التي كنّا نعرف معظم وزرائها...... في الحقيقة قدم بيتون نفسه كيهودي لكنني أحسست بأنه يتجنب ويتنكر بشكل مطلق للطقوس الدينية اليهودية... ولم يكشف لي ذات يوم بأنه في حقيقة الأمر مسلم..... وفي عام 1969م انتابته حالات نفسية مختلفة وأخبرني بأنه سئم من العيش في اسرائيل.... وقرر تصفية مصالحه وأعماله والهجرة الى ألمانيا.... فقام ببيع وكالة السفريات وغادرنا اسرائيل...... بعد هجرة بيتون الى ألمانيا استقر في فرانكفورت وقام بفتح وكالة سفريات هناك.... وتصف زوجته عدم سهولة الوضع في ألمانيا.. حيث لم يكن من السهل ترتيب الأمور في البداية.... وخلال تلك الفترة بدأ يزورهم طبيب مصري قّدم نفسه باسم الدكتور محمد الجمال وقد اكتشفت فالترود فيما بعد بأنه من أقرباء بيتون.... بل انه أبن أخيه وتقول «كما ان زوجي بعد عودتنا الى ألمانيا أكثر من زياراته الى مصر»... وعندما سألته كيف تسمح السلطات المصرية للاسرائيلي بزيارة بلادهم ؟ قال لي بأن كونه من مواليد مصر وهاجر منها يحق له مواصلة الاحتفاظ بالجنسية المصرية... وفي عام 1978، تحدث جاك عن امكانية الانتقال للسكن في مصر وقد توجه الى هناك لهذا الغرض... وعند عودته أحس بالمرض... وفي ابريل 1981 شخّص الأطباء اصابته بسرطان الرئة فاقترحوا عليه اجراء عملية جراحية لكنه رفض وفي يناير 1982 توفي بيتون...... لقد كان ابن أخيه د.محمد الجمال يرافقه على فراش المرض وعندها فقط.. وعندما كان بيتون في حالة احتضار أخبرها محمد الجمال حقيقة «بيتون» فهو مصري مسلم اضطر الى تقمص الشخصية اليهودية لأجل أهداف وطنية. تصف شعورها آنذاك وتقول: «لقد سالت الدموع من عيني لماذا لم يخبرني بذلك أيام حياته؟ فأجابني أصدقاء له في فرانكفورت بأنه أراد حماية حياتي وحياة ابنتي وحياة ابننا المشترك دانيئيل»............ منذ اعلان مصر الحقيقه كاملة عن تفاصيل هذه القضيه... تعددت التقارير الاسرائيليةعن جاك بيتون ولكنها كانت تقارير متقطعة... فلم يكن هناك تقرير جدي وأساسي في وسائل الاعلام الاسرائيلية ازاء ما حدث فعلا في هذه القضية....... أكاذيب وحقائق ...... فيما يلي نكشف زيف الادعائات الاسرائيليه ومزاعمها بكون رأفت الهجان عميل مزدوج...واصدر كتاب للكتاب اسرائيلين «الجواسيس» حول رأفت الهجان .......... يقول الكاتبان الاسرائيليين.... ان الهجان ذهب الى اسرائيل وتمكن من اقامة مصالح تجارية واسعة وأصبح شخصية بارزة يحضر الحفلات الكبرى التي يحضرها رؤساء الحكومات وكبار رجال الدولة مما جعله صديقا لعدد كبير منهم.. وهذا بالضبط ما حدث........... هذا الاعتراف يتنافى مع رفض السلطات الاسرائيلية في البداية الادلاء بأي تصريح عن «جاك بيتون» بل ان بعض المسئولين أكدوا انه شخصية لا وجود لها الا في خيال المؤلف وحتى عندما اضطرت السلطات الاسرائيلية تحت ضغوط الصحافة للاعتراف بوجوده عادت وقالت: ان الهجان أو جاك بيتون لم يكن على أي علاقة بكبار المسئولين ولم يكن على معرفة بديان ولا بمائير؟ حتى جاء رئيس الموساد الأسبق «عيزرا هارئيل» ليؤكد (أن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الاسرائيلي.. ولكننا لم نشك مطلقا في جاك بيتون). وهنا يتضح أمامنا درجة البلبلة والارتباك وتضارب المعلومات الاسرائيلية حول الهجان............. ويقول الكتاب الاسرائلين ان جاك أو الهجان منذ البداية انكشف أمره عندما أحاطت به الشكوك فقد أعرب أحد المهاجرين عن شكه بأمره.... وقد دفعه للشك لهجته وأحاديثه واللغة التي يستخدمها.... وهذا الزعم ينفيه ما ذكره د. فريد، الشريك السابق لجاك في الشركة السياحية والذي صدم عندما علم بحقيقة جاك وأكد ان أسلوبه وطريقته في التفكير وكل شيء فيه يجعلك تثق فعلا بأنه مهاجر يهودي. كما ان معارفه اليهود في الاسكندرية قبل ان يتجه الى اسرائيل صدقوا وآمنوا بأنه «جاك بيتون» اليهودي مثلهم حتى أنهم استعانوا به وأصبح عضوا في ...الوحدة 131.... والتي كانت مدسوسة للقيام بأعمال تخريبية في مصر...... فكيف لم يكتشفه ايلي كوهين على حقيقته بينما استطاع أحد المهاجرين ان يفعل ذلك؟ أما حكاية اعتقال الهجان التي ذكرها الكتاب... حينما ذهبوا الى بيته في تل أبيب ...وداهموه فوجدوا معه صبية يهودية في الثامنة عشرة أطلقوا سراحها وحذروها ألا تكشف نبأ اعتقاله.... فهذا الزعم يتنافى مع أبسط القواعد. وذلك لانه عندما يتقرر القبض على جاسوس تجمع كل المعلومات عنه لذلك كان من السهل انتظار مغادرة الفتاة ثم القبض عليه بدلا من تحذيرها بعدم الابلاغ عن القبض عليه....... بعد ذلك يقول الكتاب..... ان المسئولين الاسرائيليين بعد القبض على الهجان واعترافه.. عرضوا عليه ان يكمل اللعبة بالعمل كجاسوس مزدوج..... وعن هذه النقطة يرد أحد رجال الخبرة ان اسرائيل تكشف كذب ادعائها بهذا القول فلو علمت حقا بحقيقة الهجان لكشفته للعالم كله وقتها... لانها لا يطيب لها الاعتراف بالهزيمة ولا يمكنها ان تكتم أخبار عميل مزدوج.......... ويزعم الكتاب الاسرائيلين..... أيضا ان خدمة الهجان لاسرائيل فاقت كل تصور عام 1967 فطلب رفع أجره وزادت طلباته فتهربوا منه وراوغوه وأبقوه في أوروبا.. وهذا كلام غير منطقي بالمرة... حيث ان الجمال غادر اسرائيل الى أوروبا عام 1973 وليس بعد عام 1967، وليس من المنطقي ان تكون المراوغة مستمرة لمدة ست سنوات. ويؤكد الكتاب الذي تتصور اسرائيل انه سيكون بمثابة قنبلة حارقة في وجه الكرامة العربية أن عمل الهجان في الموساد.... أفاد اسرائيل ففي حرب 1956 أعطته السلطات الاسرائيلية معلومات صادقة ليوصلها الا ان عبد العزيز الطودي وصف هذا التقرير الذي وصله عن طريق الهجان بقوله: (لو ان بن غوريون وجي موليه رئيس وزراء فرنسا وايدن رئيس وزراء بريطانيا اجتمعوا كي يضعوا تقريرا عن هذا الأمر لن يصبح أدق من تقرير الهجان)!! ثم يؤكد الكتاب الاسرائيلين... ان الهجان أفاد اسرائيل وحقق لها فرصة العمر عن طريق توصيل معلومات مغلوطة عن حرب 1967 كانت السبب في انتصارهم ونكستنا............. ويؤكد مصدر موثوق به ان هذا الكلام ما هو الا كذبة مكشوفة وساذجة.... فالحقيقة المؤكدة والتي تشهد عليها التقارير التي أرسلها الهجان لمصر والتي يحدد فيها بدقة موعد الضربة..... أيضا يشهد على ذلك أحد أصدقائه حيث أكد ان الهجان قابله في مايو 1967 وأعطاه معلومات مهمة لينقلها الى السفير المصري في بيروت..... من هذه المعلومات تفاصيل مهمة ودقيقة عن الهجمة الاسرائيلية على مصر في 5 يونيو. وهنا يظل الكتاب يؤكدان ولاء الهجان وخدمته لاسرائيل.. فهل كان من الولاء ان ينشئ شبكة تجسس عالية الكفاءة استطاع من خلالها نقل أدق تفاصيل الحياة في الدولة العبرية على مدى سنوات وجند في هذه الشبكة الألماني سميث الذي عرف في اسرائيل باسم «ميخائيل زوسمان»، وصديقه مستشار الأمن القومي الاسرائيلي.... وضابطا اسرائيليا كان مسئولا عن جمع معلومات متعلقة بالنقب حتى سمي «عين النقب».......... واذا كان عميلا مزدوجا فلماذا لم يذكر الكتاب دوره في حرب 1973؟ لماذا لم يذكر ان الهجان هو الذي أبلغ عن وجود صهاريج لضخ المواد الملتهبة على ضفة القناة منذ بداية التفكير في انشائها، وكانت سرا خطيرا لا يتسنى لأحد ان يعرفه وكشفه لهذا السر نبّه مصر الى ضرورة ابطال مفعول هذه الصهاريج قبل العبور مباشرة.............. واذا كان عميلا مزدوجا فلماذا لم يخبر اسرائيل بموعد العبور؟ وقد كان يعرف الكثير.... حتى انه كما يدعي الكتاب خصصنا له محطة استقبال طوال اليوم عن طريقها كان يرسل سيل المعلومات للقوات المصرية..... وهل كان عميلا مزدوجا من علم من خلال لقاءاته بجولدا مائير وبن غوريون ان اسرائيل تخطط لعملية عسكرية أسمتها «قادش»، فسارع لأخبار مصر بها..... هل هو عميل مزدوج من يحرق لاسرائيل أهم جواسيسها وفي المقابل ينشئ شبكة عالية الكفاءة للتجسس عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ واذا كان يحمل بعض الولاء لاسرائيل كما أكد الكتاب أن الهجان اعترف بأنه تعامل مع الموساد انتقاما من مصر التي اعتقلته وعذّبته وأجبرته على ان يصبح جاسوسا لها.... اذن فلماذا تزوج من ألمانية وعاش في ألمانيا باختياره على الرغم من وجود الحسان اللاتي يتمنين الاقتران به... وعلى الرغم من علمه مدى الكراهية المتبادلة بين الشعب اليهودي والألماني وقتها؟ لقد كذب الكتاب عندما أعلنا انه تزوج تبعا للطقوس المسيحية ارضاء لزوجته.... فقد أكدت أرملته أنها عرضت عليه ان تتحول للديانة اليهودية عند زواجهما لكنه رفض وعندما لاحظ دهشتها فسّر رفضه بأنه يخاف عليها من الاضطهاد! ولم يذكر الكاتبان لماذا رفض الهجان ان يكون ابنه يهوديا وأصر على تركه بدون دين حتى يكبر ويقرر لنفسه............ لماذا رفض أصلا ان يولد ابنه في اسرائيل؟ وقرر انجابه في ألمانيا.. التي كانت تكره اليهود.. وفسر ذلك لزوجته بان اسرائيل دولة حرب وأن حصول الطفل على جواز سفر اسرائيلي سيعرضه للمشكلات. لذلك ظل ابنه بدون جنسية حتى حصل على الجنسية الألمانية في عام 1973 أي عندما بلغ التاسعة من عمره.. لماذا كان يمل من الطقوس اليهودية؟ وما هو السبب الذي جعله يصر على ان يشب ابنه في مجتمع يكره اليهود؟ ثم يؤكد الكتاب ويثبت ما نقوله .. فقد ذكر في انه عندما مرض عرضوا عليه العلاج في اسرائيل لكنه رفض خشية ان يستغلوا الفرصة للتخلص منه..... وبالفعل فأرملته أكدت من قبل انه أصر على تلقي العلاج في مستشفى سينا في نيويورك وأن ما أدهشها كثرة عدد الأطباء العرب في هذا المستشفى! وما هو رد الكتاب على الوصية التي أوصى بها الهجان زوجته قبل ان يموت وهي ألا يُدفن في مقابر اليهود؟! اذا كان الهجان عميلا مزدوجا..... فلماذا قررت اسرائيل بعد ان علمت حقيقته عن طريق نشر القصة الحقيقية منع ابنه وزوجته وأبناء ابنه من دخول اسرائيل؟ والسؤال الثاني اذا كان رفعت الجمال جاسوسا مزدوجا فكيف جاء بقدميه الى مصر بعد استقراره في ألمانيا؟ ثم يأتي السؤال الأهم.... وهو اذا كان الجمال ناقما على مصر كما جاء في الكتاب.. فلماذا أصر ان تكون له استثمارات كبيرة بها؟! هذه نهاية اكبر قضية جاسوسيه و اختراق بقوة للكيان الصهيوني على مدى 18 عاما .... واعتقد ان كل ما بينته من حقائق كافية لتكشف كذب الادعائات الاسرائيليه.....كون رأفت الهجان عميل لها.....او عميل مودزج... واصبح من الواضح لكم من خلال ما طرحته.. ان رأفت الهجان....هي قصة انسان مصري عربي استطاع أن يخترق الأمن الاسرائيلي للنخاع.... وأن يعيش في اسرائيل وقريبا من مراكز صنع القرار ليقدم البرهان العملي على أن الإنسان المصري العربي يملك القدرة الفذة على تحقيق النصر الباهر في ميدان المخابرات... انها صورة مشرقة تعيش معنا عندما نقرأها وتجعلنا كلما تذكرنا العدو الإسرائيلي تشمخ برؤوسنا فخرا... ونحيي وطنية هذا الانسان الذي دفع حياته ثمنا في سبيل وطنه........ e38 اخوتي الكرام .....ارجو ان اكون قد وفقت في هذا الطرح الهام واستطعت تسليط الضوء على حقيقة بطل اسطوري .... وشجاع .....وانوه هنا....ان كل ما ورد عن حياة رأفت الهجان ....هي حقائق كتبها بنفسه في مذكراته وهو على يصارع المرض.....وما ورد من تفنيد المزاعم الاسرائيليه .... للكاتب....توفيق ابو بكر.... القادم معلومات من بعض شخصيات جهاز المخابرات المصري تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات البحث والتقصي وراء مثل هذه المعلومات من مصادرها الحية ليس بالعمل الهين ولا السهل الميسور، وذلك لعدة أسباب أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: 1. نوعية الشخصيات التي تحمل هذه المعلومات ليست بالشخصيات العادية، ناهيك عن كونها مصادر يعد الوصول إليها في منتهى الصعوبة بسبب حساسية المناصب "المخابراتية – الأمنية" التي كانت تشغلها لفترات طويلة. تلك المناصب التي جعلتها تحمل معلومات وأسرار في منتهى الخطورة. 2. جميع هذه الشخصيات تقيم خارج حدود البلاد، وبالتالي، فإن اللقاءات كانت تجب أن تتم في بلادها هي، حيث رفضت هذه الشخصيات إجراء المقابلات عبر التليفون أو أجهزة الفاكس. فباستثناء اللقاء الأول المصادفة الذي تم في فندق ميناهاوس في القاهرة، فإن جميع هذه المقابلات تمت خارج الحدود، وهو الأمر الذي يمثل مشقة وكلفة عاليتين. 3. من القواعد المهمة لإجراء لقاءات صحفية ناجحة ومثمرة ضرورة دراسة شخصية المصدر ضيف المقابلة، وهو ما يتطلب الإحاطة بصفاته الشخصية والنفسية والمهنية. فإذا كان الأمر يتعلق بشخصيات كانت مسئولة لفترات طويلة عن عمل سري مخابراتي، فإن مثل هذه الإحاطة تصبح أمرا بالغ الصعوبة. 4. عملية استقاء المعلومات من المصدر -أيا كان المصدر- هي عملية معقدة وصعبة تدرس في كليات ومعاهد الصحافة. وتزداد تلك العملية صعوبة إذا كانت علاقتك الإنسانية بالمصدر حديثة العهد، فما بالك إذا كانت هذه الشخصيات من كبار رجال المخابرات الذين تدرس أعمالهم في معاهد المخابرات في العالم؟! 5. من المعروف أن المصدر -أيا كان- يشعر في العادة بالتوتر من توجيه الأسئلة إليه، وخاصة إذا ما وضع أمامه جهاز للتسجيل، فما بالك بشخصيات اعتادت أن تستجوب آخرين وهي تضع لهم أجهزة التسجيل سواء كانت ظاهرة أو مخفية؟! 6. بافتراض نجاحك في كل المراحل السابقة، وبأنك جلست بالفعل أمام أحدهم وأقنعته بقبول التسجيل، فإن عملية استنطاقه تبقى مشكلة أخرى، وخاصة إذا كنت تسعى إلى معلومات بعينها، وليس مجرد أية معلومات يرغب هو في أن يحملك إياها. تلك النقطة بالذات التي تعتبر الأهم في كل ما سبق، حيث إنك إذا فشلت فيها فسوف تتحول الجلسة إلى مجرد لقاء علاقات عامة ينجح فيه المصدر "الخاص جدا" في أن يستخدمك كأداة لترويج المعلومات تستهدف إحداث تأثير بعينه. 7. عنصر الزمن، حيث إن معظم هذه المصادر التي كانت أهدافا لي كانت قد طعنت في نهاية السبعينيات من العمر. فإذا ما علمنا أن هذه اللقاءات تستغرق في الإعداد لها شهورا طويلة، عندئذ يمكن معرفة أهمية عنصر الزمن في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، فإن إحدى هذه الشخصيات المهمة التي لم يكن العمل ليكتمل بدون لقائها، توفي صاحبها بعد لقائنا الأول وقبل شهور قليلة من موعد لقائنا الثاني! 8. تبقى -بعد إتمام المقابلات- مشكلة أن المصدر -وخاصة من النوعية التي شملتها تلك الحوارات- لابد وأنها تبث في حواراتها قدرا من التضليل الذي يستهدف إحداث تأثيرات بعينها، ذلك التضليل الذي ينبغي مراجعة العديد من مواضع هذه الحوارات للكشف عنه، وشرحه، وشرح دوافعه لكي يأتي بآثار إيجابية بدلا من الآثار السلبية المستهدفة منه. فبالرغم من أن الخبراء يقدرون أن المخابرات الروسية والتشيكية والفرنسية والأمريكية من أفضل أجهزة المخابرات في العالم في مجال تخطيط وتنفيذ حملات التضليل، إلا أنهم شبه مجمعين -أيضا- على أن جهاز الموساد الإسرائيلي فاق بكثير بعض الدول سابقة الذكر بالرغم من أنها سبقته في هذا المضمار! ويرجع الخبراء ذلك لعدة أسباب من بينها ومن أهمها أن جهاز الموساد توافر له عدد كبير من الخبراء الأوروبيين اليهود المتميزين في هذا المضمار. ولعل ذلك كان دافعا لنا لكي نورد أمثلة فيما سيتوالى من حلقات لنماذج لمحاولات تضليل حاولت خلالها بعض المصادر بث فكرة معينة -وفي أحيان أخرى أفكار معينة- في أذهان القراء. لكل هذه الأسباب –وأسباب أخرى– كان لابد من ترتيبات خاصة وطويلة قبل أن أنجز هذا الموضوع. وقد يتساءل البعض عن السبب الذي دفعني لكي أخوض غمار ذلك الموضوع الشائك والصعب في آن واحد؟! والحقيقة أنه توجد مجموعة من الأهداف، إلا أنني سأكتفي بإيراد بعض منها فقط، وهي: الهدف الأول: محاولة رؤية الذات من خلال عيون الآخر، وخاصة إذا كان هذا الآخر خصما لك. ففي كثير من الأحيان يكون تقييم الآخر لك، أكثر أهمية من تقييمك أنت لنفسك، سواء كان الأمر يتعلق بجوانب إيجابية أو سلبية فيك. الهدف الثاني: محاولة تقييم الآخر بشكل مباشر وليس من خلال طرف ثالث، فبالرغم من أهمية الاطلاع على -واستيعاب- تقويمات طرف ثالث للآخر، إلا أنني لاحظت أن معظم –إن لم يكن كل– ما كتب عن المخابرات الإسرائيلية كان عبارة عن ترجمات لأعمال أجنبية -بعضها قيم للغاية-، ناهيك عن أعمال روائية –مفيدة جدا- اختلط فيها قليل من الواقع بكثير من الخيال مراعاة لظروف سرية هذا النوع من العمل المخابراتي. وقد لاحظت إحجاما واضحا عن الاتصال مباشرة بعناصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمحاولة عمل تقويم مباشر، يتحكم فيه القائم على الاتصال المصري – العربي بقدر كبير في جانب من جوانب هذا التقويم. الهدف الثالث: هو محاولة استكشاف أبعاد الحجم الحقيقي لخصم عنيد على درجة عالية من الكفاءة مثل جهاز الموساد الإسرائيلي، إلا أنه ليس خارقا، وذلك من خلال شهادات لكبار مسئوليه. ومع الصعوبات السابق ذكرها، بالإضافة إلى الأهداف الآنفة، سنحاول الوصول إلى شاطئ الحقيقة، ولكن... مذكرات يحيي غانم لم يدر بخلدي في ذلك اليوم من أيام شتاء القاهرة الجميل في عام 1993 أن القدر قد رتب لي تلك الفرصة بأن ألقى أمامي موضوعا بدا غامضا للوهة الأولى، ولكن ما إن خطوت الخطوات الأولى لكي أعالجه، حتى وجدت نفسي على أعتاب ذلك العالم السري الغامض للمخابرات الإسرائيلية! ففي تلك الفترة كنت عائدا لتوي من ميدان الحرب في البوسنة والهرسك لقضاء إجازة في القاهرة، وكنت مازلت أعاني من الآثار النفسية التي حفرت في داخلي أخاديد عميقة من جراء الفظائع التي رأيتها هناك. جلست في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة أراقب المطر وهو يجري على زجاج السيارة، آخذا شكل ثعابين صغيرة اتخذت من الفتحات الضيقة في جسم السيارة أوكارا لها كي تبيت بياتها الشتوي متقية بذلك موجة برد كانت قد هاجمت سماء مصر في ذلك الوقت. كنت أتوجه إلى فندق "مينا هاوس" ذلك الفندق العريق الذي يقبع تحت سفح هضبة الأهرام لكي أقوم بتغطية مؤتمر عربي إسرائيلي تحت رعاية أمريكية لبحث مستقبل مدينة القدس المحتلة. وبالرغم من أن المؤتمر لم يكن يعقد بشكل رسمي، إلا أن المؤتمرين حرصوا على سرية تفاصيل ما يجري داخل أروقة الاجتماعات، وهو ما توقعته من قبل بسبب حساسية القضية لجميع الأطراف. وبالنسبة لأي صحفي يعمل في المجال السياسي، فإن هذا النوع من التغطيات الصحفية يعد الأفضل، حيث إنه يتيح فرصة أفضل لتحقيق انفرادات على عكس تلك الأحداث العامة العادية التي يحتشد وراءها جموع من الصحفيين، والتي تسفر في النهاية عن خبر أو تحقيق عادي مكرر في كل الصحف، ولا يفرق بين واحد والآخر منهم سوى حجم وشكل حروف الطباعة من صحيفة لأخرى! وبالرغم من ذلك، فإنني لم أكن أشعر بأي قدر من الإثارة في ذلك الصباح ربما بسبب تلك الجرعات العالية من الإثارة التي تعاطيتها على مدار شهور قضيتها في تغطية حرب البوسنة، والتي -كما قلت- كنت في إجازة منها في ذلك الوقت. لم أكن أدري في ذلك الصباح أنني على وشك أن أجري مقابلة صحفية تعد واحدة من أكثر المقابلات الصحفية التي أجريتها إثارة، ومن أنها –المقابلة- ستكون بداية خيط يقودني إلى ذلك العالم الغامض السري للمخابرات الإسرائيلية! عندما وصلت إلى الفندق، صادفت أحد أصدقائي وهو دبلوماسي أجنبي كان مشاركا في فاعليات المؤتمر فأعطاني فكرة عن جدول أعماله والشخصيات المشاركة فيه، واتفقنا على اللقاء بعد انتهاء جلسة العمل الأولى في المؤتمر لمزيد من المناقشات. امتدت الجلسة -على غير المتوقع- إلى ما يقرب من الساعتين، فرحت أقتل الوقت بالتمشية في ذلك الدهليز الذي يتوسط قاعات الاجتماعات في الفندق، متأملا ديكوراته البديعة. فجأة انفتح باب قاعة الاجتماعات لكي يخرج رجل ذو ملامح أوروبية تشير إلى عمر تجاوز الستين. اقتربت من الرجل وسألته عن السبب في تأخر الاجتماع وذلك بعد أن عرفته بصفتي المهنية، فقال إن الاجتماع على وشك الانتهاء، وذلك قبل أن يتوقف سائلا إياي: "...ولكن ألا تدرك أن الاجتماعات ليست للنشر...؟!". قلت له: "...ولكن حضوري وسعيي للإحاطة بما يدري ليس بالضرورة بهدف النشر، ولكن هل يمكنني أن أتشرف بمعرفتك...؟". تفرس الرجل في وجهي برهة قبل أن يقول إن اسمه "شوموئيل توليدانو"، وإنه زعيم أكبر جماعة ضغط سياسية في إسرائيل وهي تضم كبار ضباط الجيش من الاحتياط والمتقاعدين. غمغمت بصوت منخفض -فوجئت بأنه سمعه- قائلا: "... وبالطبع، أنت ضابط مثلهم...". ابتسم الرجل وهو يسألني: "...هل لديك مانع في ذلك؟!". قلت: "سيان، فأعتقد أن الجميع لديكم قد خدم في الجيش أو لايزال... المهم أنك لن تتكلم بسبب طبيعة العسكريين الكتومة.." قال الرجل: "هذا يعتمد على ما ترغب في معرفته بالضبط!!"، وأحسست بأن الرجل يرغب في الحديث سواء عن جماعة الضغط التي يتزعمها، أو عن الاجتماعات، فبادرته: "متى؟ وأين؟" قال: "سأنتظرك في الساعة السادسة مساء اليوم أمام مكتب الاستقبال، وذلك قبل أن يعاود الدخول في قاعة الاجتماعات بعد أن انتهى من تدخين سيجارته التي خرج لتدخينها". في السادسة مساء بالضبط ذهبت إلى مكتب الاستقبال، فوجدت الرجل منتظرا، فاضطررت للاعتذار مؤكدا له بأن ساعتي تشير إلى السادسة تماما، إلا أنه طمأنني قائلا: "لا تنزعج، فإنها مجرد عادة قديمة لم أتخلص منها بعد وهي أن أحضر مبكرا عن موعدي". ابتسمت متعجبا، فابتسم هو الآخر مرددا: "مجرد عادة!" جلسنا وقد اصطفت أمامي أدوات القهوة، في حين اكتفى هو بشرب النبيذ، وهو يشرح لي نظام عمل جماعات الضغط السياسية في إسرائيل والذي يقترب كثيرا من نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية. أخذ الرجل يتحدث بدون أن أقاطعه حتى انتهزت فرصة إنهماكه بصب كأس من النبيذ، فقاطعته لكي يدور الحوار التالي: - يبدو أن الموضوع مهم، ناهيك عن تشويقه، فإذا كان الأمر كذلك، فإنه من المناسب أن نعرف القراء بك وبتاريخك... توليدانو: هل تعتقد ذلك؟! "قالها الرجل وهو يتفرس في وجهي بحدة لم تتناسب مع ما لاح لي كشبح ابتسامة على وجهه!!" وقد تشاغلت عن الإجابة على سؤاله الذي بدا غريبا بتغيير شريط التسجيل. وبعد فاصل من السعال من جانبه، بدأ الرجل في الحديث عن نفسه ولسانه يتثاقل بفعل الخمر قائلا: أنا "شوموئيل توليدانو" ولدت في عام 1929 في منطقة الرملة بالقرب من تل أبيب. أصولي ينم عنها اسمي، فأنا أنحدر من عائلة يهودية كانت تقطن منذ مئات السنين في مدينة طليطلة في الأندلس تحت حكم الخلافة الإسلامية، وذلك قبل أن نفر من اضطهاد الملكة "إيزابيلا القشتالية" التي أسقطت دولة الخلافة الإسلامية في الأندلس لكي تتفرق العائلة في العديد من البلدان ومن بينها فلسطين حيث ولدت أنا. تاريخ حافل، ولكن ماذا عن تاريخك الشخصي أنت؟ ماذا كنت تعمل قبل أن تتزعم جماعة الضغط السياسية التي تضم العسكريين تلك؟ توليدانو: كنت أعمل ضابطا في المخابرات الإسرائيلية... نعم، كنت ضابطا في جهاز الموساد. "قالها الرجل ببساطة شديدة، قبل أن يلقي بمحتوى كأس النبيذ في جوفه، ولكي يبادرني بسؤاله: أمازلت ترغب في استكمال الحديث؟!" وساد صمت لمدة ثوان، فقد أخذني الرجل على حين غرة. وبالنسبة لمن لم ير في حياته ضابطا للمخابرات يصرح بشكل مباشر بأنه ضابط في المخابرات، ناهيك عن كونه ضابطا في مخابرات دولة كانت في حالة حرب معنا حتى وقت قريب نسبيا، إضافة إلى كون هذا الجهاز هو الموساد تحديدا، فإن رد الفعل الهادئ الذي ظهر على وجهي استلزم مجهودا كبيرا من جانبي!! وبدلا من أن أؤكد له أن تاريخه الشخصي لن يدفعني لأن أتوقف عن حواري معه، بادرته بالسؤال عن التاريخ الذي التحق به بخدمة الموساد؟ ضحك الرجل طويلا قبل أن يقول إنه يظن في بعض الأوقات بأنه ولد من بطن أمه ضابطا في المخابرات، ولكي يكون تحديدا ضابطا في الموساد، ثم استطرد قائلا: "لقد التحقت بالخدمة كضابط مخابرات إسرائيلي قبل قيام دولة إسرائيل بعامين تقريبا أي عام 1946، وكنت في ذلك الوقت مراهقا في سن الـ17، ولعلي بذلك أكون أصغر ضابط مخابرات في تاريخ هذه الأجهزة في العالم. وللحديث بقية... مذكرات يحيي غانم من داخل الموساد لقد كان وقع مكاشفة "شوموئيل توليدانو" لي بأنه تولى لفترة طويلة مسئولية إدارة الخدمة السرية داخل جهاز الموساد لا يقل عن وقع مكاشفته لي قبل يومين من أنه كان ضابطا في المخابرات الإسرائيلية! فعندما وصف "توليدانو" تلك الإدارة بأنها الأهم على الإطلاق ضمن إدارات أي جهاز مخابرات، فإنه لم يكن مبالغا، بل لعله لم يرد أن يقول بأن هذه الإدارة تعد العصب الرئيسي لجهاز المخابرات الإسرائيلي. وإذا قلنا إن أجهزة المخابرات في العالم تختلف فيما بينها –ضمن ما تختلف– في توجهاتها، فإنه يمكن القول بأن الموساد يعد واحدا ضمن عدد من الأجهزة في العالم -إن لم يكن أكثرها- التي تتبنى إستراتيجية "هجومية عدوانية". والـ"هجومية" في هذا العالم تعني أنها تميل بالفطرة إلى نشاط التجسس وتتميز فيه، أكثر من قدراتها على مكافحة التجسس الداخلي لديها! استعاد "توليدانو" مقعده أمامي بعد استراحة قصيرة تناول خلالها وجبة غذاء، لكي يدور الحوار التالي: -: تقول إنك ترأست إدارة الخدمة السرية في الموساد لسنوات، كيف كان يتم العمل في هذه الإدارة؟ توليدانو: "نظر لي بحدة، ملتزما الصمت حتى خلته لم يسمع السؤال، فعاودت طرحه من جديد بشكل مختلف"...! -: ما الفارق بين تسيير إدارة مثل الخدمة السرية، وبين تسيير الإدارات الأخرى التي توليتها؟ توليدانو: لقد سمعت سؤالك من أول مرة، ولكن لم أرغب في الرد عليه. فبالنسبة لعمل إدارة مثل إجلاء اليهود عن الدول العربية، فإن الحديث عنها يعني الحديث عن عمليات تمت ولن تتم في المستقبل، حيث لم يبق في الدول العربية سوى بضع مئات من اليهود. إلا أن الحديث عن إدارة الخدمة السرية أي الإدارة المسئولة عن تجنيد وزرع العملاء في الخارج، بما في ذلك الدول العربية، فإن ذلك يعني الحديث عن ماض يمكن من خلاله بسهولة الكشف عن الحاضر والمستقبل، فهل هذا ما تسعى إليه؟! "قالها توليدانو وقد بدا وجهه قاسيا مثل الحجر" -: حسنا، دعني إذن أطرح السؤال بشكل مختلف تماما، وأكثر تحديدا، هل تأثر نشاطكم التجسسي على مصر بالسلام بين البلدين، وما الفارق بين أنشطتكم التجسسية على مصر قبل وبعد السلام، وذلك باعتبار أن السلام عامل متغير، في حين أن التجسس عامل ثابت؟ توليدانو: أستطيع أن أتكلم وأنا على علم بما جرى في إسرائيل في هذا الصدد وفي تلك الفترة، فبعد ثلاثة أسابيع بالضبط من توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، صدرت أوامر لجميع أجهزة المخابرات وإداراتها وضباطها في إسرائيل: توقفوا، فمصر لم تعد دولة هدف لنا منذ الآن!! وأتوقع أن نفس الشيء حدث من جانب أجهزة مخابراتكم. فما الداعي لإضاعة مثل هذه الأموال الضخمة في حين أن لديكم ولدينا مشاكل في مناطق أخرى أولى بهذا الجهد المخابراتي؟! أيضا، فإنه من الناحية الأخلاقية، فإنه لا يصح اختراق دولة عقدنا معها اتفاقية سلام.. والأمر في ذلك مع مصر لا يختلف مثله مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الصديقة. "ملحوظة: إجابة الرجل كانت تحمل قدرا كبيرا من التضليل، وهو الأمر الذي دفع لطرح الأسئلة التالية، في محاولة لتجلية هذا التضليل". -: ولكن هذا القول ليس دقيقا بالمرة، فعلى سبيل المثال، وفي حالة الولايات المتحدة أحلف حلفائكم وليس مجرد دولة صديقة، فقد قمتم بتجنيد جاسوسكم الأمريكي اليهودي "جونثان جي بولارد" الذي جندتموه للتجسس لحسابكم من خلال عمله في جهاز مخابرات البحرية الأمريكية؟! توليدانو: "بولارد" لم يكن يتجسس على الولايات المتحدة لصالحنا كما يعتقد الغالبية!!! -: على من كان يتجسس لصالحكم إذن؟! توليدانو: في عملنا هذا، يوجد أكثر من وسيلة لإدارة وتنفيذ عملية تجسس ناجحة، ومن بينها استخدام منطقة معينة في دولة معينة لكي نخترق دولة ثالثة، فعلى سبيل المثال يمكنني أن أستخدم فرنسا لاختراق إيران أو العراق. إنها لعبة أخرى مختلفة تماما لا ألعب فيها ضد فرنسا أو الولايات المتحدة أو على أية دولة صديقة، وإنما ألعب خلالها ضد دولة أخرى خصم أو معادية، ومع ذلك، دعني أؤكد أن عملية "بولارد" كانت خطأ من الأساس، وما كان لها أن تتم منذ البداية. ومع ذلك أؤكد أن "بولارد" لم يكن يتجسس لنا ضد الأمريكان...! -:حسنا، إذا كان الأمر كذلك، فما الدولة الثالثة التي قمتم باستخدام "بولارد" للتجسس عليها من خلال موقعه كمحلل لصور الأقمار الصناعية في مخابرات البحرية الأمريكية؟ توليدانو: من خلال "بولارد" كنا نحصل على معلومات عن أنشطة كل من العراق وإيران النووية والعسكرية! ولكن في كل الأحوال دعني أوضح لك أنه من السفه تضييع الوقت وإهدار المال في التخابر على دولة صديقة في سلام معنا!! -: تتحدثون عن أخلاقيات المهنة وذلك بعدم جواز التخابر على دولة صديقة في حالة سلام معكم، بالرغم من أن ذلك يتعارض مع الكشف عن العديد من عمليات التجسس من جانبكم داخل وضد مصر. تلك العمليات التي لم تكن موجهة لدولة ثالثة عبر مصر. فعلى سبيل المثال وليس الحصر قضية عائلة مصراتي اليهودية التي تعود أصولها إلى ليبيا والتي تم القبض عليها في مصر بعد عقد معاهدة السلام بـ13 عام، كما تم القبض على ضابط مخابرات إسرائيلي كان يقوم بتشغيل العائلة. وبالإضافة إلى هذه العائلة كان هناك العديد من قضايا التجسس الأخرى التي قمتم بها داخل مصر وضدها... كيف يتفق ذلك مع ما تقولونه بتلك التعليمات التي صدرت فور توقيع اتفاقيات السلام بين البلدين إلى جهاز الموساد بوقف عملياته ضد مصر التي لم تعد دولة هدف طبقا لكلامك؟!! اعتدل "توليدانو" في جلسته وقد اكتسى وجهه بمزيد من الحمرة، وجعل يعبث في عصبية بملعقة الشاي الصغيرة في وعاء السكر الموضوع بيننا. سادت لحظات من الصمت حتى خلت أن الرجل على وشك أن يقوم من المجلس حتى دون أن يعتذر. أحسست بأن الرجل يعيد النظر في موقفه بالموافقة على إجراء الحوار من الأساس، وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار تلك التعليمات التي عرفت بأنها كتاب مقدس لدى جميع ضباط الموساد بالامتناع عن إجراء أية حوارات صحفية أو غير صحفية أثناء وجودهم بالخدمة أو بالحديث عن الخدمة والعمل داخل الموساد بعد التقاعد. وقد علمت من "توليدانو" في نهاية لقاءاتنا في القاهرة وقبل رحيله إلى إسرائيل أن السبب في قراره بالمضي قدما في اللقاء قيامه بالإعداد لقنبلة سياسية -قبل أن تكون صحفية- بالكشف عن أحداث سياسية وعسكرية خطيرة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي كانت إسرائيل دائما تنكرها. دقيقتان وشعرت بأن السؤال يمكن أن يضع حدا لهذا العمل الذي بدأته بتوفيق إلهي، فقلت له: -: إذا كان السؤال غير مناسب لهذه الدرجة، فلا داعي للإجابة، فعدم الإجابة في حد ذاتها إجابة، ولننتقل إلى نقطة أخرى. "جاء رده سريعا" توليدانو: بالعكس، وإنما أقوم بترتيب أفكاري. "ثوان مرت قبل أن يلتفت لي قائلا": توليدانو: هل لك أن تعيد سؤالك الأخير مرة أخرى!! "وشعرت بأن الرجل يحتاج مزيدا من الوقت لكي يزن كل كلمة يقولها، فقمت بإعادة طرح سؤالي ببطء شديد لاحظه هو بتقدير استشعرته من خلال شبح الابتسامة الذي ارتسم على ركن فمه" توليدانو: حسنا، لقد استوعبت السؤال، ودعني أقسم إجابته إلى قسمين: أولا: فأنا لم أكن بالخدمة في الموساد وقت وقوع هذه العمليات. ولم أشارك بها ولست على علم بتفاصيلها حتى أحكم عليها. ثانيا: أن قضية عائلة "مصراتي" شابها الكثير من سوء الفهم والكثير من المواقف السياسية. ولكن ما يلزمني أنا كمواطن إسرائيلي هو إعلان دولتي نفيها القاطع أن هؤلاء الإسرائيليين الذين تعود أصولهم إلى ليبيا كانوا يتجسسون على مصر!! -: هل بذلك تلمح إلى أنهم كانوا يستخدمون مصر للتجسس على دولة ثالثة، مثلما كانت الحال مع الجاسوس الأمريكي اليهودي "بولارد" الذي كان يستغل موقعه في مخابرات البحرية الأمريكية للتجسس لصالحكم على كل من إيران والعراق؟! توليدانو: "صمت"... -: وماذا عن العمليات الأخرى التي كشفت لكم داخل مصر؟! توليدانو: "صمت"... عند هذا الحد وقف الرجل قائلا: ألم تشعر بالجوع؟ فكان ردي بالنفي، فقال: ولكنني أشعر به لنأخذ فاصلا لتناول الطعام، وقد كان... بعد أن تغلبت على المفاجأة التي فجرها في وجهي "شوموئيل توليدانو" بكشفه عن كونه كان ضابطا في المخابرات الإسرائيلية منذ عام 1946 أي قبل قيام دولة إسرائيل بعامين، مشيرا إلى أنه بذلك يعد أصغر ضابط مخابرات في العالم، حيث إن عمره في ذلك الوقت كان 17 عاما، أعربت عن دهشتي من تلك التواريخ، حيث إنه من المعروف أن جهاز الموساد تأسس رسميا في عام 1952، أي بعد قيام الدولة اليهودية بأربع سنوات. بادرني الرجل قائلا: "... أنا دقيق في تعبيراتي، حيث قلت إنني عملت ضابطا في المخابرات، وليس في الموساد الذي لم يكن قد ولد بعد في ذلك الحين... ففي ذلك الوقت كنت أعمل ضابطا في مخابرات قوات "الهاجاناه" التي كانت الفصيل الأكبر في جيش إسرائيل فيما بعد...". وأحسست بأن هذه ربما تكون فرصــة نادرة لكي يقتــرب الرأي الــعام -في العالم العربي- من هذا الجانب الغامض لذلك العالم السري الذي يبدو عن بعد بمثابة دوائر عديدة ومتداخلة تكسوها ظلال رمادية اللون أحيانا، وتتلبد أحيانا أخرى حتى تتحول إلى سواد بهيم! كانت عقارب الساعة تتسارع في تلك اللحظات لكي تقارب العاشرة مساء، حيث كان موعد عشاء لأعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر، فاتفقنا على أن يكون هناك لقاء ثابت يومي على مدار الأيام الأربعة التي سيستغرقها المؤتمر في وقت راحة الوفود. ولم أكن أدري أن الأمر سيتطلب فيما بعد زيارات لإسرائيل لاستكمال ما بدأ تحت سفح هضبة الأهرامات! في اليوم التالي كان لي لقاء ثان مع قيادي الموساد رفيع المستوى، حيث دار الحوار التالي: -: كونك ضابطا بارزا في الموساد لفترة زادت على ربع قرن، كيف تشعر بعد كل ما فعلته في الحرب ضدنا؟ توليدانو: الآن أحس بمشاعر لا يمكن وصفها، وخاصة عندما أحضر إلى مصر في سلام. مصر التي نجح جيشها في قتل أشقائي في حرب عام 1948، وفي حروب الاستنزاف في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وفي حرب أكتوبر من عام 1973. وفي كل مرة أحضر إلى مصر، أعيش هذا الحلم الجميل بما حصلنا عليه من إقامة سلام مع مصر. -: خلال سنوات طويلة من العمل كضابط موساد، ثم كأحد قيادات المخابرات الإسرائيلية، عملت وحاربت ضد العرب، ألم يدر –طوال هذه الفترة الطويلة– في ذهنك إقامة سلام يقوم على العدل والاحترام المتبادل كهدف نهائي؟ توليدانو: دعني أقسم حياتي إلى قسمين: القسم الأول: والذي التحقت فيه وأنا في سن الـ15 في قوات الهجاناه العسكرية، وذلك قبل عامين من التحاقي بجهاز مخابرات الهجاناه، ثم في الموساد. في تلك الفترة لم تكن لدي أية علاقة بالسلام، وإنما العكس تماما، حيث كنت أحاربكم على طول الخط بهدف تدميركم، فقد كنتم -المصريين- ألد أعدائي على الصعيدين العام والخاص!! "قالها الرجل وعيناه تلمعان بشدة وكأنه باستعادته لتلك الذكريات البعيدة، كان يجتر فترة الفتوة والشباب سواء في حياته أو حياة دولة إسرائيل". القسم الثاني: والذي بدأ في أعقاب تركي للخدمة في الموساد، حيث عملت مستشارا لرئيس الوزراء الراحل "إسحق رابين" للشئون العربية، وتحديدا مستشاره لشئون العرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في المقام الأول. وفيما بعد انتخبت عضوا في الكنيست، وذلك قبل أن أتزعم أكبر جماعة ضغط سياسي في إسرائيل وأحاضر في الجامعات في الخارج والداخل. خلال هذا القسم من حياتي بدأت علاقتي بالسلام، وهكذا يمكن تلخيص حياتي في القسم الأول الذي سعيت فيه إلى تدميركم أنتم العرب، والقسم الثاني والذي أسعى خلاله للم الشمل. - دعنا نتحدث عن القسم الأول من حياتك الذي تمثل في تاريخ من محاولات تدمير العرب؟ توليدانو: كما قلت بدأت ضابطا في قوات الهاجاناه وأنا لم أتجاوز 15 عاما. في ذلك الوقت كان يوجد ثلاث جماعات مسلحة يهودية وهي: الهاجاناه – شتيرن إيتسل – أرجون زفاي. بعد فترة ألقت القوات البريطانية القبض عليّ وبقيت معتقلا قبل أن يطلق سراحى في عام 1946، حيث انضممت منذ ذلك التاريخ إلى مخابرات الهاجاناه، وقد أوكل لي اختصاص العرب! -: ماذا تعني بأنك أوكل لك اختصاص العرب؟ توليدانو: كنا نتوقع نشوب الحرب مع الدول العربية، وكنا واثقين من أن الجيش المصري سيدخل فلسطين مع بقية القوات العربية. كنا في ذلك الوقت في حاجة ماسة لجمع المعلومات عن الجيوش العربية من عينة: أي الجيوش ستتدخل؟ ومتى؟ وعن أي طريق؟ إلخ... معلومات كهذه كنا نجلبها من الخارج من خلال عملائنا من اليهود المقيمين في الدول العربية ومن خلال التعاون مع أجهزة مخابرات الدول الغربية والشرقية التي تعاطفت معنا... كنا نعلم أيضا أن العرب الفلسطينيين، سيحاربون من خلال جماعات المقاومة التي يرأسها زعماء أمثال الشيخ "أمين الحسيني" و"عز الدين القسام". كنا نرغب في الحصول على معلومات من داخل القرى والمدن العربية مثل: هل يقوم الفلسطينيون بتخزين السلاح؟ وما نوعيات هذا السلاح؟ وهل سيهاجمون تل أبيب أم لا؟ هل سيهاجمون الكيبوتسيم؟ "المزارع الجماعية اليهودية" ومن هنا بدأنا في تشكيل جهاز مخابرات قوات الهاجاناه قبل حرب عام 1948 بأربع سنوات، والذي كان فيما بعد نواة جهاز مخابرات الجيش الإسرائيلي الذي حمل فيما بعد -وفي بداياته- اسم "شطريت يدعوت". وبالطبع، فإن جل تركيزنا في تلك الفترة كان على مسألة دخول الجيش المصري في الحرب لقوته النسبية بالمقارنة بقوة الجيوش العربية الأخرى. أيضا، فإننا كنا نركز على موقف العرب داخل فلسطين. وكان أسلوبنا في العمل في ذلك الزمان هو التنظيم السري تحت الأرض بعيدا عن أنظار السلطات البريطانية. -: كيف أمكنكم –وأنتم مازلتم مجرد جماعات وعصابات سرية– القيام بمهام جلب معلومات وخاصة من الخارج ؟! توليدانو: دعنا في هذا المقام نقسم المعلومات إلى نوعين: معلومات من الداخل.. كنا على سبيل المثال نريد معرفة موعد رحيل القوات البريطانية عن مدينة يافا العربية القريبة من مستوطنة تل أبيب، وذلك حتى نسيطر على أقسام الشرطة ومراكز إدارة الجيش هناك.. في هذا النموذج بالتحديد قمت أنا شخصيا بتجنيد شبكة دعارة ضخمة ضمت عددا من فتيات اليهود، وفي بعض الأحيان العرب في مدينة يافا.. كنت أشرف شخصيا على عمل شبكة الدعارة هذه وتوجيه فتياتها لاستدراج الجنود والضباط الإنجليز خلال أحاديث الفراش لكي يعرفن موعد رحيلهم من مواقعهم ومن فلسطين ككل، وذلك قبل أن يبلغنني بتلك المعلومات القيمة. أيضا، فقد قمت بتجنيد عدد من العملاء العرب داخل بعض القرى والمدن العربية لإبلاغي بمعلومات حول التحركات العربية والتسليح الجاري. وبالنسبة لتمويل نفقات هذه الأنشطة، فإن قوات الهاجاناه كانت جزءا من الوكالة اليهودية التي كانت قوية التمويل بفضل تبرعات أثرياء اليهود في جميع انحاء العالم. فعلى سبيل المثال، كنت أتلقى راتبا شهريا ثابتا كضابط مخابرات متفرغ يعمل ليل نهار. وبالطبع، فإننا في ذلك الوقت لم نكن نعرف ما الثراء الذي لم يكن جزءا من طموحاتنا. ولكن في نهاية الأمر كانت هناك تنظيمات وكوادر وظيفية يتفرغ لها عاملون يتقاضون مرتبات ثابتة. إلى هنا، ونظر الرجل إلى الساعة الروليكس سويسرية الصنع الفاخرة المشدودة على معصمه وقال لي: "... لقد مر الوقت سريعا، تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات لماذا بكت جولدا مائير حزناً على مصير الجاسوسة هبة سليم -------------------------------------------------------------------------------- لم تدخر المخابرات الاسرائيلية وسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلا وجربتها. وأيضاً – لم تعتمد على فئة معينة من الخونة . . بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال .. حرام، وأشهر هؤلاء على الإطلاق – هبة عبد الرحمن سليم عامر – وخطيبها المقدم فاروق عبدالحميد الفقي. إنها إحدى أشرس المعارك بين المخابرات الحربية المصرية والمخابرات الإسرائيلية. معركة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة، انتصرت فيها المخابرات المصرية في النهاية. وأفقدت العدو توازنه، وبرهنت على يقظة هؤلاء الأبطال الذين يحاربون في الخفاء من اجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامته. لقد بكت جولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها. . كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الامريكي. لقد تنبه السادات فجأة الى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة. . إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد من سيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم . .الى الأبد. آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم. ولأنها تعيش في حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي "الجزيرة" – أشهر نوادي القاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات، وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع. . إلا أن هبة انخرطت في "جروب" من شلة أولاد الذوات تسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي. وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر الى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة . وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وحبات لؤلؤ مترقرقة سقطت على خديها، وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولا بد من مسايرة عاداته وتقاليده. وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور. ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها. . إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير . . وفي اختيار المواد الدراسية. . بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب. . بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة. جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت الى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية. . ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها. لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في "الكيبوتز" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية. وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك. . استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها. آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج الى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزال الشعارات الى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطية كاذبة وعبادة للحاكم. وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها. . وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا. هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها الى الهاوية. الشك المجنون كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد .. دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية "أصدقائها" وإنقاذهم من أي خطر يتعرضون له في أي مكان في العالم. هكذا عاشت الفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟ الحياة في أوروبا أنستها هواء الوطن. .وأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية. .وبرج القاهرة الذي بناه عبد الناصر من أموال المخابرات الأمريكية التي سخرتها لاغتياله. فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، ولا يكف عن تحين الفرصة للانفراد بها. .وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها. لقد ملت كثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادت يوماً ما أن تنفجر فيه غيظاً في التليفون. . وذلك عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهو يرجوها أن تحس به. مئات المرات قال لها: "أعبدك .. أحبك .. أهواك يا صغيرتي". ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده. تذكرت هبة هذا الضابط الولهان، وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية، وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه. .كاد أن يطير بها فرحاً، ورسم لها خطة اصطياده. وفي أول أجازة لها بمصر. . كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده.. وبأي ثمن، وكان الثمن خطبتها له. وفرح الضابط العاشق بعروسه الرائعة التي فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية. . وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا. . فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل. أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات الى باريس بما لديها من معلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم.. اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف. وبدأوا في توجيهها الى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة. . وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، والمواقع التبادلية المقترحة. وسافرت هبة الى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات. . دونت بها معلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الاسرائيلية. فماذا سيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة؟ سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد الى الفتاة .. مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس. رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر الى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس. كانت الوعود الراقة تنتظرها في حالة ما إذا جندت خطيبها ليمدهم بالأسرار العسكرية التي تمكنهم من اكتشاف نوايا المصريين تجاههم. لم يكن المقدم فاروق الفقي بحاجة الى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعشش بقلبه وتستحوذ على عقله.. ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء سخرها لخدمة إرادة حبيبته. وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 الى صحراء الهرم.. كان خجولاً لفرط جرأتها معه، وأدعت بين ذراعيه أنها لم تصادف رجلاً قبله أبداً. وأبدت رغبتها في قضاء يوم كامل معه في شقته. ولم يصدق أذنيه. فهو قد ألح عليها كثيراً من قبل لكنها كانت ترفض بشدة. الآن تعرض عليه ذلك بحجة سفرها، وفي شقته بالدقي تركت لعابه يسيل، وجعلته يلهث ضعفاً وتذللاً.. ولما ضمها الى صدره في نهم ورغبة واقتربت شفتاه منها.. صدته في تمنع كاذب. . فاندفع اليها بشوق أكثر، ولملم جرأته كلها وأطبق على شفتيها يروي ظمأ ملهوفاً تلسعه موجات من صهد أنوثتها. فأذاقته قبلة طويلة غمست بلذائذ من النشوة، وحمم من الرغبات، فطار عقله وبدا كطفل نشبث بأمه في لحظة الجوع، لكنها.. هيهات أن تمنحه كل ما يريد. فقد حجبت عنه رعشة الوطر وأحكمت قيدها حول رقبته فمشى يتبعها أينما سارت. . وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الشهوة ووقّع وثيقة خيانته عارياً على صدرها، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية.. موضحاً عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات. . التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الاسرائيلية. لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية، أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات. تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية. . بوجود عميل "عسكري" قام بتسريب معلومات سرية جداً الى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع. يقول السفير عيسى سراج الدين سفير مصر في كوبنهاجي، ووكيل وزارة الخارجية بعد ذلك: "اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة الى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكليفية التي تصل بها هذه المعلومات الى الخارج. كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة. وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم. ثم أدخل موظفو مكاتبهم في دائرة الرقابة. . ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم .. وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرت رتبته". وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس. وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الاوروبية بكل تفاصيلها. وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنها خلقت لتعيش في أوروبا، وتكره مجرد مرور خاطرة سريعة تذكرها بمصريتها. لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، وتهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة الى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة: "طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي. وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول. وفي مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة، وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو. واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)، وعندما عرضوا تلبية كل "أوامري". . طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية. . وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني اليهم قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين". وبعد عدة أيام عدت الى باريس. . وكنت لا أصدق أن هذه الجنة "إسرائيل" يتربص بها العرب ليدمروها!! سفر بلا عودة وفي القاهرة . . كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، الى أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياً مرسلاً الى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسال والاستقبال. وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط في الحال باللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة. . فقام بإبلاغ الفريق أول أحمد اسماعيل وزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام بدوره بإبلاغ الرئيس السادات. حيث تبين أنالشقة تخص المقدم فاروق الفقي، وكان يعمل وقتها مديراً لمكتب أحد القيادات الهامة في الجيش، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في منظمة سيناء وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة. وعندما اجتمع اللواء فؤاد نصار بقائدالضابط الخائن. . "قيل بعد ذلك أنه ضابط كبير له دور معروف في حرب أكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حول الثغرة". . رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدم فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد. وعندما دخل الخائن الى مكتبه.. كان اللواء حسن عبد الغني نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟". وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات الثمينة التي قدمها للعدو. وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو. وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابص الدفاعات الهامة. وفي سرية تامة . . قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص.. واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات الاسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه. فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به. ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الاسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه. وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه الى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى "إدارة" الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور استراتيجية مهمة بعد ذلك. لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته.. وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة الى القاهرة بهدوء.. لكي لا تهرب الى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل. وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة. . وعهد الى اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر بالتوجه الى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها . . وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية. وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية. أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته. . فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس الى باريس. . حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار. . وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها. ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. . فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية. وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط. وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر الى باريس لصعوبة حالته. . صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الاسرائيليان الى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي الى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها الى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية. . فسألتهما: إحنا رايحين فين؟ فرد أحدهما: المقدم فاروق عايز يشوفك. فقالت: هو فين؟. فقال لها: في القاهرة. صمتت برهة ثم سألت: أمال إنتم مين؟ فقال اللواء حسن عبد الغني: إحنا المخابرات المصرية. وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً الى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية. لقد تعاونت شرطة المطار الليببي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية. .وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد. وبلا شك. . فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلها تتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غير قادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة. وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولة بالتفصيل. . منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيام قليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدم قدرتهم على إنقاذها. فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة غذ أربكت العدو أشلته. . لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين . لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الاسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الاسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة. . الى أن وصلت المعونات الامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويش حديثة. لا أحد يعرف تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم. . وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله. . لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب. لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها.. وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض. وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم. . عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان في أول زيارة له الى مصر بعد حرب أكتوبر.. وحملته جولدا مائير رسالة الى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب. وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها.. الى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام. فنظر الى كيسنجر قائلاً: "تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!". دهش كيسنجر وسأل الرئيس: "متى.. ؟" ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: "النهاردة". وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة. أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل. وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته.. خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية. .وما يتبع في مثل هذه الأحوال. . فقد رفع طلبه الى وزير الدفاع "الحربية" الذي عرض الأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة" فوافق فوراً ودون تردد. وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن. . لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء. . يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرت عليهما في مكتب واحد. . تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل. . وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد. . الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين.. وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء.. لا أحد يعرف ماذا قال القائد له. . وماذا كان رد الضابط عليه. . لا أحد يعرف. هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟. . . لا أحد يعرف. لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه. . وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتني عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة إعدام تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات عملية اغتيال مستشار الرئيس مبارك هذه العملية عملية حقيقية وهى عملية قامت بها المخابرات الامريكية ومن المرجح ان المخابرات الاسرائيلية شاركت فى هذه العملية الخطيرة عملية اغتيال مستشار الرئيس حسنى مبارك وهو سعيد بدير او حسب اسمه بالكامل سعيد سيد بدير 000000 واليك هذه القصة من ملفات المخابرات واعتقد ان اسمه بالكامل قد اثارك اخى وتهيأ لك انك سمعت اسم والده من قبل 000 نعم انت محق فى ذلك فوالده هو الفنان العظيم الراحل سيد بدير ولد سعيد فى يناير عام 1949 وفرح به والده الفنان سيد بدير ليس لانه كان آخر العنقود فحسب ولكن لانه فى سنواته الاولى ظهر عليه الذكاء بصورة كبيرة وكلما كبر زاد هذا الذكاء حتى ان اصدقائه فى المدرسة الثانوية قالوا عنه كتلة من الذكاء كانت تسير على الارض ونجح سعيد فى الثانوية العامة بمجموع خمسة وتسعون فى المائة وكان هذا المجموع وقتها لايحصل عليه احد بسهولة فقد كان سعيد بدير الثانى على مستوى الجمهورية واختار الكلية الفنية العسكرية للالتحاق بها واجتاز اختبارات الفنية العسكرية الصعبة جدا فى ذلك الوقت بسهولة وظل الخط البيانى له فى ارتفاع حتى وصل الى معيدا فى الكلية الفنية العسكرية عام 1972 ثم مساعد استاذ فى الكلية نفسها ثم مدرس فى الفنية العسكرية وذلك عام 1981 وتوالت انجازاته العلمية كذلك حتى قيل عنه يضع يده فى الحديد فينبض بالحياة يضع يده فى الطيارات العملاقة فتتحول الى طيارات ومقاتلات عملاقة 0 وتحول سعيد من مدرس بالفنية العسكرية الى رئيس قسم الموجات والهوائيات بادارة البحوث والتطويرات فى قيادة القوات الجوية وامام ذلك بدأت مخاوف الغرب من هذه العقلية تصل الى حد الرعب خصوصا وان اصابع سيد قد بدأت تدب فى الطيران الشرقى وتززيده تطويرا خصوصا فى مصر واصبح سيد عقبة امام امريكا وعقبة امام بيع السلاح ولهذا بدأت القصة عندما سافر ليكمل تعليمه ويعمل كاستاذ زائر فى جامعة دويسبرج فى المانيا وكانت مدة العقد سنتان تبدأ فى 1987 وتحول سعيد بسرعة الى اسم لامع فى المحافل الدولية واكمل تعليمه العالى وحصل على دكتوراه فى الفلسفة فى هندسة الاليكترونيات من جامعة كنت فى انجلترا وبعد ذلك واصل ابحاثه بل انه صنف كواحد من اثناعشر عالما على مستوى العالم فى الميكرويف وكان ترتيبه الثالث بين هؤلاء العلماء 0 وبدأ سعيد فى المانيا اجراء تجارب علمية على مشروع خاص باسم 254 وهو عبارة عن مشروع خاص بالهوائيات والاتصال بالفضاء وامكانية التشويش على سفن الفضاء الامريكية ولهذا عرضت عليه وكالة ناسا الامريكية العمل هناك والحصول على مبلغ خيالى ومقابل ان يحصل على الجنسية الامريكية ولكنه رفض حبا فى مصر وعرف ذلك الرئيس مبارك وعينه مستشارا له فى مجاله واستمر سعيد فى تجاربه فى المانيا على اساس ان الامكانيات فى مصر غير متاحة لمثل هذه التجارب وبدأت المخابرات الامريكية تهدده بطريقة غير مباشرة مثل محاولة قتل ولد له ومرة زوجته وهنا احس سعيد بالخطر فارسل زوجته وولديه الى مصر وارسل سعيدخطاب الى الرئيس مبارك عن طريق شقيق له يطلب حمايته وزاد التهديد والخطر فقرر ان يأتى الى مصر ونزل الى مصر ولكى يبعد الانظار عنه قرر ان يفتتح مصنع الكترونيات لمجرد صرف نظر المخابرات الامريكية عنه واعلن عن هذا المصنع وطلب شركاء ومساهمين وانهالت عليه العروض وكان اهمها عرض من المانيا 00000 وبعد ذلك باسبوع وبالتحديد فى الاسكندرية فى 13 يوليه عام 1989 تلقى قسم شرق بالاسكندرية بلاغا عن سقوط شخص من اعلى عمارة فى شارع طيبة بكامب شيزار على الارض وتنزف منه الدماء ويبدو انه انتحار ولهذا تم التحقيق فى الاسكندرية حول هذا الاتجاه فلا احد يعرف من هو سعيد بدير وما قيمته العلمية بالتحديد بل ووجدوا الغاز فى شقته وكأنه اراد الانتحار بالغاز وعندما فشل القى بنفسه من العمارة بل ووجدوا الوريد مقطوع وهكذا قيدت الحادثة انتحارا ولكن من يعرفون سعيد يؤكدون انه لايمكن ان ينتحر ابدا فلا هو بالفاشل فى حياته ولاهو الذى ينقصه المال مثلا وعندما سئلت زوجته فيما بعد هل تستطعين ان تقولى ان الموساد والمخابرات الامريكية وراء مصرع زوجك سعيد بدير ردت فى ثقة ذلك صحيح وبنسبة كبيرة جدا فسعيد لاينتحر ابدا 0000 ولكن فى اوراقنا الرسمية سجل الحادث على انه انتحار نص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية التجسس، المتهم فيها محمد عصام غنيمي العطار «طالب بالأزهر» و#1635; ضباط إسرائيليين، كشف المتهم الأول في اعترافاته أنه هرب من مصر بسبب عدم توافقه مع المجتمع لتعرضه لحادث اغتصاب وهو طفل، وميوله المسيحية بالإضافة إلي الحكم الصادر ضده بالحبس #1635; سنوات، اصطحبه عراقي إلي السفارة الإسرائيلية في «أنقرة»، وتقابل مع فتاة إسرائيلية رسمت له الطريق، وتولي الضابط الأول امتحانه، وساعد الموساد الإسرائيلي في تجنيد ما يقرب من #1634;#1632; مواطنا عربيا بينهم #1637; مصريين، بعد انتهاء مهمته احتفلوا به في المعبد اليهودي بتورينتو، واحتفي المسؤولون الإسرائيليون به قائلين: «كل القيادات الإسرائيلية تمنحك السلام.. وتشكرك علي تعاونك لإقامة دولة إسرائيل من النيل للفرات». الاسم محمد عصام غنيمي حسن العطار، السن «#1635;#1632; عاما» الوظيفة طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، الجنسية مصري ويحمل الجنسية الكندية، غادر مصر في أول أغسطس عام #1634;#1632;#1632;#1633;، ليهرب من الحكم الصادر ضده بالحبس لمدة #1635; سنوات في جنح مستأنف الوايلي في قضية السيارة، كما أنه لم يكن يتوافق مع المجتمع المصري، لتعرضه لحادث اغتصاب وهو في عامه الثاني عشر، حيث استدرجه عاطل إلي شقته وتعدي عليه جنسيا، كما أن الطالب كانت لديه ميول مسيحية، لكل هذه الأسباب قرر أن يغادر البلاد، ولم يسلم استمارة المغادرة في مصلحة الجوازات والهجرة. استقل الطالب الطائرة متوجها إلي تركيا، داخل صالة المطار تعرف علي شخص «عراقي الجنسية»، حكي له مأساته في القاهرة، وما تعرض له من أحداث، وفوجئ بأن العراقي يحمل هو الآخر مأساة، عرض عليه العراقي التوجه إلي السفارة الإسرائيلية في اسطنبول، صعدا معا إلي الطابق الثامن، جلس محمد العطار في صالة الاستقبال، ودخل العراقي إلي إحدي الغرف. بعد نصف ساعة ظهرت فتاة تدعي «جانيت» إسرائيلية الجنسية، جلست إلي جواره، وعرفته بنفسها وبدأت تتحدث معه عن ظروفه وأسباب حضوره للبحث عن عمل داخل السفارة الإسرائيلية، لحظات أخري وخرج الضابط الأول «دانيال ليفي» وشهرته «إفي» من غرفته، وانضم إلي الحديث ثم انصرفت الفتاة الإسرائيلية بعد أن أعطت تليفونها المحمول للطالب، وطلبت منه معاودة الحديث معها عبر التليفون، وتولي دانيال ليفي تدريب الطالب، ساعده في الحصول علي التأشيرة، والالتحاق بعمل داخل مصنع «كرتون»، تبادل الضابط والطالب أرقام الهواتف وتقابلا معا أكثر من مرة، كان الضابط يتصل به تليفونيا ويطلب منه انتظاره في مكان عام، ويمر عليه بتاكسي ويصطحبه إلي مكان آخر، يغيران أماكن تقابلهما في كل مرة. حاول الضابط اختبار ذكاء الطالب ومدي قدرته علي الاستجابة، فسلم له كتبا عن القيم والمبادئ، وطلب منه تلخيصها مقابل #1635;#1632;#1632; دولار عن كل كتاب، ونجح الطالب في إثبات قدرته وأقنع الضابط بمدي قدرته علي الاستجابة، في ذات الوقت كان الطالب يستأجر غرفة في شقة تسكنها أسرة مسلمة بأنقرة، تعرف علي الابن الأكبر في تلك الأسرة، وأخبره الطالب بميوله المسيحية، فساعده الأب في الوصول إلي قس بالكنيسة الكاثولويكية هناك، توجه الطالب إلي الكنيسة وأخبرهم بميوله المسيحية وطلب تنصيره، وأقاموا له حفلا رسميا لتعميده، وغير اسمه إلي جوزيف رمزي العطار، وتوجه إلي مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة للحصول علي اللجوء الإنساني ليتمكن من الحصول علي الإقامة وتقاضي منحة شهرية. في بداية شهر سبتمبر #1634;#1632;#1632;#1633;، كانت بداية العمل مع الضابط الأول، قال له الضابط الإسرائيلي «عاوزينك تساعدنا في إقامة دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات.. وهنمدك بالمساعدة ومبالغ مالية لم تكن تحلم بها في حياتك.. كل ما هو مطلوب منك أن تساعدنا في الوصول إلي العرب بجنسياتهم المختلفة.. والذين يعيشون في تركيا، وترشيح ما يصلح منهم للعمل معنا في المخابرات الإسرائيلية.. وشرطنا الوحيد عدم السؤال»، وحدد الضابط له جنسيات للتركيز عليها وهم «المصريون والعراقيون والسوريون والأردنيون والليبيون واللبنانيون». وافق الطالب علي كلمات الضابط، كان يتوجه الطالب إلي المقاهي والأماكن التي يتجمع فيها العرب، يجلس إلي جوارهم ويحاول التقرب منهم، يتعرف علي مشاكلهم وأحوالهم المادية وظروف عملهم ومسكنهم، وفي النهاية يكتب تقريرا، ويتصل بالضابط الإسرائيلي، ويخبره بأن الوجبة ـ يقصد التقرير ـ جاهزة للأكل، يذهبان إلي أحد الفنادق، يترك الطالب التقرير في الحمام، ليدخل بعده الضابط ويحصل علي التقرير. وأكد الطالب أنه أعطي تقارير عن أكثر من #1641; مواطنين بمدينة أنقرة، أحدهم كان يعاني من مشكلة الإقامة وآخر كان هاربا وزوجته من دولته العربية، وجاء إلي تركيا ليبحث عن عمل، وثالث يعاني من الشذوذ الجنسي ورابع من ضيق ذات اليد، وكان الطالب يكتب في تقريره مدي إمكانية إقناع الضحية بالموافقة علي الانضمام للموساد الإسرائيلي، فكان يكتب «فلان.. يبيع أبوه علشان دولار.. وفلان قرآن أن يمشي علي الأرض ولا يمكن الاقتراب منه.. وفلان تجيبه فتاة». عند كتابة التقرير يتوقف دور الطالب، وتبدأ مهمة الضابط الإسرائيلي في الدخول لإقناع ضحاياه، ولم يعرف الطالب ما إن تمكن الموساد الإسرائيلي في تجنيد كل من كتب تقارير عنهم أم لا، ولكنه كان يشاهد تغيرا في حياة بعض من كتب عنهم التقارير، لمس ظهور الثراء علي أحدهم، وشاهد فتاة تسير مع آخر ليلا ونهارا، واعتقد من ذلك أن الموساد وصل إلي هدفه معهم، واعترف المتهم أنه أعطي تقارير عن #1635; مصريين في أنقرة. بعد ما يقرب من #1638; أشهر، فوجئ الطالب بالضابط دانيال يخبره بأن مهمته انتهت في أنقرة، وأن الموساد يحتاجه في مكان آخر، طلب منه السفر إلي مدينة فان كوفر بكندا، وقبل أن يسافر الطالب اصطحبه دانيال إلي مكان غير معلوم بشمال أنقرة، اقتاده في سيارته الخاصة ملثم العينين، وحقنه بمجهر في الوريد، وتم عرضه علي جهاز كشف الكذب، وكانت النتيجة صدق الطالب. واستفسر الطالب قبل سفره عن الشخص الذي سيتقابل معه في «فان كوفر»، وبخه دانيال وذكره بشرطهم الوحيد «لا تسأل» وطلب منه السفر، وهم الذين سيتمكنون من الوصول إليه. انتقل محمد العطار إلي المكان الجديد، جلس علي أحد المقاهي هناك، فوجئ بأحد الأشخاص يقول له «كيف حال الأب جاك؟» وقتها عرف الطالب أن هذا الشخص في الموساد الإسرائيلي، لأن تلك الجملة هي كلمة السر كما اتفق معه دانيال في لقائهما الأول. تعرف الطالب علي الشخصية الثانية، كمال كوشبا ـ ضابط بالموساد الإسرائيلي ويحمل الجنسية التركية ـ وفر له فرصة عمل بمطعم «ساب آواي» بمدينة «فان كوفر»، وطلب منه الضابط كتابة تقارير عن المصريين والعرب أيضا في المدينة، والاقتراب منهم، كتب الطالب تقارير عن #1633;#1634; عربيا بينهم #1636; مصريين، وكان يسلم تقاريره بنفس الطريقة التي كان يتبعها مع دانيال في أنقرة. ترك الطالب عمله في المطعم، وساعده الضابط الثاني في العمل بمطعم «استيك كوين» وهو مملوك لمصري ـ تركي الجنسية، وبعد شهر من العمل نجح الطالب في إعداد تقرير عن ابن صاحب المطعم «مصري ـ تركية الجنسية» وسلمه إلي الموساد ونجحوا في ضمه إلي المخابرات الإسرائيلية. وطلب الضابط الثاني ـ كمال كوشبا ـ من الطالب أن يكون عينا للمخابرات الإسرائيلية علي أقباط المهجر، خاصة بعد تنصيره وتردده علي الكنائس المسيحية هناك، قدم المتهم تقارير عن عدد من القساوسة هناك، وبعض الأفراد المسيحيين الذين يترددون علي الكنائس. وفي ذات مرة حاول الطالب الاستفسار عن دانيال فرد عليه «كوشبا»: دانيال مهمته انتهت ولا تسأل عنه مرة ثانية، بعد شهرين فوجئ الطالب بالضابط الإسرائيلي «كوشبا» يخبره بانتهاء مهمته في «فان كوفر»، وأن الموساد يحتاجه في مكان آخر، وحدد له الضابط المكان الثالث له وهو «تورينتو»، وعلل الضابط ذلك بأن مدينة تورينتو بها عدد كبير من المصريين. تكررت الأحداث للمرة الثالثة، سافر محمد العطار إلي مدينة تورينتو دون أن يعرف إلي من سيذهب، ومثلما حدث في «فان كوفر» فوجئ الطالب بمن يلقي عليه بكلمة السر «كيف حال الأب جاك؟». «توم جاي جوماي».. كان هو الضابط الثالث في قضية التخابر، وهو إسرائيلي ـ تركي الجنسية، وألحقه الضابط الثالث بأحد المعاهد ليدرس دبلومة تجارة تمهيدا لإلحاقه بقسم خدمة العملاء ببنك CIBC الكندي، تمكن الطالب من اجتياز الدبلومة، والتحق بالعمل داخل البنك، في ذاك الوقت لم يكن الطالب في حاجة إلي الذهاب إلي المصريين والعرب علي المقاهي لإعداد تقارير عنهم وتسليمها للموساد، ولكنهم هم الذين كانوا يحضرون إليه داخل البنك نظرا لتعاملاتهم البنكية، تعرف الطالب علي عدد كبير من المصريين، وتمكن من الحصول علي معلومات عن حجم تعاملاتهم وممتلكاتهم وأسمائهم الكاملة وعناوينهم وتليفوناتهم الشخصية، ومن بين هؤلاء العملاء، رصد الطالب معلومات مثيرة عن أمير سعودي من العائلة المالكة، وسلمها للضابط الإسرائيلي. طوال تلك الفترة التي كان يعمل فيها الطالب مع المخابرات الإسرائيلية كان علي اتصال بالفتاة الإسرائيلية التي تعرف عليها في المرة الأولي بالسفارة الإسرائيلية، كانت ترسل له مبالغ مالية عبر مكتب البريد. وفي نهاية شهر نوفمبر الماضي، كان الطالب قد ملّ من العمل مع المخابرات الإسرائيلية، وكان قد اتخذ قراره بتركهم، حاول أن يجس نبض الضابط جوماي، بقراره، إلا أن الضابط رد عليه «أقل ما يمكن أن يحدث لك في حالة الخيانة أو المغادرة هو إبلاغ السلطات الكندية عن الجريمة التي ارتكبتها بتسريب المعلومات عن عملاء البنك، وإبلاغ المخابرات المصرية بتهمة التخابر». تراجع الطالب عن قراره بالمقاطعة، وواصل عمله مع الضابط الأخير، أقاموا له حفلا داخل المعبد اليهودي، وقابله «الحبر» الأكبر داخل المعبد وأعرب له عن سعادته بالانضمام إلي الموساد الإسرائيلي، وأقاموا له احتفالا داخل المعبد، واحتفي به الحبر احتفالا شخصيا داخل منزله، وأبلغه بأن المسؤولين في إسرائيل يريدون الاحتفال به في إسرائيل. التمس المتهم من الضابط السفر إلي القاهرة لمدة #1635; أيام فقط، لزيارة أسرته هناك، ووافق الضابط علي الزيارة وطلب منه أن يتقرب من شقيقه الضابط. التحقيقات تكشف تفاصيل مثيرة في القضية: عراقي أبلغ المخابرات المصرية بعد فشل الموساد في تجنيده كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا والتي أشرف عليها النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، أن القضية بدأت في أول يناير في عام #1634;#1632;#1632;#1634;، عندما أبلغ شخص «عراقي الجنسية»، كان يعمل بالحرس العراقي الجمهوري، سلطات الأمن المصري بأن مواطناً مصرياً جلس معه في أنقرة وحصل منه علي بعض المعلومات، وبعد أيام فوجئ العراقي بأحد الضباط الإسرائيليين يطلب منه الانضمام إلي شبكة المخابرات الإسرائيلية. رصدت أجهزة الأمن تحركات الطالب، وكشفت هويته وتم وضعه تحت المراقبة المشددة والتوصل إلي تليفوناته الشخصية وعناوين مسكنه، علي الرغم من تغييرها أكثر من #1633;#1632; مرات، وبعد أيام قليلة تلقت أجهزة الأمن المصري بلاغاً آخر من مواطن مصري، ذكر أنه شاهد الطالب يتردد علي السفارة الإسرائيلية بأنقرة. توصلت التحريات إلي من يعمل معهم الطالب وتمت مراقبتهم، وتبين أن الطالب شاذ جنسياً، تزوج #1637; مرات «زواج شذوذ» بعقود زواج رسمي مثبتة بالمحاكم الكندية، كما أنه مارس الشذوذ مع أحد الأشخاص أمام المسؤولين الإسرائيليين لإثبات الولاء لهم، غير ملامحه، غير شعره مرة باللون الأزرق وأخري بالأحمر، وارتدي سلسلة ذهبية وصليباً، وارتدي ملابس الشواذ. وعلمت «المصري اليوم» أن الموساد الإسرائيلي بعد علمه بأن شقيق الطالب يعمل بأحد أجهزة الأمن الحساسة في القاهرة، طلبت منه أن يوثق علاقته بشقيقه، وربما كان الطالب في طريقه لدخول مرحلة رابعة من التخابر بعد انتقاله إلي إسرائيل. ضبطت أجهزة الأمن بحوزة المتهم الخريطة التي كان يحملها المتهم والتي توضح كيفية عودته إلي إسرائيل، بالإضافة إلي تليفون موبايل ماركة Nokia مسجل عليه رقم هاتف الضابط الأول، والفتاة الإسرائيلية، وجواز سفر الطالب، وبطاقته الشخصية، وكاميرا ديجيتال بها صور شخصية للطالب التقطها في كندا، بالإضافة إلي «لعبة طيارة» كان قد أحضرها المتهم لابن شقيقه. وواجه المستشار هاني حمودة رئيس نيابة أمن الدولة العليا المتهم بما قاله «الشخص العراقي»، واعترف المتهم بما جاء في بلاغ العراقي، كما أن نيابة أمن الدولة استدعت المبلغ المصري ويدعي «محمد حسن» وواجهت المتهم به واعترف أيضاً المتهم بما قاله الشاهد الثاني. ضمت تحقيقات نيابة أمن الدولة التي باشرها هاني حمودة رئيس نيابة أمن الدولة بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول محضر الضبط والبلاغات والتحقيقات، وجاء نص التحقيقات في #1635;#1635;#1632; ورقة، وتم تحريز المضبوطات تمهيداً لإرسالها إلي محكمة أمن الدولة العليا التي تنظر القضية برئاسة المستشار سيد الجوهري وسكرتارية محمد جبر وممدوح يوسف. الدفاع يخطر المحكمة بالانسحاب من القضية فجر رجب محمد العسال ـ محامي طالب الأزهر المتهم في قضية التجسس ـ مفاجأة مثيرة أمس، حيث أعلن تنازله عن الدفاع عن موكله محمد عصام غنيمي العطار، وقرر أنه سيرسل إخطاراً رسمياً إلي المستشار سيد الجوهري رئيس محكمة أمن الدولة العليا والذي سينظر القضية صباح يوم السبت القادم، يؤكد فيه عدم رغبته في الدفاع عن موكله، وإخطار نقابة المحامين لندب أحد المحامين ليتولي الدفاع عن المتهم. وقال المحامي لـ «المصري اليوم» إنه كان يعتقد أن الطالب المتهم اعترف في محضر التحريات والضبط تحت إكراه، ولكنه عندما اطلع علي نص التحقيقات فوجئ بأن المتهم اعترف بما سئل عنه، ومالم يسأل عنه في القضية، وهذا يؤكد صدق تحريات رجال مباحث أمن الدولة. وأكد العسال أن الاعترافات الصريحة التي أدلي بها العطار لم تترك مجالاً للدفاع عنه في قضية خاسرة.. وثبت بالفعل تورطه فيها، واعترف المتهم بأدق تفاصيل تعامله مع جهاز الموساد الإسرائيلي وتجنيده المصريين والعرب. ونفي المحامي أن تكون اعترافات المتهم جاءت تحت تأثير التعذيب أو الإكراه.. واعترف بعد مواجهته بالأدلة والشهود والتقارير السرية.. وأكد أنه تنازل عن القضية ووصفها بالخاسرة، وأنه رفضها لأسباب قانونية وكمواطن مصري لا يرضي بخيانة بلده ـ علي حد تعبيره ـ وأكد المحامي أنه اتخذ هذا الموقف بالتشاور مع أسرة المتهم الذين فقدوا حماسهم في الدفاع عن ابنهم بعد ثبوت تورطه في التخابر ضد مصلحة الوطن. تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات معلومات عن علاقة صهر الرئيس عبد الناصر بالاستخبارات الإسرائيلية أشرف مروان لا يزال لغزا مثيرا للإعلام قدم البرنامج الأمريكي الشهير "60 دقيقة" معلومات جديدة حول لغز "أشرف مروان" زوج ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعد عامين من مصرعه إثر سقوطه من شرفة منزله في الطابق الخامس في شارع "سان جيمس بارك" بالعاصمة البريطانية لندن. وفي برنامج "نهاية الأسبوع"، الذي قدمته الزميلة نجوى قاسم بقناة العربية عصر الجمعة، وأعيد في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت 30-5-2009، تم عرض التحقيق التلفزيوني الذي قام به "60 دقيقة" بين أطراف إسرائيلية ومصرية، في محاولة لمعرفة الدور الحقيقي الذي لعبه مروان، هل كان عميلا مزدوجا للتمويه على الإسرائيليين في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 لصالح بلاده مصر، التي اعتبرته بطلا قوميا، وشيعت رسميا جثمانه بحضور جمال مبارك نجل الرئيس المصري، أم كما تعتبره الاستخبارات الإسرائيلية أهم جاسوس عربي لها، قدم خدمات كبيرة، وكانت تطلق عليه اسما حركيا "الملاك". تقول نجوى قاسم في البداية فإن البرنامج قدم حقائق جديدة عن أشرف مروان، أقل ما يقال عنها إنها قنبلة. وحسب "60 دقيقة" فإنه قبل 35 عاما أطلق الجيشان المصري والسوري حربا مباغتة على إسرائيل في يوم الغفران، وهو عيد ديني عند الإسرائيليين. ويعتبر البرنامج أن رجلا واحدا قام بدور رئيس في هذه النتائج، مشيرا إلى د. أشرف مروان، وهو ما يدعو للاستغراب حسب قوله، لاعتباره بطلا عند المصريين والإسرائيليين على السواء. وينقل عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية أن الشاب الأنيق مروان عندما كان في السادسة والعشرين من عمره، وبعد وقت وجيز من حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967 التي احتلت فيها إسرائيل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والجولان والضفة الغربية لنهر الأردن، قام بالاتصال بالاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) عارضا أدق الأسرار عن بلده مصر. وقال رجل الاستخبارات أمرون فركاش لم نصدق ذلك حينها. الآن وبعد سنوات طويلة أدركنا أنه لا يقدر بثمن. ويشرح سبب ذلك زميله أمرون نيفرون، قائلا كان مروان في عقر دار الحاكم، بوصفه صهر الرئيس عبد الناصر (كان متزوجا من ابنته منى). عودة للأعلى إسرائيل: أمدنا بوثائق سرية ويواصل نيفرون قائلا إن الاستخبارات الإسرائيلية أطلقت عليه اسما حركيا "الملاك"، وإنه أمدها بوثائق سرية كبيرة، بعضها يوثق لقاءات الرئيس الراحل أنور السادات مع الزعيم السوفييتي السابق ليونيد برجنيف قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وخطط المصريين لاستعادة شبه جزيرة سيناء. وعلى رغم ذلك -كما يقول الضابط الإسرائيلي- لم يسمع الإسرائيليون شيئا مما أبلغه لهم أشرف مروان من أسرار الإعداد لحرب أكتوبر، التي كانت وشيكة ففاجأهم بها المصريون والسوريون. يصر الإسرائيليون على أن مروان كان أكبر جواسيسهم وأهمهم، وأنه ساعدهم بالمعلومات التي أمدهم بها عن الحرب، باستدعاء قوات الاحتياط التي تشكل الجزء الأكبر من الجيش الإسرائيلي؛ مما منع السوريين من اقتحام الجولان التي كانوا قد تقدموا إليها في الساعات الأولى من الحرب، ووقف تقدم المصريين في شبه جزيرة سيناء. وعلى رغم أن المسؤولين المصريين رفضوا التحدث عن دور أشرف مروان في حرب أكتوبر/تشرين الأول -لبرنامج "60 دقيقة"، باعتبار أن ذلك لا يزال من الأسرار العسكرية التي لا يجوز الحديث عنها في الوقت الحالي، فإنهم أحالوه إلى رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية د. عبد المنعم سعيد الذي أخبر البرنامج بأن مروان كان جزءا من خطة الحرب المصرية، وكان يعمل لذلك مع جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) ومع الرئيس الراحل أنور السادات. ويقول سعيد كان مروان عميلا مزدوجا، وهو الحلقة المهمة في عملية خداع إسرائيل في تلك الحرب، فقد أعطى معلومات مضللة للاستخبارات الإسرائيلية أعطتنا وقتا إضافيا لشن الحرب، قبل أن تستدعي قوات الاحتياط. لكن ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق أمرون فركاش يرد بأن الموعد الذي أبلغهم به مروان عن بداية الهجوم المصري السوري، هو السادسة مساء، لكنه بدأ في الثانية بعد الظهر، إلا أن هذه المعلومة ساعدت على استدعاء قوات الاحتياط في الوقت المناسب. عودة للأعلى أعلى وسام مصري وباعتباره بطلا قوميا عند المصريين، كرمه السادات بعد الحرب في احتفال سري لم يشهد له مثيل، ومنحه أعلى وسام شرف. عندما سقط أشرف مروان من شرفة شقته في لندن، اعتبر الحادث انتحارا، لكن شرطة سكوتلانديارد -حسب برنامج 60 دقيقة- تحقق اليوم فيه باعتباره قضية قتل. وينفي أحد أبنائه، في حديث للبرنامج أن والده كان جاسوسا لإسرائيل، قائلا إنه في يوم مقتله اختفى الكتاب الذي كان يقوم بتأليفه والأشرطة التي كان يحتفظ بها. بعد تشييعه الرسمي في مصر التي حضرها كبار رجال الدولة، أصدر الرئيس حسني مبارك بيانا بأنه بطل قومي كان يحب وطنه، وأن الوقت غير مناسب للإفصاح عن أعماله. أقام أشرف مروان في لندن ربع قرن، بعد أن ترك عمله في القاهرة كمستشار سياسي للسادات، واشتهر بعد ذلك كرجل أعمال ناجح، وكان قد لعب دورا كبيرا في توفير قطع الغيار للقوات الجوية المصرية، أثناء رئاسته للهيئة العربية للتصنيع من عام 1974 حتى 1975. ولد مروان في يناير/كانون الثاني 1945، وكان والده ضابطا بالقوات المسلحة قبل أن يشغل رئاسة شركة مصر للأسواق الحرة، وله ولدان هما جمال وأحمد، من رجال الأعمال، حصل على بكالوريوس الكيمياء من كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1965، وعمل بعد ذلك في المعامل المركزية بالقوات المسلحة. وبعد زواجه من منى عبد الناصر عين في رئاسة الجمهورية، ثم عين سكرتيرا مساعدا للمعلومات إلى جانب سامي شرف أبرز رجال العهد الناصري، وبعد قضية مراكز القوى الشهيرة في مايو/أيار 1971 التي أطاح فيها السادات برجال عبد الناصر في السلطة ومن بينهم شرف، عين مروان سكرتيرا للمعلومات. توفي في 27 يونيو/حزيران 2007، إثر سقوطه من شرفة منزله، وقالت شرطة سكوتلانديارد حينها إنه قبل السقوط بفترة قصيرة عطلت جميع كاميرات المراقبة الموجودة بموقع الحادث، مما دفع إلى الشكوك في أنه تم قتله. واهتمت حينها الصحف الإسرائيلية بوفاته. وقالت يديعوت أحرونوت إنه كان عميلا مزدوجا، ويخشى على حياته منذ كشفت إسرائيل عام 2003 أنه كان عميلا كبيرا للموساد. وذكرت أن إيلي زريعي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وكبار قادة الموساد والشاباك في ذلك الوقت، اعتبروه عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد. وكتبت معاريف "مروان كان عميلا مزدوجا أفشلنا في حرب أكتوبر، وأيا تكون الأسباب وراء موته، فإنه ترك بقعة سوداء، تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل، بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة (الموساد) أضحوكة". وقال إيلي زيرا، الذي طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ ببدء الحرب، في كتاب له صدر عام 1993، "إن إسرائيل فوجئت بالحرب، لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج"، وعلى رغم أنه لم يذكر اسم أشرف مروان في هذا الكتاب، إلا أن الصحف الإسرائيلية حينها نشرت أنه العميل المقصود. عودة للأعلى -------------------------------------------------------------------------------- جمعة الشوان - قاهر الموساد الاسرائيلي على الرغم من مرور حوالي ثلاثين عاما على اعتزاله أعمال الجاسوسية الا أنه ومنذ هذا التاريخ أخذ على عاتقه تنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب المصري، وإعطائهم دروسا من الحياة التي عاشها حتى لا يقعوا فريسة لجهات أجنبية تستعملهم للإضرار بالوطن. أكثر من 8 آلاف ندوة عقدها البطل المصري جمعة الشوان.. ذلك الرجل الذي وضع كفنه على يديه طيلة 11 عاما كاملا قضاها في عالم الجاسوسية بين القاهرة وتل أبيب. من هو جمعة الشوان، وهل هذا هو الاسم الحقيقي، وما هي بدايات تجنيدك بمعرفة الموساد الإسرائيلي؟ جمعة الشوان اسم الشهرة الذي أطلقه السيناريست الراحل صالح مرسي علي عندما قام الفنان عادل امام بتجسيد شخصيتي في عمل تليفزيوني بعنوان "دموع في عيون وقحة". أما اسمي الحقيقي فهو أحمد محمد عبد الرحمن الهوان من مواليد مدينة السويس احدى محافظات مدن القناة في مصر بعد هزيمة عام 1967 المريرة وضرب مدينة السويس هاجرت من السويس إلى القاهرة.. وكانت لي مستحقات مالية لدى رجل يوناني كان يعمل معي في الميناء وعندما اشتدت بنا ظروف الحياة بعد التهجير قررت السفر إلى اليونان للحصول على مستحقاتي المالية منه، وما أن استقرت قدمي في اليونان حتى تلقفتني أيد غريبة علمت بعد ذلك أنها تابعة للمخابرات الإسرائيلية.. وفي تلك الأثناء تعرفت على عدد من الحسناوات اليهود كنت أجهل جنسيتهن. أنفقوا علي ببذخ وعندما علموا بقصتي مع الخواجة اليوناني عرضوا علي العمل مديراً لفرع شركتهم بالقاهرة والتي تعمل في الحديد والصلب مقابل مبلغ خيالي لم أحلم به. ألم يساورك الشك من هذه التصرفات الغريبة؟ نعم.. شعرت بأن هناك شيئا ما يدبر لي، وتأكدت من ذلك أثناء رحلة عودتي إلى القاهرة.. استرجعت شريط الأحداث التي مرت بي منذ أن وطأت أقدامي اليونان وحتى عودتي إلى القاهرة.. أيقنت وقتها أنني وقعت فريسة لرجال الموساد.. عقدت العزم بمجرد وصولي إلى مصر التوجه مباشرة إلى الرئيس جمال عبد الناصر وإبلاغه بما حدث. وهل استطعت مقابلة الرئيس عبد الناصر؟ مكثت أربعة أيام قبل مقابلة السيد الرئيس.. وبعدها قابلني سيادته.. أبلغته بشكوكي وخوفي من أن أكون قد وقعت في حبائل الموساد.. وبحنانه المعهود ربت على كتفي وقال عبارة لن أنساها ما حييت "يا ريت كل الشباب يبقي زيك يا هوان" وأعطاني كارتا شخصيا للاتصال به في أي وقت وكلف رئيس جهاز المخابرات المصرية بتولي أمري بعد أن اقتنع بما رويته له. بعد ذلك تولت المخابرات المصرية تدريبي وتوجيهي وكان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالي في نجاح مهمتي نظرا للكفاءة العالية التي استخدموها معي في التدريب وحرصهم الشديد على حياتي. وما أصعب المواقف التي واجهتك أثناء قيامك بتلك المهمة الصعبة؟ في عام 1968 سافرت إلى هولندا لمقابلة بعض رجال الموساد في بداية عملي معهم.. لم أكن أعلم أنهم سيضعونني في اختبار صعب للتأكد من ولائي لهم.. زعموا أنهم شاهدوني في مبنى المخابرات العامة المصرية في القاهرة وحبسوني في حجرة بأحد مزارع أمستردام وأحضروا 12 رجلا قوي البنيان قسموهم إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة 4 أفراد وتناوبوا الاعتداء علي حتى أعترف بالحقيقة، كان يغمي علي من شدة الضرب وصمدت رغم شدة الألم بعدها تأكدوا من سلامة موقفي ونجحت في خداعهم..كما ان هناك موقفا لن أنساه عندما كنت واقفا على خط بارليف في الضفة الشرقية من قناة السويس التي كانت في هذا الوقت محتلة بقوات اسرائيلية وشاهدت بيتي ومكتبي في الضفة الغربية في مدينة السويس يقصف بالدبابات وذلك أثناء حرب الاستنزاف... حاولت تمالك نفسي وخشيت أن تسقط دمعة من عيني حزنا على الدمار الذي لحق ببلدي وبيتي فينكشف أمري أمام الإسرائيليين.. وقتها دعوت الله أن يلهمني الصبر والصمود فكان الله في عوني وبدلا من أن تتساقط الدموع من عيني فتفضحني.. سقطت من فمي وكان طعمها علقم فمسحتها وحمدت الله. وأين كنت وقت معركة 6 أكتوبر؟ بعد نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحرير التراب المصري وإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي كنت وقتها في أجازة قصيرة بمصر وبعد العبور بثلاثة أيام وتحديدا يوم 9 أكتوبر 1973 وصلتني رسالة من الموساد تطلب مني الحضور فورا إلى البيت الكبير (تل أبيب) تملكني الخوف وشعرت بأن أمري انكشف وأنهم طلبوا حضوري للانتقام مني وقتلي هناك.. وبعد مشاورات مع رجال المخابرات المصرية وتدخل الرئيس الراحل أنور السادات الذي تولى وقتها رئاسة مصر خلفا للراحل جمال عبد الناصر وافقت على السفر إلى تل أبيب. سافرت إلي ايطاليا ومنها إلى تل أبيب.. استمرت الرحلة 12 ساعة وصلت بعدها إلى مطار بن جوريون بتل أبيب. وفور وصولي إلى تل أبيب تقابلت مع شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وعايزرا وايتسمان، والياعاذر الذين أكدوا لي أن أمريكا لن تسكت على ما حدث وأن هناك ترتيبات أخرى سوف نعد لها سويا.. وقد تظاهرت أمامهم بالحزن العميق بسبب الهزيمة باعتباري إسرائيليا كما أبديت لهم حزني على ضياع منصب محافظ السويس الذي وعدوني به عندما يدخلون القاهرة منتصرين في الحرب. اصطحبوني إلى داخل احدى قاعات العرض السينمائي وبواسطة شاشة عرض كبيرة شاهدت دبابات وطائرات ومدافع.. وتكرر هذا العرض عدة مرات أمامي حتى أحفظ شكل تلك الأسلحة حتى إذا ما عدت إلى مصر وشاهدت هذه الأسلحة هناك أبلغهم بها على الفور وبمكان تواجدها.. قاموا أيضا بتدريبي على جهاز إرسال خطير يعتبر أحدث جهاز إرسال في العالم يبعث بالرسالة خلال 5 ثوان فقط.. وحصلت على الجهاز بعد نجاحي في اختبارات أعدوها خصيصا لي قبل تسليمي الجهاز.. الذي تم إخفاؤه داخل فرشاة أحذية بعد وضع مادة من الورنيش عليها حتى تبدو الفرشاة وكأنها مستعملة.. وقام شيمون بيريز بمسح حذائي بتلك الفرشة عدة مرات إمعانا في الإخفاء.. وعدت إلى مصر بأخطر جهاز إرسال في العالم أطلقت عليه مصر ( البطة الثمينة). وماذا كان رد فعل الاسرائيليين عندما اكتشفوا خداعك وبأنك تعمل لحساب المخابرات المصرية؟ - كانت أول رسالة ابعثها إلى إسرائيل بواسطة الجهاز الجديد هي "من المخابرات المصرية إلى رجال الموساد الإسرائيلي.. نشكركم علي تعاونكم معنا طيلة السنوات الماضية عن طريق رجلنا جمعة الشوان وإمدادنا بجهازكم الانذاري الخطير.. والى اللقاء في جولات أخرى".. علمت بعد ذلك بأمر انتحار 6 من أكفأ رجال الموساد الإسرائيلي فور اكتشاف أمري وهم الذين كانوا يتولون تدريبي طلية فترة عملي معهم. ومتى اعتزلت الجاسوسية .. وما هي أسباب الاعتزال؟ اعتزلت في عام 1976 بعد إصابتي في قدمي في حادث عابر بطريق السويس ولم أعد أقوى على التحرك ففضلت الاعتزال وقد وافقت مصر على طلبي واعتزلت. هذه قصه البطل المصرى (احمد الهوان) الشهير بجمعه الشوان . - اضافات اخري - حزين لعدم حصوله على التكريم المناسب من الدولة ... كشف عميل المخابرات المصرية السابق أحمد الهوان- المعروف باسم جمعة الشوان لـ "المصريون" عن أسرار جديدة لم تنشرها أي صحيفة من قبل، ولم يتناولها مسلسل "دموع في عيون وقحة" الذي تناول قصته وقام ببطولته الفنان عادل إمام قبل أكثر من عقدين من الزمان. وحمل الشوان في حواره مع "المصريون"، رسالة عتاب إلى الدولة، لأنها لم تكرمه على عمله البطولي، قائلاً: إنه لم يأخذ حقه كما ينبغي ولم يتم تكريمه حتى الآن على الرغم من إصابته في عينيه وقدميه، ومخاطرته بحياته أثناء عمله جاسوسًا على إسرائيل. وقال إنه كان باستطاعته أن يصبح مليونيرًا عندما أعطاه "الموساد" الإسرائيلي حقيبة بها أكثر من 130 ألف دولار في عام 1967م لكنه رفض قبولها وذهب إلى الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أثنى على وطنيته ووعده بمنحه وسام الجمهورية بنفسه لكنه توفى قبل إتمام مهمته في تل أبيب، وفق روايته. وكشف الشوان عن جزء من تفاصيل مهمته الوطنية في مطلع السبعينات، قائلاً: عندما أخذت من "الموساد" جهاز الإرسال الذي يستطيع إرسال برقية في عشر ثوان فقط ودخلت إسرائيل الحرب وهزمت في 1973م دخلت إسرائيل بجواز سفر أصدرته "الموساد" باسم يعقوب منصور سكرتير أول بالسفارة الإسرائيلية بروما. وواصل روايته: بعد انتهاء الحرب أرسل إلي الرئيس الراحل محمد أنور السادات برقية عاجلة يدعوني فيها لزيارة البيت- تل أبيب- فخفت على روحي وقررت عدم الذهاب، فاتصل بي الرئيس، وقال لي: "لو مصر طلبت منك تحط دماغك تحت الترماي متتأخرش، فوافقت أن أذهب مرة أخرى وعندما وطأت قدماي مطار بن جوريون استقبلني "الموساد" استقبال الأبطال". واستطرد الشوان قائلاً: بعد وصولي إلى تل أبيب ذهبت لزيارة شيمون بيريز (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ونائب رئيس الحكومة الحالي) وكان يشغل منصب رئيس "الموساد" وقتذاك ورئيسي المباشر. وكشف عن أنه حصل خلال تلك المقابلة على جهاز إرسال حديث يستطيع إرسال برقية في خمسة ثوان فقط تم إخفاؤه في فرشة حذاء، عندما رآها بيريز أنها جديدة ولم تستعمل من قبل، نهر الضباط، وقال "أيعقل أن تكون الفرشاة جديدة"؟، فجلس أسفل قدمي ومسح حذائي بالفرشاة إلي أن صارت مصبوغة بلون حذائي. وعندما سئل عن رأيه في بيريز، وصفه الشوان بأنه شخصية هادئة رزينة تتمتع بحضور قوي ولا تعترف بالهزيمة لأنه يمتلك مقولة دائمًا يرددها: إذا خسرنا جولة فهناك جولات أخرى، معترفًا بأنه استفاد كثيرًا من احتكاكه به لأنه كان رئيسه المباشر في "الموساد". وفجر الهوان مفاجأة، عندما كشف عن أن ضابط المخابرات المصري الذي قابله في اليونان والمعروف باسم "الريس زكريا"، هو نفسه وزير التنمية المحلية اللواء محمد عبد السلام المحجوب، الذي عمل لسنوات طويلة في المخابرات إلى أن وصل إلى منصب نائب مدير جهاز الأمن القومي، قبل أن يعين محافظًا للإسكندرية. واستطرد في روايته لـ "المصريون": عندما تركت السويس واتجهت إلى أثينا أبحث عن عمل فتقابلت معه وأخبرني أنه رجل دمياطي يبحث هو الآخر عن عمل وعندما ضاقت بي الدنيا هناك بعت له ساعتي كي آكل بثمنها وعندما أرسلني الرئيس عبد الناصر إلي جهاز المخابرات لأشرح لهم تفاصيل اصطيادي للعمل مع "الموساد"، وذلك بعد عام من إقامتي باليونان، قابلت هذا الرجل واتضح أنه ضابط بالمخابرات المصرية وأعطاني ساعتي التي اشتراها مني وأصبح الضابط المسئول عني في هذه العملية. كما فجر الشوان مفاجأة أخرى، عندما أكد أن ضابطة المخابرات الإسرائيلية جوجو التي تعرف عليها في اليونان واستطاع تجنيدها في المخابرات المصرية تقيم في مصر منذ عام 1973م، وأشهرت إسلامها واختارت فاطمة الزهراء ليكون أسمًا لها. من جهة أخرى، تحدث الشوان بحزن عن الفنان عادل أمام الذي جسد شخصيته في مسلسل "دموع في عيون وقحة"، بعد أن قال إنه أهانه في أول مقابلة بينهما في عام 1988م، عندما قدم نفسه له، فما كان منه إلا أن ضحك بسخرية، قائلاً: "أنا اللي جمعة الشوان...أنا اللي عرفت الناس بيك....أنت لاشيء.. .أنا السبب في شهرتك"، فأخبرته أني قدمت عيني وقدمي للوطن، فماذا قدمت أنت؟. وقال إنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي قابل فيها عادل إمام، وأشار إلى أنه عرف منذ تلك اللحظة أن "المشخصاتي" لابد أن يضع له دور يظهر به أمام معجبيه. وفي ختام الحوار، قال الشوان إنه يقوم حاليًا بتدوين هذه الأسرار التي لم يفصح عنها من قبل لبيعها لإحدى القنوات الفضائية بعد أن رفضها التلفزيون المصري . تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات قصة العميل 1001 من داخل ملفات المخابرات العامة المصرية الاسم الحقيقي : عمرو طلبه الرمز الكودي : 1001 الاسم المستعار : موشي زكى رافئ تاريخ بدا العملية تقريبا : 1969 تاريخ استشهاد البطل : 1973 انها احد العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى وقد مر الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وأجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على احد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما يزعمون" وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية ارض الميعاد ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف اسمي واغلي من الوجود وما فيه " كرامه مصر " وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد اقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على احد أطبائها ولانه لبق تظاهر بانه خدوم للغايه فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه انه اقام معه ، ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك اتق اللهرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى ،ومن خلال عمله وعن طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى وتتعدداللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الامر امام صاحبه المكتبه فتثور وتطرده و ينتقل للاقامه في منزل " سوناتا" وفى احد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد ان ابلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " ،كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والاهميه الى القياده المصريه ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدا عمرو في إرسال معلومات شديدة الاهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الاسرائيليه عمرو طلبة وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر ومعها ومع انهيار التحصينات الاسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدا الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز ارسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده وياتى صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ، ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط اخبرهم بانه فى القنطره شرق ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق في سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات ولان الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من اجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من اجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وارسل منها اخر البرقيات قبل وفاته ولعل أفضل ختام لهذه الملحمه البطوليه الرائعه هو ما جاء على لسان ضابط المخابرات المصري : ماهر عبد الحميد " رحمه الله " والذى روى هذه العمليه : " ولقد حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعه واحده فقد نال شرفا لم نحظى به بعد الجاسوس المصري الذي زرعته اسرائيل في القصر الجمهوري لم يكن هذا الجاسوس يجلس في المقاهي والنوادي وينصت للأخبار ويرسلها لمن يعمل لحسابهم، ولم يكن يتلصص على المنشآت العسكرية والاقتصادية ليرسل عنها تقارير، بل اخترق أعلى مؤسسة سيادية في البلاد، لقد اخترق القصر الجمهوري، وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا، إنه الجاسوس الشهير علي العطفي الذي كان المدلّك الخاص للرئيس المصري الراحل أنور السادات، وظل على مدى 7 سنوات داخل القصر الجمهوري يعمل لحساب "الموساد" الإسرائيلي من دون أن يكتشفه أحد، ومن هنا كانت قصته ذات التفاصيل المثيرة. "في بداية الثمانينات من القرن الماضي ظهر في مصر كتاب يحمل اسم "علي العطفي"، وكانت تلك أول مرة يخرج فيها اسم العطفي الى الرأي العام، فأثار ضجة كبيرة في مصر والدول العربية. جاء في الكتاب المنسوب إليه أنه هو الذي قتل الرئيس جمال عبدالناصر، على أساس أنه كان مدلكه الخاص، وتسبب في موته عن طريق تدليكه بكريم مسمّم، تغلغل في جسده ببطء ثم قتله، وذلك معناه أن المخابرات الإسرائيلية كانت اخترقت منزل عبدالناصر وفراشه، وتسببت الإشاعة في حدوث بلبلة في مصر، زاد حدتها ما قاله الزعيم الصيني شوان لاي لأول وفد مصري زار الصين بعد وفاة عبدالناصر، وكان الوفد برئاسة السيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في ذاك الحين، وقد قال الشافعي، في مذكراته التي نشرها قبل 20 عاماً، إن لاي قال لهم "لقد كان عندكم رجل ثروة لكنكم فرطتم فيه"، وفهم أعضاء الوفد المصري أنه كان يقصد ترك أمر علاج عبدالناصر للسوفيات، فقد بقي لفترة يتلقى العلاج الطبيعي في مصحة تسخالطوبو السوفياتية عام يدلكونه بها، ووقتها، وبعد ظهور الكتاب، تذكر الجميع تلك الواقعة 1966، وأنه من الممكن أن يكون السوفيات دسوا له نوعا من السموم في المراهم التي كانوا وأيقن الكل بأن عبدالناصر مات مقتولا، لكن ليس بأيدي السوفيات بل بيد الموساد الإسرائيلي عن طريق عميلهم علي العطفي، وراحت الصحف وقتها تفيض في نشر كل ما يتعلق بالموضوع، ظلت الإشاعة قائمة يصدّقها البعض ويكذّبها البعض الآخر، حتى تولى السيد سامي شرف مدير مكتب عبدالناصر ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، الرد عليها، ونشر على لسانه في عدد جريدة الوفد رقم 1085 الصادر في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2004 أن العطفي لم يتعامل مع عبدالناصر بأي شكل سواء مباشر أو غير مباشر، وتحدى شرف أن يكون اسم العطفي مدرجا في سجلات الزيارة الخاصة بالرئيس والمحفوظة برئاسة الجمهورية، ثم تصدت أقلام أخرى ودحضت ما جاء في الكتاب المجهول الذي نشر منسوبًا الى العطفي وهو في السجن، واتضح أن الاخير جنِّد في الموساد بعد موت عبدالناصر، كذلك خلت أوراق القضية التي تحمل رقم 4 لسنة 1979 تماما من ذكر أي علاقة له بالرئيس عبدالناصر. كان سبب انتشار الإشاعة أن العطفي حين اكتشف أمره أحيل الى المحاكمة في تكتم شديد، فقد أصدر السادات تعليمات مشددة للإعلام بالتكتم على الخبر الفضيحة، فماذا يقول الشعب حينما يرى أن "الموساد" اخترق منزل رئيس الجمهورية؟!! آثر السادات أن يتجرع مرارة الضربة بمفرده، ومن هنا كثرت الإشاعات والأقاويل حول حقيقة العطفي ودوره بعد انكشاف أمره بعد وفاة الرئيس السادات. تقول بيانات الجاسوس إن اسمه علي خليل العطفي، من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة عام 1922، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أحد الأفران، ثم عامل في إحدى الصيدليات، ثم انتهى به المطاف للعمل في مهنة مدلّك، وكانت مهنة غير منتشرة في ذلك الوقت، ولا يهتم بها سوى الطبقة الأرستقراطية. عمل العطفي كمساعد لأحد المدلكين الأجانب، وبعد قيام الثورة، رحلت غالبية الأجانب من مصر، وخلت الساحة له، كون ممارسي مهنة التدليك من الأجانب، فكثر الطلب عليه، وازدحمت أجندة مواعيده، وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب "خبير" علاج طبيعي، وكان هذا المصطلح حديث عهد في مصر، فلما ظهرت الحاجة لوجود العلاج الطبيعي في مصر ونشره كعلم ومهنة وجد لنفسه مكانا بين رواده، فانضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي في معاهد التربية الرياضية في مصر، وبدأت الدولة ترسل خريجي تلك المعاهد في بعثات تدريبية الى أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فعاد هؤلاء إلى مصر وهم يحملون درجات الدكتوراه. عام 1963 وجد العطفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية، بحسب اعترافاته في ما بعد، أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام، حيث عاش فترة في هولندا وتزوج منها، وحصل على الجنسية الهولندية، وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979. ارتبط العطفي من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين في مصر، وكان في مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن علي أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء في مصر، والسيد عثمان أحمد عثمان صهر السادات وصاحب أكبر شركة مقاولات في مصر وقتها. كان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادي الأهلي في ذلك الحين، والمدير الفني للمنتخب الكروي المصري وقتها، الذي جعله المشرف على الفريق الطبي للنادي الأهلي، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام 1972. كشفت التحقيقات التي أجريت مع العطفي 1922، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أنه هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ، وبالتالي تمت الموافقة على اعتماده كعميل مخلص لهم. بعد الموافقة على تجنيده تم الاتصال به من القاهرة عن طريق أحد عملاء الموساد وطلب منه سرعة السفر إلى أمستردام، وبعد أربعة أيام كان هناك من دون أن يعرف لماذا طلبوه هناك، وما هي المهمة المكلّف بها، ومن سوف يلتقي به، وظل يتجول في شوارعها وبين حدائقها، حتى وجد فتاة تصدم به وهو يسير في إحدى الحدائق، وكادت تقع على الأرض، ولما حاول مساعدتها وجدها تناديه باسمه وتطلب منه قراءة الورقة التي وضعتها في جيب معطفه من دون أن يشعر! ثم اختفت الفتاة خلال ثوان بالكيفية نفسها التي ظهرت بها. مد العطفي يده لجيب معطفه وقرأ الورقة التي دستها الفتاة المجهولة، وكان فيها عنوان مطلوب منه أن يذهب إليه في اليوم نفسه بعد ساعات عدة، وعندما وصل الى بداية الشارع الذي فيه العنوان المذكور وجد سيارة سوداء تقف بجواره ويطلب منه سائقها أن يركب بسرعة، وبمجرد أن دلف داخل السيارة وانطلقت به فوجىء بالفتاة المجهولة التي أعطته الورقة بجواره. توقفت السيارة بالعطفي وبصحبته الفتاة المجهولة، أمام إحدى البنايات!! سار خلف الفتاة بين ردهات عدة حتى وصل الى حجرة ذات تجهيزات خاصة، كان فيها شخص ذو ملامح مصرية، وقف يستقبله قائلا: إيلي برغمان ضابط "الموساد" المكلف بك، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة، ثم هاجرت مع أسرتي الى إسرائيل. ثم بدأ الاتفاق على تفاصيل العمل، فأخبره برغمان بأنه سيخضع لدورات تدريبية مكثفة، واتفق معه أيضا على المقابل الذي سيأخذه نظير خدماته لـ"الموساد"، وعُرض على جهاز كشف الكذب قبل أن تبدأ تدريباته على أعمال التجسّس. المهمّة المستحيلة كان برنامج التدريب الذي خضع له العطفي يركز على تأهيله ليكون نواة لشبكة جاسوسية تخترق الوسط الطبي والأكاديمي في مصر، فدُرّب على استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال بالشفرة، وتصوير المستندات بكاميرات دقيقة، واستخدام الحبر السري، كذلك تضمن التدريب تأهيله نفسيا ومعنويا للتعامل مع المجتمع بوضعه الجديد، حتى أصبح العطفي مؤهلا تماما للقيام بالعمليات التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي داخل مصر. لكن برغمان كان ينظر للعطفي نظرة طموحة، ويرى فيه فرصة ذهبية تستحق أن تُقتنص، فقررأن يطرح ما يفكر فيه على رئيس الموساد، وفي اجتماع موسع ضم رؤساء أفرع الموساد وكبار قادتها، فتح برغمان حقيبته وأخرج منها ملفات عدة سلم لكل شخص نسخة منها، وبدأ يطرح فكرته فقال: الدكتور العطفي متخصص في العلاج الطبيعي، وهو أحدث التخصصات الطبية في مصر، وقلة عدد الأطباء والأساتذة في هذا التخصص سوف تعطي له فرصة كبيرة للتميز في مجاله بقليل من المساعدات العلمية التي نقدمها له، حيث نستطيع أن نمده بأحدث الأدوية والكريمات، وندعوه لمؤتمرات علمية دولية في هذا التخصص، ونمول حملة دعائية عنه في مصر وخارجها، لتتردد عليه الشخصيات المهمة ذات المراكز العالية في الدولة، ليصبح قريبا من معاقل صنع القرار، ثم نصل لتنفيذ الفكرة التي تدور في خاطري، وهي أن الرئيس السادات يحرص على أن يكون بين أفراد طاقمه الطبي مدلّك خاص، فلماذا لا نحاول لأن يكون العطفي هو المدلّك الخاص للرئيس السادات؟ سيحتاج الأمر وقتا ليس بقصير ولمجهود كبير، لكننا سنخترق مؤسسة الرئاسة، وتكون حياة الرئيس المصري بين أيدينا! استمع رئيس الموساد وقادته لفكرة برغمان، وطلب من الحضور التصويت على الفكرة برفضها أو الموافقة عليها، وعلى مدى ساعات عدة ناقش الحضور الفكرة بكل تفاصيلها، وفي نهاية الأمر نجح برغمان في الحصول على موافقة الغالبية على فكرته، وتقرر سفره إلى هولندا لبدء تجهيز العطفي للمهمة الجديدة والتي أطلق عليها "المهمة المستحيلة". الجاسوس المجهول عاد العطفي إلى مصر وتسلّم من مندوب "الموساد" أدوات عمله كجاسوس، من حبر سري وشفرة، وجهاز إرسال واستقبال، وكاميرا دقيقة، ولم يكن يعرف شيئا عما خطّطه برغمان له، وخلال المرات التي سافر فيها إلى هولندا كان يُدرّب في أرقى المستشفيات التي تقوم بالعلاج الطبيعي، حتى أصبح بالفعل خبير تدليك، وتوالت عليه الدعوات من جامعات عدة ليحاضر فيها في تخصّصه، وطاردته الصحف المصرية والأجنبية لإجراء حوارات معه، وكان ذلك كله جزءاً من السيناريو الذي أعده برغمان له ليكون مدلّك السادات. في تلك الأثناء افتُتح في مصر أول معهد للعلاج الطبيعي، واختير العطفي ليكون أول عميد له، وذات يوم بينما هو في مكتبه بالمعهد فوجىء بمكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية يطلبه. خرج العطفي من المقابلة وهو لا يصدق أنه أصبح أحد أطباء رئيس الجمهورية، وخُصِّصت سيارة من رئاسة الجمهورية تأخذه كل يوم من بيته بحي الزمالك إلى حيث يوجد السادات في أي من قصور الرئاسة المتعددة. امتد عمله أيضا الى جميع أفراد أسرة الرئيس، وأصبح مقربا جدا من السادات، فهو الرجل الذي يدخل عليه وهو شبه عار ويسلم نفسه له، وتدريجيا اتسع نفوذه وزادت صلاحياته، ووصل الأمر إلى أن قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة كانت تفتح له، وبالتالي كان من المستحيل أن تفتَّش حقائبه! خلال تلك الفترة لم يدخر العطفي وسعا في إمداد الموساد بكل ما يتاح أمامه من معلومات، وشمل ذلك كل ما يدور في القصر الجمهوري، من مقابلات وحوارات. اطمأن العطفي تماما إلى أنه من المستحيل كشف أمره، وبدأ يتخلى عن حرصه، وبعدما كان يطوف جميع أحياء القاهرة، بل وغالبية مدن مصر بسيارته، ليلقي بخطاباته إلى "الموساد"، وبعدما كان في كل مرة يلقي برسالته في صندوق مختلف عن سابقه، أصبح يلقي بخطاباته تلك في أقرب صندوق بريد يقابله بجوار المعهد أو النادي. كثرت سفرياته الى خارج مصر بحجج مختلفة، وبعدما كان يعمد لختم جوازه بتأشيرات مزورة لبلاد لم يزرها أصبح لا يهتم بذلك، بل يخرج من البلاد ويدخل وفي حقيبة يده ما يدينه بالتجسس، وكان تخلّيه عن حرصه هذا هو سبب اكتشافه. في آخر زيارة له الى أمستردام، قبل القبض عليه، وصلت به الجرأة أن يتوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية على قدميه أكثر من مرة، وهو الشخص الذي أصبح من الشخصيات العامة المعروفة، وفي إحدى تلك الزيارات التقطته عيون المخابرات المصرية، وصوِّر بصحبة عدد من رجال الموساد المعروفين لضباط المخابرات المصرية، وأُرسلت الصور إلى القاهرة، وكانت أجهزة المخابرات المصرية على مدى أشهر عدة سابقة لتلك الواقعة في حيرة شديدة بسبب يقينها من وجود جاسوس مجهول في مكان حسّاس ولا تعرف من هو، وكان لدى المخابرات المصرية معلومات مؤكدة بأن هذا الجاسوس المجهول ينقل لإسرائيل أسراراً دقيقة عن شؤون رئاسة الجمهورية، وعن حياة الرئيس الخاصة، فخُصِّص ملف في المخابرات المصرية باسم "الجاسوس المجهول" تشير بياناته إلى أنه قريب جدا من دائرة صنع القرار السياسي، فهو يبلّغ إسرائيل أولا بأول كل تحرّكات الرئيس السادات. تسلم الملف العميد محمد نسيم، الشهير بنسيم قلب الأسد، أحد أكفأ ضباط جهاز المخابرات المصريين على مدى تاريخه، وبدأ نسيم تحرياته المكثفة للكشف عن سر الجاسوس المجهول الجاسوس الخائن كان العميد محمد نسيم هو المسؤول عن ملف العطفي، ولأيام عدة لم تر عيناه النوم، الى أن اكتمل ذلك الملف وضم أدلة كثيرة على إدانته، فعُرض على الرئيس السادات شخصيًا. في البداية شكك السادات في صحة المعلومات التي قدمها له رئيس المخابرات المصرية، وسأله عن الضابط المسؤول عن ملف العطفي، فلما علم بأنه محمد نسيم صدّق كل كلمة لثقته الشديدة بالأخير. ولشدة خصوصية الموضوع ومدى حساسيته، أمر السادات باطلاعه أولا بأول على كل ما يستجد في موضوع العطفي، وأمر بإعطاء ملفه صفة "شديد السرية"، وهي أعلى درجات التصنيف المخابراتي، ثم صدرت بعد ذلك أوامر عليا بإنهاء الملف والقبض على العطفي. صدرت الأوامر لضابط المخابرات المصري في هولندا، بإحكام الرقابة على العطفي وضرورة ألا يشعر هو بذلك كي لا يلجأ إلى السفارة الإسرائيلية، أو تتدخل السلطات الهولندية وتمنع تسليمه لمصر. عندما توجه العطفي الى شركة الطيران ليحجز تذكرة رجوع الى مصر، تلقى ضابط المخابرات أمرا بأن يعود معه على الطائرة نفسها ويقبض عليه في المطار بمجرد نزوله من الطائرة، وفي 22 اذار (مارس) 1979 أقلعت الطائرة من مطار أمستردام وعلى متنها ضابط المخابرات الذي تأكد من وجود اسم العطفي على قائمة الركاب في الرحلة ذاتها، وبعد هبوط الطائرة على أرض مطار القاهرة وقف تحت سلّمها ينتظر نزول العطفي، وكانت المفاجأة الصاعقة أن العطفي اختفى، أين ذهب؟ هل تبخر؟ تحرك الضابط والتقى زملاءه في مكتب المطار فأكدوا له أن العطفي لم يخرج من الطائرة، فأبلغوا العميد محمد نسيم الذي تمكن بأساليبه الخاصة من معرفة أن العطفي في منزله، وأنه عاد الى مصر على طائرة أخرى قبل موعد تلك الرحلة بيومين، وكان ذلك من الأساليب المضلّلة التي يتبعها العطفي في تنقلاته، وكان لا بد من وضع خطة أخرى للقبض عليه. في صباح اليوم التالي تلقى العطفي اتصالا من صحافي في مجلة "آخر ساعة" أخبره فيها بأنه يريد إجراء حوار مطوّل معه عن آخر المستجدات في مجال العلاج الطبيعي، وتحدد له موعد التاسعة مساء، وقبل انتهاء المكالمة توسّله الصحافي أن يحبس الكلب الوولف المخيف الذي يلاصقه في تحركاته كلها، فوعده العطفي بذلك وهو يضحك ولا يعلم أن ما تم كان بترتيب محكم من المخابرات المصرية. في الثامنة والنصف من مساء 23 اذار (مارس) 1979، كان حي الزمالك بالكامل محاطاً بسياج أمني على أعلى مستوى لكن من دون أن يشعر أحد، فهذا أحد أحياء القاهرة المعروف برقيّه وبأن عددا كبيرا من سفارات الدول الأجنبية موجود فيه، ويسكنه الكثير من رجال السلك الدبلوماسي الأجانب في القاهرة، ونظرا الى خطورة المهمة وحساسيتها كان من الضروري التحسب لأي شيء مهما كان، وأمام العمارة رقم 4 في شارع بهجت علي في الزمالك بدا كل شيء هادئا، وعلى مقربة منها توقفت سيارات سوداء عدة تحمل أرقامًا خاصة، ونزل منها أناس يرتدون الملابس المدنية ولا يبدو عليهم شيء غريب. كان العطفي ينتظر ضيفه الصحافي المتفق على حضوره في هذا الوقت. وصل رجال المخابرات إلى باب شقته التي تشغل دورا كاملا بالعمارة المملوكة له ذاتها ويسكنها عدد من علية القوم، ففتحت الشغالة لهم باب الشقة لتصحبهم إلى الصالون، لكنها فوجئت بالعميد محمد نسيم يقتحم غرفة المكتب ليواجه العطفي الذي كان جالسا على مقعده الوثير ينتظر ضيفه الصحافي، وعلى رغم المفاجاة المشلة إلا أنه حاول أن يبدو متماسكا، فأعطى نسيم أوامره لرجاله بأن ينتشروا داخل المنزل. أخرج نسيم أوامر النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله وأطلعه عليها، وذلك لاتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، فتصنّع العطفي الذهول والدهشة مما يسمع، وبدا يتحدث بنبرة تهديدية لنسيم يحذره فيها من مغبة ما يقوم به، لكن الرجل الذي يعي عمله جيدا واصل مهمته، وقطع ذلك حضور شريف ابن العطفي الطالب بكلية الهندسة، الذي فوجئ بالمشهد المهين لوالده، ودار حوار بالألمانية بين شريف ووالده، قال فيه الابن لأبيه أنه سيطلب جمال نجل السادات كي يخبر أونكل السادات بما يتم، وكان بين الحضور ضابط يجيد الألمانية فأخبر وكيل النيابة الموجود مع المجموعة، بحقيقة ما يريده الابن، فطلب ألا يتم ذلك منعًا لحدوث أي بلبلة تعوق المهمة. التوبة تحدث العميد نسيم قائلا: "دكتور عطفي... أنت متهم بالتخابر مع دولة أجنبية، ونحن جئنا لتنفيذ أمر بالقبض عليك"، فقال العطفي: "أنت عارف بتكلم مين؟"، ثم اتجه إلى الهاتف وأمسك بسماعته، لكن نسيم أخذها منه وقال له: "أولا، إجراءات المخابرات لا يستطيع أحد أن يوقفها ولا حتى رئيس الجمهورية، وثانيا، رئيس الجمهورية على علم تام بكل ما يحدث الآن بل ويتابعه بصفة شخصية، ويجلس الآن ينتظر خبر القبض عليك، ثم أخرج له صورة مع ضباط الموساد التي التقطت له أمام السفارة الإسرائيلية في هولندا، فانهار العطفي وألقى بجسده على أقرب مقعد". قال العطفي: "أنا هقول على كل حاجة، بس قبل ما أتكلم عايز أقولكم على حاجة مهمة، كنت ناوي أتوب تماما الأسبوع الجاي، وسافرت أمستردام الأسبوع اللي فات مخصوص عشان أبلغهم قراري، وكنت ناوي أحج السنة دي، وضابط المخابرات الإسرائيلي أبلغني أني أقدر آخد أسرتي وأسافر بهم إلى تل أبيب، وأنا بقترح عليكم دلوقتي إن الأمور تمشي على طبيعتها، أسافر هناك ... ومن هناك أقدر أخدم مصر.. وأكفر عن اللي فات، فقال له العميد نسيم مستدرجا إياه: اقتراح جميل ومقنع تماما، اتعاون معانا بقى عشان نقدر ننفذ الكلام ده". ابتلع العطفي هذا الطعم، وبدأ يقص حكايته من الألف إلى الياء، لكنه استخدم ذكاءه وأدخل كثيرا من الحكايات الكاذبة في قصته، ولاحظ رجال المخابرات ذلك، فتركوه يحكي ما يريد، ثم سألوه عن طريقة اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية فقال بأن ذلك يتم عن طريق خطابات مشفرة على ورق كربون ويقوم بإرسالها من خلال البريد، وكانت تلك هي أول الأدلة المادية على تورّطه في التجسس. أخرج العطفي من بين أوراقه "بلوك نوت" عليه بادج المعهد العالي للعلاج الطبيعي، كانت صفحاته بيضاء، وبين أوراقه ورقة مكتوب عليها "بسم الله الرحمن الرحيم" فأشار إلى أنها ورقة الكربون التي يستخدمها كحبر سري، ثم مد يده بين صفوف كتب مكتبته وسحب كتابا معينا وقال: هذا كتاب الشفرة، فنادى نسيم على واحد من رجاله وسلمه الكربون وكتاب الشفرة، وبإشارات خاصة ومن دون كلام تناولهما الضابط، وبعد لحظات أعطاهما لنسيم وهو يشير بإشارات خاصة ومن دون كلام أيضاً، لكن نسيم عرف أن العطفي يراوغ، لأن الكتاب الذي أعطاه لهم ليس هو كتاب الشفرة، فما كان منه إلا أن حدّثه بلهجة حادة: أين كتاب الشفرة الحقيقي؟ فقام العطفي لإحضاره من مكان آخر، عندها طلب نسيم تفتيش زوايا المنزل وأركانه كافة، ثم عاد العطفي ومعه كتاب الشفرة الذي فُحص وتأكدوا من صحته. كانت الزوجة انضمت الى الحضور وكذا الابن الثاني عمر، وأخبرهم رجال المخابرات بحقيقة رجل البيت الذي يتجسس لحساب إسرائيل، فانهارت الزوجة ـ التي ثبت يقينا في ما بعد عدم علمها بالأمر ـ وأقبلت عليه تصرخ وهي توبّخه بألفاظ نارية، وكذا ابنه الكبير، بينما انخرط العطفي في نوبة بكاء شديدة. امتدت الجلسة حتى السابعة من صباح اليوم التالي، وأشار نسيم لاثنين من رجاله بمصاحبة الزوجة وولديه لجمع حاجاتهم ومغادرة المكان، فلقد أصبح منذ تلك اللحظة خاضعا لسيطرة رجال المخابرات، وبدأ فريق الضبط يستعد لمغادرة المكان ومعهم صيدهم الثمين، إنه الدكتور علي العطفي الطبيب الخاص لرئيس الجمهورية، يخرج ذليلا منكسرا بين أيدي رجال المخابرات المصرية متّهمًا بأقبح تهمة. السادات يتابع العمليّة كانت الساعة 9 صباحًا حينما خرج نسيم بصحبة عدد من رجاله وبينهم العطفي، في حين بقي بعض رجال المخابرات داخل الشقة وخارجها، في حين كان هناك فريق آخر سبقهم إلى مقر المعهد العالي للعلاج الطبيعي، وصعد إلى حيث مكتبه. بعد لحظات، جاءت السيارة التي تقل العطفي وتوقفت داخل أسوار المعهد، وشاهد الطلاب والأساتذة عميدهم مقبوضا عليه، وفي مكتبه عثر رجال المخابرات على ضالتهم، إنه جهاز اللاسلكي المتطور الذي يستخدمه العطفي في بث رسائله، كان مخبأ في مكان سحري لا يستطيع أحد الوصول إليه سواه، ثم خرج الجميع بعد الأمر بتشميع مكتبه. منذ خروج فريق الضبط الى منزل العطفي ورئيس جهاز المخابرات المصرية لم يغادر مكتبه، وكان يتابع لحظة بلحظة عملية الضبط والتفتيش، حتى دخل عليه نسيم قلب الأسد مؤديًا التحية العسكرية ويبشره بانتهائها على خير ما يرام، وفورًا أمسك رئيس المخابرات بالتلفون وطلب الرئيس السادات الذي كان متلهفا هو الآخر الى سماع الخبر، لكن السادات طلب أن يسمعه من نسيم شخصيًا، وحضور الإثنين إلى استراحة الرئاسة في منطقة الهرم، وأمام السادات روى نسيم كل تفاصيل عملية الخيانة التي تورط فيها طبيبه الخاص، وعملية القبض وما وجدوه لديه من أدلة دامغة تثبت تجسسه، فأصدر السادات تعليماته بأن تتم العملية في طي الكتمان، وألا تنشر أجهزة الإعلام عنها أي شيء. على مدار 20 يوماً توالت اعترافات العطفي لأجهزة التحقيق، و سُوّدت أكثر من 1000 ورقة باعترافاته. لكن خلال أيام التحقيق الأولى كان العطفي مصممًا على أنه لم يعمل بالتخابر إلا منذ عام 1976، لكن تقرير المخابرات جاء ليؤكد أن العطفي كان على علاقة بـ"الموساد" منذ عام 1972، وأنه كان يرسل برسائله اللاسلكية المشفرة منذ ذاك التاريخ، وتم التأكيد من ذلك بفحص جهاز الإرسال الذي ضُبط عند العطفي، ومطابقة تردده مع الترددات المجهولة التي رصدتها أجهزة المخابرات منذ عام 1972 وعجزت وقتها عن تحديد مصدرها، وكان من بين أحراز القضية جهاز دقيق يستخدم في عرض الميكروفيلم، وكارت بوستال ذو تصميم خاص فيه جيب سري للغاية يوضع به الميكروفيلم. أثناء التحقيق معه، أصدر المدعي العام الاشتراكي في مصر قرارا في 3 نيسان (أبريل)1979 بمنع العطفي وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم، فحُصرت وفُرضت الحراسة عليها، وبناء على هذا القرار أصدرت محكمة القيم حكما في 1 اذار (مارس) 1981 بمصادرة أموال وممتلكات العطفي وأسرته لصالح الشعب، وكانت ثروته أثناء القبض عليه تقدر بمليونين ومائتي ألف جنيه. أما العطفي فأحيل الى محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته على رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الذي تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل. بعد صدور الحكم على العطفي، قام الابن الأكبر له بنشر إعلان مدفوع الأجر على مساحة كبيرة من صحف عدة يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر. بعد وفاة السادات وتولي الرئيس مبارك الحكم، تقدم العطفي بالتماسات عدة له بطلب الإفراج عنه لظروف صحية، لكن مبارك رفض الموافقة على تلك الطلبات التي كان آخرها عام 1987، وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهانا حتى وفاته في 1 نيسان (ابريل) عام 1990، ورفضت أسرته استلام جثته، فدُفنت في مقابر الصدقة. تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات ابراهيم شاهين نشرت هذة العملية من جانب المخابرات الإسرائيلية (الموساد) كمحاولة للرد على نشر القاهرة لعملية رفعت الجمال، فقد واجهت المخابرات الإسرائيلية حملات صحفية عنيفة داخل إسرائيل وخارجها تقلل من شأنها. بدأ نشر العملية عندما نشرت الصحف الإسرائيلية موضوعا موسعا في 26 نوفمبر 1989 تقول فيه أن المخابرات الإسرائيلية تلقت قبل حوالى شهر من حرب أكتوبر من أحد جواسيسها في مصر تحذيرات واضحة بأن مصر تنوى شن حرب ضد إسرائيل.وأن هذا الجاسوس بعث بمعلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري فى منطقة قناة السويس اضافة الى تأكيده بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود الى ضفة القناة. وأكد الموضوع أن هذا الجاسوس مواطن مصري مسلم عمل جاسوسا في مصر لصالح إسرائيل طوال سبع سنوات .. وأن اسمه هو إبراهيم شاهين. وتبدأ القصة بنجاح المخابرات الإسرائيلية فى تجنيد ابراهيم شاهين إبن مدينة العريش والذى كان يعمل موظفا بمديرية العمل بسيناء بعد ان لاحظت حاجتة للمال. وعرض علية ضابط المخابرات الاسرائيلى "نعيم ليشع" اعطاءه تصريح للسفر الى القاهرة ،وكانت كل مهمتة كما كلفه "نعيم" هى السفر الى القاهرة وارسال اسعار الخضروات والفواكه فى القاهرة الى شقيقة الذى كان يمتلك مكتب للتصدير والاستيراد فى لندن ، واصطحبة "نعيم" الى رئيسه المقدم "ابو يعقوب" المختص بتدريب الجواسيس المستجدين. واتقن ابراهيم التدريب واصبح يستطيع التمييز بين انواع الاسلحة والطائرات والكتابة بالحبر السري ، كما نجح ابراهيم فى ان يجند زوجتة انشراح للعمل معه وحمل معه الى القاهرة العناوين التى سيرسل اليها رسائله من القاهرة وكانت كلها عناوين فى مدن اوربية. وبعد وصوله الى القاهرة تقدم ابراهيم الى ادارة المهجرين المصريين وحصل على منزل فى منطقة المطرية ومعاش شهرى تدفعه الحكومة للمهجرين من مدن المواجهة. وواصل ابراهيم وزوجتة ارسال المعلومات المطلوبة ، الى ان طلب منهما السفر الى روما وهناك تم منحهما جوازى سفر بإسم موسى عمر وزوجته دينا عمر، وسافرا من روما على طائرة شركة العال الاسرائيلية الى اللد ومنها الى بئر سبع . وكان المغزى من هذة الرحلة هو عرض ابراهيم على جهاز كشف الكذب تحسبا وخوفا من ان يكون مدسوسا من المخابرات المصرية، واثبت الجهاز مصداقيته وتم تكليفة بموجب ذلك بمتابعة وتقصى وقياس الحالة المعنوية للشعب المصرى اضافة الى النواحى العسكرية، وبعد ان عادا من روما قاموا بتجنيد جميع اولادهم للعمل معهم. وحقق ابراهيم وزوجته نجاحا كبيرا خاصة فى النواحى المعنوية بسبب احتكاكهم بالمناطق الشعبية، وعاود الاثنين السفر الى بئر سبع مرة أخرى لتلقى دورة تدريبية متقدمة فى اعمال التصوير وحصلوا على كاميرات صغيرة تعمل تلقائيا فى التقاط الصور ، كما تم زيادة اجرهم الشهرى الى ما يعادل 300 دولار، ومنح ابراهيم رتبه مقدم فى جيش الدفاع الاسرائيلى وزوجتة رتبة ملازم اول، وعادا الى مصر على ان يتلقوا التعليمات بشفرة خاصة من خلال الراديو. وبرغم هذا النجاح الا انهما فشلا فى توقع نشوب حرب السادس من أكتوبر والتى كانت المخابرات الاسرائيلية قد وعدتهم بمبلغ مليون دولار كمكافأة فى حالة توقعهما لميعاد الحرب وكان كل المطلوب منهما فى هذة الحالة هو رسالة شفرية من كلمتين "يوم ......". وتصادف ان سافرت انشراح وحدها الى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها "ابو يعقوب" يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح انها لا تعرف شيئا. واخبرها ابو يعقوب ان الجيش المصرى والسورى هجما على اسرائيل وان المصريون عبروا القناة وحطموا خط برليف ، وامرها بالعودة فورا الى مصر . وفى بدايه عام 1974 سافر ابراهيم الى تركيا ومنها الى اليونان ثم الى تل ابيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الاسرائيلية الجديدة بعد ان اطاحت حرب اكتوبر بالقيادات السابقة. وخضع ابراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب ابراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل ان قريبا له بالجيش المصرى كان يستعد للسفر للحج ، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية اجهزة حديثة لارسال مثل تلك المعلومات الهامة. واستضاف نائب مدير المخابرات الاسرائيلية ابراهيم وابلغه بانه سيتم منحه جهاز ارسال متطور ثمنه 200 الف دولار وهو احدث جهاز ارسال فى العالم ملحق به كمبيوتر صغير فى حجم اليد له ازرار ارسال على موجه محددة واخبره كذلك ان راتبه الشهرى قد تم رفعة الى الف دولار اضافة الى مكافأة مليون دولار فى حالة اخبارهم عن موعد الحرب القادمة التى ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!. وقامت المخابرات الاسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها الى مصر خشية تعرض ابراهيم للتفتيش، وقامت زوجتة بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التى تعرضت لثغرة الدفرسوار. وبمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا فى مفتاح الجهاز وبعد فشل ابراهيم فى اصلاحه توجهت انشراح الى تل ابيب للحصول على مفتاح جديد. لم يدر بخلد انشراح ان المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك اثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد. وايقن رجال المخابرات المصرية انهم بصدد الامساك بصيد جديد ، وتم وضع منزل ابراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 اغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل ابيب اقام رجال المخابرات المصرية بمنزل ابراهيم لثلاثة اسابيع كاملة ، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا الى السجن. وكانت المخابرات الاسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من اسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الاسرائيلى بعد ان ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد من مصر. " ان المقدم ابراهيم شاهين والملازم اول انشراح سقطا بين ايدينا .. ونشكركم على ارسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا فى انتظار وصولها منذ تسلم ابراهيم جهازكم المتطور" تحياتنا الى السيد "ايلي زئيرا" مدير مخابراتكم. وتمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأصدرت المحكمة حكمها بإعدام إبراهيم وإنشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل باصلاحية الاحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الأعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن إنشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر. وقد نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989موضوعا عن انشراح واولادها قالت فيه : ان انشراح شاهين (دينا بن دافييد) تقيم الان مع اثنين من ابنائها بوسط اسرائيل وهما محمد وعادل بعد ان اتخذت لهما اسماء عبرية هى حاييم ورافي اما الابن الاكبر نبيل فقد غير اسمه الى يوشي. وتقول الصحيفة ان دينا بن دافيد تعمل عاملة فى دورة مياه للسيدات فى مدينة حيفا وفى اوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل فى مصر !، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع ، اما الأبن الأكبر فلم يحتمل الحياة فى إسرائيل وهاجر هو وزوجتة اليهودية الى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس. القصة الكاملة للجاسوسه [ أمينة داوود المفتي ] * الجزء الاول * في إحدى ضواحي عمان الراقية، ولدت أمينة داود المفتي عام 1939 لأسرة شركسية مسلمة، هاجرت الى الأردن منذ سنوات طويلة، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية عالية. فوالدها تاجر مجوهرات ثري، وعمها برتبة لواء في البلاط الملكي. أما أمها، فهي سيدة مثقفة تجيد أربع لغات، وذات علاقات قوية بسيدات المجتمع الراقي. كانت أمينة أصغر أخواتها - شقيقتان متزوجتان وثلاثة أشقاء آخرين - وتحظى بالدلال منذ طفولتها، فطلباتها كانت لا ترد أو تؤجل، وضحكاتها المرحة الساحرة كانت وشوشات الحبور في جنبات البيت الذي يشبه القصر. وفي المرحلة الثانوية أوغلت فيها مظاهر الأنوثة، فبدت رقيقة الملامح، عذبة، شهية، طموحة، ذكية. لكنها كانت برغم تقاليد أسرتها المحافظة، تسخر من تقاليد الشرق وقيوده، وتحلم بالحب والانطلاق، والحرية. وفي ثورة تقلباتها أحبت "بسام" الفلسطيني الأصل، وأطلقت تجاهه فيضانات المشاعر المتدفقة بلا حدود، أو انقطاع. لكنها صدمت بشدة عندما هجرها الى أخرى أجمل منها، وأكثر اتزاناً، وكتب لها يقول أنها أنانية، مغرورة، سريعة الغضب، شرسة الطباع. هكذا كشف لها الحبيب عن مساوئ تنشئتها، وأسلوبها الخاطئ في فهم الحياة. لأن حبها كان قوياً، جباراً، عاتياً، عصفت بها الصدمة، وزلزلت قلبها الصغير، وتملكتها رغبة مجنونة في الثأر والانتقام. وكانت لكل تلك التصارعات آثارها السلبية على دراستها، إذ حصلت على الثانوية العامة بدرجات متوسطة، دفعتها للتفكير في السفر الى أوروبا للالتحاق بإحدى جامعاتها، وهذا تقليد متبع بين أبناء الأثرياء في الأردن. وفي عام 1957 التحقت بجامعة فيينا، وأقامت بالمنزل رقم 56 شارع يوهان شتراوس لعدة أسابيع، قبلما يفتح القسم الداخلي أبوابه لإقامة الطالبات المغتربات. لقد أسبغت الحياة الجديدة على أمينة سعادة غامرة، ودفئاً من نوع آخر وقد جمعتها الحجرة بطالبة مرحة في نهائي الطب - وتدعى جولي باتريك - من جوهانسبرج، ذات خبرة كبيرة بالحياة الاوروبية. وفي متنزهات المدينة الساحرة، والحرية اللانهائية لفتاة من الشرق، علمتها جولي التدخين، وحذرتها من العلاقات مع الشباب حيث الحمل والاجهاض، وشيئاً فشيئاً أدمنت الفعل الخبيث حتى الثمالة، فقد رأت فيه انطلاقتها وتحررها من قيود الشرق، والخجل. ومع انتهاء العام الدراسي الأول، وعودة جولي الى وطنها، تقربت من فتاة أخرى تدعى جينفيف ووترود، وسعت لإدارة الدار لكي تشاركها الحجرة الواحدة، والشذوذ الذي تزداد جرعاته العطشى يوماً بعد يوم. هكذا مرت سنوات الدراسة بجامعة فيينا، تصطخب بالرغبة والتحرر الى أن تحصل أمينة على بكالوريوس علم النفس الطبي MEDICAL PSYSHOLOGY وتعود في أغسطس 1961 الى عمان مكرهة، تضج بالمعاندة والنفور، وتحمل بداخلها طبائع أخرى، وأحاسيس مختلفة، وآلام الهجرة الى القيود والرقابة. وفي غمرة معاناتها وكآبتها، تذكرت حبيبها الأول - بسام - فجابت عمان طولاً وعرضاً بحثاً عنه، وهزتها الحقيقة المرة عندما علمت بزواجه من فتاته الجميلة الفقيرة، وحاصرها السهوم والملل والحقد، ولم تجد حلاً لأزمتها إلا السفر ثانية الى النمسا، بدعوى استكمال دراستها العليا لنيل الدكتوراة، عازمة على ألا تعود الى الشرق أبداً. آني موشيه ثلاثة وعشرون عاماً ونيف هو عمر أمينة المفتي عندما عادت الى فيينا من جديد، تحمل قلباً ممزقاً، ووجهاً شاحباً، وكراهية لموروثاتها "العقيمة"، لفحتها نسمات الحرية في أوروبا، وسلكت مسلك فتياتها في العمل والاعتماد على النفس، غير عابئة بما كان يرسله لها والدها من مصروف شهري. فعملت بروشة صغيرة للعب الأطفال، وساقت اليها الصدفة فتاة يهودية تدعى "سارة بيراد"، شاركتها العمل، والسكن، والشذوذ. فالتصقت بها أمينة، وسرعان ما انخرطت معها في تيار الهيبيز، الذي انتشرت أولى جماعاته في أوروبا في تلك الحقبة، متجاهلة رغبة أسرتها في تزويجها من ابن العم التاجر الثري. وفي زيارة لأسرة سارة في وستندورف، دق قلبها فجأة بقوة لم تستطع دفعها. إنها المرة الثانية التي يخالجها ذلك الشعور الرائع المشوق، فقد كان موشيه - شقيق سارة الأكبر - شاب لا يقاوم- إنه ساحر النظرات والكلام، حيوي الشباب رائق الطلعة. كانت تعرف أنه طيار عسكري برتبة نقيب، يكبرها بنحو سبع سنوات تقريباً، شاعري، مهووس بموتسارت وبيزيه، ولوع بالشعر الأسود ونجلاوات الشرق. حينئذ . . حينئذ فقط . . أفرغت كل مشاعرها بين يديه . وبصدق، وضعف، اعترفت له بحبها. هكذا خطت أمينة المفتي خطوات الحرام مع الطيار اليهودي . . وهي المسلمة. وترنحت سكرى بلا وعي لتستقر في الحضيض . ولما أفاقت قليلاً . . هربت منه الى فيينا، يطاردها دنس الجسد، وغباء العقل، . وبمسكنها في شارع شتراوس حاولت أن تنسى، أن تغسل البدن المدنس بالخطايا، أن تمحو صورة أول رجل هتك ستر عفافها وأشعرها بفورة الأنثى، لكن مطارداته التليفونية لها كانت تسحق إرادتها، وتشتت عقلها الزائغ أمام جيوش عواطفه، فتخور صاغرة. تعددت لقاءاتهما المحرمة وتحولت أمينة بين يديه الى امرأة لا تدخر وسعاً في إسعاده، وتغلبت على ضميرها قدر استطاعتها وهي تدعي لنفسها الحق في أن تعيش، وتحيا، وتجرب، . هكذا مرت خمس سنوات في انحلال وترد، متناسية ما لأجله غادرت وطنها الى فيينا. وبعد جهد . . ساعدها موشيه في الحصول على شهادة دكتوراة مزورة في علم النفس المرضي - PATHOPYCHOLOGY - وهو فرع من علم النفس الطبي، وعادت أدراجها الى الأردن في سبتمبر 1966 ليستقبلها الأهل في حفاوة وفخر، ويطالبونها بإعلان موافقتها على الزواج من ابن عمها، لكنها تطلب منهم إمهالها حتى تفتتح مستشفاها الخاص في عمان. وبينما إجراءات الترخيص للمستشفى تسير بشكلها العادي، وقع خلاف بينها وبين وكيل الوزارة المختص، فتشكوه الى وزير الصحة الذي أبدى اهتماماً بشكواها ويأمر بالتحقيق فيها على وجه السرعة. فتتشكك اللجنة القانونية في تصديقات الشهادة العلمية، وتطلب منها تصديقات جديدة من فيينا. وخوفاً من انكشاف التزوير وما يصاحب ذلك من فضيحة لها ولأسرتها، سافرت أمينة الى النمسا متخمة بالخوف، وبأعماقها غضب يفيض كراهية لبلدها. هناك . . أسرعت الى موشيه يعاودها الحنين، غير عابئة بانكسار وطنها العربي بنكسة 1967، فكانت تعلن شماتتها بلا حرج أو خجل، إذ طفحت منها الكراهية لكل ما هو عربي، ولكل ما يمت للعرب بصلة. وبين نتف الجليد المتساقطة في ديسمبر، كانا يعبران معاً جسراً خشبياً قديماً في المدينة، عندما استوقفها موشيه فجأة قائلاً: - آمنة . . أتتزوجينني . . ؟ دون أن تفكر أجابت وهي تحضنه في عنف: - أوه موشيه الحبيب . . نحن زوجان يا عزيزي. أجابها بحسم ملاطفاً: - أريده زواجاً رسمياً في المعبد. وفي معبد شيمودت . . اعتنقت أمينة المفتى اليهودية ، وتزوجت من موشيه زواجاً محرماً شرعاً، واستبدلت اسمها بالاسم اليهودي الجديد "آني موشيه بيراد". الهجرة الى إسرائيل على أطراف مدينة فيينا أقامت أمينة مع زوجها بشقة جديدة رائعة، تمتد من أمامها مساحات الزروع الخضراء الشاسعة، وتبدو أشجار الغابات من بعيد كأنها رؤوس أشباح تطاردها كلما خلت الى نفسها. لقد رأت أن تنأى بعيداً عن عيون المخابرات العربية التي تصورت أنها تسعى اليها، وكرهت مجرد الخروج مشياً في نزهات خلوية وحيدة أو برفقة موشيه، وتغلبت عليها هواجس الخوف الشديد كلما التفت الى شباكها أحد المارة، وعاشت تجرع التوتر في كل لحظة، فتحيل ايامها الى كابوس يخنق حياتها، ويغرز بأظافره الحادة المستطيلة في عنقها. وكثيراً ما استيقظت فزعة صارخة باكية، تتحسس في سرعة مسدسها المحشو وتصوبه الى أركان الغرفة. وفي صيف عام 1972، قرأت أمينة إعلاناً غريباً بإحدى الصحف، تطلب فيه إسرائيل متطوعين من يهود أوروبا للالتحاق بجيش الدفاع، مقابل مرتبات ومزايا عديدة مغرية. وابتهجت المرأة التعسة، إذ تصورت أنها عثرت على الحل المثالي لمعاناتها، وأخذت تعد العدة لموشيه لإقناعه بالفكرة، خاصة وأنه سيحصل على جواز سفر إسرائيلي، ومسكن في إسرائيل، وأنها بمرافقته الى هناك ستودع الخوف الى الأبد. لكن موشيه الذي كان يسعى للعمل بإحدى شركات الطيران المدنية عارض الفكرة، ورفضها، بدعوى أن إسرائيل والعرب في حالة حرب لن تهدأ حتى تشتعل، طالما أن هناك أرضاً محتلة وشعوباً عربية ثائرة. ومع إلحاحها المتواصل ليل نهار، تقدم موشيه بأوراق الى السفارة الإسرائيلية، وفي نوفمبر 1972 كانا يطيران بطائرة العال الى إسرائيل. حظيت أمينة - آني موشيه - باستقبال أكثر من رائع في مطار اللد، استقبال تحير له موشيه كثيراً وظن لأول وهلة أن زوجته إما أن تكون شخصية مرموقة ومعروفة في عمان، أو أنها ممثلة إسرائيلية مشهورة. وابتسم في سعادة وهو يلمح مدى بهجتها وفرحها الطفولي بالوطن الجديد، وبالمسكن المريح في ريشون لتسيون المعد من الخشب على طراز الريف الانكليزي. استدعيت أمينة بعد أيام قليلة الى إحدى الجهات الأمنية، حيث سئلت مئات الأسئلة عن نشأتها في الأردن، وعائلتها، ووظائف أقاربها ومعارفها، وعن كيفية تعارفها وموشيه، وزواجهما، فأجابت في سرد طويل. سئلت أيضاً عما تمثله إسرائيل بوجدانها، وسئلت عن مشاعرها تجاه الاردن، والفلسطينيين، فأقرت بأنها تكره منظمة التحرير، وكل المنظمات الارهابية الفلسطينية، وأن الملك حسين أخطأ كثيراً عندما لم يقتلهم جميعاً في الأردن، فهم يكرهون الأقلية الشركسية في الأردن، وضربوا بيوتهم، وأتلفوا ممتلكاتهم، ظناً منهم أن عمها - اللواء بالبلاط الملكي - كان وراء مذابح أيلول 1971، وأحد مرتكبيها. أُثنى على المواطنة اليهودية الجديدة، وأعيدت الى منزلها على وعد بتوفير عمل مناسب لها في أقرب فرصة. البحث عن المستحيل أخضع موشيه لتدريبات الاستطلاع الجوي، بعدما تقلد رتبة رائد طيار في سلاح الجو الاسرائيلي. وفي آخر يناير 1973 طار بطائرته الـ سكاي هوك باتجاه الجبهة السورية، فأسقطته مدفعية السوريين في أول طلعة استطلاع له، واعتبر مفقوداً منذ تلك اللحظة لأن سوريا لم تعلن عن أسر الطيار الاسرائيلي كما كان يحدث، لكنها أعلنت بأن الطائرة انفجرت في الجو وقائدها بداخلها. لم تصدق أمينة الخبر، ولأيام طويلة تصرخ صرخات هستيرية لا تتوقف. وفي عيادة "كوبات حوليم هستدروت" للأعصاب في ريشون لتسيون، احتبس صوتها، أو لنقل إن صدمة الفاجعة ألجمت لسانها فصمتت. وقبعت خلف زجاج حجرتها تنظر الى السماء، تزوغ نظراتها أحياناً، وأحياناً أخرى تتبع العصافير في طيرانها ولهوها. وبعد شهر ونصف تكلمت، ونطقت قائلة بأنها تشكك في البيان السوري، وبأن موشيه ما يزال حياً، متخفياً بين الحشائش والمغارات. فهوي طيار ماهر وقدراته عالية جداً. وفي منزلها - وكانت برفقتها إحدى الأخصائيات النفسيات – كانت تحدث نفسها نهاراً بصوت مسموع، وفي الليل يسمع لها أنين خافت مليء بالوجع، هو مزيج متهالك من مشاعر الحسرة والضياع. لقد صبت جام غضبها على العرب الذين أرهقوها في الأردن، وطاردوها في النمسا، وضيعوا حلمها في الاستقرار بإسرائيل. إنهم آفة مستقبلها المظلم الآن، وسبب نكبتها وفجيعتها في زوجها الشاعري المهذب. ولأنهم هدموا حياتها كلها، تمنت لو أنها تستطيع الانتقام، فها هي وحيدة يائسة بين أناس لا تعرفهم، بل وتجهل لغتهم العبرية وعاداتهم وطقوسهم. وعمداً تناست أنها هي التي دفعت بحياتها الى مستنقع الهاوية، عندما تزوجت من يهودي، ودفعته للهجرة الى إسرائيل خوفاً على حياتها، فقذفت به الى مصير مجهول، مماثل لمصيرها. وقبلما يحطمها الانتظار ويعتريها الجنون، تقدمت بطلب الى السلطات المختصة للسماح لها بالسفر الى بيروت ودمشق لتقصي أخبار زوجها. وما هي إلا أيام قليل حتى طارت بجواز سفرها الاسرائيلي الى فيينا، فالتقت بأسرة موشيه الحزينة، ومكثت بينهم عدة أيام حاولت خلالها أن تتنسم عبير الحبيب المفقود، لكنها أحست بأن عبيره أشد كثافة ووقعاً بأطراف العاصمة. وفي الشقة التي شهدت أروع ذكرياتها، أطلقت شهقات حزنها ولوعتها وحيدة تلثم المقاعد والستائر والوسائد، وتطوف بين حجراتها تنادي موشيه وتتحسس كتبه واسطواناته وأحذيته. مجنونة تلك المرأة الملتاعة، التي لفظتها أرجوحة الثمالة الى جب الهاوية، فدوت صرخاتها تتردد في الأعماق لهفى الى الضياء والأمان، ويبث الصدى في شقوقه ألم الإنسان وظلمه لنفسه. وبصعوبة شديدة، استطاعت سارة إقناعها بأن تغاد الشقة، وحملت أمينة حقائب حزنها وتوجهت الى المطار. وبجواز سفرها الأردني طارت على أول رحلة الى بيروت. وشارع الحمراء – أشهر شوارع بيروت - نزلت بأحد الفنادق. وفي رحلة تجوالها تعرفت على سيدة لبنانية - أردنية الأصل - تدعى خديجة زهران، تمتلك وتدير محلاً للملابس الجاهزة، فاشترت منها ملابس بمبلغ كبير لتتقرب اليها، ودلتها خديجة على شقة صغيرة بحي عين الرمانة، انطلقت منها للبحث عن زوجها، وتسقط أخباره من الفلسطينيين ذوي الكثافة بالحي. وبعد رحلات عديدة بين بيروت ودمشق، فشلت أمينة في الوصول الى ما يطمئنها، وتأكد لديها أن موشيه قتل لا محالة. وغادرت بيروت الى فيينا تنخر بعقلها أحزان تقترب بها الى حافة الجنون، وتخنقها عبرات الأسى والغربة، والفزع. في المصيدة في شقتها بفيينا، أيقظها اتصال هاتفي من تل أبيب، وفي اليوم التالي استقبلت ثلاثة رجال عرفت منهم أنهم ضباط إسرائيليون، مهمتهم إنهاء إجراءات الإرث الخص بها، دون إثارة مشاكل مع أسرة زوجها أو الجهات الرسمية سواء في النمسا، أو في إسرائيل. كان ميراثها وحدها مع التعويض يربو على النصف مليون دولار، مع الشقة الرائعة في ريشون لتسيون، وضمانات حماية وأمن فوق العادة. لقد كان المطلوب منها أن تتعاون معهم لقاء ذلك، وتنفذ ما سيطلب منها بلا تردد. فبقياسات المخابرات، تعد أمينة المفتي كنزاً ثميناً لا يقدر بمال. فهي امراة عربية فقدت وطنها وأهلها، وتعيش في وضع نفسي سيء مليء بالخوف، ولا مأوى لها سوى في إسرائيل. لكل تلك العوامل كان لا بد من استغلالها واستقطابها، بقليل من بث الكراهية في نفسها لهؤلاء العرب الذين قتلوا زوجها وقد كان يمثل لها الأمن والحماية، وبالضرورة هي بحاجة ماسة الى الأمن والحماية من بعده. لقد كانت رؤيتهم على صواب، فأمينة المفتي التي تحمل الجنسية الأردنية، والنمساوية والاسرائيلية، لم تكن بحاجة الى كل هذا التخطيط والتمويه لجرها الى عش الجاسوسية، والعمل لصالح الموساد ضد وطنها وشعبها. إنها غارقة في الضعف، واليأس، والضياع. وبعدما باعت الدين والوطن فهي لا تملك أثمن منهم لتبيعه. يقول الكاتب الأديب محمد حسين الألفي: (هناك دراسات علمية أجريت مؤخراً، كشفت عن نتائج سوف تقلب تفكيرنا رأساً على عقب، فقد ظهر أن الخيانة في الدم، بمعنى، أن الناس يولدون والخيانة في دمهم . . أحد مكونات الدم) من هناك وقفنا , ومن هنا نبدأ , ومنذ البداية – لم تعر أمينة المفتي للشرف انتباهاً - ، إذ خلعت ثوب الشرق المحتشم، واستبدلته بغلالة الغرب عن طوع ورغبة. نازفة دماء عروبتها، وعقيدتها، وعفتها. لذا لم يكن من الصعب على الضباط الثلاثة إخضاعها، مستغلين ضعفها الإنساني ووحشتها، عازفين على أوتار كراهيتها للعرب، وللفلسطينيين على وجه الخصوص. إن الجاسوسية في عرف جهزة المخابرات لا تقر بمبدأ الرحمة، ولا تستجيب بأي حال لنداءات الضمير. إنه عالم عجيب مثير، يفتقد العواطف، ولا تصنف المشاعر تحت سمائه. وفي دهاليزه المظلمة الغامضة، توجد هناك دائماً مساحة ضيقة من الطموح والجنون، وبقدر ما لدى الإنسان من رغبة محمومة في تحقيق احلامه، وتوهماته، تعميه الحقيقة المرة أحياناً عن معالم الطريق ويتحول لمخلوق مبصر يتحسس الخطى دونما توقع لنواميس القدر. فالنفس البشرية ما تزال تمثل لغزاً محيراً عجزت العقول عن تفسير بعض جوانبه، ولذلك، لا نندهش أمام تقلبات البشر، وجنوح العقول، وانحرافات الأمزجة والسلوك. تلك هي النفس البشرية ، لغز الألغاز، سرها لا يعلمه إلا خالقها سبحانه وتعالى. هكذا سقطت أمينة المفتي في مصيدة الجاسوسية، وأسلمت قيادها للضباط الثلاثة، الذين أقاموا لها دورة تدريبية مكثفة استغرقت شهراً وأربعة أيام في شقتها بفيينا، تعلمت أثناءها أساليب التجسس المختلفة من تصوير، وتشفير، وتلقط الأخبار، وكيفية الالتزام بالحس الأمني، والتمييز بين الأسلحة. دربوها أيضاً على كيفية تحميض الأفلام، والهرب من المراقبة، واستخدام المسدس. واستقدموا لها من إسرائيل خبيراً في تقوية الذاكرة، وتخزين المعلومات والأرقام دون نسيانها. فكانوا يعرضون عليها مشهداً من فيلم سينمائي، ويطلبون منها الإجابة: - كم طبقاً كان على المائدة؟ ما لون ستائر الشباك؟ كم لمبة بالنجفة؟ كم عدد درجات السلم؟ أجادت آني داود دورتها الأولى في التجسس، وأصبحت أكثر إصراراً على الانتقام والتحدي، وعمل المستحيل للثأر لزوجها الذي فقد بالقرب من الجولان – والجنوب اللبناني - إنها تريد تأكيد حبها لموشيه، من خلال حبها للعمل مع إسرائيل ضد العرب. ولم تعد تزعجها كثيراً هلاوس الليل عندما تحلم به يسعى في الجبال ممزق الثياب، كث اللحية، غائز العينين، يناديها أن تنقذه. وكثيراً ما ترى جسده ممزقاً في قطع صغيرة، تلتهمها فئران الخلاء. وغادرت فيينا الى بيروت هذه المرة . . لا للبحث عن زوجها، وإنما للانتقام له، مهمتها المحددة تقصي أخبار رجال المنظمات الفلسطينية، ورجال المقاومة الذين يؤرقون أمن إسرائيل، ويحيلون ليلها الى نهار لشدة القصف . . والتفجيرات الفدائية. كانت أيضاً مكلفة بالتحري عن مراكز إقامة قادة المقاومة، والطرق التي يسلكها الفدائيون للتسلل الى الأرض المحتلة، أيضاً - التغلغل داخلهم لمعرفة أعداد الفدائيين، وتدريبهم، وتسليحهم. ومدى مهارتهم في التخفي والمناورة، ومخازن الأسلحة والإعاشة. وليمة فسق وفي بيروت، استأجرت شقة بإحدى بنايات الروشة، أجمل مناطق بيروت، حيث ترى الشاطئ المتعرج برماله البيضاء التي يتقاذفها البحر على ضفاف اليابسة، وهو المشهد الذي وصفه الشاعر الفرنسي "لامارتين" بقوله: إن الطبيعة هنا . . بل كل شيء حولي أسمى من الخيال. لقد حلمت بجنة عدن . . لا . . بل لقد رأيتها". من شرفة شقتها كان أمامها البحر اللانهائي، وبقعتان من الصخور القاسية، هما صخور الروشة الشهيرة التي تكسر تلك اللوحة الناعمة وتزيدها جمالاً. وعلى بعد خطوات منها يقع مقهى الدولشي فيتا أشهر مقاهي بيروت، حيث المكان المفضل للفنانيين والمثقفين والجواسيس والسياح. كان الشيء الوحيد الذي يضايقها، هو انقطاع الحرارة عن التليفون. لذلك . . زارت صديقتها الأردنية خديجة زهران، وطلبت منها المساعدة. في الحال اتصلت خديجة بمانويل عساف موظف التليفونات، الذي ذهب بنفسه الى أمينة في اليوم التالي، ليؤكد لها أن المنطقة تعاني من بعض الأعطال بسبب تجديدات بالشبكة، ووعدها بأنه سيسعى في القريب للتوصل الى حل. منحته خمسين ليرة ليهتم بالأمر، ولكي لا ينسى . . منحته جسدها أيضاً. إذ وجدت فيه صيداً سهلاً تستطيع من خلاله التوصل لتليفونات وعناوين القادة الفلسطينيين. لم تندم عندما باعت الدين والوطن والأهل. فلم تجد غضاضة وهي تبيع نفسها لمانويل، الذي خر مستسلماً أمام امرأة شابة تفوح منها رائحة الأنوثة لقد شلت إرادته وأذهبت بعريها عقله، وحاصرته فلم يعد يملك حيلة للفرار. وأقبل عليها في شراهة ونهم، باعتقاده أنه أوقع بامرأة ظمأى. . بينما تصرفت هي كجاسوسة محترفة، . هكذا تفعل النساء في عالم المخابرات والجاسوسية . . عندهن وسيلة فقط لا هدف. صدمت أمينة بشدة عندما تبين لها أن مانويل لا يملك ما تريده، فهو مجرد موظف صغير لا يملك قراراً. فلم يتملكها الإحساس بالندم أو الحسرة، بل أقنعت نفسها بأنها فشلت في تجربة أولى . . وحتماً ستنجح في مرات مقبلة. حاول مانويل عساف الوفاء بوعده لتتوطد علاقته بالمرأة النارية، فلم يستطع لأن رئيسه في العمل – مارون الحايك – بيده كل شيء . لذلك . . صارحه بما حدث، واصطحبه الى شقة أمينة داود المفتي. كان مارون الحايك متعدد العلاقات النسائية، يسعى خلف نزواته ومغامراته، منشغل بالتجسس على المحادثات التليفونية بين نساء المدينة، تستهويه لعبة المطاردة والبحث عن صيد جديد. وبغريزة الأنثى التي لا تخيب، أيقنت أمينة ما بنفسه، واثقة من كنز معلوماته عن الزعماء الفلسطينيين في بيروت. لذلك تركته بتناول معها وليمة فسق أتخمته، وأحاطت عقله بسياج من غباء. وبينما الجسد المنهد ساكناً . . أجاب عن أسئلتها . . وأطلعها – بعد عدة ولائم – على التليفونات السرية للمنظمات الفلسطينية، ولزعماء الجبهات وعناوين إقامتهم بحي الريحانة الشهير. وبواسطة صندوق بريد ميت، صبت أمينة كل ما تفوه به مارون في خطاب من عدة صفحات، تسلمه عملاء الموساد في بيروت. لتجيئها الأوامر بعد ذلك بالتحرك دون انتظار. فالمطلوب منها هو الحصول على القوائم السرية لرجال المخابرات الفلسطينية "رصد" في أوروبا وصفاتهم. ولن يتاح لها ذلك إلا من خلال مكتب - منظمة التحرير الفلسطينية – مكتب ياسر عرفات شخصياً، أو مكتب رئيس جهاز المخابرات علي حسن سلامة المطارد في كل مكان في العالم، والذي أطلقت عليه جولدا مائير لقب "الأمير الأحمر"، لأنه بطل عملية ميونيخ التي قتل فيها أحد عشر إسرائيلياً. الجزء االثاني الأمير الأحمر كانت الحياة ببيروت في ذلك الوقت يونيو 1973 لها مذاق رائع. تماماً كالأطعمة المتنوعة من كل أنحاء الدنيا . ومع عطلة نهاية الأسبوع . . تزهو أجمل فتيات لبنان داخل الفنادق والأندية، أو يلعبن الجولف والتنس، ويرقصن الديسكو ويشتركن في مسابقات الجمال. وسط جو كهذا يموج بالمرح والحسن والشباب، اعتاد علي حسن سلامة أن يعيش بعض أوقاته، يرافقه أحياناً فتحي عرفات "شقيق ياسر عرفات" . . رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. ولما اختيرت جورجينا رزق ملكة جمال الكون، اختطفها سلامة وتزوجا في حدث أكثر من رائع، مما جعله مطاردا دائماً من فتيات لبنان. لكنه كان مشبعاً بكل جمال الدنيا بين يديه. ولأن المخابرات الاسرائيلية كانت تجهل صورته او ملامحه، وفشلت كثيراً في اقتفاء أثره لاغتياله، خاصة بعد عملية ميونيخ بالذات، فقد كان المطلوب من أمينة المفتي التسلل الى مخبئه، والحصول على قوائم بأسماء قيادات وعملاء المخابرات الفلسطينية في أوروبا. فقد كان علي حسن سلامة - الأمير الأحمر - كما أطلقت عليه جولدا مائير، أحد مساعدي عرفات والمختص بحراسته، ثم أوكل اليه عرفات مباشرة بمهمة جديدة، وهي رئيس الأمن والمخابرات التابعة لمنظمة فتح وقوات الحرس الداخلي - التي يطلق عليها القوة 17 - وهي القوة التي أطلق عليها عرفات اسم "المنتمين الى قيصر روما القديمة". والحصول عى القوائم السرية للقيادات الفلسطينية والأعضاء البارزين في المنظمات في أوروبا، أمر هام جداً ومطلوب لتفكيك أوصال القيادة في بيروت، وعزلها عن الآخرين في كل قارات العالم. وفي هذا إجابة عن سؤال: لماذا السطو على أوراقه بدلاً من اغتياله .؟ هكذا كانت مهمة أمينة المفتي في بيروت . . مهمة حساسة للغاية . . لو استطاعت القيام بها فكل ميادين إسرائيل لا تكفي لوضع تماثيلها. وفي لقاء بشقتها مع مارون الحايك، سألته عن عرفات وأبو إياد والغمري وغيرهم، فأجاب بأنه يعرفهم جيداً، ولأيام طويلة ظلت تمنحه جسدها، وتنفق عليه بسخاء عندما أكد لها أنه يعرف علي حسن سلامة، بل والفندق الذي يرتاده. فاصطحبته مراراً لفندق كورال بيتش "شاطئ المرجان" ليدلها عليه. لكن الأيام تمر والحايك يستمتع بجسدها وبأموالها دون أن يظهر لسلامة أثر. تملكها يأس قاتم لفشلها، وفكرت كثيراً في مغادرة بيروت الى تل أبيب تتوجها الخيبة. لكن طرأت بخيالها فكرة جديدة عملت على تنفيذها بأسرع وقت. إذ انتقلت الى شقة أخرى بكورنيش المزرعة - وهي منطقة شعبية يرتادها التجار من قاطني المخيمات الفلسطينية في بيروت. وللوهلة الأولى . . أحست بتفاؤل كبير، بعدما تعرفت على ممرضة فلسطينية تدعى شميسة، تعمل بعيادة "صامد" بمخيم صبرا. فقدمتها شميسة، الى مدير العيادة، الذي أوضح لها أن العديد من الأطباء من كل دول العالم، يشاركون في علاج الفلسطينيين كمتطوعين. فعرضت عليه خدماتها التطوعية، وأطلعته على شهاداتها المزورة فطلب منها الانتظار لعدة أيام ريثما يخبر رؤساءه. هؤلاء المتطوعون في شتى المؤسسات الفلسطينية، يقابلهم ياسر عرفات، ويستعرض معهم المخيمات وملاجئ الأيتام، والمؤسسات الصحية والهلال الأحمر، وأقسام الأجهزة التعويضية والعلاج الطبيعي والمعامل المركزية وبنك الدم. من هنا . . صادفت أمينة المفتي فرصة ذهبية للامتزاج بالفلسطينيين، وبدأت مرحلة العمل التجسسي الأوسع. رعشة اللقاء ومساء 22 يوليو 1973 . . دق جرس التليفون بشقة أمينة المفتي. وكان على الطرف الآخر مارون الحايك، الذي اسر اليها ببضع كلمات ألجمتها، فوضعت السماعة في توتر وأسرعت تفتح التليفزيون. لقد صدمها المذيع وهو يعلن نبأ اعتقال ستة من رجال الموساد في أوسلو، بينهم امرأة، بتهمة قتل جرسون مغربي بالرصاص في ليلها مر، ظنوا أنه الفلسطيني علي حسن سلامة. وقد اعترف المعتقلون بأنهم ينتمون الى الموساد، ويشكلون فيما بينهم فريقاً للقتل اسمه K IDON - الرمح - وجاءوا خصيصاً من إسرائيل لتعقب سلامة واغتياله. ارتجت أمينة وتملكها الهلع على مصيرها. وتساءلت: لماذا يتعقبون سلامة لاغتياله. بينما طلبوا منها خلاف ذلك؟ كانت اللعبة أكبر بكثير من تفكيرها. فأمور السياسة والمخابرات تتشكل وفقاً لمعايير أخرى . . وحسابات معقدة. ولأول مرة منذ فقدت زوجها موشيه، تشعر برغبة أكيدة في الاستمتاع بالحياة . . وحاجتهات الى مذاقات النشوة التي افتقدتها. وأسرعت في اليوم التالي، برفقة مارون الى فندق الكورال بيتش، متلهفة الى الالتقاء بسلامة. ولكم أخذتها المفاجأة عندما أشار صديقها ناحية حوض السباحة قائلاً لها: أنظري . . إنه علي حسن سلامة. كان حمام السباحة كبيراً، على شكل حدوة الحصان، يحيط به مبنى أبيض اللون مكون من ثلاثة طوابق، تطل كل غرفه الخمس والتسعين على الحمام. ويفضل سلامة هذا الفندق لأنه مؤمن جيداً ويكشف المخاطر الأمنية؛ التي قد يتعرض لها. ومن الأمور العادية أن توجد ثلاث سيارات عسكرية حول الفندق لحماية الأمير الأحمر. حيث يقوم حراسه بتأمين موقف السيارات ومداخل الفندق وحدائقه. أما في الحجرة المطلة على حمام السباحة وهي بالدور الأرضي، فيكون سلامة دائماً بمفرده، يحمل مسدسه الأتوماتيكي المحشو، ولا يتغافل عنه أبداً. كان سلامة في ذلك الوقت في الثالثة والثلاثين من عمره، رياضي . . وسيم . . أنيق. يصادق جورجينا رزق ملكة جمال الكون. وفي فتاة عمرها واحد وعشرون عاماً، تنحدر من مؤسسة المال المسيحية في بيروت لأب لبناني وأم مجرية. انتخبت في السادسة عشرة ملكة جمال لبنان. وبعدها بعامين ملكة جمال العالم. وكانت الوحيدة من بلاد العرب التي دخلت مسابقة "ميامي بيتش". وهكذا أصبحت جورجينا رزق أشهر امرأة في العالم، يحلم بها كل الرجال. وكان الجميع يريد التعرف على الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل، والعيون الخضراء، والفم الكبير، والجسد الأسطوري. حتى "جيمي كارتر" - حاكم ولاية جورجينا وقبل أن يصبح رئيساً . . تحققت أمنيته وظهرت صورة له مع ملكة الكون وهي ترتدي فستان السهرة الأسود العاري الأكتاف والصدر. لقد انشغلت جورجينا رزق بالفتى الوسيم مفتول العضلات ذو الجسد الرياضي الممشوق. وانشغل بها هو أيضا. وبرغم زواجهما إلا أنه لم يمانع من اختبار رجولته التي لا تقاوم مع نساء أخريات. وها هي أمينة داود المفتي تقف أمامه . . ووجها لوجه بشكل لم يكن متوقعاً . . وحيث رتبت الموائد حول الحوض تحت المظلات الشمسية، جلست تراقب سلامة بحذر وهو يستحم، وعلى مقربة منه وقف رجلان من حراسه تنتفخ أجنابهما بالسلاح. رسمت أمينة صورته في خيالها، وداومت على زيارة الكورال بيتش مرتان أسبوعياً بشكل منتظم. وكانت كثيراً ما تلتقي بسلامة الذي اعتاد رؤيتها. . وابتسامتها.. وجمالها البسيط الهادئ. وذات مرة . . وصل سلامة الى الفندق. . واتجه الى الداخل حيث حجرته، لكنه عرج فجأة الى مائدة أمينة، وانحنى على ظهر المقعد المواجه في أدب وسألها عدة أسئلة. . ثم سحب المقعد وجلس قبالتها لأكثر من نصف الساعة تقول أمينة في مذكراتها التي نشرت بعد ذلك: " في ذلك اليوم الحار من سبتمبر 1973، تشوقت لترطيب جسدي في حوض السباحة بكورال بيتش، وبينم كنت أرفع كوب الماء البارد الى فمي، رأيته أمامي . . إنه سلامة. سرت رعشة متدفقة بأوصالي عندما جاء الى مائدتي محيّياً. وبدأ بأن عرفني بنفسه على أنه رجل أعمال فلسطيني، ثم سألني عن نفسي. وجلس الىمائدتي بعدما اكتشف أنني طبيبة أردنية متطوعة. ومنذ ذلك اليوم لازلت أذكر رعشة اللقاء . . وحديثه الرائع الذي جذبني اليه بكل كياني ومشاعري". . في الدولشي فيتا وبواسطة سلامة، انفتحت أمام أمينة المفتي كل الأبواب الموصدة. إذ أصبحت محل ثقة الفلسطينيين، وعلاقاتها بالقادة طالت ياسر عرفات نفسه. لقد استعادت حيويتها وثقتها بنفسها، وانخرطت في صفوف المقاومة تضمد الجروح، وتبث فيهم الحماس والاستماتة في الكفاح. وكانت زياراتها المتعددة لمخيمات اللاجئين في الجنوب، تصحبها فيها مجموعات طبية من المتطوعين، تذكرة أمان لدخول كل المناطق المحظورة. فكانت عيونها كاميرات تلتقط الصور وتختزنها. وآذانها كانت أجهزة تسجيل متطورة، وانقلب عقلها الى آلة جبارة من القوة بحيث لا يرهقها تزاحم المعلومات . . أو رسم الخرائط بدقة متناهية . . أو حفظ مئات الأسماء والمواقع . . أو تذكر أنواع الأسلحة وأساليب التدريب. لقد أدمنت استجلاء أوضاع الفلسطينيين، مستغلة ثقتهم بها في إرسال المعلومات عنهم يوماً بيوم الى الموساد. كان المطلوب منها هو كتابة تقارير وافية، ووضعها في صندوق البريد "الميت"، أو تركها بسيفون حمام فندق الكورال بيتش. تقول أمينة في مذكراتها: (أذكر أنني في إحدى المرات . . كنت أحمل وثائق سرية وتقارير خطيرة. . وذهبت لمقابلة سلامة بالفندق. كانت حقيبتي مكتنزة بأربعة وعشرون ورقة من أوراق البلوك نوت الكبيرة، عندما فاجأني سلامة بمجيئه مبكراً قبلما أتمكن من الدخول بها الى الحمام. وكانت ورقة واحدة منها فقط، كفيلة بأن يفرغ سلامة رصاصات مسدسه في صدري. لقد كنت أجلس اليه بأعصاب من فولاذ. . وعلى مقربة مني كانت زميلتي - وتحمل وثائق سفر قبرصية - تكاد تموت هلعاً - ). هكذا عملت أمينة داود بحرية مطلقة في التجسس على القادة الفلسطينيين. . ورجال المقاومة . ولم تدخر وسعاً في البحث عن كل ما يهم الإسرائيليين في لبنان. لقد زارت ياسر عرفات بمكتبه ثلاث مرات، لتطلعه بنفسها على العديد من السلبيات التي واجهتها في الجنوب اللبناني، واهتم الزعيم بمقترحاتها وقد أفرد لها مساحة طويلة من الوقت للاستماع اليها. وأوصى في الحال بالتحقق مما قالته، وتلافي الأخطاء التي تعوق حركة المقاومة في الجنوب. فتقربت أمينة بذلك من الزعيم الفلسطيني، وأصبح مكتبه مفتوحاً دائماً أمامها. وحدث أن كانت في مقهى "الدولشي فيتا"، حيث شاطئ الروشة المتعرج الخيالي، حينما توقفت فجأة أمام المقهى سيارة جيب عسكرية، وتزل منها ثلاثة رجال فلسطينيين، اتجهوا مسرعين الى حيث تجلس تشرب القهوة، وقال أحدهم بحسم: نعرف أنك هنا . . وعليك مرافقتنا الآن. ! أسقط ما في يد أمينة، ولم تقدر على الوقوف. بينما الرجال الثلاثة ترسل عيونهم سهاماً من توتر. زيارة الى العبد كانت السيارة العسكرية تخترق شوارع بيروت بسرعة مذهلة، بينما كانت أمينة المفتي متكورة الى يمين السائق، تنتفض عروقها رعباً، ويرتعد بدنها كله لهول النهاية. لم تسأل مرافقيها عن وجهتهم، أو لنقل إنها لم تجرؤ على ذلك. إذ انحصر تفكيرها في تحين الفرصة المناسبة للبحث عن كبسولة سم السيانيد، التي خبأتها بين خصلات شعرها بواسطة شريط لاصق. فحتماً سيكتشف الجنود المدججون بالسلاح ذلك عندها سيضطرون الى تكبيلها بالسلاسل الحديدية، فتضيع منها فرصة الانتحار الوحيدة. تنبهت أمينة قليلاً وتعجبت، فالسيارة عرجت بها فجأة الى طريق مخيم شاتيلا. ترى . . هل أقام الفلسطينيون معتقلات الخومة بداخل المخيمات؟ هكذا تساءلت في نفسها، وقبلما تسعفها الإجابة انطلق صوت احد الجنود من خلفها، يحث السائق على أن يزيد من سرعته، فالجرحى الذين جيء بهم من الجنوب كثيرون. وعند هذه العبارة أفاقت أمينة تماماً، سألت الجندي عن الأمر، فأجابها بأنهم ضحايا إحدى الغارات الاسرائيلية على معسكر فلسطيني بالقرب من مفرق مخيم عين الحلوة - السيروب في صيدا. ونظراً للعجز الكبير في الأطباء المتطوعين، دلهم على مكانها مكتب المخابرات "الذي يترأسه علي حسن سلامة". فاستجمعت أمينة شتات عقلها في صرخة مدوية: غبي .. غبي.. كلكم أغبياء وتيوس أهكذا تستدعون ضيوفكم؟ وبينما ينطلق صرخها بالسباب، وبأنها ستشكوهم لعرفات شخصياً، كان الجنود يعتذرون لها . . ويلحون في ذلك أيما إلحاح. تلك الحادثة . . لم تسقط أبداً من ذاكرة أمينة. إذ زرعت لديها شعوراً قاتماً بالخوف في قدراتها التجسسية بين أناس يشكون في كل غريب وافد. لذلك، كان عليها أن تغسل الخوف الملتصق بها، وتتعاطى جرعات كبيرة من الهدوء، . . والتعلم، . . والحنكة. وما كان يتأتى لها ذلك إلا في إسرائيل. هكذا أنهت عملها في مستشفى مخيم شاتيلا، واستأذنت في السفر الى فيينا لتسجيل اسمها لدى إحدى جمعيات الطفولة الدولية. وهناك . . في شقتها الخاوية بين الجدران الصماء والفراش البارد، اهاجتها الذكريات فضربت عمق وعيها، وأخذت تطوف بالغرف من جديد تتحسس الأرائك والأدراج وأحذية موشيه القديمة، وتقلب صفحات الألبومات تتلاحق أنفاسها في اضطراب وشجن. وبكت كثيراً بين أحضان سارة بيراد شقيقة زوجها المفقود، وسافرت معها الى حيث يقيم والدي موشيه في وستندورف، يجرعان الأسى ويعتصرهما المرار. هناك. . تخلت أمينة عن أهم قواعد الجاسوسية، وهي السرية المطلقة، وتفاخرت أمامهم جميعاً بأنها تثأر لموشيه كل يوم من القتلة العرب، وتنتقم منهم دونما رحمة أو شفقة. قصت عليهم أيضاً الكثير من أسرار عملياتها في بيروت، وما كانت تعلم أن سارة المنخرطة في جماعات الهيبيز، تصادق شاباً فلسطينياً قتل اليهود والده، فهام يتيماً . . بائساً. . متسكعاً . . يجوب مدن أوروبا بلا هدف. . أو وطن. وبجواز سفرها الإسرائيلي، طارت أمينة الى تل أبيب تحمل جرعة هائلة من الغضب. . تدفعها بقوة لأن تستمر . . وتنطلق بكل كيانها لتثأر. . وتثأر . وفي مذكراتها عن رحلتها تلك الى فيينا قالت: (اليوم - 18 سبتمبر 1973 - زرت شقتي بفيينا وأنا بطريقي لإسرائيل - كان جسدي يرتعش وأنا أصعد الدرج، وفشلت مرات في معالجة الباب. وعندما أضأت الأنوار واجهتني صورة موشيه الكبيرة باللباس العسكري. فمسحت زجاج الإطار وقبلته، وعلقت باقة من زهور البانسيه التي يحبها الى جواره. لقد خيل الي أن ابتسامته الرائعة تفيض بالعتاب . . بل هي كذلك. فتذكرت . . يا لغبائي . . كيف دفعته بنفسي الى نهايته، عندما شجعته على الهجرة لإسرائيل. حاولت أن أستعيد ابتسامته فلم أنجح. لحظتها. . ركعت على ركبتي أمامه وأشجهشت بالبكاء. ورجوته بألا يولمني أو يغضب مني، فأنا أنتقم له . . وآخذ بثأره. ولن أهدأ حتى أشهد بنفسي بحور الدم المراق تعلوها الأشلاء الممزقة. وأرى ألف زوجة عربية تبكي زوجها، وألف أم فقدت أبنها، وألف شاب بلا أطراف. عندئذ فقط . . لمحت ابتسامته وقد ارتسمت من جديد، وأحسست كما لو أن يداه كانتا تحيطان بي . . !!). يا للخائنة المحشوة حقداً، لم تكفها كل تلك الخيانات للدين والوطن، فطفقت تبحث عن المزيد والمزيد، الذي تطفئ به نيران الغضب المشتعل بعروقها. ولذلك. . كانت رحلتها الى إسرائيل، لتستمد اله تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات قصة أعظم ضابط مخابرات مصري أعاد الجاسوسة هبة سليم التي جنّدتها إسرائيل من فرنسا إلى القاهرة قصة أعظم ضابط مخابرات مصري ، أعاد الجاسوسة المصرية هبة سليم التي جنّدتها إسرائيل من فرنسا إلى القاهرة لمحاكمتها وإعدامها ، و زرع أجهزة تنصت دقيقة داخل أحد المقار السرية للموساد بإحدى العواصم الأوروبية الفريق أول رفعت عثمان جبريل ، ولد سنة 1928 في محافظة البحيرة مركز كوم حمادة قرية شبرا أوسيم ، و بدأ حياته العملية ضابطاً في الجيش المصري،فى سلاح المدفعيه تحديدا وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبيل ثورة يوليو ومن ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها#2404;تحويل وبدأ فى المخابرات فى مقاومة الجاسوسيه ثم تخصص فى النشاط الاسرائيلى ثم تدرج فى الترقى الى ان تولى منصب مدير مقاومةالجاسوسيه ثم رئيسا لهيئة الامن القومى وهذا من ارفع المناصب بالجهاز. ومن أنجح العمليات التي قام بها جبريل، إعادة الجاسوسة المصرية هبة سليم التي جنّدتها إسرائيل من فرنسا إلى القاهرة لمحاكمتها وإعدامها، أما أخطر العمليات التي قام بها على الإطلاق، فهو نجاحه في زرع أجهزة تنصت دقيقة داخل أحد المقار السرية للموساد بإحدى العواصم الأوروبية؛ وذلك لتسجيل جلسات التعاون بين مخابرات أوروبية وشرقية مع إسرائيل في بداية السبعينيات وكان له دور بارز في زرع رأفت الهجان في قلب إسرائيل. وقام بالعديد من علميات كشف شبكات جاسوسية كانت تعمل في مصر. وقال جبريل " قبل وفاته يوم الخميس الموافق 17/12/2009 عن عمر يناهز 27 عام : "إن هذه العملية الناجحة أشاد بها الرئيس السادات شخصياً، وبفضلها تم كشف الدور التآمري لهذه الدول التي كان بعضها يؤكد صداقته ودعمه لمصر، لافتاً إلى أن المشير أحمد إسماعيل -رئيس جهاز المخابرات العامة في ذلك الوقت- أكد له أن هذه العملية كانت بمثابة البداية الحقيقية للعبور". وأضاف جبريل أن نجاحه في هذه العملية وغيرها من العمليات التي كشف من خلالها عشرات العملاء الإسرائيليين في مصر، ترتّب عليها شيئان؛ الأول: إطلاق اسم ثعلب عليه (وهو اللقب الذي اشتهر فيما بعد من خلال المسلسل الذي صوّر عملية التنصت على الموساد في أوروبا)، والثاني: أن إسرائيل رصدت مليوني دولار ثمناً لرأسه. ونوّه جبريل في الحوار إلى أن عشرات الأفلام في مرحلة الستينيات، تناولت أجزاءً غير مكتملة من العمليات المخابراتية التي شارك فيها أو أشرف عليها، وقال إن فيلم "الصعود إلى الهاوية" الذي تناول قصة إعدام هبة سليم، كان أفضل من مسلسل "الثعلب"، رغم إجادة نور الشريف في تصور دوره. وأكد أنه اجتمع مرات عديدة مع نور الشريف لشرح طبيعة العملية التي أداها في هذا التوقيت، موضحاً أن كثيراً من الأعمال الفنية الأخيرة التي تناولت أعمالاً مخابراتية لا تستند إلى عمليات حقيقية قائلاً: "لدينا ملفات وبطولات أقوى بكثير وبعضها لم يخرج إلى النور حتى الآن". وهنا استذكر رباروخ مزراحي - ضابط مخابرات إسرائيلى والقصه بدأت عندما طلب منه أن يقوم بالسفر الى اليمن تحت غطاء دبلوماسي كويتى واشتبه فيه بعض ضباط الامن فى اليمن وقاموا بالقاء القبض عليه وبتفتيش منزله عثر معه على أفلام وصور لبعض القطع الحربيه التى تعبر من طريق باب المندب وعندما جرى أعتقاله وأستجوابه قام بأختلاق قصه أنه من دوله الكويت ويعمل فى جريدة كويتيه وقام رجال الامن هناك بعمل تحريات عن هذا الاسم ولم يجدوا له اي بيانات فبدات الشكوك تساور رجال الامن فعلى الفور تم الاتصال بجهاز المخابرات المصرية فسافر الى هناك ضابط مخابرات مصرى وهو ( الفريق رفعت جبريل ) وقام بأخذه منهم وكما قالوا ( أن إسرائيل قامت بارسال وحدات كامله وراء هذا الضابط المصري لانقاذ الجاسوس ولو ألف مئات المجلدات , صنعت مئات من الافلام الامريكيه لن تسرد جزء من ما حدث ولا نستطيع أن نخوض فى ذلك حديثا لانها يندرج تحت بند السرية ) وقد عبر الضابط المصرى ( الفريق رفعت جبريل ) عن طريق الصحراء والوديان إلى أن وصل الى البحر وهناك تم ألتقطه بغواصه مصرية وكانت وراءة المقاتلات الاسرئيليه وبالرغم من ذلك لم يستطعوا انقاذ جاسوسهم ولماذا خرجت هذة القوات الهائله لنعلم جميعا أنه من المؤسف بشدة ان يتم القيض على ضابط مخابرات من مخابرات معادية أو أخرى ولنعلم انها حدثت 5 مرات فى التاريخ منهم 2 من أسرائيل وثانيا أن الجاسوس لا يعلم الا التفاصيل المكلف بها من قبل ضابط الحاله اما ضابط المخابرات فيعلم جميع أنواع الاقسام والتجهيزات وعند وصوله الى مصر كان فى ذلك الوقت يقوم بتجهيز خطه بديله لنفسه مثل اسم وحياه وهميه مثل التى قام بتاليفها فى اليمن واثناء التحقيق معه قام رئيس التحقيقات بسؤله عن اسمه فجلس يقص القصه الوهميه عن حياته التى قام بالتفكير فيها وبعد عده ساعات قال له المحقق لقد قامت زوجتك بوضع مولودها الان وهو بحاله جيدة جدا يا باروخ وعندما استمع الى هذا أنهار وجلسي يعترف بكل الاشياء ليست الاشياء فقط بأدق وأخطر الاشياء وكانت هذة أحدي بطولات جهاز المخابرات المصرية وبعد ذلك جلس "باروخ مزراحي" يموت بحسرته في الزنزانة رقم (ستة) بسجن مصر، بعد انتصار أكتوبر73. أدرك لحظتها أن عقوبته الرادعة التي يقضيها في المعتقلات المصرية ستطول وتطول إلى ما لا نهاية.. وزاد اكتئابه بعد أن نما إلى علمه في 4 ديسمبر 73، أن المخابرات المصرية رفضت مقايضته بالعقيد السوفيتي، وضابط الكي جي بي الشهير "يوري لينوف" المعتقل في "إسرائيل" بتهمة التخابر، والتجسس لصالح المعسكر الأحمر.لكن في الثالث من مارس 74، سالت حركة غير عادية أمام باب زنزاته الضيقة..وألقى عليه السجان نظرة احتقار مخيفة..أردفها بجملة واحدة: "استعد سيفرج عنك غدا يا...". وما أن انتهى المؤذن من رفع آذان الفجر، ومع بزوغ أول ضوء تحركت من أمام بوابة السجن الضخمة قافلة سيارات تحمل لوحات دبلوماسية, زجاجها مغطى بستائر سوداء قاتمة. تقدمت الركب سيارة تحمل شعار الصليب الأحمر. واستغرقت الرحلة أربع ساعات كاملة، حتى أشرفت السيارات على شاطئ قناة السويس..وعبرت الممر المائي تدوس فوق أحد الجسور المتبقية منذ حرب أكتوبر..وسرعان ما دلفت إلى شبه جزيرة سيناء، وبدأت تنهب الطريق نهبا.الطريق الأسفلتي يتلوى كالثعبان بين التلال الرملية المرتفعة، والسيارات العسكرية المتفحمة من مخلفات حرب أكتوبر التي وضعت أوزارها منذ عدة أشهر فقط، تناثرت ذات اليمين وذات الشمال، وبين هذا الركام دبابات هالكة انخلع منها شعار صفيح مرسوم عليه نجمة داود. لكن جاسوس الموساد لم ير شيئا من كل ذلك انكمش مثل القنفذ خلف الستائر السوداء الثقيلة في انتظار مصيره المجهول..أخيرا توقفت السيارات في واحة بالوظة أمام القاعدة العسكرية المقامة على قارعة الطريق الرابط بين العريش والقنطرة وبورسعيد. وهناك تحت رعاية مسئولي "الصليب الأحمر" استلم رجال المخابرات المصرية 65 فدائي فلسطيني من سكان الضفة، والقطاع، اعترف الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيانه الصادر في الرابع من مارس نفس العام: "أنهم نفذوا عمليات فدائية، وأنشطة تجسس في غاية الخطورة لصالح المصريين". لكن ما لم يذكره البيان العسكري الصهيوني، وظل سرا لم يعلنه الجانب المصري الذي يفضل الكتمان وعدم التفاخر بإنجازاته، أن ضباط المخابرات العامة استلموا كذلك اثنين من أهم جواسيسنا، أو قل "رجالتنا في تل أبيب". "عبد الرحمن قرمان"، و"توفيق فايد البطاح". الذين يعترف كتاب "الجواسيس" الصادر حديثا في إسرائيل أنهما أكبر دليل على الفساد والفوضى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، والنجاح في المخابرات العامة المصرية. وهذا ما كتب ألقى المصريون بالجاسوس الصهيوني "باروخ مزراحي" بعد أن اعتقلوه في اليمن، وعرفوا أنه أحد كبار ضباط الموساد..يعمل في وحدة "مسادا" -وحدة العمليات الخاصة- أرفع وحدات الجهاز وأكثرها تدريبا وإطلاعا على الأسرار الدفينة. وفي مقر المخابرات العامة جرت عملية اعتصار "مزراحي" حتى نزف بكل المعلومات التي في حوزته والتي اطلع عليها بحكم عمله. وتحت ضغط التحقيقات المهنية حصل المصريون على خريطة طريق تفصيلية توضح أساليب العمل والتجنيد التي تتبعها وحدة "مسادا"..كيف يزرعون جواسيسهم في الدولة الهدف..أسلوب تحرك العملاء لجمع المعلومات التي تهم تل أبيب..أنماط التأمين المتبعة بداية من تكوين أسرة، مرورا بالغطاء اجتماعي، ثم تكوين الصداقات مع قيادات عسكرية وسياسية ومدنية!!بعد الحصول على هذه المعلومات القيمة أصبح "باروخ مزراحي" اليهودي من أصل مصري المولود في حي الأزهر عام 1928، وأنهى دراسته في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1948، قطعة أسفنج جافة، أو صدر نعجة ضامرة لا يروي ظمأ ولا يدر قطرة حليب واحدة. وكان المنطقي الإلقاء بكارت "مزراحي" المحروق لاستعادة اثنان من أبطال المخابرات العامة ساهما كثيرا في توفير معلومات في غاية الأهمية والحساسية ساعدت في وضع قصة تجنيد الفنان المصري سمير الاسكندراني من قبل الموساد الإسرائيلي لا ريب في أن الكل يعلم أن الفنان سمير الاسكندراني قد كان جاسوسا لا يشق له غبار للمخابرات المصرية.. ولكن قليلين فقط هم من يعلمون تفاصيل قصته كاملة.. ولنبدأ في سرد قصة الثعلب المصري.. ومن البداية. نشأ سمير فؤاد الاسكندراني في حي الغورية ، وقضى فيه طفولته وصباه، وعاش مع والده الحاج فؤاد سهرات وأمسيات الأدب والفن والغناء، فوق سطح منزله هناك، وامتزج نموه بأشعار بيرم التونسي ، وألحان الشيخ زكريا احمد، وغناء والده بصوته العذب، وأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد.. ولكن دوام الحال من المحال.. لقد انتقلت الأسرة من الغورية إلي شارع عبد العزيز، ليتغير هذا العالم كله، وتنقلب الحياة رأسا علي عقب، فالطباع المصرية الأصلية اختفت وتوارت، لتحل محلها عائلات وتقاليد إيطالية ويونانية وإنجليزية وتحول عم سيد الصعيدي البقال البسيط إلي جورج باباكرياكو البقال اليوناني المتغطرس، وعم عبد الفضيل أصبح الخواجة أرتين، ولم تعد هناك جارتهم الست نبوية، بل أصبحت سنيورا ماريا، وابنتها الفاتنة يولندا.. ويولندا هذه بالذات، كان لها أبلغ الأثر في حياة سمير، فقد وقع في حبها، وعشق من أجلها كل ما هو إيطالي، وقضى بصحبتها أمسياته الجديدة، فوق سطح منزل شارع عبد العزيز وأمتزج بعصبة أمم مصغرة، من الشبان الإيطاليين واليهود.. بل ومن أجلها، قرر أن يتعلم اللغة الإيطالية، ويتقنها، حتى يبثها حبه ولواذع قلبه بلغتها الأم..وتفوق سمير في دروس الإيطالية ونجح في الحصول علي منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية، لدراسة الأدب واللغة في جامعنها الشهيرة.. وسافر سمير قبل موعد الرحلة بثلاثة أسابيع، ليزور والدة الدكتورة ماريا هايدر، الأستاذة بجامعة فيينا، التي دعته لقضاء السهرة في مرقص صغير، راح براقصها فيه بكل مرح وبراعة، وضحكاتها تملا المكان، حتى ارتطمت قدمه عفوا براقص آخر، التفت إليه في حده يسأله عن جنسيته، وعندما أجابه بأنه مصري، ارتسم الغضب علي وجه ذلك الراقص، ولوح بقبضته في وجهه، صائحا في مقت شديد: - وأنا إسرائيلي، ويوما ما سنحتل مصرك كلها، وعندئذ سأبحث عنك أنت بالذات، وسط الخراب والحطام، وأقتلك مرتين، و....وقبل أن يتم عبارته، كانت قبضة سمير تحطم فكه، وتحول المكان كله إلي ساحة قتال..وفي بيروجيا، استقر به المقام عند سنيورا كاجيني، التي عاملته كابنها، وأكرمت وفادته، وقضى في منزلها منحته الصيفية، وعاد إلي القاهرة، وكله شوق ولهفة، للقاء حبيبة القلب يولندا، وسكب عبارات الغزل الإيطالية في أذنيها..ولكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة..لقد رحلت يولندا مع أورلاندو، صديقها القديم، ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تماما..وكانت الصدمة قاسية عليه، ولكنها لم تحطمه، وإنما دفعته للاستزادة من دراسته للغة الإيطالية، حتى حصل علي منحة دراسية ثانية، في جامعة بيروجيا، التي سافر إليها في الصيف التالي، ليقيم أيضا عند سنيورا كاجيني.. وذات يوم، وهو يلعب البياردو في الجامعة، التقى بشاب ذكي، يجيد العربية بطلاقة مدهشة، ويتحدث الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في براعة، إلي جانب إجادته لبعض ألعاب الحواة، التي بهرت طلاب جامعة بيروجيا، وأدهشت سمير للغاية.. وقدم الشاب نفسه بأسم سليم، وسرعان من توطدت أواصر الصداقة بينه وبين سمير، وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية، التي تتطلب سرعة التحرك وسريته، مما يبرر اختفاءه كثيرا عن بيروجيا، ثم ظهوره المباغت في فترات غير منتظمة، وهو يصطحب في معظم الأحيان فتيات فاتنات، وينفق عليهن في سخاء واضح..وعلي الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية، إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماقه، فراح يتعام معه في بساطة ظاهرية، وتحفز خفي، نجح في التعامل بهما في مهارة، وكأنه ثعلب ذكي، يجيد المراوغة والخداع.. وذات يوم، أخبر احدهم سمير أن هذا الشاب ليس عربيا، وانه يحمل جواز سفر أمريكيا، مما ضاعف من شكوك سمير وحذره، فقرر أن يراوغ سليم أكثر وأكثر، حتى يعرف ما يخفيه، خلف شخصيه المنمقة الجذابة، حتى كان يوم قال له فيه سليم:أن طبيعتك تدهشني جدا يا سمير، فأنت أقرب إلي الطراز الغربي، منك إلي الطراز العربي.. كيف نشأت بالضبط؟ وهنا وجدها سمير فرصة سانحة، لمعرفة نوايا سليم ، فأستغل معرفته الجيدة بطبائع المجتمع الأوروبي واليهودي، التي أكتسبها من أمسيات سطح شارع عبد العزيز وابتكر قصة سريعة، أختلقها خياله بدقة وسرعة مدهشتين، ليدعي أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم وليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي، مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة، حيث عرف أمه، ذات الطابع اليوناني، وتزوجها، وانه أكثر ميلا لجذوره اليهودية، منه للمصرية..وسقط سليم في فخ الثعلب، وأندفع يقول في حماس:كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصريا يا سمير ، أنا يهودي. وابتسم الثعلب الكامن في أعماق بطلنا في سخرية، عندما أدرك أن لعبته قد أفلحت، ودفعت سليم لكشف هويته.. ولكن اللعبة لم تقتصر علي هذا، فبسعة قدم سليم صديقه الي رجل أخر، يحمل اسم جوناثان شميت، ثم أختفي تماما، بعد أن انتهت مهمته، باختيار العنصر الصالح للتجنيد، وجاء دور جوناثان لدراسة الهدف وتحديد مدى صدقه وجديته.. وأدرك سمير انه تورط في أمر بالغ الخطورة، ولكنه لم يتراجع، وإنما مضى يقنع جوناثان ، الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي، بكراهيته للنظام، ورغبته في العمل ضده، حتى عرض جوناثان العمل لصالح ما أسماه بمنظمة البحر الأبيض المتوسط، لمحاربة الشيوعية والاستعمار، مقابل راتب شهري ثابت، ومكافآت متغيرة، وفقا لمجهوده وقيمة الخدمات التي يمكنه تقديمها، فوافق سمير علي الفور، وبدأ تدريباته علي الحبر السري، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكباري والمواقع العسكرية، وتحديد سمك الخرسانة، ثم طلب جوناثان من سمير التطوع في الجيش، عند عودته إلي مصر، وأعطاه مبلغا كبيرا من المال، ومجلة صغيرة للإعلان عن ناد ليلي في روما، مطبوعة فيه صورته وهو يغني في بعض السهرات، كتبرير لحصوله علي المال.. وعاد سمير إلي بيروجيا ليستقبل شقيقه الوحيد سامي، الذي حضر ليقضي معه بعض الوقت، قبل سفره إلي النمسا، وقضى سمير فترة أجازة شقيقه كلها في توتر شديد، ثم لم يلبث أن حسم أمره فأيقظه في أخر لياليه في بيروجيا، وقبل سفره إلي النمسا، وروى له القصة كلها، ثم طالبه بالكتمان الشديد..وأصيب سامي بالهلع، لما رواه له شقيقه، وطلب منه الحرص الزائد، والتوجه فور عودته إلي مصر، إلي المخابرات العامة، ليروي لها كل ما لديه..وكان هذا ما قرره سمير بالفعل، وما استقر رأيه عليه، ولكنه في الوقت ذاته كان يصر علي ألا يخاطر بما لديه من معلومات، وبالا يبلغ بها سوي شخص واحد في مصر.. الرئيس جمال عبد الناصر نفسه...وفور عودته إلي القاهرة، وعن طريق احد أصدقاء والده، تم الاتصال بالمخابرات العامة وبمديرها صلاح نصر، الذي بذل قصارى جهده لينتزع ما لديه من معلومات، ولكن سمير أصر في عناد شديد علي ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال شخصيا.. وقد كان.. ولقد استمع الرئيس جمال في اهتمام شديد، إلي القصة التي رواها سمير، وشاهد مع مدير المخابرات تلك الحقيبة التي أعطاها جوناثان له، بجيوبها السرية، والعملات الصعبة، والحبر السري وغيره من أدوات التجسس، التي تطلع إليها الرئيس كلها، ثم رفع عينيه إلي سمير وقال له : أعتقد أن دورك لم ينته بعد يا سمير.. أليس كذلك؟أجابه الشاب في حماس شديد: أنا رهن إشارتك يا سيادة الرئيس، ودمي فداء لمصر.وكان هذا إيذانا ببدء فصل جديد من المعركة.. الفصل الأكثر خطورة. ---------------------------- بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر برمته علي مائدة البحث، وراحوا يقلبونه علي كل الوجوه، ويدربون الشاب علي وسائل التعامل، وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد.. وكان سمير ثعلبا حقيقيا، أستوعب الأمر كله في سرعة وإتقان، وبرزت فيه مواهبه الشخصية، وقدرته المدهشة علي التحكم في انفعالاته، وبراعته في التعامل مع العدو، فراح يرسل معلومات سرية عن مواقع عسكرية ومراكز قيادية، ومعلومات عن برج القاهرة، الذي كان محطة رادارية هامة، ومواقع أخري لها فاعليتها الاستراتيجية، دون أن يتجاوز قدراته الحقيقية، أو يبدي حنكة غير عادية، يمكنها أن تثير شكوك العدو.. فذات يوم، طلب جوناثان من سمير تجنيد احد أقاربه من العسكريين، وكان هذا القريب رجلا ناضجا، يفوق الشاب عمرا وشخصية، ولم يكن من المنطقي أن ينجح سمير في تجنيده، لذا فقد أعتذر مبديا أسبابه، ومعلنا عدم استطاعته هذا، مما جعل جوناثان يطمئن لصدقه، فلو استجاب لمطلب عسير كهذا، لراود العدو الشك في مصداقيته وإخلاصه، وقطع علاقته به مباشرة.,ولكن جهاز المخابرات المصري كان يقظا.. وسمير كان ذكيا حريصا وكتوما، وربما كانت هذه الصفة الأخيرة سببا في كثير من المشكلات، التي واجهها خلال مهمته هذه، فعلي الرغم من أن والده كان يعلم بأمر ذهابه الي المخابرات، فور عودته من ايطاليا، إلا أنهم افهموه هناك إنها مجرد شبهات بلا أساس، وان ابنه بالغ كثيرا في أمر لا يستحق، وطلبوا من سمير أن يخفي عن والده تماما أمر عمله معهم حتى يحاط الأمر بأكبر قدر ممكن من السرية، ولكن والده لم يتقبل غيابه الطويل، ولا عودته ذات ليلة متأخرا، فثار في وجهه، وطرده من المنزل، والشاب يتمزق حزنا، ولا يستطيع تبرير موقفه أمام والده، الذي يعتبره طيلة عمره مثله الأعلى.. ولكن يالعجائب الأقدار.. لو لم يطرد الحاج فؤاد ولده هذا الليلة، لفشلت العملية كلها وربح الموساد اللعبة، فسبب التأخير هو أن سمير كان يعد خطابا خاصا للعدو، بمعاونة ضابط اتصال من المخابرات المصرية، ورسم فيه بعض المواقع العسكرية، ولكنه أخطا في بعض الرموز العسكرية الهندسية، فأصلحها له ضابط الاتصال في عفوية، بفضل خبرته ودراساته العسكرية القديمة، مما أضطر سمير الي أعادة صياغة الخطاب مرة أخري برموزه الصحيحة، وحمله معه ليرسله الي جوناثان بالطرق المألوفة، ولكنه وصل الي منزله متأخرا، فطرده والده، واضطر للمبيت عند زميل له من أصل ريفي، وأصابته نوبة أنفلونزا، بسبب انتقاله من وسط المدينة إلي إمبابة في الليل البارد، فسقط طريح الفراش طوال الأسبوع، ولم يرسل الخطاب.. وفي الوقت نفسه، انتبه ضابط الاتصال الي انه من غير الطبيعي أن يرسم سمير الرموز العسكرية الهندسية الصحيحة، وهو لم يتعلمها علي يد جوناثان وفريقه، وانه من المفروض أن يرسل الرسوم غير الصحيحة، فأنطلق يبحث عنه ويدعو الله إلا يكون قد أرسل الخطاب، وإلا أدرك الإسرائيليون أن هناك من يرشده، وتفشل العملية كلها... وعثر الضابط علي سمير، وحمد الله سبحانه وتعالي علي انه لم يرسل الخطاب، فأخذه منه وجعله يكتبه مرة أخري كما كان في البداية، وبدون تصحيح، وأرسله الي جوناثان..وطوال الوقت كان سمير يشكو في خطاباته الي جوناثان من احتياجه الشديد للمال، ويهدد بالتوقف عن العمل، لو لم يعملوا علي إخراجه من ضائقته المالية، وفي الوقت نفسه كان يرسل لهم عشرات المعلومات والصور، التي سال لها لعابهم، وجعلتهم يتأكدون من انه عميل عظيم الأهمية، يستحيل التضحية به، لأي سبب من الأسباب، فطلبوا منه استئجار صندوق بريد، وأخبروه أنهم سيتدبرون أمر تزويده بالنقود المطلوبة. ووصل ثلاثة الآلاف دولار إلي صندوق البريد، داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر، لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل، تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها وأمنها.وبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها، ولكن الإسرائيليين استدعوا سمير، وطلبوا منه السفر بسرعة الي روما، وهناك أخضعوه الي استجواب عسير، انتهى الي مضاعفة ثقتهم به، وعودته الي مصر بأوامر وتعليمات وطلبات جديدة، فستأجر شقة في شارع قصر العيني، وأرسل يطالب جوناثان بالمزيد من الأموال، لتغطية النفقات ومصاريف تأسيس الشقة، وأعلن خوفه من إرسال الأفلام التي يلتقطها للهداف الحيوية، خشية أن تقع في أيدي الجمارك ورجال الرقابة، فأرسل إليه جوناثان رقم بريد في الإسكندرية، وطلب منه إرسال طرود الأفلام إليه، وسيتولى صاحبه إرسالها إلي جوناثان نفسه..وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئا فشيئا، وعيون رجال المخابرات المصرية تتسع أكثر وأكثر، في دهشة وعدم تصديق..لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ، منذ جواسيس قيصر روسيا، في بدايات القرن، ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر، والذين يعملون بمختلف المهن، ويحملون جنسيات مختلفة.. فمن مصمم ديكور يوناني، الي موظف فندق إيطالي، الي دبلوماسي ألماني، وجرسون ومدرس وممرضة.. وأدركت المخابرات المصرية أنها أمام صيد هائل، يستحق كل الجهد المبذول، وقررت أن تعد خطتها بكل دقة وذكاء، وتستعين بقدرات سمير الثعلبية، لسحق الشبكة كلها دفعة واحدة، في أول عمل من نوعه، في عالم المخابرات. وبخطة ذكية وأنيقة، تحتاج الي مقال كامل لشرحها، استطاع سمير إقناع المخابرات الإسرائيلية بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة، وهو موسى جود سوارد، الذي وصل متخفيا، ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة، حتى توصلت الي محل إقامته، والي اتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو، الموظف بأحد الفنادق، و هيلموت باوخ، الدبلوماسي بأحدي السفارات الأوروبية، والذي ينحدر من أم يهودية، ويتولى عملية إرسال العمليات إلي الخارج، مستخدما الحقيبة الدبلوماسية بشكل شخصي.. وبضربة مباغته، ألقت المخابرات المصرية القبض علي موسى، وتحفظت عليه، دون أن تنشر الخبر، أو تسمح للآخرين بمعرفته، وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الانتظام الي الموساد، حتى يتم كشف الشبكة كلها، والإيقاع بكل عناصرها..وكسرب من الذباب، انطلق في وجهه مبيد حشري قوي، راح عملاء الشبكة يتساقطون واحد بعد الأخر، والحقائق تنكشف أكثر وأكثر، ودهشة الجميع تتزايد وتتزايد.. ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها، وجاء دور الإسرائيليين لتتسع عيونهم في ذهول، وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الاسكندراني قد ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام، وانه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة، مع جهاز المخابرات المصري، الذي دمر أكبر وأقوي شبكاتهم تماما، وفكروا في الانتقام من الثعلب بتصفية شقيقه سامي، ولكنهم فوجئوا بان المخابرات المصرية قد أرسلت احد أفضل رجالها لإعادته من النمسا، قبل كشف الشبكة.. وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية، وكان النصر المصري ساحقا مدويا، واستمع سمير إلي التفاصيل وهو يبتسم، ويتناول الطعام بدعوى شخصية من الرجل الذي منحه كل حبه وثقته، وعلي مائدة تضم الرجل وأسرته، في منزلهم البسيط.. لقد دعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه علي نجاحه في تلك اللعبة، التي أثبتت انه ليس فنانا عاديا، أو مواطنا بسيطا، بل هو يستحق وعن جدارة، ذلك اللقب الذي أطلقوه عليه في جهازي المخابرات المصري والإسرائيلي، عندما تسبب نجاحه في استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي..لقب الثعلب.. تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
| ||||||||||||||||||
رد: عالم الجاسوسية ... من ملفات أجهزة المخابرات قصة اليهودي المتدين الذي عمل لصالح المخابرات المصرية بولين اسكندر شاب هادئ الطبع لا يدخن و لا يشرب الخمر شديد النفور من الحسناوات .. يهودى متعصب يؤمن بدينه رغم انه كان فى الثلاثين من العمر الا انه كان دائم التردد على المعابد و حائط المبكى كان ضابط و موجه سياسى فى وحدة البالماخ و لهذه الصفات اشتهر فى اوساط الجيش الاسرائيلى بأنه مثقف له قدرة هائلة على التأثير فى نفوس من يسمعه و كانت ندواته تحوز رضا الجميع و كان الكل فى مدينة بئر السبع يكن له الاعجاب و لم يكن يتصور احد انه عميل خطير يعمل لصالح المخابرات المصرية . كان بيته الانيق فى بئر السبع يطل على الطريق المؤدى الى ميناء ايلات و لخبرته العسكرية كان مراقبا يقظا لشمال صحراء النقب و اطلقت عليه المخابرات المصرية : ( عين النقب ) و استخدم هذا اللقب كوسيلة تعارف بينه و بين الرسل الموفدين اليه من المخابرات المصرية . تبدأ قصته مع المخابرات فى مدينة زيورخ السويسرية خلال جولته السياحية فى عدد من دول اوروبا و فى فندق متوسط المستوى هناك فى شمال مدينة زيورخ عكف على القراءة و اتخذ لنفسه نظاما دقيقا فكان يصحو مبكرا و يتناول افطاره فى غرفته ثم يهبط الى البهو و يحيى صاحبة الفندق و على باب الفندق يستنشق الهواء النقى ثم يقوم برياضة المشى و يعود قرب الظهيرة و يحتسى القهوة ثم يطالع كتاب إلى ان يتناول الغداء فى زاوية بعيدة من المطعم و لا يرفع رأسه عن طبق طعامه و يعتكف امام المدفأه فى المساء يقرأ كتاب و لا يغادر مكانه حتى العشاء و تظل غرفته مضاءة لساعة متأخرة من الليل .و ذات ليله عاصفة فوجئت به ( ماريا ) صاحبة الفندق مرتديا معطفا رفع ياقته حول وجهه و غادر الفندق فى جو عاصف شديد البرودة . و فى الصباح شاهدته لاول مرة على مائدة الافطار و وجهه شاحب و قبل ان يبدأ رياضته الصباحية اتجه الى الهاتف و رفع سماعته ثم التفت حوله و اعادها الى مكانها فقد كان ينوى الاتصال لكنه تراجع ثم ذهب ليمارس رياضة المشى و فى الظهيرة اتصلت به هاتفيا للمرة الاولى امرأه حادثته فى غرفته لدقيقة واحدة طلب بعدها سيارة اجرة ثم هبط من حجرته ممسكا حقيبة صغيرة و كان على عجله من امره و امضى اسبوعاعلى نهجه اليومى و لم يستجد عليه الا حالة اكتئاب كست وجهه و اصبح اقل شهية للطعام و اتصلت به امرأة مرة اخرى و بعد حديث قصير اسرع الى الخارج يبدو عليه المرح فأيقنت صاحبة الفندق ان فى حياته قصة حب لا يريد الافصاح عنها ثم عاد الى الفندق بسيارة خاصة و ليس بسيارة اجرة كما تعود و شاهدته يتبادل حديثا ضاحكا مع محدثته و بعد جولة غامضة ذات مساء عادت اليه حالة الاكتئاب مرة اخرى و رفض تناول الطعام و اعتكف فى غرفته حتى ان ماريا سألته هاتفيا : ( عزيزى بولين هل انت فى حاجة الى استدعاء طبيب ؟ ) فرفض و جاء فى اليوم التالى زائر له ملامح مبهمة و قامة متينة اصطحب بولين الى غرفته فى الفندق و قضيا ساعة ثن هبطا الى البهو و ودعه بولين و عاد الى الهاتف ثم طلب تذكرة سفر الى قبرص . و فى قبرص اختفى بولين بشكل مؤقت حيث نزل فى فندق فلوكسونياباسم مستعار و هو ( فريتز) و بعد اسبوع قدم الى شركة مصر للطيران جواز سفر جديد و حجز مقعدا الى القاهرة و كان فى انتظارة 2 من رجال المخابرات بسيارة سوداء اقلته من المطار إلى شقه مجهزة من اجله فى شارع فؤاد و ساعدوه على التخلص من مكياجه التنكرى و فى المساء دار حديث مهم بينه و بين مدير المخابرات العامة فى اهم غرفة فى جهاز المخابرات و بعدها اصبح اشد تحمسا للعمل مع المصريين و لا تزال تفاصيل الحديث و الاتفاق سرية الا ان نتائجه ان اصبح عميل لمصر فى اسرائيل عرفت المخابرات كيف تستغل المعاناة النفسية التى انتابت بولين عندما شاهد زملائه يموتون فى الحرب فأصابه السخط بعد ان انتشر الادعياء و الانتهازيون و المزورون و تجار الدعارة فى اسرائيل و استطاعوا ان يصلوا الى السلطة بعد ان تاجروا فى كل شئ حتى دماء الشباب اليهودى لصالح مافيا المفرقعات و الاسلحة و كانت المخابرات التقطت هذه المعلومات من المخابرات السوفيتيه التى اتصل بولين باحد ضباطها فى سويسرا . تناول افطاره فى الصبح وسط شباب المخابرات يتوسطهم ضابط كبير و دار الحديث عن الاضطهاد و التشرد و الاذلال الناجم من تعنت اسرائيل .تسلم بولين جهاز لاسلكى و كاميرا صغيرة لتصوير الوثائق و ادوات للكتابة السرية و غادر القاهرة الى اثينا و منها إلى قبرص و فى نيقوسيا عاد للظهور بشخصيته الحقيقية و عندما وصل لبيته فى بئر السبع ارسل اول رسالة الى المخابرات المصرية ايذانا باول جاسوس على دراية واسعة بالشئون و المعدات العسكرية فى النقب و كانت فائدة كبيرة لوجودها فى مفترق الطرق بين اسرائيل و سيناء و كانت كل التحركات العسكرية هناك تجاه ايلات تصل الى القاهرة قبل وصولها الى الوحدات العسكرية .و لم يأخذ من المخابرات سوى 20 الف دولار فى زيورخ و كان يتحرك بدافع مبادئه للسلام .ارتكب خطأ كبيرا عندما حاول اقناع عريف اسرائيلى يدعى شالوم بالعمل معه و كان شاللوم احد افراد المخابرات الاسرائيلية فى بئر سبع كلف ان يتقرب من بولين بعد ان شعرت بشئ غريب فى المكان .ارسل بولين الى القاهرة يخبرها بتجنيد العريف شالوم الذى يعمل فى سلاح الشارة الاسرائيلى و اندهش رجال المخابرات لانهم لم يكلفوه بتجنيده و ابرقوا اليه يطلبوا منه التخلص منه بسرعة لكن بولين كان واثقا تماما من شالوم و ابرق اليهم انه سيحصل على كل الاتصالات العسكرية فى النقب و صارح شالوم انه يعمل مع المخابرات المصرية و اخبرهم ان شالوم وافق على العمل معه . اسرعت المخابرات المصرية بإرسال احد عملائها الى بئر سبع عن طريق تل ابيب متخفيا فى زى تاجر دراجات فرنسى و سلم رسالة الى رفعت الجمال ( جاك بيتون ) فى شركته السياحية مفادها التمهيد مسبقا مع المخابرات الاسرائيلية لتوصيل معلومة مهمة بطريقة يفهم منها ان مصادفة و قوة الحس الوطنى عند رفعت الجمال و فى بئر سبع اخذ ينفى بولين لعميل المخابرات المصرية شكوك مصر لانهالا تستند الى اساس واضح و كان واضح ان شالوم قد تمكن من كسب ثقته .و لم يكن مسموح لعميل مصر بإيه معلومات او تعليمات تثبت صدق اقواله و لكنه طلب من بولين ان ينظر من خلف الستارة إلى السيارة اللاسلكية الواقفة قريبا من بيته فاستهتر بولين بهذه المعلومة و قال انه شئ طبيعى فى اسرائيل فدائما ما تتنقل مثل هذه السيارات فى اسرائيل . و طلبت منه مصر امام عناده و اصراره التوقف تماما عن مزاولة نشاطه الى ان تصله اوامر جديدة و بعد 3 اشهر و دون طلب من المخابراتالمصرية ارسل بولين برقيه يستعلم فيها عن الاوامر الجديدة و واصل ارسال المعلومات و طلبت المخابرات منه ان يمتنع عن اجراء اتصال لاسلكى الى اجل غير مسمى و كانت بعض المعلومات التى ارسلها ـ نقلا عن شالوم ـ ايقنت المخابرات المصرية انها مدسوسة بذكاء من المخابرات الاسرائيلية و بعض رسائل البريد التى وصلت منه اخذت طريقها فى هدوء الى لندن تحت رعاية الموساد دون ان تعترضها اسقطت مصر هذا العميل من حساباتها و غادر بولين اسرائيل الى اليونان ..... و ارسل برقية مسبقة الى مصر عن المكان الذى سيقيم فيه هناك و فى اثينا امضى اسبوعين دون ان يتصل به احد من المخابرات المصرية حيث كان حوله رقابة مشددة من الموساد و اتخذت العمليه شكل فكاهى فى اليونان فبولين يسير و يتحرك كالقطة العمياء و خلفه خطوة بخطوة مندوبو الموساد و خلفهم جميعا محمد حسونة المقرن و ماجد حلمى اندرواس مندوبا المخابرات المصرية .عمدت المخابرات المصرية الى حيلة لالتقاط بولين الذى وقع بين فكى الموساد و انه سقط دون ادنى شك و فى المساء طرق غرفته فنى اصلاح التكييف و عندما فتح الباب دلف الى الداخل و سلمه ورقة مكتوبة بالعبرية و اشار اليه بعدم التحدث لوجود اجهزة تنصت فى غرفته و كان بها عزيزى عين النقب .. انت مراقب ارتدى هذه الملابس و الباروكة و فى الساعة الواحدة و النصف تماما اخرج من غرفتك و اترك الباب مفتوحا ثم استقل المصعد الى الدور السابع سيكون امام الباب فتاة معها شابا كأنهما توأم تأبط ذراع الشاب الخالى و اصعدوا معا السلم الى المرقص فى الدور الثامن تناولوا مشروبا ثم اتجهوا الى المصعد و انزلوا إلى الكراج اسفل الفندق فى البارك رقم 20 المقابل لباب المصعد ستجد سيارة ذات لوحة خضراء Rq979 استقلها مع اصدقائك لو شعرت انك مراقب لا تعد الى الفندق مرة اخرى و سنتولى نحن الامر )و نجحت الحيلة و شقت السيارة طريقها الى ميدان اومونيا ثم إلى شاطئ اثينا و عرجت الى شارع جانبى و عند بوابة حديقة بيت كبير فتحت البوابة و اسرعت السيارة الى الداخل و ودع الاصدقاء صديقهم الذى اقتاده شاب اسمر الى الدور الثانى بعد ان تخلص من ملابس السيدات التى كان يرتديهاو هناك واجه مباشرة اثنين قالا له اننا نتابعك منذ وصولك ولم نتصل بك لانك مراقب من الموساد و لم يكن امامنا الا تلك الطريقة للاتصال بك و قال له ضابط المخابرات : إما ان تسافر الى مصر بجواز سفر اعددناه لك و تحل علينا ضيفا مدى حياتك فقد قدمت لنا خدمات كبيرة و اما ان تغادر هذا البيت الى اى مكان بشرط ان تنسى اى صلة لك بالمصريين . فقد كشفت نفسك بنفسك لانك خرجت عن اتفاقنا و سنكون سعداء بك فى القاهرة ضيفا معززا و اختار بولين الخيار الثانى و حاول اقناع محدثيه بعقم شكوكهم و انه خطط لزيادة شبكته فى اسرائيل و توسيع نطاق معلوماتها و رفض المصريون . و كانت المخابرات المصرية متيقنه من انه سيقبض على بولين ارسلت رسالة الى رفعت الجمال فى تل ابيب : ( هل انعت جاهز للقيام بالعملية السابق افادتك بها و هل اعددت الترتيبات ..) و جاء الرد نعم لإابرقوا اليه : يؤسفنا كثيرا ان تبلغ عن الضابط بولين اسكندر من بئر سبع انه وفق الخطة 59 عميل للمخابرات الالمانية نحن غير سعداء لذلك و لكنه اختار التهلكة و نحن لا نترك فرصة دون الاستفادة بها لرفع اسهمك و على باب الطائرة فى تل ابيب كانت الموساد فى استقبال بولين و انكر امام المحكمة الاسرائيلية انه يعمل لحساب اى جهة و القى موعظة طويلة امام القضاة هاجم العنصرية الاسرائيلية و التفرقة بين طوائف اليهود و هاجم المتربعين على كراسى السلطو و رفض الدفاع عن نفسه و صدر الحكم بإيداعه السجن مدى الحياة و عدم نشر معلومات عنه فى الصحف. تفاصيل مثيرة للجاسوس الذي اخترق القصر الجمهوري وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا لم يكن الجاسوس هذا الجاسوس يجلس في المقاهي والنوادي وينصت للأخبار ويرسلها لمن يعمل لحسابهم، ولم يكن يتلصص على المنشآت العسكرية والاقتصادية ليرسل عنها تقارير، بل اخترق أعلى مؤسسة سيادية في البلاد، لقد اخترق القصر الجمهوري، وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا، إنه الجاسوس الشهير علي العطفي الذي كان المدلّك الخاص للرئيس المصري الراحل أنور السادات، وظل على مدى 7 سنوات داخل القصر الجمهوري يعمل لحساب 'الموساد' الإسرائيلي من دون أن يكتشفه أحد، ومن هنا كانت قصته ذات التفاصيل المثيرة. 'في بداية الثمانينات من القرن الماضي ظهر في مصر كتاب يحمل اسم 'علي العطفي'، وكانت تلك أول مرة يخرج فيها اسم العطفي الى الرأي العام، فأثار ضجة كبيرة في مصر والدول العربية. جاء في الكتاب المنسوب إليه أنه هو الذي قتل الرئيس جمال عبدالناصر، على أساس أنه كان مدلكه الخاص، وتسبب في موته عن طريق تدليكه بكريم مسمّم، تغلغل في جسده ببطء ثم قتله، وذلك معناه أن المخابرات الإسرائيلية كانت اخترقت منزل عبدالناصر وفراشه، وتسببت الإشاعة في حدوث بلبلة في مصر، زاد حدتها ما قاله الزعيم الصيني شوان لاي لأول وفد مصري زار الصين بعد وفاة عبدالناصر، وكان الوفد برئاسة السيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في ذاك الحين، وقد قال الشافعي، في مذكراته التي نشرها قبل 20 عاماً، إن لاي قال لهم 'لقد كان عندكم رجل ثروة لكنكم فرطتم فيه'، وفهم أعضاء الوفد المصري أنه كان يقصد ترك أمر علاج عبدالناصر للسوفيات، فقد بقي لفترة يتلقى العلاج الطبيعي في مصحة تسخالطوبو السوفياتية عام 1966، وأنه من الممكن أن يكون السوفيات دسوا له نوعا من السموم في المراهم التي كانوا يدلكونه بها، ووقتها، وبعد ظهور الكتاب، تذكر الجميع تلك الواقعة وأيقن الكل بأن عبدالناصر مات مقتولا، لكن ليس بأيدي السوفيات بل بيد الموساد الإسرائيلي عن طريق عميلهم علي العطفي، وراحت الصحف وقتها تفيض في نشر كل ما يتعلق بالموضوع، واستعاد الكل قصيدة نزار قباني التي نظمها بعد وفاة عبدالناصر، والتي يقول فيها:ظلت الإشاعة قائمة يصدّقها البعض ويكذّبها البعض الآخر، حتى تولى السيد سامي شرف مدير مكتب عبدالناصر ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، الرد عليها، ونشر على لسانه في عدد جريدة الوفد رقم 1085 الصادر في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2004 أن العطفي لم يتعامل مع عبدالناصر بأي شكل سواء مباشر أو غير مباشر، وتحدى شرف أن يكون اسم العطفي مدرجا في سجلات الزيارة الخاصة بالرئيس والمحفوظة برئاسة الجمهورية، ثم تصدت أقلام أخرى ودحضت ما جاء في الكتاب المجهول الذي نشر منسوبًا الى العطفي وهو في السجن، واتضح أن الاخير جنِّد في الموساد بعد موت عبدالناصر، كذلك خلت أوراق القضية التي تحمل رقم 4 لسنة 1979 تماما من ذكر أي علاقة له بالرئيس عبد الناصر.كان سبب انتشار الإشاعة أن العطفي حين اكتشف أمره أحيل الى المحاكمة في تكتم شديد، فقد أصدر السادات تعليمات مشددة للإعلام بالتكتم على الخبر الفضيحة، فماذا يقول الشعب حينما يرى أن 'الموساد' اخترق منزل رئيس الجمهورية؟!! آثر السادات أن يتجرع مرارة الضربة بمفرده، ومن هنا كثرت الإشاعات والأقاويل حول حقيقة العطفي ودوره بعد انكشاف أمره بعد وفاة الرئيس السادات.تقول بيانات الجاسوس إن اسمه علي خليل العطفي، من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة عام 1922، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فحسب، وبعدها عمل كصبي بقال، ثم عامل في أحد الأفران، ثم عامل في إحدى الصيدليات، ثم انتهى به المطاف للعمل في مهنة مدلّك، وكانت مهنة غير منتشرة في ذلك الوقت، ولا يهتم بها سوى الطبقة الأرستقراطية. عمل العطفي كمساعد لأحد المدلكين الأجانب، وبعد قيام الثورة، رحلت غالبية الأجانب من مصر، وخلت الساحة له، كون ممارسي مهنة التدليك من الأجانب، فكثر الطلب عليه، وازدحمت أجندة مواعيده، وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب 'خبير' علاج طبيعي، وكان هذا المصطلح حديث عهد في مصر، فلما ظهرت الحاجة لوجود العلاج الطبيعي في مصر ونشره كعلم ومهنة وجد لنفسه مكانا بين رواده، فانضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي في معاهد التربية الرياضية في مصر، وبدأت الدولة ترسل خريجي تلك المعاهد في بعثات تدريبية الى أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فعاد هؤلاء إلى مصر وهم يحملون درجات الدكتوراه. عام 1963 وجد العطفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية، بحسب اعترافاته في ما بعد، أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام، حيث عاش فترة في هولندا وتزوج منها، وحصل على الجنسية الهولندية، وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979. ارتبط العطفي من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين في مصر، وكان في مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن علي أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء في مصر، والسيد عثمان أحمد عثمان صهر السادات وصاحب أكبر شركة مقاولات في مصر وقتها. كان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادي الأهلي في ذلك الحين، والمدير الفني للمنتخب الكروي المصري وقتها، الذي جعله المشرف على الفريق الطبي للنادي الأهلي، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام 1972.كشفت التحقيقات التي أجريت مع العطفي أنه هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ، وبالتالي تمت الموافقة على اعتماده كعميل مخلص لهم. بعد الموافقة على تجنيده تم الاتصال به من القاهرة عن طريق أحد عملاء الموساد وطلب منه سرعة السفر إلى أمستردام، وبعد أربعة أيام كان هناك من دون أن يعرف لماذا طلبوه هناك، وما هي المهمة المكلّف بها، ومن سوف يلتقي به، وظل يتجول في شوارعها وبين حدائقها، حتى وجد فتاة تصدم به وهو يسير في إحدى الحدائق، وكادت تقع على الأرض، ولما حاول مساعدتها وجدها تناديه باسمه وتطلب منه قراءة الورقة التي وضعتها في جيب معطفه من دون أن يشعر! ثم اختفت الفتاة خلال ثوان بالكيفية نفسها التي ظهرت بها.مد العطفي يده لجيب معطفه وقرأ الورقة التي دستها الفتاة المجهولة، وكان فيها عنوان مطلوب منه أن يذهب إليه في اليوم نفسه بعد ساعات عدة، وعندما وصل الى بداية الشارع الذي فيه العنوان المذكور وجد سيارة سوداء تقف بجواره ويطلب منه سائقها أن يركب بسرعة، وبمجرد أن دلف داخل السيارة وانطلقت به فوجىء بالفتاة المجهولة التي أعطته الورقة بجواره. توقفت السيارة بالعطفي وبصحبته الفتاة المجهولة، أمام إحدى البنايات!! سار خلف الفتاة بين ردهات عدة حتى وصل الى حجرة ذات تجهيزات خاصة، كان فيها شخص ذو ملامح مصرية، وقف يستقبله قائلا: إيلي برغمان ضابط 'الموساد' المكلف بك، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة، ثم هاجرت مع أسرتي الى إسرائيل. ثم بدأ الاتفاق على تفاصيل العمل، فأخبره برغمان بأنه سيخضع لدورات تدريبية مكثفة، واتفق معه أيضا على المقابل الذي سيأخذه نظير خدماته لـ'الموساد'، وعُرض على جهاز كشف الكذب قبل أن تبدأ تدريباته على أعمال التجسّس. كان برنامج التدريب الذي خضع له العطفي يركز على تأهيله ليكون نواة لشبكة جاسوسية تخترق الوسط الطبي والأكاديمي في مصر، فدُرّب على استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال بالشفرة، وتصوير المستندات بكاميرات دقيقة، واستخدام الحبر السري، كذلك تضمن التدريب تأهيله نفسيا ومعنويا للتعامل مع المجتمع بوضعه الجديد، حتى أصبح العطفي مؤهلا تماما للقيام بالعمليات التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي داخل مصر.لكن برغمان كان ينظر للعطفي نظرة طموحة، ويرى فيه فرصة ذهبية تستحق أن تُقتنص، فقرر أن يطرح ما يفكر فيه على رئيس الموساد، وفي اجتماع موسع ضم رؤساء أفرع الموساد وكبار قادتها، فتح برغمان حقيبته وأخرج منها ملفات عدة سلم لكل شخص نسخة منها، وبدأ يطرح فكرته فقال: الدكتور العطفي متخصص في العلاج الطبيعي، وهو أحدث التخصصات الطبية في مصر، وقلة عدد الأطباء والأساتذة في هذا التخصص سوف تعطي له فرصة كبيرة للتميز في مجاله بقليل من المساعدات العلمية التي نقدمها له، حيث نستطيع أن نمده بأحدث الأدوية والكريمات، وندعوه لمؤتمرات علمية دولية في هذا التخصص، ونمول حملة دعائية عنه في مصر وخارجها، لتتردد عليه الشخصيات المهمة ذات المراكز العالية في الدولة، ليصبح قريبا من معاقل صنع القرار، ثم نصل لتنفيذ الفكرة التي تدور في خاطري، وهي أن الرئيس السادات يحرص على أن يكون بين أفراد طاقمه الطبي مدلّك خاص، فلماذا لا نحاول لأن يكون العطفي هو المدلّك الخاص للرئيس السادات؟ سيحتاج الأمر وقتا ليس بقصير ولمجهود كبير، لكننا سنخترق مؤسسة الرئاسة، وتكون حياة الرئيس المصري بين أيدينا! استمع رئيس الموساد وقادته لفكرة برغمان، وطلب من الحضور التصويت على الفكرة برفضها أو الموافقة عليها، وعلى مدى ساعات عدة ناقش الحضور الفكرة بكل تفاصيلها، وفي نهاية الأمر نجح برغمان في الحصول على موافقة الغالبية على فكرته، وتقرر سفره إلى هولندا لبدء تجهيز العطفي للمهمة الجديدة والتي أطلق عليها 'المهمة المستحيلة'. الجاسوس المجهول . عاد العطفي إلى مصر وتسلّم من مندوب 'الموساد' أدوات عمله كجاسوس، من حبر سري وشفرة، وجهاز إرسال واستقبال، وكاميرا دقيقة، ولم يكن يعرف شيئا عما خطّطه برغمان له، وخلال المرات التي سافر فيها إلى هولندا كان يُدرّب في أرقى المستشفيات التي تقوم بالعلاج الطبيعي، حتى أصبح بالفعل خبير تدليك، وتوالت عليه الدعوات من جامعات عدة ليحاضر فيها في تخصّصه، وطاردته الصحف المصرية والأجنبية لإجراء حوارات معه، وكان ذلك كله جزءاً من السيناريو الذي أعده برغمان له ليكون مدلّك السادات.في تلك الأثناء افتُتح في مصر أول معهد للعلاج الطبيعي، واختير العطفي ليكون أول عميد له، وذات يوم بينما هو في مكتبه بالمعهد فوجىء بمكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية يطلبه. خرج العطفي من المقابلة وهو لا يصدق أنه أصبح أحد أطباء رئيس الجمهورية، وخُصِّصت سيارة من رئاسة الجمهورية تأخذه كل يوم من بيته بحي الزمالك إلى حيث يوجد السادات في أي من قصور الرئاسة المتعددة. امتد عمله أيضا الى جميع أفراد أسرة الرئيس، وأصبح مقربا جدا من السادات، فهو الرجل الذي يدخل عليه وهو شبه عار ويسلم نفسه له، وتدريجيا اتسع نفوذه وزادت صلاحياته، ووصل الأمر إلى أن قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة كانت تفتح له، وبالتالي كان من المستحيل أن تفتَّش حقائبه!خلال تلك الفترة لم يدخر العطفي وسعا في إمداد الموساد بكل ما يتاح أمامه من معلومات، وشمل ذلك كل ما يدور في القصر الجمهوري، من مقابلات وحوارات. اطمأن العطفي تماما إلى أنه من المستحيل كشف أمره، وبدأ يتخلى عن حرصه، وبعدما كان يطوف جميع أحياء القاهرة، بل وغالبية مدن مصر بسيارته، ليلقي بخطاباته إلى 'الموساد'، وبعدما كان في كل مرة يلقي برسالته في صندوق مختلف عن سابقه، أصبح يلقي بخطاباته تلك في أقرب صندوق بريد يقابله بجوار المعهد أو النادي. كثرت سفرياته الى خارج مصر بحجج مختلفة، وبعدما كان يعمد لختم جوازه بتأشيرات مزورة لبلاد لم يزرها أصبح لا يهتم بذلك، بل يخرج من البلاد ويدخل وفي حقيبة يده ما يدينه بالتجسس، وكان تخلّيه عن حرصه هذا هو سبب اكتشافه.في آخر زيارة له الى أمستردام، قبل القبض عليه، وصلت به الجرأة أن يتوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية على قدميه أكثر من مرة، وهو الشخص الذي أصبح من الشخصيات العامة المعروفة، وفي إحدى تلك الزيارات التقطته عيون المخابرات المصرية، وصوِّر بصحبة عدد من رجال الموساد المعروفين لضباط المخابرات المصرية، وأُرسلت الصور إلى القاهرة، وكانت أجهزة المخابرات المصرية على مدى أشهر عدة سابقة لتلك الواقعة في حيرة شديدة بسبب يقينها من وجود جاسوس مجهول في مكان حسّاس ولا تعرف من هو، وكان لدى المخابرات المصرية معلومات مؤكدة بأن هذا الجاسوس المجهول ينقل لإسرائيل أسراراً دقيقة عن شؤون رئاسة الجمهورية، وعن حياة الرئيس الخاصة، فخُصِّص ملف في المخابرات المصرية باسم 'الجاسوس المجهول' تشير بياناته إلى أنه قريب جدا من دائرة صنع القرار السياسي، فهو يبلّغ إسرائيل أولا بأول كل تحرّكات الرئيس السادات. تسلم الملف العميد محمد نسيم، الشهير بنسيم قلب الأسد، أحد أكفأ ضباط جهاز المخابرات المصريين على مدى تاريخه، وبدأ نسيم تحرياته المكثفة للكشف عن سر الجاسوس المجهول كان العميد محمد نسيم هو المسؤول عن ملف العطفي، ولأيام عدة لم تر عيناه النوم،الى أن اكتمل ذلك الملف وضم أدلة كثيرة على إدانته، فعُرض على الرئيس السادات شخصيًا. في البداية شكك السادات في صحة المعلومات التي قدمها له رئيس المخابراتالمصرية، وسأله عن الضابط المسؤول عن ملف العطفي، فلما علم بأنه محمد نسيم صدّق كل كلمة لثقته الشديدة بالأخير. ولشدة خصوصية الموضوع ومدى حساسيته،أمر السادات باطلاعه أولا بأول على كل ما يستجد في موضوع العطفي، وأمر بإعطاء ملفه صفة 'شديد السرية'، وهي أعلى درجات التصنيف المخابراتي، ثم صدرت بعد ذلك أوامر عليا بإنهاء الملف والقبض على العطفي. صدرت الأوامر لضابط المخابرات المصري في هولندا، بإحكام الرقابة على العطفي وضرورة ألا يشعر هو بذلك كي لا يلجأ إلى السفارة الإسرائيلية، أو تتدخل السلطات الهولندية وتمنع تسليمه لمصر. عندما توجه العطفي الى شركة الطيران ليحجز تذكرة رجوع الى مصر، تلقى ضابط المخابرات أمرا بأن يعود معه على الطائرة نفسها ويقبض عليه في المطار بمجرد نزوله من الطائرة، وفي 22 اذار (مارس) 1979 أقلعت الطائرة من مطار أمستردام وعلى متنها ضابط المخابرات الذي تأكد من وجود اسم العطفي على قائمة الركاب في الرحلة ذاتها، وبعد هبوط الطائرة على أرض مطار القاهرة وقف تحت سلّمها ينتظر نزول العطفي، وكانت المفاجأة الصاعقة أن العطفي اختفى، أين ذهب؟ هل تبخر؟ تحرك الضابط والتقى زملاءه في مكتب المطار فأكدوا له أن العطفي لم يخرج من الطائرة، فأبلغوا العميد محمد نسيم الذي تمكن بأساليبه الخاصة من معرفة أن العطفي في منزله، وأنه عاد الى مصر على طائرة أخرى قبل موعد تلك الرحلة بيومين، وكان ذلك من الأساليب المضلّلة التي يتبعها العطفي في تنقلاته، وكان لا بد من وضع خطة أخرى للقبض عليه.في صباح اليوم التالي تلقى العطفي اتصالا من صحافي في مجلة 'آخر ساعة' أخبره فيها بأنه يريد إجراء حوار مطوّل معه عن آخر المستجدات في مجال العلاج الطبيعي، وتحدد له موعد التاسعة مساء، وقبل انتهاء المكالمة توسّله الصحافي أن يحبس الكلب الوولف المخيف الذي يلاصقه في تحركاته كلها، فوعده العطفي بذلك وهو يضحك ولا يعلم أن ما تم كان بترتيب محكم من المخابرات المصرية.في الثامنة والنصف من مساء 23 اذار (مارس) 1979، كان حي الزمالك بالكامل محاطاً بسياج أمني على أعلى مستوى لكن من دون أن يشعر أحد، فهذا أحد أحياء القاهرة المعروف برقيّه وبأن عددا كبيرا من سفارات الدول الأجنبية موجود فيه، ويسكنه الكثير من رجال السلك الدبلوماسي الأجانب في القاهرة، ونظرا الى خطورة المهمة وحساسيتها كان من الضروري التحسب لأي شيء مهما كان، وأمام العمارة رقم 4 في شارع بهجت علي في الزمالك بدا كل شيء هادئا، وعلى مقربة منها توقفت سيارات سوداء عدة تحمل أرقامًا خاصة، ونزل منها أناس يرتدون الملابس المدنية ولا يبدو عليهم شيء غريب. كان العطفي ينتظر ضيفه الصحافي المتفق على حضوره في هذا الوقت. وصل رجال المخابرات إلى باب شقته التي تشغل دورا كاملا بالعمارة المملوكة له ذاتها ويسكنها عدد من علية القوم، ففتحت الشغالة لهم باب الشقة لتصحبهم إلى الصالون، لكنها فوجئت بالعميد محمد نسيم يقتحم غرفة المكتب ليواجه العطفي الذي كان جالسا على مقعده الوثير ينتظر ضيفه الصحافي، وعلى رغم المفاجاة المشلة إلا أنه حاول أن يبدو متماسكا، فأعطى نسيم أوامره لرجاله بأن ينتشروا داخل المنزل.أخرج نسيم أوامر النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله وأطلعه عليها، وذلك لاتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، فتصنّع العطفي الذهول والدهشة مما يسمع، وبدا يتحدث بنبرة تهديدية لنسيم يحذره فيها من مغبة ما يقوم به، لكن الرجل الذي يعي عمله جيدا واصل مهمته، وقطع ذلك حضور شريف ابن العطفي الطالب بكلية الهندسة، الذي فوجئ بالمشهد المهين لوالده، ودار حوار بالألمانية بين شريف ووالده، قال فيه الابن لأبيه أنه سيطلب جمال نجل السادات كي يخبر أونكل السادات بما يتم، وكان بين الحضور ضابط يجيد الألمانية فأخبر وكيل النيابة الموجود مع المجموعة، بحقيقة ما يريده الابن، فطلب ألا يتم ذلك منعًا لحدوث أي بلبلة تعوق المهمة. التوبة تحدث العميد نسيم قائلا: 'دكتور عطفي... أنت متهم بالتخابر مع دولة أجنبية، ونحن جئنا لتنفيذ أمر بالقبض عليك'، فقال العطفي: 'أنت عارف بتكلم مين؟'، ثم اتجه إلى الهاتف وأمسك بسماعته، لكن نسيم أخذها منه وقال له: 'أولا، إجراءات المخابرات لا يستطيع أحد أن يوقفها ولا حتى رئيس الجمهورية، وثانيا، رئيس الجمهورية على علم تام بكل ما يحدث الآن بل ويتابعه بصفة شخصية، ويجلس الآن ينتظر خبر القبض عليك، ثم أخرج له صورة مع ضباط الموساد التي التقطت له أمام السفارة الإسرائيلية في هولندا، فانهار العطفي وألقى بجسده على أقرب مقعد'.قال العطفي: 'أنا هقول على كل حاجة، بس قبل ما أتكلم عايز أقولكم على حاجة مهمة، كنت ناوي أتوب تماما الأسبوع الجاي، وسافرت أمستردام الأسبوع اللي فات مخصوص عشان أبلغهم قراري، وكنت ناوي أحج السنة دي، وضابط المخابرات الإسرائيلي أبلغني أني أقدر آخد أسرتي وأسافر بهم إلى تل أبيب، وأنا بقترح عليكم دلوقتي إن الأمور تمشي على طبيعتها، أسافر هناك ... ومن هناك أقدر أخدم مصر.. وأكفر عن اللي فات، فقال له العميد نسيم مستدرجا إياه: اقتراح جميل ومقنع تماما، اتعاون معانا بقى عشان نقدر ننفذ الكلام ده'.ابتلع العطفي هذا الطعم، وبدأ يقص حكايته من الألف إلى الياء، لكنه استخدم ذكاءه وأدخل كثيرا من الحكايات الكاذبة في قصته، ولاحظ رجال المخابرات ذلك، فتركوه يحكي ما يريد، ثم سألوه عن طريقة اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية فقال بأن ذلك يتم عن طريق خطابات مشفرة على ورق كربون ويقوم بإرسالها من خلال البريد، وكانت تلك هي أول الأدلة المادية على تورّطه في التجسس.أخرج العطفي من بين أوراقه 'بلوك نوت' عليه بادج المعهد العالي للعلاج الطبيعي، كانت صفحاته بيضاء، وبين أوراقه ورقة مكتوب عليها 'بسم الله الرحمن الرحيم' فأشار إلى أنها ورقة الكربون التي يستخدمها كحبر سري، ثم مد يده بين صفوف كتب مكتبته وسحب كتابا معينا وقال: هذا كتاب الشفرة، فنادى نسيم على واحد من رجاله وسلمه الكربون وكتاب الشفرة، وبإشارات خاصة ومن دون كلام تناولهما الضابط، وبعد لحظات أعطاهما لنسيم وهو يشير بإشارات خاصة ومن دون كلام أيضاً، لكن نسيم عرف أن العطفي يراوغ، لأن الكتاب الذي أعطاه لهم ليس هو كتاب الشفرة، فما كان منه إلا أن حدّثه بلهجة حادة: أين كتاب الشفرة الحقيقي؟ فقام العطفي لإحضاره من مكان آخر، عندها طلب نسيم تفتيش زوايا المنزل وأركانه كافة، ثم عاد العطفي ومعه كتاب الشفرة الذي فُحص وتأكدوا من صحته. كانت الزوجة انضمت الى الحضور وكذا الابن الثاني عمر، وأخبرهم رجال المخابرات بحقيقة رجل البيت الذي يتجسس لحساب إسرائيل، فانهارت الزوجة ـ التي ثبت يقينا في ما بعد عدم علمها بالأمر ـ وأقبلت عليه تصرخ وهي توبّخه بألفاظ نارية، وكذا ابنه الكبير، بينما انخرط العطفي في نوبة بكاء شديدة. امتدت الجلسة حتى السابعة من صباح اليوم التالي، وأشار نسيم لاثنين من رجاله بمصاحبة الزوجة وولديه لجمع حاجاتهم ومغادرة المكان، فلقد أصبح منذ تلك اللحظة خاضعا لسيطرة رجال المخابرات، وبدأ فريق الضبط يستعد لمغادرة المكان ومعهم صيدهم الثمين، إنه الدكتور علي العطفي الطبيب الخاص لرئيس الجمهورية، يخرج ذليلا منكسرا بين أيدي رجال المخابرات المصرية متّهمًا بأقبح تهمة. السادات يتابع العمليّة كانت الساعة 9 صباحًا حينما خرج نسيم بصحبة عدد من رجاله وبينهم العطفي، في حين بقي بعض رجال المخابرات داخل الشقة وخارجها، في حين كان هناك فريق آخر سبقهم إلى مقر المعهد العالي للعلاج الطبيعي، وصعد إلى حيث مكتبه. بعد لحظات، جاءت السيارة التي تقل العطفي وتوقفت داخل أسوار المعهد، وشاهد الطلاب والأساتذة عميدهم مقبوضا عليه، وفي مكتبه عثر رجال المخابرات على ضالتهم، إنه جهاز اللاسلكي المتطور الذي يستخدمه العطفي في بث رسائله، كان مخبأ في مكان سحري لا يستطيع أحد الوصول إليه سواه، ثم خرج الجميع بعد الأمر بتشميع مكتبه.منذ خروج فريق الضبط الى منزل العطفي ورئيس جهاز المخابرات المصرية لم يغادر مكتبه،وكان يتابع لحظة بلحظة عملية الضبط والتفتيش، حتى دخل عليه نسيم قلب الأسد مؤديًا التحية العسكرية ويبشره بانتهائها على خير ما يرام، وفورًا أمسك رئيس المخابرات بالتلفون وطلب الرئيس السادات الذي كان متلهفا هو الآخر الى سماع الخبر، لكن السادات طلب أن يسمعه من نسيم شخصيًا، وحضور الإثنين إلى استراحة الرئاسة في منطقة الهرم، وأمام السادات روى نسيم كل تفاصيل عملية الخيانة التي تورط فيها طبيبه الخاص، وعملية القبض وما وجدوه لديه من أدلة دامغة تثبت تجسسه، فأصدر السادات تعليماته بأن تتم العملية في طي الكتمان، وألا تنشر أجهزة الإعلام عنها أي شيء. على مدار 20 يوماً توالت اعترافات العطفي لأجهزة التحقيق، و سُوّدت أكثر من 1000 ورقة باعترافاته. لكن خلال أيام التحقيق الأولى كان العطفي مصممًا على أنه لم يعمل بالتخابر إلا منذ عام 1976، لكن تقرير المخابرات جاء ليؤكد أن العطفي كان على علاقة بـ'الموساد' منذ عام 1972، وأنه كان يرسل برسائله اللاسلكية المشفرة منذ ذاك التاريخ، وتم التأكيد من ذلك بفحص جهاز الإرسال الذي ضُبط عند العطفي، ومطابقة تردده مع الترددات المجهولة التي رصدتها أجهزة المخابرات منذ عام 1972 وعجزت وقتها عن تحديد مصدرها، وكان من بين أحراز القضية جهاز دقيق يستخدم في عرض الميكروفيلم، وكارت بوستال ذو تصميم خاص فيه جيب سري للغاية يوضع به الميكروفيلم.أثناء التحقيق معه، أصدر المدعي العام الاشتراكي في مصر قرارا في 3 نيسان (أبريل) 1979 بمنع العطفي وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم، فحُصرت وفُرضت الحراسة عليها، وبناء على هذا القرار أصدرت محكمة القيم حكما في 1 اذار (مارس) 1981 بمصادرة أموال وممتلكات العطفي وأسرته لصالح الشعب، وكانت ثروته أثناء القبض عليه تقدر بمليونين ومائتي ألف جنيه. أما العطفي فأحيل الى محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته على رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الذي تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل. بعد صدور الحكم على العطفي، قام الابن الأكبر له بنشر إعلان مدفوع الأجر على مساحة كبيرة من صحف عدة يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر. بعد وفاة السادات وتولي الرئيس مبارك الحكم، تقدم العطفي بالتماسات عدة له بطلب الإفراج عنه لظروف صحية، لكن مبارك رفض الموافقة على تلك الطلبات التي كان آخرها عام 1987،وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهانا حتى وفاته في 1 نيسان (ابريل)عام 1990، ورفضت أسرته استلام جثته، فدُفنت في مقابر الصدقة. أول عملية مخابرات مصرية تُنشَر تفاصيلها كاملة بدأت أحداث هذه القصة قبل حرب أكتوبر وفى أثناء حرب الاستنزاف , و كانت مصر تقوم فى هذا الوقت ببناء حائط الصواريخ , الذي عانت فيه إدارة الجيش المصرى الأمرين بسبب صعوبة المهمة وبسبب حدوث اختراق أمنى خطير على طول خط الجبهة وفى مواقع بناء منصات الصواريخ , فبمجرد انتهاء العمال من بناء الموقع كانت الطائرات الإسرائيلية تأتى مباشرة إلى الموقع وتدمره تماما بل وقتل بعض العاملين فى المواقع من جراء القصف الاسرائيلى الذي بدا وكأنه يعرف طريقه واتجاهاته جيدا , وحار الجيش المصرى فى تفسير الأمر الى أن استطاعت المخابرات المصرية حل اللغز , لقد كان هناك احد الضباط الذي يعمل على الجبهة ينقل المعلومات وأماكن بناء المنصات الى واحدة من اخطر الجواسيس العاملين فى مصر على مر العصور..الى الجاسوسة هبة سليم التي لقبت بملكة الجاسوسية المتوجة , والتي عرض التليفزيون المصرى قصتها فى فيلم بعنوان الصعود الى الهاوية وتحت اسم العميلة عبلة كامل , وفى عملية مثيرة استطاعت المخابرات المصرية استدراج هبة سليم الى ليبيا , ومن هناك تم شحنها – بالمعنى الحرفي للكلمة – الى مصر , لتلقى جزائها العادل وتعدم بعد حرب أكتوبر وأثناء مفاوضات السلام وذلك عندما أرادت جولدا مائير أن تجعل هبة سليم من ضمن الاتفاقية , فأخبرها السادات أن هبة سليم قد أعدمت اليوم , ولم تكن قد أعدمت فعلا ليصدر السادات أمرا عاجلا وسريا بإعدام هبة سليم على الفور لقطع الطريق على اى محاولات إسرائيلية لاستعادتها. المهم انه بعد القبض على هبة سليم والضابط الذي كان يعاونها على خط الجبهة – والذي اعدم أيضا رميا بالرصاص- استطاعت مصر إكمال بناء حائط الصواريخ الذي ساهم بشكل كبير فى صد الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر بل وصدرت الأوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاقتراب من الحدود المصرية لمسافة عدة كيلومترات بسبب هذا الحائط , ولكن وقبل الحرب مباشرة حدث تطور كبير فى الأحداث كان من شانه إضعاف قدرات الدفاع الجوى المصرى , وهنا تبدأ قصتنا الحقيقية... لاحظ القائمون على الدفاع الجوى المصرى أن الطائرات الإسرائيلية أصبحت تستهدف مباشرة وحدات الرادار الخاصة بالجيش المصرى , ونظرا لخطورة الأمر فقد تم إخطار المخابرات للتحري عن الموضوع , لتكتشف أن إسرائيل حصلت على سلاح امريكى جديد وخطير قد يقلب الموازين فى الصراع المصرى الاسرائيلى , صاروخ امريكى جديد اسمه (( beam rider أو راكب الشعاع , هذا الصاروخ كان يعمل بتقنية جديدة ومدهشة ...فعندما تدخل الطائرات الإسرائيلية الى الحدود المصرية يقوم الرادار بكشفها عن طريق توجيه شعاع إليها وتحديد مكانها واتجاهها , هذا الصاروخ كان – يركب – الشعاع وينطلق فى اتجاه الرادار ليصيبه فى منتصفه تماما !!! وكان استمرار استخدام هذا الصاروخ يعنى التفوق الكاسح للطيران الاسرائيلى لعدم إمكانية كشفه , بالإضافة الى انتهاء فاعلية الصاروخ السوفيتي الرهيب سام-7 والذي كان يوجه عن طريق الرادار أيضا , لتكون الضربة القاصمة للدفاع الجوى المصرى .. وانطلق رجال المخابرات للسيطرة على الموقف , وكان الهدف الأول لديهم هو الحصول على تصميمات هذا الصاروخ الجديد والحصول على عينة من الصاروخ نفسه لدراستها ومعرفة نقطة ضعفه , وبدأ الرجال فى البحث والتقصي ومحاولة إيجاد طريقة لإبطال فاعلية هذا الصاروخ الجديد , ليخرج احد الرجال بفكرة عبقرية مفادها انه إذا كان هذا الصاروخ أمريكيا فلابد انه أمريكا تستخدمه ألان فى حربها على فيتنام , فيجب علينا أن نتجه الى هناك للبحث عن الطريقة التي واجه الفيتناميون بها هذا الصاروخ , و ربما الحصول أيضا على نسخة منه.. ولاقت الفكرة إعجاب الجميع , وتم الاتصال بأحد رجال المخابرات فى فيتنام ويدعى مصطفى رستم , وتم إسناد المهمة له . و ما حدث بعد ذلك جدير بان تؤلف عنه الروايات وتخرج له أفلام لا حصر لها , لقد استطاع مصطفى رستم تحقيق المستحيل , هذا الرجل العبقري استطاع تحديد موقع القيادة المركزية للجيش الفيتنامي مع العلم بأن هذا الموقع كان متحركا !! نعم لقد كانت قيادة الجيش الفيتنامي تتحرك طوال الوقت وهى عبارة عن سبعة عربات محمية جيدا ومخبأة بعناية داخل الغابات الفيتنامية الرهيبة , وجدير بالذكر أن الجيش الامريكى ومخابراته لم يستطيعوا أبدا طوال الحرب على فيتنام معرفة مكان هذا الموقع , وقام مصطفى رستم بالاتصال مع القيادة الفيتنامية , التي كانت قد توصلت الى التصميمات الخاصة بالصاروخ –عن طريق الحصول على عينة من احد الصواريخ التي لم تنفجر وفكها ودراستها وهو ما كانت المخابرات المصرية ستفعله فى المقام الأول- وحصل مصطفى رستم على التصميمات , وأرسلها الى مصر ليقوم الخبراء بفحص التصميمات الذين أكدوا على أهمية الحصول على عينة من الصاروخ لدراسته بشكل عملي , ومرة أخرى ينطلق مصطفى رستم للحصول على عينة الصاروخ وبمعاونة القوات الفيتنامية حصل رستم على صاروخ كان قد وقع فى احد المستنقعات ولم ينفجر , ولا اعلم كيف استطاعت المخابرات المصرية نقل الصاروخ من فيتنام الى مصر رغم انف الجيش الامريكى ومخابراته , المهم انه وصل وتمت دراسته واستطاع الخبراء المصريون وبناء على دراسة الصاروخ وتصميماته إيجاد الطريقة المثلى لإبطال فاعليته , عن طريق عمل تعديل فى طريقة عمل الرادار نفسه , ونجحت الفكرة – والتي لم يتسن لي الحصول على تفاصيلها بعد – وتم تنفيذها , وجاءت الطائرات الإسرائيلية بمنتهى الثقة والغرور بل والإهمال الناتج عن تأكدهم التام من عدم إمكانية التصدي لهم , وأطلقوا صواريخهم نحو وحدات الرادار المصرى ليفاجئوا وتربط الصدمة ألسنتهم عندما شاهدوا بأعينهم فخر التكنولوجيا الأمريكية وهى تطيح فى الهواء وتلف فى دوائر بلا هدف الى أن تسقط على الأرض , وينطلق الصاروخ السوفيتي الرهيب سام-7 ليسقط الطائرات الإسرائيلية مثل الذباب الذي تعرض لرشة من مبيد حشري قوى فسقط بلا حول ولا قوة وليسطر رجال المخابرات المصرية أسطورة جديدة تضاف الى سجل انتصاراتهم . تم النشر بقلم :al7afe |
توقيع : al7afe |
|