قد يتعجب البعض من عنوان الموضوع، و لكن للأسف هو حقيقي، سببه "الرياء" ذلك الوجه المستعار الذي عشقه صاحبه...
الرياء مشتق من الرؤية، و المراد به إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوا صاحبها، و هو يبطل كل الأعمال الحسنة، قال الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" -سورة البقرة - الآية : 264 -
فالرجل الذي عوّد نفسه على الرياء، يصبح لا يعمل العمل الذي يُبتغى به وجه الله، إلا بحافز من نظرات الناس، فلا يصلي إلا بمحضرهم، و لا يعمل خيرا إلا بثنائهم، فتغيب عنه لذة المخلصين في العبادة و الأعمال الصالحة، و سيعلم في قبره أن أعماله لم تكن إلا سرابا بقيعة، يحسبه الضمآن ماء، حتى يصله فلا يجده شيئا، و سيجد الله عنده، فيفيه حسابه، و الله سريع الحساب، تتبخر هذه الأعمال التي لم تكن في الحقيقة إلا فقاعة أزالتها نفخة من فم الحقيقة، و ليت الأمر توقف عند "عدم قبول الأعمال" فقط ! بل صار الرياء سببا من أسباب العقوبة في الآخرة.